[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
انفلونزا الانحراف بالمؤسسات التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسماء بنعثمان
تغيرت الأوضاع بالوسط التعليمي ، فلم يعد كما كان عليه في السابق ، حيث كانت التربية قبل التعليم و الأخلاق قبلالنبوغ . عندما كان المدرس والدا يؤدي واجبه الوطني حبا في المهنة و اقتناعا بالرسالة و ليس لمجرد الحصول على راتب عند آخر كل شهر ،وكان للتلميذ هدف واحد هو التعلم و الخضوع لتكوين لتنمية المكتسبات و اكتساب مهارات جديدة تمكنهم من ولوج سوق العمل عن جدارة و استحقاق وليس لمجرد أنه ابن فلان أو يقرب لعلان . تغير كل شيء بدءا من المنظومة التعليمية المتخبطة بين حواجز سوء التدبير ، و انتهاء بالقوانين الجديدة التي جاءت بها المذكرات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و التي منحت امتيازات كثر للتلميذ جعلت منه يحسب نفسه منزها عن المساءلات و المحاسبة بعدما صارت الأطر الإدارية تتحاشى هدا النوع من الإجراءات لما يكون له من انعكاسات وخيمة تشمل في كثير من الأحيان حالات اعتراض السبيل و التهديد، فصار الانحراف ينشر ظله بالمؤسسات التعليمية وتيرة تزداد حدتها سنويا و تتفاقم معها مأساوية الوضع و رداءة الموقف التي جعلت من الوزارة في موقف لا تحسد عليه أمام أنظار الرأي العام ، خاصة و أن أولياء الأمور يحيلون ما آل إليه مستوى التعليم بالبلاد أساسا إلى سوء التدبير و يحملون الوزارة و الأطر الإدارية مسؤولية انحراف التلاميذ و تعاطيهم لجملة من السلوكيات اللاأخلاقية داخل حرم المؤسسة و خارجها . كان بودنا قول غير ذلك و اعتبار هذا
اللوم الذي أعرب عنه أعداد هامة من الآباء مجرد مجاز في التعبير و مبالغة متولدة عن قلق طبيعي للآباء على حال أبناءهم و مستقبلهم داخل فضاء يقضون به اغلب وقتهم، لكن الحقيقة غير ذلك و الواقع أكبر من تفنيد هذا الادعاء فما صار متداولا يفرض علينا الاعتراف بان حال التعليم قد تدهور كثيرا ليس من وم أو سنة و إنما مند سنوات خلت أي مند أن تم تفعيل مجموعة من المقترحات الوزارية التي مازلت بعيدة كل البعد عن مجتمعنا المغربي و التنكر لمطالب الأسرة التعليمية التي قابلت الوضع بتوالي الإضرابات و التعاطي للمهنة و كأنها تحصيل حاصل متناسين أخلاقياتها و قواعدها الأساسية التي تروم أساسا إلى اعتبار المدرس مربيا و ليس مجرد ملقن نظري و قبل كل ذلك معاملته كأب فاضل لكل تلميذ يعيش أكبر فترة من الحول على مقعد بفصل يسيره هذا الرب المحترم ... التدخين بشكل علني و تعاطي المخدرات و التحرش الجنسي و العلاقات الغرامية على المقاعد الدراسية و العلاقات الارتجالية الخارجة عن نطاق الحدود بين الأستاذ و التلميذ و غيرها من أشكال الانحراف التي صارت عادية داخل المؤسسات التعليمية ، تمارس أمام أعين الأطر بأكملهم من المدير إلى الحارس العام والأستاذ و حتى "الشاوش" و يتم تداولها و كأنها جزء لا يتجزأ من الروتين المدرسي الذي يعاود نفسه كل يوم دون أن يقابل بالحساب ، فالتدخين مثلا يلقى إقبالا مكثفا داخل المؤسسات التعليمية من لدن التلاميذ
ذكورا و إناثا ، لما لا و المسؤولون عن المراقبة و زجر المخالفات نيام و الأكبر من ذلك أنهم يمارسون نفس الفعل ، إذ نجد أن الأستاذ يقبل على إشعال سيجارته أمام أعين التلاميذ .. فلا يكون أمامهم غير التشبه بقدوتهم لصالحة "الأستاذ" . أما السكر فحدث و لا حرج إذ بلغ الوضع أوجه مع دخول بعض العناصر الجريئة الفصل في حالة سكر كاملة و ما يصاحب هذا من هلوسة و خروج عن حدود الوعي ، الشيء الذي يتحول إلى مضايقات و عرقلة للتحصيل الدراسي و اندلاع اشتباكات بين التلاميذ و حالات
فزع بين التلاميذ . أما التحرش الجنسي فهو حاضر بقوة بين التلاميذ أو بين الأستاذ و تلميذته و هاهنا تظهر حالات جديدة من التجاوز و تتمثل في الهندام المدرسي الغائب و إقبال بعض الفتيات على ملابس لا ليق بالوسط التعليمي و لا بالجو الدراسي ببهرجة مفرطة و كأننا نتحدث عن مدرجات هوليود أو بوليود و ليس عن تلميذات يحملن صفة الدراسة و يحضرن للقسم لاكتساب أصول التربية التي يظهر جليا أنهن لا يعرفن عنها شيئا....أمام كل هذه الممارسات التي ينكرها أي عقل بشري يعتمد المنطق كمنهاج -تلتزم الإدارة بالمؤسسات التعليمية موقفا غامضا بسكوتها على المواقف الخاطئة و تغاضيها عن المحاسبة في كتفاء غير مفهوم بلفت النظر أو التحذير من محاولة تكرير الفعل الذي يحضر مرة و اثنتين و مالا نهاية من ذلك مادام التلميذ يعي جيدا عجز الجهة الأكثر قدرة على ردع الموقف و عدم قدرتها على اتخاذ إجراء في حقه ، لما لا يجدر به ارتكاب مزيد من المخالفات و تجاوز التعاطي للمخدرات و التدخين إلى التزوير و دخول عالم الانترنيت من زواياه السلبية و تقليد المشاهد الغرامية الدرامية بشكل واقعي مع زميلة له بمحاذاة جدران المؤسسة و داخل حجراتها ، لما تلتزم التلميذة بارتداء وزرتها أو زيها المحتشم المناسب لوضعها الاجتماعي مادامت بهرجتها و تأنقها الفاضح لا يدفع الحارس العام أو الأستاذ على إلزامها بإحضار ولي الأمر و إتباع المسطرة المتعلقة بهذا الإطار .. إذا كان الانحراف قد صار ظاهرة حاضرة بقوة في الساحة التعليمية، فالذنب ليس بيد التلميذ فقط، فإن كان هو الفاعل و مقترف الخطأ ، فالمخطئ الأكبر هو المسؤول الذي اغفل دوره في المراقبة و تفعيل القانون و تطبيقه على كل من سولت له نفسه تجاوز القواعد الرئيسية التي يخضع لها التلميذ و الأستاذ و المؤسسة و المجتمع بأسره ، المخطئ هو كل ولي أمر انشغل بعمله وظن أن مسؤولية كولي أمر تنحصر
في توفير المأكل والمنزل و اللوازم الدراسية و كل احتياجات الابن و إغراقه بالمال الذي يستغله في أمور لا يعي أنه يهدم بها نفسه قبل أن يضر الآخرين ، و اهتم بالجانب المادي غير معير أدنى اهتمام للجانب المعنوي و التربوي الذي يحتكم إلى العقلانية و الصرامة المنحصرة في إطار الجدية التي تفرض عليه كأب متابعة شؤون أبناءه و مراقبة تصرفاتهم و التواصل المستمر مع الإدارة للتعرف عن كثب على سلوك أبناءه داخل المؤسسة و ليس مجرد القول أنه قائما بواجبه و كفيل بنيل صفة الأب المثالي ، إذ غاليا ما تجده يقول"أنا ولادي مربيين ميقدروش يديرو شي حاجا ، أنا كنشريلهم لي بغاو" ....إن مشكل الانحراف لن يزول بقول أو تهديد و إنما بتكافل بين الجهات، كل حسب ما يملي عليه ضمير و منصبه
ووضعيته بالنسبة للتلميذ في سبيل ضحد تجارب دخيلة على مجتمعنا و ثقافتنا و حضارتنا العربية و قبل كل ذلك تربيتنا التي نشا عليها الأسلاف فحققوا في كنفها ما نعجز اليوم على الوصول إليه .
انفلونزا الانحراف بالمؤسسات التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسماء بنعثمان
تغيرت الأوضاع بالوسط التعليمي ، فلم يعد كما كان عليه في السابق ، حيث كانت التربية قبل التعليم و الأخلاق قبلالنبوغ . عندما كان المدرس والدا يؤدي واجبه الوطني حبا في المهنة و اقتناعا بالرسالة و ليس لمجرد الحصول على راتب عند آخر كل شهر ،وكان للتلميذ هدف واحد هو التعلم و الخضوع لتكوين لتنمية المكتسبات و اكتساب مهارات جديدة تمكنهم من ولوج سوق العمل عن جدارة و استحقاق وليس لمجرد أنه ابن فلان أو يقرب لعلان . تغير كل شيء بدءا من المنظومة التعليمية المتخبطة بين حواجز سوء التدبير ، و انتهاء بالقوانين الجديدة التي جاءت بها المذكرات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و التي منحت امتيازات كثر للتلميذ جعلت منه يحسب نفسه منزها عن المساءلات و المحاسبة بعدما صارت الأطر الإدارية تتحاشى هدا النوع من الإجراءات لما يكون له من انعكاسات وخيمة تشمل في كثير من الأحيان حالات اعتراض السبيل و التهديد، فصار الانحراف ينشر ظله بالمؤسسات التعليمية وتيرة تزداد حدتها سنويا و تتفاقم معها مأساوية الوضع و رداءة الموقف التي جعلت من الوزارة في موقف لا تحسد عليه أمام أنظار الرأي العام ، خاصة و أن أولياء الأمور يحيلون ما آل إليه مستوى التعليم بالبلاد أساسا إلى سوء التدبير و يحملون الوزارة و الأطر الإدارية مسؤولية انحراف التلاميذ و تعاطيهم لجملة من السلوكيات اللاأخلاقية داخل حرم المؤسسة و خارجها . كان بودنا قول غير ذلك و اعتبار هذا
اللوم الذي أعرب عنه أعداد هامة من الآباء مجرد مجاز في التعبير و مبالغة متولدة عن قلق طبيعي للآباء على حال أبناءهم و مستقبلهم داخل فضاء يقضون به اغلب وقتهم، لكن الحقيقة غير ذلك و الواقع أكبر من تفنيد هذا الادعاء فما صار متداولا يفرض علينا الاعتراف بان حال التعليم قد تدهور كثيرا ليس من وم أو سنة و إنما مند سنوات خلت أي مند أن تم تفعيل مجموعة من المقترحات الوزارية التي مازلت بعيدة كل البعد عن مجتمعنا المغربي و التنكر لمطالب الأسرة التعليمية التي قابلت الوضع بتوالي الإضرابات و التعاطي للمهنة و كأنها تحصيل حاصل متناسين أخلاقياتها و قواعدها الأساسية التي تروم أساسا إلى اعتبار المدرس مربيا و ليس مجرد ملقن نظري و قبل كل ذلك معاملته كأب فاضل لكل تلميذ يعيش أكبر فترة من الحول على مقعد بفصل يسيره هذا الرب المحترم ... التدخين بشكل علني و تعاطي المخدرات و التحرش الجنسي و العلاقات الغرامية على المقاعد الدراسية و العلاقات الارتجالية الخارجة عن نطاق الحدود بين الأستاذ و التلميذ و غيرها من أشكال الانحراف التي صارت عادية داخل المؤسسات التعليمية ، تمارس أمام أعين الأطر بأكملهم من المدير إلى الحارس العام والأستاذ و حتى "الشاوش" و يتم تداولها و كأنها جزء لا يتجزأ من الروتين المدرسي الذي يعاود نفسه كل يوم دون أن يقابل بالحساب ، فالتدخين مثلا يلقى إقبالا مكثفا داخل المؤسسات التعليمية من لدن التلاميذ
ذكورا و إناثا ، لما لا و المسؤولون عن المراقبة و زجر المخالفات نيام و الأكبر من ذلك أنهم يمارسون نفس الفعل ، إذ نجد أن الأستاذ يقبل على إشعال سيجارته أمام أعين التلاميذ .. فلا يكون أمامهم غير التشبه بقدوتهم لصالحة "الأستاذ" . أما السكر فحدث و لا حرج إذ بلغ الوضع أوجه مع دخول بعض العناصر الجريئة الفصل في حالة سكر كاملة و ما يصاحب هذا من هلوسة و خروج عن حدود الوعي ، الشيء الذي يتحول إلى مضايقات و عرقلة للتحصيل الدراسي و اندلاع اشتباكات بين التلاميذ و حالات
فزع بين التلاميذ . أما التحرش الجنسي فهو حاضر بقوة بين التلاميذ أو بين الأستاذ و تلميذته و هاهنا تظهر حالات جديدة من التجاوز و تتمثل في الهندام المدرسي الغائب و إقبال بعض الفتيات على ملابس لا ليق بالوسط التعليمي و لا بالجو الدراسي ببهرجة مفرطة و كأننا نتحدث عن مدرجات هوليود أو بوليود و ليس عن تلميذات يحملن صفة الدراسة و يحضرن للقسم لاكتساب أصول التربية التي يظهر جليا أنهن لا يعرفن عنها شيئا....أمام كل هذه الممارسات التي ينكرها أي عقل بشري يعتمد المنطق كمنهاج -تلتزم الإدارة بالمؤسسات التعليمية موقفا غامضا بسكوتها على المواقف الخاطئة و تغاضيها عن المحاسبة في كتفاء غير مفهوم بلفت النظر أو التحذير من محاولة تكرير الفعل الذي يحضر مرة و اثنتين و مالا نهاية من ذلك مادام التلميذ يعي جيدا عجز الجهة الأكثر قدرة على ردع الموقف و عدم قدرتها على اتخاذ إجراء في حقه ، لما لا يجدر به ارتكاب مزيد من المخالفات و تجاوز التعاطي للمخدرات و التدخين إلى التزوير و دخول عالم الانترنيت من زواياه السلبية و تقليد المشاهد الغرامية الدرامية بشكل واقعي مع زميلة له بمحاذاة جدران المؤسسة و داخل حجراتها ، لما تلتزم التلميذة بارتداء وزرتها أو زيها المحتشم المناسب لوضعها الاجتماعي مادامت بهرجتها و تأنقها الفاضح لا يدفع الحارس العام أو الأستاذ على إلزامها بإحضار ولي الأمر و إتباع المسطرة المتعلقة بهذا الإطار .. إذا كان الانحراف قد صار ظاهرة حاضرة بقوة في الساحة التعليمية، فالذنب ليس بيد التلميذ فقط، فإن كان هو الفاعل و مقترف الخطأ ، فالمخطئ الأكبر هو المسؤول الذي اغفل دوره في المراقبة و تفعيل القانون و تطبيقه على كل من سولت له نفسه تجاوز القواعد الرئيسية التي يخضع لها التلميذ و الأستاذ و المؤسسة و المجتمع بأسره ، المخطئ هو كل ولي أمر انشغل بعمله وظن أن مسؤولية كولي أمر تنحصر
في توفير المأكل والمنزل و اللوازم الدراسية و كل احتياجات الابن و إغراقه بالمال الذي يستغله في أمور لا يعي أنه يهدم بها نفسه قبل أن يضر الآخرين ، و اهتم بالجانب المادي غير معير أدنى اهتمام للجانب المعنوي و التربوي الذي يحتكم إلى العقلانية و الصرامة المنحصرة في إطار الجدية التي تفرض عليه كأب متابعة شؤون أبناءه و مراقبة تصرفاتهم و التواصل المستمر مع الإدارة للتعرف عن كثب على سلوك أبناءه داخل المؤسسة و ليس مجرد القول أنه قائما بواجبه و كفيل بنيل صفة الأب المثالي ، إذ غاليا ما تجده يقول"أنا ولادي مربيين ميقدروش يديرو شي حاجا ، أنا كنشريلهم لي بغاو" ....إن مشكل الانحراف لن يزول بقول أو تهديد و إنما بتكافل بين الجهات، كل حسب ما يملي عليه ضمير و منصبه
ووضعيته بالنسبة للتلميذ في سبيل ضحد تجارب دخيلة على مجتمعنا و ثقافتنا و حضارتنا العربية و قبل كل ذلك تربيتنا التي نشا عليها الأسلاف فحققوا في كنفها ما نعجز اليوم على الوصول إليه .