منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    حقيقة دعوة ابن تومرت

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : حقيقة دعوة ابن تومرت 710
    عارضة الطاقة :
    حقيقة دعوة ابن تومرت Left_bar_bleue90 / 10090 / 100حقيقة دعوة ابن تومرت Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    حقيقة دعوة ابن تومرت Empty حقيقة دعوة ابن تومرت

    مُساهمة من طرف Admin السبت فبراير 19 2011, 23:36

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    حقيقة دعوة ابن تومرت


    مني العالم الإسلامي منذ عصر صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر بظهور العديد من الدعوات والدول التي لبست ثوب الإسلام ، واتخذته شعاراً ظاهراً لتحقيق مطامح ومطامع خفية تهدف إلى النيل من الإسلام وحرب المسلمين بشعار الإسلام واسمه ، وما دعوات الرافضة ، والقرامطة ، والعبيديين ، والموحدين إلا ضرباً لتلك الدعوات والدول على مدار التاريخ الإسلامي .
    وإذا كانت الدعوات والدول الثلاث الأولى قد كتب عنها كثير من المؤرخين والكتاب المحدثين ، فأبانوا حقائقها ، وكشفوا للناس زيفها وبطلانها ؛ فإن دعوة الموحدين -التي أسسها ابن تومرت- كان نصيبها من الدراسات قليل [1] ، ولهذا خفي على كثير من المسلمين حقيقتها ، لاسيما وقد سماها مؤسسها بدعوة الموحدين ،
    فظنوا بها خيراً ، ونسبوها إلى الصلاح والاستقامة [2] ، علماً بأنها كانت خلاف ذلك كما يوحي بهذا تراثها الفكري وتاريخ مؤسسها وداعيها الأول محمد بن تومرت وهذا ما دفعني إلى دراسة هذه الدعوة والتعرف على أسسها العقدية لبيان حقيقتها وكشف زيفها ، معتمداً في ذلك بعد الله -سبحانه وتعالى- على أقوال ابن تومرت وأفعاله ، وما دونه لنا المؤرخون المعاصرون لتلك الدعوة ، حيث إن مؤلفات ابن تومرت وتلاميذه من أمثال البيدق ، وابن القطان ، وابن صاحب الصلاة موجودة بين أيدينا ، إضافة إلى أن الفترة التي ظهرت فيها دعوة الموحدين حظيت بوجود العديد من المؤرخين الذين عاصروا تلك الدعوة أو عاشوا قريباً منها ، فكتبوا عنها ،وهم شهود عيان لما كتبوا من أمثال المراكشي وابن خلدون ، وابن أبي زرع ، وغيرهم .
    وسأنهج في دراستي لدعوة الموحدين أن أقوم أولاً بتتبع نشأة تلك الدعوة وبيان المراحل والأطوار التي مرت بها ، وموقف الناس منها ، ثم أخلص بعد ذلك إلى بيان أهم الأسس العقدية التي قامت عليها ، ومدى قربها أو بعدها من الأسس الإسلامية الصحيحة .
    الاتجاه الفكري للدول الإسلامية التي قامت في شمال بلاد المغرب :
    لعل من المناسب بادئ ذي بدء أن نبين الاتجاه الفكري للدول الإسلامية التي ظهرت في بلاد المغرب الإسلامي -الشمال الأفريقي- منذ القرن الثاني وحتى القرن الخامس لنعرف مكان دولة الموحدين بينها ، والأرضية التي ظهرت فيها تلك الدعوة وأصبح لها كيان سياسي يحميها ، ذلك أنه بعد أن ضعفت قبضة الخلافة الإسلامية بالمشرق على الشمال الأفريقي ظهر هناك العديد من الدول الإسلامية التي أعلن
    بعضها استقلالها عنها ، بينما بقي البعض منها موالياً لها ولاًء صورياً ، وقد تباينت اتجاهات ومشارب تلك الدول حيث انقسمت إلى أربعة اتجاهات رئيسة هي :
    1- الاتجاه السني ويمثله دولتا الأغالبة والمرابطين ، والدولة الزيرية
    الصنهاجية في آخر عمرها .
    2- الاتجاه الخارجي ويمثله دولتا الرستميين والمدراريين [3] .
    3- الاتجاه الرافضي ، ويمثله دولة العبيديين .
    4- الاتجاه الاعتزالي ويمثله دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى .
    وبالإضافة إلى هذه الاتجاهات الرئيسة فقد كان هناك اتجاه خامس هو اتجاه دولة الموحدين والذي كان يجمع بين هذه الاتجاهات وغيرها من الاتجاهات الفكرية الأخرى ، إذ أن محمد بن تومرت مؤسس هذه الدولة استقى من جميع هذه المشارب بل زاد عليها ما يرى أنه يخدم ميوله وأهدافه ، ولهذا جاءت الأسس الفكرية لهذه الدولة خليطاً مضطرباً كما سنرى .
    الأسس الفكرية لدعوة ابن تومرت :
    لما كانت الأسس الفكرية -العقدية- لكل دولة أو جماعة أو فرد هي الموجه الحقيقي لحركاتها وسكناتها فإن دراسة تلك الأسس مطلب ملح قبل دراسة تاريخ الدولة أو الجماعة أو الأفراد .
    ودولة الموحدين أول من وضع أسسها الفكرية هو محمد بن عبد الله ابن تومرت الصنهاجي ، ولد في الثلث الأخير من القرن الخامس الهجري ببلاد المغرب الأقصى ، وقد اختلف المؤرخون في تحديد سنة مولده [4] .
    ادعى ابن تومرت النسب القرشي ، وأنه من سلالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد أقر بعض المؤرخين هذا الادعاء [5] ، لكن طائفة أخرى من المؤرخين أنكرت هذا الادعاء وقالت إن ابن تومرت دعيّ فيه فهو من هرغة إحدى قبائل المصامدة البربرية حيث عرف بمحمد بن تومرت الهرغي [6] كما قال بهذا الرأي من الكتاب المحدثين محمد عبد الله عنان -رحمه الله- ، إذ يرى أن هذا الادعاء ما هو إلا نحلة باطلة وثوب مستعار قصد من ورائها ابن تومرت أن يدعم بها صفة المهدي التي انتحلها أيضاً شعاراً لإمامته ورياسته [7] .
    ولا يشك المتتبع لتاريخ ابن تومرت في كذبه بهذا الادعاء وأنه إنما قال به ليتخذه جسراً يصل عن طريقه لأغراضه وطموحاته ، ويتأكد هذا إذا علمنا أن معظم المؤرخين الذين أثبتوا له هذا النسب إنما هم من تلاميذه ، أو من مؤرخي الدولة الموحدية الذين سجلوا تاريخها بوحي من سلاطينها وأمرائها ، وبتأثير من نزعتهم العقدية الباطلة .
    حفظ ابن تومرت القرآن الكريم ودرس بعض العلوم الإسلامية في بلاد
    المغرب في صباه ، ثم ارتحل سنة 501 هـ إلى الأندلس ، ثم إلى بلاد المشرق حيث تنقل بين عواصمه الثلاث (بغداد) و (مكة) و (القاهرة) [8] ، وقد أفاد من هذه الرحلة علماً غزيراً لاسيما في العلوم العقلية واللسانية [9] ، حيث أعانه على ذلك ذكاؤه المفرط ومثابرته وهمته العالية [10] .
    بداية ظهور ابن تومرت :
    كان وضع معظم بلدان العالم الإسلامي في مطلع القرن السادس الهجرى مضطرباً فالخلافة العباسية بالمشرق قد دب فيها الضعف ، كما أن دولة العبيديين بمصر قد كرهها الناس بسبب غلو حكامها وأعمالهم العدائية ضد الإسلام والمسلمين أما بلاد المغرب والأندلس فتخضع لحكم دولة المرابطين ، وكانت قبضتها قوية واتجاهها اتجاه سني حيث كان يتولى أمرها آنذاك السلطان علي بن يوسف بن تاشفين (500 - 537 ه) وكان سلفياً ورعاً مجاهداً وهذا ما جعل الطريق صعباً أمام ابن تومرت الذي بدأ ظهوره في بلاد المرابطين ، ولهذا جاءت سهامه مسلطة ضد هذه الدولة وسلطانها ، فبعد أن وصل إلى المغرب سنة 505هـ بدأ يدعو الناس إليه [11] ، ولما كانت دعوته تقوم على أسس عقدية يشوبها كثير من الغبش والانحراف فإنه لم يجرؤ في بادئ الأمر على إظهارها للناس صراحة ، ولهذا انتحل صفه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يذكر البيذق [12] -أحد تلاميذ ابن تومرت- أنه نهج هذا الأسلوب في بادئ الأمر ، وأنه كان إذا خشي بطشاً خلط في كلامه حتى ينسب إلى الجنون [13] ، وهذا منهج كثير من الفرق الباطنية حيث يلجأون إلى العبارات الموهية حتى لا تنكشف عقائدهم .
    ظل ابن تومرت مدة عشر سنوات (505 - 515 ه) ينتقل بين أقاليم ومدن المغرب الأقصى لعرض دعوته على الناس ونشر أفكاره بينهم فكثر أنصاره ومؤيدوه وذاع صيته بينهم وتعارف الناس به [14] ، فأضحى خطره يهدد كيان دولة المرابطين ، حينئذ استدعاه السلطان علي بن يوسف وسأله : ما هذا الذي بلغنا عنك ؟ فأجابه ابن تومرت في قوة بأنه يطلب الآخرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وأن هذه مسؤولية الحاكم قبل غيره ، ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان علي بن يوسف حين سمع ذلك أطرق برأسه إلى الأرض ملياً ثم أمر الفقهاء بمناظرته واختباره [15] ، فلما ناظروه تبين لهم حقيقة ما يحمله ابن تومرت من آراء ومعتقدات تخالف طريقة أهل السنة والجماعة ، فأوصوا السلطان بسجنه سداً للذريعة ودرءاً للفتنة ، لكن أحد المرابطين شفع فيه فأمر السلطان بإخراجه من مراكش ولم يسجنه [16] .
    أدرك ابن تومرت بعد ذلك المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين ، لاسيما أن دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف ، فقرر الانتقال الى بلاد السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة515 هـ وذلك لضمان الحماية اللازمة لدعوته [17] .
    وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء قبيلته حيث التف حوله الكثير من المؤيدين والأنصار فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة لدعوته حيث شرع بتدريسهم على شكل حلقات ودروس منظمة ومن خلال تلك الدروس بث أفكاره بين تلاميذه ، وأخذ يعدهم إعداداً خاصاً ، فألف لهم كتاباً سماه كتاب التوحيد بلسانهم البربري قسمه إلى سبعة أحزاب عدد أيام الأسبوع ، وأمرهم بقراءة حزب واحد منه في كل يوم بعد صلاة الصبح [18] ، ويحتوي هذا الكتاب على معظم أفكار ابن تومرت والأسس العقدية لدعوته ، ولهذا يذكر ابن أبي زرع أن ابن تومرت قال لتلاميذه : من لا يحفظ هذا (التوحيد) فليس بمؤمن وإنما هو كافر لا تجوز إمامته ولا تؤكل ذبيحته فصار هذا التوحيد عند المصامدة كالقرآن العزيز " [19] .
    وهكذا كفّر ابن تومرت من لا يتعلم مبادئ دعوته ويعمل بها ولاشك أن هذا الشطط والمغالاة جعلت الكثير من اتباعه ينصرفون عن الأسس الإسلامية الصحيحة إلى ما يقول به ويدعو إليه فغالوا في تعظيمه لدرجة العبودية -والعياذ بالله- .
    لما شعر ابن تومرت بقبول دعوته في أوساط الهرغيين رأي توسيع إطارها المكاني فاختار جماعة من أصحابه أرسلهم إلى القبائل القريبة من بلاد السوس لاستمالة تلك القبائل للدعوة الموحدية [20] ، وبعد أن اطمأن إلى قوة دعوته وإلى تمكنه من قلوب أصحابه أخذ يشوقهم إلى (المهدي المنتظر) " ... فلما قرر في نفوسهم فضيلة المهدي ونسبه ونعته ، ادعى ذلك لنفسه وقال أنا محمد بن عبد الله ... ورفع نسبه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصرح بدعوى العصمة لنفسه وأنه المهدي وبسط يده فبايعوه .. ثم صنف لهم تصانيف في العلم منها كتاب سماه (أعز ما يطلب) .. " [21] .
    كانت هذه هي خطوات ابن تومرت في تمهيد الطريق وجهوده في تأسيس قواعد البناء قبل أن يدعو إلى مبايعته بالإمامة ويعلن قيام الدولة الموحدية ، وقد أعان ابن تومرت على اجتذاب المؤيدين في بلاد السوس ما كان يتمتع به أهلها من سذاجة وجهالة وادعاءه النسب القرشي فضلاً عما يتمتع به ابن تومرت من ذكاء وعلم وقدرة على التأثير والتنظيم [22] .
    مبايعة ابن تومرت بالإمامة :
    لما اطمئن ابن تومرت إلى قاعدته وحسن ولائهم له دعا الناس إلى مبايعته حيث يذكر ابن القطان أنه قام خطيباً فيهم ومما جاء في خطبته : " ... الحمد لله الفعال لما يريد ، القاضي بما يشاء ، لا مرد لأمره ولا معقب لحكمه ، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً ، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل ، وأزيل العدل بالجور ، مكانه بالمغرب الأقصى واسمه اسم النبي ، ونسبه نسب النبي .. " [23] . وبعد هذه الخطبة قام الناس فبايعوه بالإمامة وكان ذلك في الخامس عشر من شهر رمضان سنة 515ه [24] .
    وهكذا نرى كيف أن ابن تومرت لم يجرؤ على إعلان ذلك الشطط في دعوته إلا بعد أن وثق من ولاء عامة الناس له، وفي هذا يقول ابن خلدون: » ولما كملت بيعته لقبوه بالمهدي وكان لقبه قبلها الإمام « [25] .
    وقد جاءت مبايعة ابن تومرت إماماً للموحدين قرب مراكش دون تصد ومقاومة من قبل المرابطين أصحاب السلطة الشرعية هناك ، بل ودون إحساسهم بالخطر الداهم قرب عاصمتهم شاهداً على ضعف دولة المرابطين وقتذاك ، وعلى النجاح الكبير الذي حققه ابن تومرت لدعوته الناشئة .
    أمضى ابن تومرت السنوات الثلاث التالية لسنة مبايعته في جهد متواصل وعمل دؤوب لدعوته حيث خاطب القبائل القريبة منه يدعوهم إلى الدخول في طاعته ، ونبذ طاعة المرابطين ، فاستجاب له بعض القبائل [26] ، ولكي يوفر مزيداً من الأمن لدولته ودعوته غادر جبل ايجليز في بلاد السوس سنة 518 هـ إلى قرية تينملل ببلاد هرغة [27] ، وقد جاء اختياره لها بسبب حصانتها لوقوعها على ربوة عالية في سفح جبل درن ، ولا يمكن الوصول إليها الا من طريق واحد لا يتسع لغير فارس واحد ، ويصف ابن القطان منعة تينملل بقوله : " يسد خللها أقل عصبة من الناس " [28] .
    ويبدو أيضاً أن ابن تومرت أراد من ذهابه إلى تينملل الابتعاد عن زعماء قبيلته ليتوقى مغبة تدخلهم في شئون دولته الناشئة لا سيما وهو في مرحلة وضع الأسس الأولى لها .
    أصبحت تينملل عاصمة لدولة الموحدين الناشئة حيث قسّم ابن تومرت أراضيها وديارها على أصحابه الموحدين ليسكنوا فيها ، كما بنى مسجداً وداراً له بينهم [29] ، وفي تينملل وضعت أسس دولة الموحدين ومنها انطلقت جيوشهم ، كما وزع ابن تومرت مسئوليات الدولة ووظائفها على أصحابه الموحدين حسب ولائهم لطاعته [30] ، ويذكر المراكشي أن ابن تومرت بعد أن كثر لديه المؤيدون والأنصار سماهم بالمؤمنين وقال لهم : " ما على وجه الأرض من يؤمن إيمانكم ، وأنتم العصابة المعنيون بقوله -عليه الصلاة والسلام- : " لا تزال [*] طائفة بالمغرب ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " وأنتم الذين يفتح الله بكم فارس والروم ، ويقتل الدجال ، ومنكم الأمير الذي يصلي بعيسى بن مريم ، ولا يزال الأمر فيكم إلى قيامة الساعة ... فزادت فتنة القوم به وأظهروا له شدة الطاعة " [31] ! ! .
    هكذا تجرأ ابن تومرت على الله ورسوله فحرف الأحاديث الصحيحة وأقحم دلالتها ليضل الناس فيلتفوا حوله ، وقد خفيت هذه الأباطيل على قومه في بادئ الأمر فأقبلوا على دعوته وتفانوا في خدمتها لاعتقادهم بأنه هو المهدي ، حتى قال قائلهم حينا وقف على قبر ابن تومرت بعد مماته :
    سلام على قبر الإمام المجدد ** ومحيي علوم الدين بعد مماتها
    أتتنا به البشرى بأن يملأ الدنا ** سلالة خير العالمين محمد
    ومظهر أسرار الكتاب المسدد ** بقسط وعدل في الأنام مخلد [32]
    هكذا أصبحت بلاد السوس بالمغرب الأقصى تغلي حماساً وولاءً لدعوة ابن تومرت لكنه توفي قبل أن يُحكم البناء ويُوسع إطار دعوته ، فقد وافاه الأجل في شهر رمضان 524 هـ وكانت مدة حكمه حوالي تسع سنوات [33] ، وقد ترك حرباً مشتعلة بين أتباعه والمرابطين وكل من خالف دعوة الموحدين في أرض المغرب الأقصى ، كما خلف أتباعاً مؤمنين بدعوته محاربين لأجلها .
    خلف ابن تومرت تلميذه عبد المؤمن بن علي الكومي [34] (524-558 هـ) ، ويعتبر عبد المؤمن المؤسس الفعلي لدولة الموحدين الكبرى - بالمغرب والأندلس – [35] وقد حاول عبدالمؤمن العمل على نشر الدعوة الموحدية لكن انشغاله بالأمور السياسية والعسكرية جعل حماسه للدعوة الموحدية أقل من سلفه .
    ومع مضي الزمن أخذ حماس زعماء دولة الموحدين يقل إزاء الدعوة ، بل إن بعض زعماء الموحدين تجرءوا فأعلنوا براءتهم مما تحمله من غلو وانحراف حيث يذكر المراكشي أن أبا يوسف يعقوب المنصور (580--595هـ) ثالث أمراء الموحدين بعد ابن تومرت قال لأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن مطرف المري - أحد المقربين إليه - يا أبا العباس اشهد لي بين يدي الله عز وجل أني لا أقول بالعصمة- يعني عصمة ابن تومرت -كما يذكر أبو العباس أيضاً أنه قال له يوماً وقد استأذنه في فعل شيء يفتقر إلى وجود الإمام : يا أبا العباس أين الإمام ؟ أين الإمام ؟ [36] .
    ولم يكتف المنصور بهذا ، بل إنه حاول إرجاع الناس إلى الكتاب والسنة ونبذ تعاليم ابن تومرت التي توغلت في قلوب بعض الناس بالمغرب والأندلس - آنذاك - حيث يذكر المراكشي أن السلطان يعقوب المنصور بعد انتصاره في معركة الأراك [37] سنة 591هـ ذهب لمدينة جيان الأندلسية فخرج أهلها لتلقيه وتهنئته بالنصر ، فلما اقتربوا منه قدموا أحدهم ويدعى أبا بكر بن هانئ لتكليمه ، يقول أبو بكر : ( ... فسألني عن أحوال البلد وأحوال قضاته وولاته وعماله على ما جرت عادته - فلما فرغت من جوابه سألني كيف حالي في نفسي فشكرت له ودعوت بطول بقائه ثم قال لي : ما قرأت من العلم ؛ قلت : قرأت تواليف الإمام - أعني ابن تومرت - فنظر إلي نظ'رة المُغضَب ، وقال : ما هكذا يقول الطالب إنما حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله ، وقرأت شيئاً من السنة ، ثم بعد هذا قل ما شئت … ) [38] .
    ويضيف المراكشي أيضاً حين حديثه عن عقيدة العامة في ابن تومرت أن يعقوب المنصور استخف بعقول من بالغوا في تعظيم ابن تومرت وتقديسه والعمل بما قال به أو دعا إليه . ( لأنه لا يرى شيئاً من هذا كله ، وكان لا يرى رأيهم في ابن تومرت ... ) [39] .
    وهكذا نرى أن دعوة ابن تومرت ، وإن كانت قد تغلغلت في قلوب العامة والسذج من الناس ، في بعض بلاد المغرب الأقصى والأندلس ، فإن ما تحمله من باطل وزيف قد بدا لمن كان عنده شيء من العلم ، مما دفع العقلاء من الموحدين وهم حماتها إلى العمل على إزالتها ، والسعى لبيان وجه الخطأ فيها ، فالمنصور ثالث أمراء الموحدين بعد ابن تومرت عمل على بيان باطلها وسعى لتقويضها ولم يمضِ على انتشارها بين الناس سوى نصف قرن ، وهي مدة قصيرة في عمر الدعوات ، لكن ما تحمله هذه الدعوة من غلو وشطط جعلت أقرب الناس منها يسعون لتقويضها - كما بينا في السطور السابقة - .
    وهنا قد يرد تساؤل وهو : لماذا لم يعلن المنصور الموحدي للناس صراحة بطلان ما دعا إليه ابن تومرت ويعمل جاداً للقضاء على دعوته ؟ .
    وللإجابة على هذا التساؤل يقال : إن الكثير من الناس ببلاد المغرب الأقصى لاسيما العامة وشيوخ الموحدين وزعماء القبائل قد تعلقوا بدعوة ابن تومرت واقتنعوا بصحة ما قال به ودعا إليه ، فلو واجههم المنصور بالنقد الصريح أو العمل الجاد للقضاء على دعوة ابن تومرت لنشأ عن ذلك رد فعل خطير من قبل أولئك القوم ، وهذا بلا شك جعله يكتفي ببيان موقفه منها دون اتخاذ أي خطوات عملية ضدها .
    وبالرغم من قلة ما قام به المنصور من عمل ضد دعوة ابن تومرت ، إلا أن عمله هذا كانت له نتائج طيبة حيث إنه بهذا العمل كسر ذلك السياج الذي أحيطت به دعوة ابن تومرت مما دعا كثيرًا من الموحدين لا سيما المنصفين منهم إلى التمعن في حقيقة دعوة ابن تومرت ودراستها بموضوعية وإنصاف ، فبانت لهم حقيقتها وما تحمله من زيف وباطل ، فأخذوا يتحللون منها شيئاً فشيئاً حتى إذا تولى أبو العلاء إدريس الملقب بالمأمون [40] (624-629 ه) أعلن صراحة خروجه على تعاليم ابن تومرت ، وبين ما تحمله دعوته من زيف وضلال ، وقال وهو على المنبر في مدينة مراكش يخطب الناس : ( … أيها الناس لا تدعوه بالمهدي المعصوم - يعني ابن تومرت - وادعوه بالغوي المذموم فإنه لا معصوم إلا الأنبياء ولا مهدي إلا عيسى [41] ، وأنا قد نبذنا أمره النحيس ... ) [42] ، كما يذكر ابن أبي زرع أنه بعد أن نزل من على المنبر ( كتب إلى جميع بلاده بتغيير سير المهدي وما كان ابتدعه للموحدين وجرى عليه عملهم وسير ملوكهم ، وأمر بإسقاط المهدي من الخطبة وإزالته من الدنانير والدراهم ... وقال : كل ما فعله المهدي وتابعه عليه أسلافنا فهو بدعة ولا سبيل لإبقاء البدع ... ) [43] ، كما أرسل المأمون كتاباً إلى المدن المغربية والأندلسية بين لهم فيه الخطوات التي اتخذها ضد دعوة ابن تومرت ، وقد جاء في ذلك : ( ... ولتعلموا أنا نبذنا الباطل وأظهرنا الحق ، وأن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ... وقد أزلنا لفظ العصمة عمن لا تثبت له عصمة ... ) [44] .
    هكذا تجرأ المأمون تاسع أمراء الموحدين فبين للناس صراحة بطلان ما دعا إليه ابن تومرت ، وأمرهم بنبذه والعودة إلى المنهج الإسلامي الأصيل ، ولم يذكر المؤرخون أن هذا العمل لقي أي معارضة من الموحدين مما يدلنا على أنهم كانوا في ذلك الوقت قد بدءوا يتحللون منها لما بدا لهم بطلانها .
    بعض المزالق التي وقعت بها دعوة ابن تومرت :
    كان هذا عرضاً تاريخياً لدعوة ابن تومرت منذ أن كانت فكرة وحتى ظهرت إلى حيز الوجود ، وأصبح لها كيان سياسي يحميها ، ويدعو الناس إليها ، وقد بدا لنا من خلال هذا العرض أن دعوة ابن تومرت بالرغم من انتشارها في بادئ الأمر ، وتمكن أصحابها من القضاء على خصومهم المرابطين ، فإن أسسها العقدية التي قامت عليها لم تكن أسساً سليمة ؛ بل كانت منحرفة عن الأسس الإسلامية الصحيحة ، وباستقراء تاريخ هذه الدعوة وما خلفه لنا ابن تومرت من تراث فكري ندرك المزالق التي وقع فيها الموحدون ، ومن أهمها :
    1- ادعى محمد بن تومرت داعية الموحدين الأول العصمة لنفسه إذ قال عن نفسه بأنه هو المهدي المعصوم [45] ، كما سماه تلاميذه بهذا الاسم فأطلقوا عليه لقب المعصوم حتى أصبح هذا اللقب من أشهر ألقاب ابن تومرت لدرجة أنهم كانوا يطلقونه عليه دون ذكر لاسمه بسبب اشتهاره به !
    والعصمة عند أهل السنة والجماعة لم تثبت إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله ولم يقولوا بها لسواهم حتى لكبار الصحابة الذين خصهم الله بالفضل : أبي بكر وعمر وغير هما [46] .
    هكذا غالى ابن تومرت في القول بالعصمة لنفسه فنهج بذلك نهج الرافضة الاثنى عشرية [47] الذين قالوا بالعصمة لأئمتهم ، مما أوقعهم في انحراف عقدي خطير لأن : ( ... من جعل بعد الرسول معصوماً يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها ... ) [48] ولم يكتف ابن تومرت بهذا الادعاء بل إنه كان يأمر بقتل كل من يشك [49] في عصمته [50] ، ولكي يؤصل هذا الادعاء في نفوس أتباعه ألف لهم كتابه أعز ما يطلب [51] .
    2- ادعى ابن تومرت أنه هو المهدي الذي وعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بخروجه في آخر الزمان حيث قال في خطبته حيث مبايعته إماماً للموحدين سنة515هـ : ( الحمد لله الفعال لما يريد ، القاضي بما يشاء ، لا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالهدى الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً ، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل ، وأزيل العدل بالجور ، مكانه بالمغرب الأقصى ، واسمه اسم النبي ، ونسبه نسب النبي..) [52] . ويلاحظ هنا كيف تجرأ ابن تومرت فكذب على الله ورسوله حيث عين مكان ظهور المهدي بالمغرب الأقصى ، مع أن الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي لم تشر إلى ذلك ، وقد تلقى الموحدون هذ الادعاء بالقبول حيث يذكر ابن خلدون [53] أنه بعد هذه البيعة أصبحوا يلقبونه بالمهدي ، وكان لقبه قبلها الإمام ! ! .
    وهكذا يبدو لنا أن الكذب على الله ورسوله ، ووضع الأحاديث ونسبتها إلى الرسول من الأسس العقدية التي قامت عليها دعوة ابن تومرت ، وهم بهذا يحذون حذو الرافضة الذين ملئوا كتبهم بالأحاديث والأخبار المكذوبة على الرسول -صلى الله عليه وسلم - .
    3- أنه ألف لتلاميذه كتاباً سماه كتاب التوحيد بلسانهم البربري قسمه إلى سبعة أحزاب عدد أيام الأسبوع ، وأمرهم بقراءة حزب واحد في كل يوم بعد صلاة الصبح [54] ، وقد حوى هذا الكتاب الكثير من الأغاليط والشطحات في الأمور العقدية ، وحتى يضمن تأصيل ما في هذا الكتاب في نفوس أتباعه فإنه ألزمهم بحفظه حيث يذكر ابن أبي زرع الفاسي أن ابن تومرت قال لأصحابه الموحدين : (... من لا يحفظ هذا التوحيد فليس بمؤمن وإنما هو كافر لا تجوز إمامته ولا تؤكل ذبيحته فصار هذا التوحيد عند المصامدة كالقرآن العزيز ... ) [55] .
    بهذا جعل ابن تومرت نفسه شرعًا لأتباعه حيث ألزمهم بحفظ ما جاء به وضمنه كتبه ، وإذا كان الإسلام لم يلزم المسلم أن يحفظ من القرآن الكريم وهو المنزل من عند الله سبحانه إلا قدر ما يقرأه في صلاته فإن ابن تومرت داعية الموحدين الأول قد جعل مؤلفه أهم من القرآن حينما طالب الموحدين بحفظه!.
    4- إن ابن تومرت أخذ من كل مذهب وفرقة إسلامية ما يلائم اتجاهاته ويخدم أهدافه ، ولهذا جاء تراث الموحدين الفكري خليطاً مضطرباً متأثراً بكثير من النزعات الفكرية الضالة ، فهو في مسألة الإمامة يقول برأي الرافضة حيث ضمن كتابه ( أعز ما يطلب ) هذا الرأي ، فقال حين حديثه عنها : ( لا يصح قيام الحق في الدنيا إلا بوجوب الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة ، ما من زمان إلا وفيه إمام لله قائم بالحق ... ) [56] ، كما وافق الرافضة في القول بعصمة الإمام - كما أسلفنا- .
    كذلك تأثر ابن تومرت بمذهب المعتزلة [57] في نفي الصفات عن الله تعالى ، ولهذا سمى أصحابه بالموحدين ، لأنهم في رأيه هم الذين يوحدون [58] الله حقًّا لنفيهم الصفات عن الله سبحانه وتعالى [59] .
    كما نهج ابن تومرت نهج الأشاعرة [60] في تأويل بعض صفات الله سبحانه وتعالى [61] .
    5-كفر ابن تومرت من لم يؤمن بما يقول ويعتنق ما يدعو إليه ، واستباح دمه حتى ولو كان من أتباعه [62] ، كما قال بكفر دولة المرابطين ووجوب جهادها ، ولتأصيل هذا المبدأ في نفوس أصحابه فقد صرح في كل مناسبة ، كما ضمنه كتبه التي ألفها لهم ورسائله التي كان يبعثها إلى الموحدين حيثما كانوا .
    ومما جاء في إحدى رسائله إلى أصحابه : ( واعلموا وفقكم الله أن جهادكم - يعني المرابطين - فرض على الأعيان على كل من فيه طاقة للقتال ، واجتهدوا في جهاد الكفرة الملثمين ... ) [63] .
    كان هذا هو رأي ابن تومرت في دولة المرابطين ، تلك الدولة السنية التي أقامت كيانها على مذهب أهل السنة والجماعة والدعوة إلى الله على هدى من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فقد طعن في عقيدتهم ، ووصفهم بأنهم مجسمون وكفار ، لا تجوز طاعتهم ، ولا الولاء لهم ، بل يجب جهادهم ، ولهذا قاتل الموحدون المرابطين قتال المسلمين للكفار حسب اعتقادهم ، وما ذلك إلا بسبب غلو ابن تومرت وتجرئه على الطعن في أعدائه دون ورع أو تقوى ! ! .
    وبعد هذا العرض السريع لنشأة دعوة ابن تومرت ، والتعرف على بعض الأسس العقدية التي قامت عليها- ندرك بجلاء مدى ما فيها من غلو وشطط ، وما شابها من ضلال وانحراف ، وأنها كانت بعيدة كل البعد عن المنهج الإسلامي الصحيح ، ولا شك أن هذا الغلو والانحراف الواضح فيها هو الذي جعل أتباع ابن
    تومرت غير متحمسين لها بعد موته ، بل بعضهم حاربها وتبرأ منها - كما رأينا - فكان هذا الموقف سبباً لأن تدفن معظم أفكار وأقوال ابن تومرت معه ، ولا يقدر لها الذيوع والانتشار كغيرها من الدعوات الضالة التي ظهرت بالعالم الإسلامي على مر العصور .
    المرجع : مجلة البيان العددان السابع عشر والثامن عشر. 17 الصفحة 78 .
    ________________________
    الهوامش :
    (1) لعل من أهم الكتب التي عنيت برصد حركة الرافضة والباطنية والعبيديين وغيرها كتاب وجاء دور المجوس لمؤلفة عبد الله محمد الغريب ، إلا أن هذا الكتاب على الرغم من ذكره لكثير من الدعوات الضالة فقد أغفل الموحدين .
    (2) على الرغم من الهفوات الواضحة التي وقع فيها محمد بن تومرت مؤسس دعوة الموحدين فإن كثيراً من الكتاب القدامى والمحدثين قد انطلت عليهم حقيقة دعوة الموحدين فظنوا بها خيراً ، فمن المؤرخين القدامى ابن خلدون ، حيث حصر هفوات ابن تومرت بزلة واحدة هي موافقته للرافضة في القول بعصمة الإمام حيث قال : " ولم يحفظ عنه فلتة في البدعة إلا ما كان من وفاقه الإمامية من الشيعة في القول بالإمام المعصوم " (ابن خلدون : العبر 11 / 471-472) أما من الكتاب المحدثين فمحمد سعيد العريان ، ومحمد العربي العلمي محققا كتاب المعجب للمراكشي حيث ذكرا أن كثيراً من المؤرخين المشارقة قد أنكروا ما جاء به ابن تومرت ونسبوه إلى الدجل والشعوذة ، كما تعقبوا دعاويه بالتفنيد والإبطال وقد عزا الكاتبان هذا الموقف من قبل هؤلاء المؤرخين المشارقة إلى سبب رئيسي هو " لأن المغرب الإسلامي لم يكن يعترف بشيء من الولاء للخليفة العباسي في بغداد ، ولم يدع له يوماً على منبر من منابر المغرب لا في الأندلس ولا في الشاطئ الأفريقي فما ملك يخلعون في سبيله طاعة الخليفة ويخرجون عن الولاء له ؛ ومن ثم كان رأي مؤرخيهم في شيخ الموحدين على أن الرأي مهما يختلف في شأن محمد بن تومرت فمما لاشك فيه أنه رجل من أهل الإيمان والفطنة ، كان له رأي في سياسة الدولة الإسلامية يستند إلى أساس من الدين " (المراكشي : المعجب ص 276 ، حاشية رقم 2) هكذا كانت نظرة هذين الكاتبين لدعوة ابن تومرت وهي بلا شك نظرة سطحية حيث فسراها تفسيراً سياسياً مع أنها كانت تستند إلى أسس عقدية بحتة .
    (3) لما تولي في دولة بني مدرار محمد بن الفتح بن مدرار أعلن في سنة 342 هـ اعتناقه للمذهب المالكي وقد انتهت هذه الدولة في عهده سنة 349 هـ حينما قضى عليها العبيديون .
    (4) انظر في تفصيلات هذا الخلاف كلاً من : المراكشي : المعجب / 245 ، ابن الأثير : الكامل 10 / 578 ، ابن خلكان : وفيات الأعيان 5 / 53 ، ابن السراج : الحلل السندسية 1 / 985 .
    (5) من هؤلاء المؤرخين أبو بكر الصنهاجي المعروف بالبيذق في كتابة المقتبس من كتاب الأنساب ، ص 12 ، ابن القطان : نظم الجمال ، ص 34 ، الزركشي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية ، ص 12 ، ابن خلدون : العبر 6 / 226 .
    (6) ممن قال بهذا الرأي ابن أبي زرع الفاسي في كتابه الأنيس المطرب ، ص 172 ، ابن عذارى : البيان المغرب 4 / 68 ، ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب 4 / 70 .
    (7) عصر المرابطين والموحدين / 160 .
    (Cool المراكشي : المعجب / 179 ، الزركشي : تاريخ الدولتين / 4 .
    (9) ابن خلكان : وفيات الأعيان 5/ 46 ، ابن الأثير : الكامل 10 / 570 .
    (10) عبد الله علام : الدولة الموحدية في عهد عبد المؤمن / 51 ، سعد زغلول عبد الحميد : محمد ابن تومرت / 13 .
    (11) الزركشي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية / 4 .
    (12) البيذق : هو أبو بكر بن علي الصنهاجي الشهير بالبيذق (ت ق 6) أحد تلاميذ ابن تومرت وأنصار دعوته ، ألف كتاب (أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين) وهذا الكتاب مهم في تاريخ الدولة الموحدية لأن مؤلفه شاهد عيان لكل ما كتب كما أن مؤلفه كشف جوانب غامضة في شخصية ابن تومرت ودعوته .
    (13) أخبار المهدي بن تومرت / 22 .
    (14) ابن أبي زرع : الأنيس المطرب / 174 .
    (15) الزركشي : تاريخ الدولتين/ 5 ، ابن خلدون: العبر 6 / 228، ابن قنفذ:الذهبي: العبر 4 / 59 .
    (16) المراكشي : العجب / 187 ، محمد السلماني : اللسان المعرب / 183 (مخطوط) .
    (17) ابن خلدون : العبر 6 / 228 ، ابن قنفذ : مبادئ الدولة الحفصية / 100 ، سعد زغلول عبد الحميد : محمد بن تومرت / 21 .
    (18) ابن القطان : نظم الجمان / 46 .
    (19) الأنيس المطرب / 177 .
    (20) ابن أبي زرع : الأنيس المطرب / 176 ، المراكشي : المعجب / 254 .
    (21) المراكشي : المعجب / 254 .
    (22) ابن خلدون : العبر 6 / 228 ، سعد زغلول عبد الحميد : محمد بن تومرت / 27 .
    (23) نظم الجمان / 75 .
    (24) ابن أبي زرع : الأنيس المطرب/ 176،ابن قنفذ:الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية/100.
    (25) العبر 6/ 228 .
    (26) المراكشي : المعجب / 254 ، ابن أبي زرع : الأنيس المطرب / 176 .
    (27) ابن خلدون : العبر 6 / 228 ، الزركشي : تاريخ الدولتين / 6 .
    (28) نظم الجمان / 75 .
    (29) ابن القطان : نظم الجمان / 75 ، ابن خلدون : العبر 6 / 228 .
    (30) المصدرين السابقين .
    (*) يلاحظ هنا أن ابن تومرت قد حرف الأحاديث الواردة في الغربة فأضاف إلى نصوصها ما يرى أنه يخدم فكرته وسنعالج هذا الخطأ في آخر هذا البحث إن شاء الله .
    (31) المعجب / 276-277 .
    (32) المصدر السابق / 277-278 .
    (33) البيذق : أخبار المهدي ابن تومرت / 41 ، ابن قنفذ : الوافي بالوفيات / 273 .
    (34) حاول عبد المؤمن أن يحذو حذو سلفه ابن تومرت في ادعاء النسب العربي فأشاع ذلك بين الناس، وقد قال بهذا بعض المؤرخين كالبيذق في كتابه المقتبس ص 17 وابن أبي زرع في الأنيس ص 183وابن الخطيب في رقم الحلل ص 58 ، لكن طائفة أخرى من المؤرخين أنكرت هذا الادعاء وبينت بطلانه وبينوا أنه بربري الأصل ينسب إلى قببلة كومية ومن هؤلاء ابن عذاري البيان المغرب 3 / 56 ، ابن خلدون : العبر 6 / 126 ، 127 ويرى ليفي بروفينسال : (أن سلسلة الأنساب الشريفة التي وضعت لعبد المؤمن لم تكن إلا موضوعة اقتضتها حاجة الدعوة) انظر كتاب الإسلام في المغرب والأندلس : ترجمة عبد العزيز سالم وزملائه ، ص 275 .
    (35) ابن خلدون : العبر 6 / 235 .
    (36) المعجب 369 .
    (37) الأرك : من المعارك الأندلسية الحاسمة التي وقعت بين الموحدين بقيادة يعقوب المنصور وبين النصارى بقيادة (ألفونسو الثامن) ملك قشتالة وذلك في شهر شعبان سنة 591هـ ، وقد تمكن الموحدون من إحراز نصر كبير على أعدائهم النصارى فقتلوا منهم ما يربو على ثلاثين ألفاً ، كما أسروا وغنموا الكثير ، وقد وقعت تلك المعركة قرب حصن الأرك غرب قلعة رباح فنسبت إليه (راجع في تفصيلات هذه المعركة كلاً من : المراكشي : المعجب ، ص 382 ، ابن عذاري : البيان المغرب 3 / 191 - 195 ، ابن أبي زرع : الأنيس المطرب ، ص 222- 223 ، يوسف أشباخ تاريخ الأندلس ، ص 87) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28 2024, 14:13