مــن صــفـــــات الله تــعـــــالــــــــى
من مقتضيات الإيمان بالله تعالى ,الإيمان بكل ما جاء في القرآن و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم من صفاته العليا و أسمائه الحسنى,من غير زيادة و لا نقصان,و لا تحريف و لا تعطيل ولا تكييف و لا تمثيل .و المسلم الحقيقي لا ينفي عن الله صفاته و يلحد بأسمائه و لا يشبه صفات الله تعالى بصفات خلقه { الإنسان } و لا يشرك غيره تعالى فيها. فالمسلم يؤمن بما أتبثه الله لنفسه و بنفي عنه تعالى ما نفاه عن نفسه من عيب أو نقص أو خلل أو تشويه.
ففي القرآن الكريم آيات تضمنت الجمع بين وصف الله تعالى بصفات الكمال و تنزيهه عما لا يليق به من التشبيه و النقص:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾البقرة 255
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ الأعراف 180
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ الشورى 11
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾ سورة الإخلاص
﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾
و قد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم عن صفات الله تعالى في كثير من الأحاديث النبوية و الأقوال الصحيحة:
كقوله صلى الله عليه و سلم ﴿ يضحك الله لإلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما في النار ﴾ و قوله صلى الله عليه و سلم ﴿ ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه؟من يستغفرني فأغفر له؟ ﴾ و قوله صلى الله عليه و سلم ﴿ لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ﴾ و قوله صلى الله عليه و سلم ﴿ يقبض الله الأرض يوم القيامة و يطوي السماء بيمينه ثم يقول :أنا الملك,أين ملوك الأرض؟ ﴾
و قد وصف نفسه تعالى بأنه سميع,بصير,عليم,حكيم,قوي,عزيز,لطيف,خبير,شكور,حليم,غفور,رحيم,و أنه كلم موسى تكليما و أنه استوى على العرش و أنه خلق بيديه و أنه يحب المحسنين و رضي على المؤمنين. كذلك وصف نفسه تعالى في كتابه الكريم بالوجود و القدم والبقاء و الوحدانية في الذات و الصفات و الأفعال و مخالفته لخلقه .
و لم يتبث عن الرسول صلى الله عليه و سلم أو أحد من الصحابة الكرام أن تأول صفة أو بدلها أو ردها أو أخطأ في شرحها,بل كل منهم آمن بها و بمدلولها و ظاهرها .حتى أن الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الآية:
﴿ الرحمان على العرش استوى ﴾ قال : الاستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة.
من ثمرات الإيمان بصفات الله تعالى
تحقيق التوحيد لله تعالى.
كمال محبة الله و تعظيمه تعالى.
تحقيق العبادة بإتباع الأوامر و اجتناب النواهي.
الطمع فيما أعده الله تعالى لمن آمن به.