السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متساون في البداية.. متفاوتون عند النهاية؟
تلك سنةمن سنن الله، نتساوى في الولادة، ولكن هل نتساوى عند الموت؟ عند الولادة كل الأطفال يولدون أبرياء وكلهم يولد على الفطرة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" متفق عليه .ويولد في حضن البراءة ثم تبدأ رحلته نحو المجهول….أو المعلوم…. فممكن أن يغذوا ذاك الطفل البريء – بإختياره - مجرماً أوسارقاً أو مدمناً
أو عظيماً أو ملكاً, طبيباً أو مهندساً، عالماً…..وهكذا، ولكن كيف نتفاوت عند النهاية؟ إذا تساوينا في البداية…..
ببساطة جداً هي الإرادة والقرار الحاسم والعمل الدؤوب والسؤال الدائم كيف أريد أن أكون؟… وقالوا قديماً "الأبطال لايصنعون في صالات التدريب الأبطال يصنعون من الأشياء العميقة في داخلهم هي: الحلم.. الرؤية.. الإرادة.." وقالوا أيضاً "صوب نحو القمر حتى اذا أخطأت ستصيب النجوم" فليكن هدفك عالي وتوكل على الله وحاول ولو فشلت فلا بد أن تنجح يوماً ولعل أعظم حقيقة تجعلك مختلفاً عند نهايتك "حقيقة الموت" فكم من الناس جمعوا وورثوا مالاً أو ملكاً..من يذكرهم…؟ ولكن كم من العظماء العلماء – الفقراء- قد رحلوا وتركوا إرثاً يذكرون فيه إلى يوم القيامة – الإمام البخاري مثلاً وغيره كثير…- وكم من أهل الخير والفضل من الشرائح المتنوعة والإختصصات المتعددة والمهارات المتفاوتة أبى أصحابها إلا أن يكونوا مختلفين عند النهاية لأن ما أعد الله لهم خير وأبقى قال الله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} سورة آل عمران: آية (133) وقال جل وعلا: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} سورة الأحزاب: آية (44) لكن للأسف أن هذه النخبة من الناس هم الشريحة القلية فكم من الناس من أتى ثم رحل بلا أثر أو بصمة تُذكر، حتى لا يذكره أبناؤه..!! فكيف بمن حوله؟ قرر إذاً كيف تحب أن تكون النهاية.[/center]