منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    الابتكار... طريق الحياة المتجددة

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الابتكار... طريق الحياة المتجددة 710
    عارضة الطاقة :
    الابتكار... طريق الحياة المتجددة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الابتكار... طريق الحياة المتجددة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الابتكار... طريق الحياة المتجددة Empty الابتكار... طريق الحياة المتجددة

    مُساهمة من طرف Admin الخميس مارس 17 2011, 22:43

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    الابتكار... طريق الحياة المتجددة

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    يعرف الابتكار على انه الاختراع زائد الإدخال، وقد أصبح يُنظر إليه بصورة متزايدة على أنه يُشكِّل عنصراً أساسياً للاقتصادات والحكومات على حد سواء.
    وكتبَ الباحث ديفيد نوردفورس أحد مؤسسي والمدير التنفيذي لمركز فينوفا- مركز جامعة ستانفورد لأبحاث صحافة الابتكار، مقالاً قال فيه: لم تعد الاقتصادات المتوسعة تنتج بعد الآن كميات أكبر من المنتجات ذاتها، بل هي تنتج أعداداً أكبر من المنتجات الجديدة ذات القيمة المضافة.
    يُشكِّل الابتكار في يومنا الحاضر المحرك الأكثر أهمية للنمو الاقتصادي. فهو يعتمد على مناخ اجتماعي داعم للمبادرة ضمن ثقافة من الحرية الاقتصادية والفكرية. ويدرك الحكماء من صنّاع السياسة ضرورة تشجيع هذا النوع من "النظام المتكامل أو التعاوني للابتكار".
    ويقول نورد فورس، الاختراع يخلق شيئاً جديداً. أما الابتكار فهو أكثر من ذلك: إنه يُدخل شيئاً جديداً. فالابتكار هو الاختراع زائد الإدخال. وليس من السهل إدخال شيء جديد. يعرف ذلك كل من خطرت له فكرة لامعة حول كيفية تحسين مكان عمله. فالناس يقولون إنهم يرغبون في التقدم، ولكنهم يقاومون التغيير.
    كثيراً ما تكون المجتمعات الأهلية والمنظمات أشد مقاومة من الناس الموجودين فيها. حتى ولو رغب جميع الأفراد في منظمة ما بالتغيير، فقد لا تسمح بذلك ثقافتها التنظيمية.
    إن جعل الابتكار يحدث هو حِرفة وفنّ، أما فهم كيف يحدث فإنه عِلم. يتأسس الابتكار على أرضية عميقة في علم النفس والثقافة بنفس قدر تأسسه في العلم والتكنولوجيا.
    ويبيّن نورد فورس، العالم يصبح أفضل ابتكاراً، وتلعب المنتجات، والخدمات، والعمليات الناتجة عن ذلك دوراً متنامياً في حياة المواطنين عبر مساحة متزايدة من الكرة الأرضية. فقد انتقلت أجزاء كبيرة من العالم إلى اقتصاد الابتكار، أما بقية الأجزاء فقد بدأت تلحق بها بسرعة.
    في الاقتصاد الذي يكون موجّها تقليدياً نحو الإنتاج، يتم دفع النمو من خلال إنتاج كميات أكبر من المنتج ذاته. فالثروة تتمثل في زراعة المزيد من محصول القمح وزيادة بناء المنازل التقليدية وزيادة فتح المصانع التقليدية هذه السنة عن السنة الماضية. هذا ما يُشكِّل تحولاً أساسياً، تحولاً يراه الناس حول العالم بوضوح في حياتهم اليومية.
    استهداف النجاح على المدى القصير
    يصور القبول السريع للهاتف المحمول كيف يعمل الابتكار وكيف يغير ثقافتنا العالمية. تمّ إجراء أول مكالمة عبر الهاتف الجوال في نيسان/أبريل 1973. وبدأت تظهر أولى شبكات الهاتف الخليوي في السويد وفنلندا بعد مجرد عقد واحد من ذلك التاريخ. وبحلول نهاية العام 2008، كان قد أصبح لدى الناس أكثر من أربعة بلايين اشتراك في خدمات الهاتف الخليوي، وهذا العدد يتجاوز نصف العدد الإجمالي لسكان العالم! قارن ذلك مع معرفة القراءة والكتابة: جرى اختراع فن الكتابة قبل آلاف السنين ولكن لم يصبح أكثر من نصف عدد السكان في العالم يعرفون القراءة والكتابة إلا قبل عقود قليلة. فقد انتشرت الهواتف الخليوية بسرعة تزيد بمئة ضعف عن سرعة انتشار معرفة القراءة والكتابة!
    ويتسائل نورد فورس، كيف يمكن أن يحدث هذا التغيير بمثل هذه السرعة؟ يكمن السر في التركيز على الابتكار بدلاً من التركيز على إنتاج كمية أكبر من نفس المنتج.
    فلو لم يكن المتنافسون في حقل الأعمال المتعلقة بالهاتف المحمول يتنافسون باستمرار لاحتلال القيادة في ابتكارهم التالي، لكان من المحتمل أن تظل الهواتف الخليوية أجهزة باهظة الثمن، ثقيلة الحركة، تستنزف البطاريات، ويستعملها الأثرياء فقط. ولم يكن ليملكها الكثير من الناس اليوم.
    ويوضح، تؤدي المنافسة لتحقيق الابتكار الكبير القادم إلى تحطيم الهيكليات التقليدية للشركات. لم تعد الشركات الناجحة تَفصل الأبحاث (الأبحاث والتطوير) عن تطوير الأعمال. فالشركات المعرضة للضغط ترغب في تجنب القيام بأبحاث مكلفة لا تدعمها خطة عمل. إن استثمار مبالغ كبيرة من المال لتطوير تكنولوجيات لا تساهم في تحقيق إيرادات يمكن أن تجعل الشركة تفشل. فالتطوير التكنولوجي يجب أن يترافق سوية مع تطوير الأعمال. واليوم أصبح الناس المتخصصون بالتكنولوجيا والناس المتخصصون بالتسويق يعملون مع بعضهم البعض. وقد أصبح بالإمكان استبدال التفكير التحليلي التقليدي، حيث تفكر كل مجموعة من الخبراء ضمن مجالها وترسل النتيجة إلى الآخرين على شكل تقرير، "بالتفكير التصميمي"، حيث تختلط أنواع مختلفة من الخبراء، يجمعون بين التصور الوجداني، والإبداع، والعقلانية لتلبية حاجات المستعمل والدفع في سبيل نجاح الأعمال التجارية.
    هذه هي بصورة متزايدة الحال بالنسبة لتكنولوجيا المعلوماتية. فلا يُتوقع من الكمبيوتر أو الهاتف المحمول أو المنتجات المشابهة الموجودة اليوم البقاء في السوق لأكثر من سنة واحدة أو سنتين قبل ان تحل محلها منتجات أخرى. ويصبح ذلك صحيحاً حتى بالنسبة للمنتجات التقليدية التي تتمتع بحياة استعمال أطول، كما هو حاصل في قطاعي الأغذية والورق. استناداً إلى باحثين في الشركة الاستشارية ماكينزي أند كومباني، قد تصل حياة المنتج اليوم إلى ثلث ما كانت عليه قبل أربعين سنة. ويعكس هذا الواقع أيضاً التحول من اقتصاد "الأكثر من الشيء ذاته" إلى اقتصاد "إدخال شيء جديد".
    من الرؤيا إلى الواقع
    ويتابع نورد فورس بالقول، في حين أن خيال عامة الناس كثيراً ما يربط الابتكار بالتقدم التكنولوجي، فقد حفزت التقنيات الابتكارية أيضا إدخال تحسينات في حقول متنوعة أخرى، كالقروض الصغيرة التي تمكن الناس من تطوير اقتصادات لبدء شركات "أعمال جديدة بكلفة منخفضة، وطرق جديدة لتنظيم الشركات، كما طرق جديدة في التعلّم.
    يمكن أن تشير كلمة "ابتكار" إلى شيء مستحدث – كجهاز جديد، مثلاً، ولكنها قد تشير أيضاً إلى العملية التي أنتجت الشيء المستحدث. وهذا قد يكون شيئاً تجارياً بصورة مبدئية، "عملية إنتاج وتوصيل قيمة استهلاكية جديدة إلى السوق"، كما عرفها كيرتس كارلسون وبيل ويلموت في معهد أبحاث أس آر اي انترناشونال (SRI International)، أو قد تدفع ذلك بالكامل او جزئياً الاحتياجات الاجتماعية. يقود الابتكار الاجتماعي والابتكار التجاري أحدهما الآخر في أحيان كثيرة. من الأمثلة الجيدة على ذلك القروض الصغيرة وبرامج الكمبيوتر المجانية ذات المصدر المفتوح التي تنتجها مجتمعات أهلية لا تبغي الربح، مثل نظام تشغيل الكمبيوتر لينوكس او متصفح الانترنت فاير فوكس.
    يربط العديد من الناس الابتكار بالاقتصادات الثرية في العالم، لكن الابتكار القليل الكلفة أصبح في ازدياد اليوم وهذا ما يجعل من الممكن لاقتصاد الابتكار ان يتوسع ليصل إلى كل جزء من الكرة الأرضية. فلا حاجة إلا إلى القليل من المال لاستحداث خدمات مبتكرة جديدة على الإنترنت. أنشأ طلاب في جامعة ستانفورد شركتي ياهو وغوغل معتمدين على مبلغ ضئيل من المال. أما الاستثمارات الكبيرة فقد جاءت بعد أن تمّ تأسيس وبدء عمل هذه الشركات. إن الحد الأدنى اللازم لإنشاء شركات ابتكارية في حقول معينة كخدمات الانترنت يبقى منخفضاً. من الناحية المبدئية، يتوفر مبلغ كافٍ من المال في أماكن عديدة حول العالم لإنشاء مثل هذه الشركات.
    ومع انتشار الإنترنت وتحسن الاتصالات، تصبح الأسواق العالمية أكثر استجابة أيضاً. لقد أصبح من الأسهل في المجتمعات التقليدية حثّ الناس على استبدال الأدوات والأساليب التقليدية بأدوات جديدة: مضخات مياه مبتكرة غير مكلفة، طرق جديدة فعّالة لناحية كلفتها لتحسين الزراعة التقليدية، طرق جديدة لتنظيم العناية بالمرضى في القرى. هذه جميعها مجالات مهمة للابتكار تحمل وعداً كبيراً بكلفة ضئيلة محتملة.
    ويبيّن نورد فورس، لنأخذ في الاعتبار مركز سيليكون فالي في ولاية كاليفورنيا، وهي تُشكِّل أنجح نظام تعاوني للابتكار في عصرنا هذا، وأحد الأنظمة التي تعتمد بدرجة عالية على تلاقح الأفكار في ما بين ابتكاراته التكنولوجية العديدة والابتكارات الأخرى. فهناك، في العام 1968، عرض دوغ انغلبارت أول نموذج تجريبي لنظام كمبيوتر شخصي حديث. تميز العرض بوجود أول فأرة كمبيوتر يراها عامة الناس. ادخل هذا الكمبيوتر النص التفاعلي، مؤتمرات الفيديو، المؤتمرات عن بعد، البريد الإلكتروني، والنص المترابط. (يتوفر هذا العرض على موقع يوتيوب. ابحث عن فيديو بعنوان “The mother of all demos”).
    لم يسمّ أنغلبارت العرض "نظام كمبيوتر شخصي جديد"، بل أعطاه العنوان الغريب "مركز أبحاث زيادة الذكاء الإنساني". لم يكن جهاز انغلبارت يتعلق بصنع أجهزة كمبيوتر أكثر ذكاء، بل كان يتعلق بصنع ناس أكثر ذكاء. وما هو أكثر من ذلك، كان من المقرر أن تتصل أجهزة الكمبيوتر الشخصية هذه ببعضها البعض كي يتمكن الناس من العمل سوية لحل المشاكل. وقد يشكلون بذلك هيئة ذكاء جماعية قد تتمكن من حل الكثير من المشاكل الأصعب جداً من التي قد يستطيع الناس حلها بدون الربط الشبكي لكمبيوتراتهم. كانت هذه الفكرة جامحة في ذلك الوقت، ولم يفهمها سوى القليل من الناس. وقد أصبحت تلك الرؤيا اليوم واقعاً بوجود الإنترنت، والهواتف الخليوية التي هي أجهزة كمبيوتر شخصية صغيرة، وتطبيقات الشبكات الاجتماعية.
    علاقة الناس
    لقد أصبحنا قريبين من أن نفهم أن الابتكار والذكاء الجماعي يعملان كزوجين. يستطيع الفرد الذكي الخلاق أن يكون مبتكراً، وبصورة جماعية، يمكن ان تكون المجتمعات الأهلية الذكية مبتكرة أيضاً.
    لكن هذه الصلة بمفردها لا تكفي. المفتاح يكمن في نشر المعلومات حول كيفية حدوث الابتكار. يستطيع الصحفيون أن يقوموا بدور مهم هنا. فإذا نقلوا للقراء شعوراً بكيفية حصول الابتكار، قد يزداد فهمنا الجماعي للعملية. ولكن إذا كان الصحفيون بحد ذاتهم لا يفهمون الابتكار، فإنهم سوف يسيئون تصويره في المناقشات العامة. وتكون إحدى النتائج المحتملة تثبيط همة المبتكرين أو بخلاف ذلك تشجيعهم على السير في اتجاهات غير بناءة. دعت مؤسسة فينوفا- مؤسسة ستانفورد لأبحاث صحافة الابتكار في جامعة ستانفورد صحافيين وباحثين من دول عديدة للمجيء إلى ستانفورد لتحسين خبرتهم في تغطية أخبار الابتكارات. سوف يساعد هذا التدريب الصحفيين في زيادة ذكائهم الجماعي حول الأنظمة التعاونية للابتكار في بلدانهم الأصلية.
    ويتابع نورد فورس، يتطلب الابتكار رجال أعمال مغامرين ويتطلب هؤلاء بدورهم بيئة داعمة: "يتطلبون نظاما تعاونيا للابتكار" لأهل الأعمال والمال، والعاملين في حقل التربية، والمنظمين الذين يستطيعون سوية خلق مناخ تستطيع عَبره منشآت الأعمال، الجديدة والقائمة، أن تبتكر وتزدهر. في أنظمة الابتكار الجيدة، سوف يتمكن رجال الأعمال المغامرون الذين يملكون أفكاراً جيدة من إيجاد مستثمرين وشركاء، وبناء شركاتهم، وفي بعض الحالات، تنميتها من منشآت صغيرة جداً إلى شركات متعددة الجنسيات.
    هذا هو حلم كل فرد في سيليكون فالي. فالابتكار هو الصناعة الرئيسية لهذه المنطقة. وفي السويد، التي تُشكِّل اقتصاداً ريادياً آخر للابتكار، توجد هناك حتى وكالة حكومية متخصصة بتطوير أنظمة ابتكار جيدة. وما يدل على ذلك أنها تركز اهتماماً اكبر على تقوية بيئة ودية للابتكار اكثر من التركيز على دعم أي ابتكار معين.
    أخطار مخفية
    ويبيّن الكاتب، في الاقتصادات التي تتبع مفهوم "الإنتاج الأكثر من الشيء ذاته"، والذي كان حتى الآن القاعدة في معظم المجتمعات، لا يشكل الابتكار، سواء كان في المنتجات أو الأفكار، حِرفة مرغوباً بها. ويكون خطر الفشل مرتفعاً إذ انه من السهل التورط في المشاكل بسبب تجربة شيء جديد. العديد من الناس يفضلون عدم المحاولة.
    اكتشف الدكتور إناز سملويس، الطبيب المجري، في عام 1847 انه يمكن تحقيق تخفيض حاسم في حالات حدوث حمى الولادة إذا غسل الأطباء أيديهم قبل إخراج الجنين. تمكّن سملويس من القضاء تقريباً على كافة حالات حمى الولادة في العيادات حيث كانت واحدة من بين كل عشر نساء تتوفى خلال الولادة، وقدم إحصاءات تثبت بدون أدنى شك أن غسل الأيدي أنقذ حياتهن. ولكن المجتمع الطبي رفض أفكاره، لأن هذا الاكتشاف جاء قبل أن يثبت لويس باستور وجود الجراثيم، ولم تكن هناك أية نظريات أخرى تدعم النتائج التي توصل إليها سملويس. استاء بعض الأطباء من القول لهم إن عليهم غسل أيديهم. أثار سملويس عداء زملائه الذين سخروا منه. فخسر سملويس وظيفته ومركزه الاجتماعي.
    ينطبق خطر أن يكون المرء مبتكراً في اقتصاد يتبع مفهوم "الإنتاج اكثر من النوع ذاته" أيضا على القادة السياسيين. في كتابه "الأمير" الصادر عام 1513، وصف نيكولو ماكيفيلي الأساليب التي يستطيع أمير طامح ان يستخدمها للحصول على العرش أو يستطيع ان يستخدمها أمير حاكم للمحافظة على عرشه. وفيما يلي ما قاله حول المبتكرين:
    يجب أن لا يغيب عن بالنا، إذن، أنه لا يوجد شيء أكثر صعوبة أو خطورة، أو مشكوك أكثر بدرجة نجاحه، من محاولة إدخال نظام جديد للأمور في أية دولة. فالمبتكر يحصل على عداوة كافة الذين استمدوا امتيازاتهم من النظام القديم للأشياء، في حين أن أولئك الذين يتوقعون أن يستفيدوا من المؤسسات الجديدة فإنهم لن يكونوا أكثر من مدافعين بفتور. تبرز هذه اللامبالاة جزئياً بسبب الخوف من أخصامهم الذين يستفيدون من القوانين القائمة، وجزئياً بسبب عدم تصديق الناس الذين لا يؤمنون بأي شيء جديد لا يكون نتيجة تجربة مترسخة جيداً. ولذلك، حيثما تسنح الفرصة لمعارضي النظام الجديد للأشياء لمهاجمته، سوف يفعلون ذلك بحماس الأنصار، في حين لن يدافع الآخرون عنه إلاّ بدرجة هزيلة، بحيث يكون من الخطر الاعتماد على هؤلاء الآخرين.
    إن التمسك بالأعراف والعادات القديمة التي تخنق الابتكار لم يعد يُشكِّل وصفة موثوقة للنجاح السياسي أو الاقتصادي. فالمجتمع الذي يقيد التدفق الحر للمعلومات، أو يمنع الناس، الرجال منهم أو النساء، الكبار أو الصغار، من المساهمة بالكامل في الحياة المدنية، والاجتماعية، والاقتصادية لا يستخدمون قدرة الابتكار الكاملة للمنافسة في اقتصاد الابتكار العالمي. فالأفضل لهم، كما يفهم الكثيرون، تشجيع الثقافات والأنظمة التي تحتضن وتتقن الابتكار. كوريا الجنوبية، والهند، وإسرائيل هي بين العدد المتعاظم من الاقتصادات التي تنجح عبر هذه الإستراتيجية.
    إتقان التغيير
    ويتابع الكاتب، التحول من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد ابتكاري يتطلب اجراء تغيير اجتماعي حقيقي، انفتاح على الممارسات المثلى الجديدة والالتزام بتطوير مهارات متنوعة ضرورية لخلق مجتمع من المبتكرين.
    علّمت المدارس في الماضي الطلاب كيفية حل المشاكل المعروفة من خلال أساليب معروفة، وهي عملية تشجعهم على التفكير المنطقي وفق الأساليب الراسخة. على المدارس بدلاً من ذلك ان تشجع الناشئين على إتقان التغيير، اكتشاف المشاكل الجديدة واستنباط الحلول الجديدة.
    ويستنتج الكاتب قائلاً، بدلاً من تشجيع الانتظام، يشجع اقتصاد الابتكار التنوع والإبداع. يتوجب على المصارف والمستثمرين إعادة تحديد المخاطر من اجل إجراء تقييم أكثر دقة لأي مشروع ابتكاري يحطم المسار القديم. ويتوجب على صنّاع القرار الحكوميين الذين يركزون اهتمامهم على تنظيم منشآت الأعمال التي تنتج كميات اكبر من الشيء ذاته، أن يعيدوا تركيز اهتمامهم على كيفية جني فوائد أعظم من خلال السماح للجديد بأن يحل محل القديم باستمرار. يتعلق الأمر بكامله بالتطلع إلى الشيء الكبير التالي، بدلاً من التركيز على إنتاج كمية اكبر من نفس الشيء.
    ويخلص نورد فورس لنتيجة مفادها، إن تحسين الابتكار يتعلق بزيادة ذكائنا الجماعي الخلاق. انه يشكل فرصة عظيمة لكافة صنّاع القرار سواء كانوا رجال أعمال أفرادا يبنون منشآت الأعمال أو قادة سياسيين يديرون البلاد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28 2024, 19:17