ونستون تشرشل
ولد ونستون تشرشل سنة 1874 بأوكسفورد،التحق بالمدرسة الحربية الملكية في ساندهيرست وتخرج منها عام 1894. كانت مهمته الأولى مع الجيش الإسباني في كوبا الذي كان يقاتل الاستقلاليين الكوبيين. ثم أرسل إلى الهند حيث قضى مدة طويلة، كانت كافية لقيامه بنوع من التربية والتثقيف الذاتيين.
نقل بعد ذلك إلى السودان والى جنوب أفريقيا حيث قام بوظيفته كجندي وبعمل آخر هو مراسلة صحيفة مورننغ بوست.
في سنة 1901 انتخب تشرشل عضوا في البرلمان ممثلا حزب المحافظين. ثم انظم إلى حزب الأحرار سنة (1904).
أول منصب تقلده كان نائب وزير المستعمرات. ساعدته المناصب التي تولاها في بداية حياته السياسية على إدخال تشريعات هامة في مجالات المساعدات الاجتماعية، منها الضمان الصحي وتعويضات البطالة. وفيما بين 1910 ـ 1915 ساهم مع وزير البحرية اللورد فيشر في عصرنة الأسطول البريطاني في مواجهة القوة البحرية الهائلة التي أنشأتها ألمانيا.
قاد تشرشل حملة مضادة على ألمانيا في بلجيكا، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها. و كذلك محاولته احتلال الدردنيل لعزل تركيا عن أوروبا. وعندما سقطت حكومة الأحرار وحلت محلها حكومة ائتلافية من الأحرار والمحافظين ( 1915)، كان الشرط الأول للمحافظين للقبول بالتحالف هو تجريد تشرشل من منصبه كقائد للقوات البحرية.
لم يغب تشرشل عن المسرح طويلا، إذ سرعان ما دعاه رئيس الوزراء لويد جورج إلى تولي منصب وزير الإمدادات العسكرية (1916). وبنهاية الحرب صار وزير الدولة لشؤون الحرب والقوات الجوية، حيث عمل على تحديث القوات الجوية البريطانية، وصار هو نفسه طيارا.
سقط تشرشل في انتخابات 1922 وابتعد مؤقتا عن السياسة، ثم عاش فترة مضطربة تنقل خلالها بين عضوية حزب المحافظين وحزب الأحرار. كما تسلم عدة مناصب وزارية، إلا انه اختفى عن الساحة السياسة تماما في الأعوام العشرة 1929 ـ 1939،
مع بداية الحرب العالمية الثانية كان لا بد من الاستعانة بتشرشل نظرا لخبرته والجهود التي بذلها لتنظيم القوى البحرية والجوية عندما كان في السلطة. فعين قائدا أعلى للبحرية. ولكن الهجوم الألماني على أوروبا كان سريعا وفعالا. فسقطت بولندا والبلاد المنخفضة وتبعتها فرنسا، دونما مقاومة تذكر.
في عام 1940 ، وفي وسط الكارثة التي كانت آثارها قد بدأت بالظهور اختير تشرشل ليكون الزعيم والقائد الأول لبريطانيا، فتولى منصبي رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع على مدى السنوات الخمس التالية.
عاد تشرشل إلى رئاسة الوزارة مجددا عام 1951 وهو في السابعة والسبعين من العمر، واستمر حتى سنة 1955 .