[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دراسة صحة العلاقة الكمية بين الظواهر الجغرافية عند ترميزها
على الخرائط الموضوعية باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية
ا. د . ناصر بن سلمى
مقدمة
تحتل نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System مكانة بارزة في الساحة الجغرافية . وقد ساعـد التطور التقني في ذلك المجال على الاستفادة من تلك النظم في تمثيل الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية وتسهيل التعامل معها على الخريطة بأسلوب يسمح بالإضافة، أو الحذف، أو الإظهار، أو الإخفاء لبعض مكونات الخريطة، أو محتوياتها الجغرافية ، ورؤية العلاقات المكانية لتلك الظواهر، بناء على معطيات مختارة تُمكّن مستخدم الخريطة من عرض الظاهرة الجغرافية الممثلة على نظم المعلومات الجغرافية بأسلوب متحرك ( Dynamic Maps ) على عكس الخرائط الورقية التي لا تحقق تلك الخاصية . وبناء على ذلك، فإن الحاجة لرؤية العديد من المعلومات الجغرافية الطبيعية والبشرية والتعامل معها بذلك الأسلوب تعد سبباً مقنعاً لتوظيف تلك النظم لرصد تلك الظواهر والتخطيط لإدارتها من منظور جغرافي موجه لفهم نوع التركيب الجغرافي لتلك الظواهر والتركيز على تفهم العلاقة التي تربطها. لاسيما أن كثرة المعلومات الجغرافية المحيطة ببيئة الإنسان وصعوبة إدارتها بالطرق التقليدية قد أعطى لذلك النوع من التقنية دوراً بارزاً في تسهيل رصد المعلومات وسهولة التعامل معها بنوع من الدقة والسرعة والتحديث .
ونظراً لأن الظواهر الجغرافية تحمل عند تمثيلها على الخرائط خاصية الارتباط المكاني مع الظواهر الأخرى المشتركة معها بالمكان ، فإن وضوح العملية الإدراكية لمكوناتها على الخرائط وإظهارها بصورة واضحة يُعد ضرورة إدراكية ملحة . ولعل توظيف تقنية الحاسب الآلي في رصد تلك المعلومات وإدارتها من أهم الأسباب في تطوير علم الخرائط ورفع كفاءته وزيادة أهميته كعنصر أساسي في منظومة نظم المعلومات الجغرافية . كما يجب التأكيد على أن المفاهيم الخرائطية التقليدية المستخدمة في رصد المعلومة وبنائها هي الأساس التي لا يمكن إغفاله عند بناء الخرائط على نظم المعلومات الجغرافية .كما يجب التنويه إلى أن استخدام نظم المعلومات الجغرافية لا يلغي القواعد التقليدية التي يتم بواسطتها تمثيل ما على سطح الكرة الأرضية من ظواهر طبيعية أو بشرية ورؤيتها على الخرائط ، ولكنه يساعد على تحويلها إلى هيئة رقمية يسهل التعامل معها وإدارتها وقياسها وتحليلها مع سهولة الحذف والإضافة والتخزين والتحديث وإمكانية عرضها من زوايا متعددة خلال وقت قصير ( P4 1998 Jones ) .
ويضيف MacDougall أن التعامل مع الخريطة على نظم المعلومات الجغرافية بمفهوم الارتباط المكاني ( Interaction ) ، يتيح رؤية الكثير من المعلومات الإحصائية الممثلة على الخرائط للعديد من نشاطات الإنسان على البيئة التي يعيش فيها ، وتصبح بذلك وسيلة مرئية معبرة للظواهر المرتبطة برموز الخريطة النقطية والخطية والمساحية ( MacDougall, 1992,P237 ) . فعندما تمثل الظاهرة الجغرافية على الخريطة ، يتم اختيار الأسلوب الأمثل للتمثيل والذي يعتمد في الغالب على نوع وتركيبة الظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها . فهناك على سبيل المثال، الترميز النوعي للظاهرة الجغرافية الممثل في شكل نقطة وخط ومساحة، وهذا ما تحمله الخرائط الطبوغرافية والخرائط الجغرافية العامة، وهو نوع من التمثيل للظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية بأسلوب يسمى التمثيل الأسمى Nominal Representation . وهناك نوع آخر من التمثيل يتعامل مع الظواهر الجغرافية التي أوجدها الإنسان من خلال تعامله مع البيئية التي يعيش فيها مثل العناصر ذات العلاقة بالسكان ، والزراعة ، والصناعة ، والتجارة ، والصحة ، والتعليم وغيرها من الظواهر الأخرى، يُسمى التمثيل الكمي ويظهر على الخرائط الموضوعية . وعلى مستخدم ذلك النوع من الخرائط أن يدرك كيفية رؤية العلاقة بين عناصر الظاهرة الجغرافية بأسلوب لا يربطه مع خريطة الأساس سوى العلاقة المكانية . فعندما نمثل المجموع الكلي للسكان برمز هندسي مثـل الدائـرة أو المربـع أو المثلث فإن ارتباط الرمز على الخريطة سيكون مع مسمى المنطقة، أو الإقليم، أو الدولة، أو المكان فقط وعلى مستخدم الخريطة أن ينظر إلى المقارنات الكمية للظاهرة عن طريق الرمز الهندسي المستخدم، ثم يربط النتائج بالمكان الذي توجد فيه الظاهرة ، وهذا يعني أن ذلك النوع من الخرائط يحتاج إلى مهارة معينة في تصميم الخريطة، ثم قراءة المعلومة الجغرافية وتحديد نوعية الارتباط المكاني سواءً مع رمز النقطـة، أو الخط، أو المساحة التي تحويها خريطة الأساس.
كما أن هذا النوع من الخرائط يعتمد في بنائه على المصدر المعلوماتي الكمي (الإحصائي) ويتطلب الأمر أن يكون الترميز لهذا النوع من الخرائط دقيق وموجه لتحقيق نوع من الرؤية الصحيحة " للعلاقة " التي يبحث عنها مصمم الخريطة أو مستخدمها؛ لأن الخرائط المرمـزة (Modeling) تقدم معلومات مرئية تساعد على القيام بالتحليل والتعليل للظاهرة الجغرافية الممثلة ومن ثم التأثير على صناعة القرار المبني على ذلك النوع من الخرائط ( Spatial Modeling ) .
والمقصود بالعلاقة أن الظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها على الخريطة تحمل مواصفات وعلاقات محددة بين عناصرها كما تحمل مواصفات وعلاقات بينها وبين الظواهر الأخرى . فإذا تطلب الأمر تمثيل تلك الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية فلا بد من المحافظة على العلاقة التي كانت تتصف بها الظاهرة الجغرافية قبل تمثيلها على الخريطـة دون تغييـر.
( Fischer, Scholten, and Unwin 1996 P 4 ).
ومن خلال التعامل مع بعض نظم المعلومات الجغرافية ومتابعة أسس البناء لذلك النوع من الخرائط التي تستخدم الرموز الهندسية وبخاصة رموز الدوائر والمربعات والمثلثات ، فإن اختيار القيم الرقمية التي تحدد أصغر الرموز وأكبرها على البرنامج قد ترك لمصمم الخريطة . الذي يتعامل مع برامج نظم المعلومات الجغرافية دون معرفة بتطبيق مفهوم العلاقة الرقمية لأقل القيم وأعلاها . ففي معظم الأحوال يقوم مستخدم تلك البرامج المعلوماتية " من غير المتخصصين " بتصميم الخريطة الموضوعية دون أن يراعي القواعد الأساسية للمحافظة على العلاقة ، وبذلك تكون النتيجة خريطة مصممة لا تنطبق محتوياتها على التركيبة الفعلية الكمية للظاهرة المدروسة . بالإضافة إلى أن بعض البرامج لا تسمح بالمحافظة على العلاقة الصحيحة للتركيبة الكمية للظاهرة الجغرافية نظراً لأن خانة ربط العلاقة محصورة بين الرقمين صفر إلى أربعة بوصة، وهي التي تعادل صفر إلى 10 سم على البرنامج الخرائطي المعروف باسم Map Viewer4 مثلاً كما أنها محصورة بين 4 للقيمة الصغرى و 256 للقيمة العليا على برنامج نظم المعلومات الجغرافية المعروف باسم Arc View وسوف نُلقي المزيد من الضوء على تلك المعلومة تحت عنوان " مثال تطبيقي لبيان معنى العلاقة الكمية الخاطئة
دراسة صحة العلاقة الكمية بين الظواهر الجغرافية عند ترميزها
على الخرائط الموضوعية باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية
ا. د . ناصر بن سلمى
مقدمة
تحتل نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System مكانة بارزة في الساحة الجغرافية . وقد ساعـد التطور التقني في ذلك المجال على الاستفادة من تلك النظم في تمثيل الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية وتسهيل التعامل معها على الخريطة بأسلوب يسمح بالإضافة، أو الحذف، أو الإظهار، أو الإخفاء لبعض مكونات الخريطة، أو محتوياتها الجغرافية ، ورؤية العلاقات المكانية لتلك الظواهر، بناء على معطيات مختارة تُمكّن مستخدم الخريطة من عرض الظاهرة الجغرافية الممثلة على نظم المعلومات الجغرافية بأسلوب متحرك ( Dynamic Maps ) على عكس الخرائط الورقية التي لا تحقق تلك الخاصية . وبناء على ذلك، فإن الحاجة لرؤية العديد من المعلومات الجغرافية الطبيعية والبشرية والتعامل معها بذلك الأسلوب تعد سبباً مقنعاً لتوظيف تلك النظم لرصد تلك الظواهر والتخطيط لإدارتها من منظور جغرافي موجه لفهم نوع التركيب الجغرافي لتلك الظواهر والتركيز على تفهم العلاقة التي تربطها. لاسيما أن كثرة المعلومات الجغرافية المحيطة ببيئة الإنسان وصعوبة إدارتها بالطرق التقليدية قد أعطى لذلك النوع من التقنية دوراً بارزاً في تسهيل رصد المعلومات وسهولة التعامل معها بنوع من الدقة والسرعة والتحديث .
ونظراً لأن الظواهر الجغرافية تحمل عند تمثيلها على الخرائط خاصية الارتباط المكاني مع الظواهر الأخرى المشتركة معها بالمكان ، فإن وضوح العملية الإدراكية لمكوناتها على الخرائط وإظهارها بصورة واضحة يُعد ضرورة إدراكية ملحة . ولعل توظيف تقنية الحاسب الآلي في رصد تلك المعلومات وإدارتها من أهم الأسباب في تطوير علم الخرائط ورفع كفاءته وزيادة أهميته كعنصر أساسي في منظومة نظم المعلومات الجغرافية . كما يجب التأكيد على أن المفاهيم الخرائطية التقليدية المستخدمة في رصد المعلومة وبنائها هي الأساس التي لا يمكن إغفاله عند بناء الخرائط على نظم المعلومات الجغرافية .كما يجب التنويه إلى أن استخدام نظم المعلومات الجغرافية لا يلغي القواعد التقليدية التي يتم بواسطتها تمثيل ما على سطح الكرة الأرضية من ظواهر طبيعية أو بشرية ورؤيتها على الخرائط ، ولكنه يساعد على تحويلها إلى هيئة رقمية يسهل التعامل معها وإدارتها وقياسها وتحليلها مع سهولة الحذف والإضافة والتخزين والتحديث وإمكانية عرضها من زوايا متعددة خلال وقت قصير ( P4 1998 Jones ) .
ويضيف MacDougall أن التعامل مع الخريطة على نظم المعلومات الجغرافية بمفهوم الارتباط المكاني ( Interaction ) ، يتيح رؤية الكثير من المعلومات الإحصائية الممثلة على الخرائط للعديد من نشاطات الإنسان على البيئة التي يعيش فيها ، وتصبح بذلك وسيلة مرئية معبرة للظواهر المرتبطة برموز الخريطة النقطية والخطية والمساحية ( MacDougall, 1992,P237 ) . فعندما تمثل الظاهرة الجغرافية على الخريطة ، يتم اختيار الأسلوب الأمثل للتمثيل والذي يعتمد في الغالب على نوع وتركيبة الظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها . فهناك على سبيل المثال، الترميز النوعي للظاهرة الجغرافية الممثل في شكل نقطة وخط ومساحة، وهذا ما تحمله الخرائط الطبوغرافية والخرائط الجغرافية العامة، وهو نوع من التمثيل للظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية بأسلوب يسمى التمثيل الأسمى Nominal Representation . وهناك نوع آخر من التمثيل يتعامل مع الظواهر الجغرافية التي أوجدها الإنسان من خلال تعامله مع البيئية التي يعيش فيها مثل العناصر ذات العلاقة بالسكان ، والزراعة ، والصناعة ، والتجارة ، والصحة ، والتعليم وغيرها من الظواهر الأخرى، يُسمى التمثيل الكمي ويظهر على الخرائط الموضوعية . وعلى مستخدم ذلك النوع من الخرائط أن يدرك كيفية رؤية العلاقة بين عناصر الظاهرة الجغرافية بأسلوب لا يربطه مع خريطة الأساس سوى العلاقة المكانية . فعندما نمثل المجموع الكلي للسكان برمز هندسي مثـل الدائـرة أو المربـع أو المثلث فإن ارتباط الرمز على الخريطة سيكون مع مسمى المنطقة، أو الإقليم، أو الدولة، أو المكان فقط وعلى مستخدم الخريطة أن ينظر إلى المقارنات الكمية للظاهرة عن طريق الرمز الهندسي المستخدم، ثم يربط النتائج بالمكان الذي توجد فيه الظاهرة ، وهذا يعني أن ذلك النوع من الخرائط يحتاج إلى مهارة معينة في تصميم الخريطة، ثم قراءة المعلومة الجغرافية وتحديد نوعية الارتباط المكاني سواءً مع رمز النقطـة، أو الخط، أو المساحة التي تحويها خريطة الأساس.
كما أن هذا النوع من الخرائط يعتمد في بنائه على المصدر المعلوماتي الكمي (الإحصائي) ويتطلب الأمر أن يكون الترميز لهذا النوع من الخرائط دقيق وموجه لتحقيق نوع من الرؤية الصحيحة " للعلاقة " التي يبحث عنها مصمم الخريطة أو مستخدمها؛ لأن الخرائط المرمـزة (Modeling) تقدم معلومات مرئية تساعد على القيام بالتحليل والتعليل للظاهرة الجغرافية الممثلة ومن ثم التأثير على صناعة القرار المبني على ذلك النوع من الخرائط ( Spatial Modeling ) .
والمقصود بالعلاقة أن الظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها على الخريطة تحمل مواصفات وعلاقات محددة بين عناصرها كما تحمل مواصفات وعلاقات بينها وبين الظواهر الأخرى . فإذا تطلب الأمر تمثيل تلك الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية فلا بد من المحافظة على العلاقة التي كانت تتصف بها الظاهرة الجغرافية قبل تمثيلها على الخريطـة دون تغييـر.
( Fischer, Scholten, and Unwin 1996 P 4 ).
ومن خلال التعامل مع بعض نظم المعلومات الجغرافية ومتابعة أسس البناء لذلك النوع من الخرائط التي تستخدم الرموز الهندسية وبخاصة رموز الدوائر والمربعات والمثلثات ، فإن اختيار القيم الرقمية التي تحدد أصغر الرموز وأكبرها على البرنامج قد ترك لمصمم الخريطة . الذي يتعامل مع برامج نظم المعلومات الجغرافية دون معرفة بتطبيق مفهوم العلاقة الرقمية لأقل القيم وأعلاها . ففي معظم الأحوال يقوم مستخدم تلك البرامج المعلوماتية " من غير المتخصصين " بتصميم الخريطة الموضوعية دون أن يراعي القواعد الأساسية للمحافظة على العلاقة ، وبذلك تكون النتيجة خريطة مصممة لا تنطبق محتوياتها على التركيبة الفعلية الكمية للظاهرة المدروسة . بالإضافة إلى أن بعض البرامج لا تسمح بالمحافظة على العلاقة الصحيحة للتركيبة الكمية للظاهرة الجغرافية نظراً لأن خانة ربط العلاقة محصورة بين الرقمين صفر إلى أربعة بوصة، وهي التي تعادل صفر إلى 10 سم على البرنامج الخرائطي المعروف باسم Map Viewer4 مثلاً كما أنها محصورة بين 4 للقيمة الصغرى و 256 للقيمة العليا على برنامج نظم المعلومات الجغرافية المعروف باسم Arc View وسوف نُلقي المزيد من الضوء على تلك المعلومة تحت عنوان " مثال تطبيقي لبيان معنى العلاقة الكمية الخاطئة