منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    الحسن والحسين

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:38

    الحسن والحسين Ihssas550b5e2706

    الحسن والحسين


    الحسن بن علي


    مقدمة

    هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه...

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن في ولد علي أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن، وقد سمّاه أبوه حربًا لكن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسمه إلى "الحسن"، ويقال: إن الحسن و الحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ما سمت العرب بهما في الجاهلية، وقد ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة 3 هـ.

    عن أنس رضي الله عنه قال: "لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي".





    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته

    ظل الحسن بن علي رضي الله عنه يتربى على يد المصطفي صلى الله عليه وسلم ما يقرب ثمان سنوات، أفاض عليها النبي صلى الله عليه وسلم عليه فيها الخير الكثير، ورباه على عينه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا جمًا، وقد تولّى النبي صلى الله عليه وسلم تربيته منذ اليوم الأول لولادته، فاختار له هذا الاسم الحسن"الحسن"

    وقد أذّن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه ليرسّخ في قلبه معاني عظمة الله عز وجل، وليطرد عنه الشيطان كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين..."، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ حياة الحسن رضي الله عنه بذكر الله عز وجل لتظل هذه الكلمات راسخة في قلبه وعقله، كما برّك النبي صلى الله عليه وسلم الحسن أي دعا له بالبركة، وحنّكه - والتحنيك أن يُمضغ التمر أو نحوه ثم يُدلك به حنك الصغير -.

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الحسن كثيرًا ويقبله ويعانقه حبًا له وعطفًا عليه مما يشعره بالارتباط الوثيق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤصّل في الحسن رضي الله عنه منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين ويربط هذا الأمر بالسيادة، فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة رضي الله عنه أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر فقال: "ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".

    وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك...





    أهم ملامح شخصيته

    الحرص الشديد على وحدة الكلمة بين المسلمين وحقن الدماء:

    جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه، وأبرز ما يظهر في معاملاته وسلوكياته، هو هذا الملمح العظيم في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن رضي الله عنه طولًا وعرضًا، ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن رضي الله عنه وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم.

    وهذا مشهد من معركة الجمل:

    رُويَ عن محمد بن حاطب أنه قال: لما فرغنا من القتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن وعمّار بن ياسر وصعصعة بن صوحان والأشتر ومحمد بن أبي بكر يطوفون في القتلى فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه فرده على قفاه وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا فرع قريش والله!

    فقال أبوه : من هو يا بني قال : محمد بن طلحة!

    قال : "إنا لله وإنا إليه راجعون" إن كان من علمته لشابا صالحا. ثم قعد كئيبا حزينا فقال الحسن يا أبت كنت أنهاك عن هذا المسير فغلبك على رأيك فلان وفلان!

    قال: قد كان ذلك يا بني ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.

    فهذا الموقف يدل على أن الحسن رضي الله عنه كان قد أشار على أبيه بعدم الخروج إلى هذه الموقعة حقنًا لدماء المسلمين...

    ولما اجتمع الناس إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي عليه السلام فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أن كل ما هو آت قريب وإن أمر الله واقع أذلا له، وإن كره الناس، وإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم بما يزن مثقال حبة خردل يهراق فيها محجمة من دم منذ عقلت ما ينفعني مما يضرني، فالحقوا بمطيتكم.

    وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حقنًا لدماء المسلمين:

    وعن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: خطبنا الحسن بن علي بالنخلة حين صالح معاوية فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ وكان أحق بحقه مني أو حق لي فتركته لمعاوية إرادة استضلاع المسلمين وحقن دمائهم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

    لقد كان تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وإبرامه الصلح مع معاوية رضي الله عنه بعد بضعة أشهر من مبايعته ـ أي الحسن ـ فاتحة خير على المسلمين إذ توحدت جهودهم، وسمي ذلك العام 41 هـ عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات...

    فهذه المواقف من حياته رضي الله عنه تدل دلالة واضحة على عمق هذا الأمر في نفسه، وتضحيته رضي الله عنه بكل ما يستطيع بُغية حقن الدماء ووحدة الكلمة بين المسلمين.

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty رد: الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:39


    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم

    روى الإمام أحمد بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في في، فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة، قال: "إنا لا نأكل الصدقة".

    وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال: "أين لكع؟" ثلاثا ادع الحسن بن علي فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب - خيط من خرز يوضع في العنق كالقلادة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا فالتزمه فقال: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إليّ من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.

    وروى مسلم بسنده قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فكان يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا فإذا عاد عادا فلما صلى جعل واحدا ها هنا وواحدا ها هنا فجئته فقلت يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما قال لا فبرقت برقة فقال: الحقا بأمكما فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا

    وعن أبي فاختة قال: قال علي رضي الله عنه: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن فقالت فاطمة يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال: "إنه استسقى أول مرة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني وهذين" - وأحسبه قال - "وهذا الراقد" - - يعني عليا - "يوم القيامة في مكان واحد".

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم وضعهما بين يديه وأقبل الحسين فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ثم قال أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة الا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما هما الحسن والحسين جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هانيء بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم جدهما في الجنة وأبوهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالاتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة




    بعض المواقف من حياته مع الصحابة
    مع أبي بكر رضي الله عنه:

    عن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما فضمه إليه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك. المستدرك

    مع أبي هريرة رضي الله عنه:

    عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب علينا فسلم فرددنا عليه السلام ولم يعلم به أبو هريرة فقلنا له يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلم علينا فلحقه وقال وعليك السلام يا سيدي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيد"

    مع ابن عباس رضي الله عنه:

    روى الإمام أحمد بسنده أن جنازة مرّت على الحسن بن علي وابن عباس رضي الله عنهما فقام الحسن وقعد ابن عباس رضي الله عنهما فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرّت به جنازة فقام، فقال ابن عباس: بلى وقد جلس، فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما.

    مع معاوية رضي الله عنه:

    في البخاري بسنده عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا وَقَالَا لَهُ فَطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ"

    مع عمرو بن حريث:

    عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حريث زار الحسن بن علي فقال له علي بن أبي طالب يا عمرو أتزور حسنا وفي النفس ما فيها قال نعم يا علي لست برب قلبي تصرفه حيث شئت فقال علي أما أن ذلك لا يمنعني من أن أؤدي إليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح... صحيح ابن حبان

    مع سليمان بن صرد:

    عن عمرو بن مرة قال جاء سليمان بن صرد إلى علي بن أبي طالب بعد ما فرغ من قتال يوم الجمل وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رؤوس الناس فلقي سليمان الحسن بن علي فقال ما لقيت من أمير المؤمنين قال قال لي كذا وكذا على رؤوس الناس فقال لا يهولنك هذا منه فإنه محارب فلقد رأيته يوم الجمل حين أخذت السيوف مأخذها يقول لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.



    من مواقفه مع التابعين

    عن حميد بن هلال قال: تفاخر رجلان من قريش رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية فقال هذا قومي أسخى من قومك وقال هذا قومي أسخى من قومك قال سل في قومك حتى اسأل في قومي فافترقا على ذلك فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف قال وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال له هل أتيت أحدا من قومي قال نعم عبيد الله بن العباس فأعطاني مائة ألف فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين الفا ثم أتى الحسين بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال هل أتيت أحدا قبل أن تأتينا قال نعم أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفا قال لو أتيتني قبل أن تأتيه لأعطيتك أكثر من ذلك ولكن لم أكن لأزيد على سيدي فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألف قال فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفا من ثلاثة فقال الأموي سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة ألف وستين ألفا ففخر الهاشمي الأموي قال فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه.

    وعن علي رضي الله عنه أنه خطب ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم فحضر الناس فقام الحسن فقال إنما جمعته لفقرائكم فقام نصف الناس فكان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.

    وعن عبد الله بن شداد أن الحسن بن علي مر براع يرعى فأتاه بشاة فأهداها له فقال له حر أنت أم مملوك فقال مملوك فردها عليه فقال إنها لي فقبلها منه ثم اشتراه واشترى الغنم وأعتقه وجعل الغنم له.

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty رد: الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:40


    أثره في الآخرين

    عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.

    عن بشر بن غالب قال سأل ابن ال**ير الحسن بن علي رضي الله عنهما عن المولود فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.

    وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا طلاق إلا من بعد نكاح

    عن سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال: دخل علي الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة وهو يأكل طعاما فسلموا عليه وقعدوا فقال لهم الحسن: الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعامه فكلوا من طعامه ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا فإنما يوضع الطعام ليؤكل قال فتقدم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم.

    وعن بشر بن غالب قال سأل ابن ال**ير الحسن بن علي عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر قال ففكاكه من خراج أولئك القوم الذين قاتل عنهم

    وعن عامر أن الحسن بن علي أُتي برجلين قتلا ثلاثة وقد جرح الرجلان فقال الحسن بن علي: على الرجلين دية الثلاثة ويرفع عنهما جراحة الرجلين.







    بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفي صلى الله عليه و سلم

    روى الترمذي بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة"

    وروى النسائي بسنده عن أبي الحوراء قال قال الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.

    وروى الإمام أحمد بسنده عن الحسن بن علي عن أبيه رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: "يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين".

    وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان وإني ضعيف، فقال: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه؛ الحج صحيح الترغيب والترهيب






    بعض كلماته

    روى الإمام أحمد بسنده عن عمرو بن حبشي قال خطبنا الحسن بن علي بعد قتل عليٍّ فقال لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادمٍ لأهله.

    لما بويع له رضي الله عنه بالخلافة قال: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم قالوا: ما هي قال: "تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت" ولما تمت البيعة خطبهم.

    وروى أنه رضي الله عنه كان يقول: العشاء قبل الصلاة يذهب النفس اللوامة.

    ومن أقواله رضي الله عنه: رُفع الكتاب وجفّ القلم وأمور تقضي في كتاب قد خلا.

    ومن كلماته رضي الله عنه: الدنيا ظل زائل.

    وقيل للحسن بن على إن أبا زرٍ يقول: الفقر أحب إلى من الغنى والسقم أحب إلى من الصحة فقال: رحم الله أبا زر أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له و هذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.

    وقال الحسن ذات يوم لأصحابه إنى أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهى مالا يجد ولا يكثر إذا وجد وكان خارجا عن سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه وكان خارجا عن سلطان جهله فلا يمد يدا إلا على ثقة المنفعة ولا يخطو خطوة إلا لحسنة وكان لا يسخط ولا يتبرم كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت كان أكثرهم دهره صامتا فإذا قال يذر القائلين وكان لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء ولا يدلى بحجة حتى يرى قاضيا يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول تفضلا وتكرما كان لا يغفل عن إخوته ولا يستخص بشيء منهم كان لا يكرم أحدا فيما يقع العذر بمثله كان إذا ابتدأه أمران لا يرى أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه.

    ومن كلماته رضي الله عنه لبنيه وبنى أخيه: تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم وتكونوا كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب.

    وقال رضي الله عنه: أدبار السجود ركعتان بعد المغرب.

    وجاء في المعجم الكبير للطبراني أن عليا رضي الله عنه سأل ابنه الحسن بن علي رضي الله عنه عن أشياء من أمر المروءة...

    فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف.

    قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران.

    قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.

    قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير.

    قال: فما اللوم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه.

    قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير.

    قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا.

    قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء.

    قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.

    قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.

    قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.

    قال: فما الغنى؟ قال: رضي النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس.

    قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء.

    قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس.

    قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة.

    قال: فما العي؟ قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة.

    قال: فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران.

    قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك.

    قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم.

    قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته.

    قال: فما الخرق؟ قال: معازتك إمامك ورفعك عليه كلامك.

    قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح.

    قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة.

    قال: فما السفه؟ قال: اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة.

    قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.

    قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك.

    قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه...

    من مناقبه رضي الله عنه:

    عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن بن علي خمسا و عشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. المستدرك







    موقف الوفاة
    روي عن عمران بن عبد الله قال رأى الحسن بن علي فيما يرى النائم بين عينيه مكتوبا قل هو الله أحد فقصها على سعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياك فقد حضر أجلك. قال: فسُمّ في تلك السنة ومات رحمة الله عليه.

    واتهام معاوية رضي الله عنه أو ابنه يزيد أو السيدة جعدة بنت الأشعث بن قيس بالوقوع في هذه الجريمة ليس له أي دليل صحيح، وينفيه الواقع وسير الأحداث، قال ابن تيمية: وأما قوله: معاوية سم الحسن، فهذا مما ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية أو إقرار معتبر، ولا نقل يُجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به فالقول به قول بلا علم.

    ويرى الدكتور الصلابي أن المتهم في ذلك هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجّه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية ووضع حدا للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهم الذين طعنوا الحسن في فخذه، وربما أرادوا بذلك الانتقام لقتلاهم في النهراوان وغيرها.

    وجاء الحسين وجلس عند رأس الحسن فقال: يا أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم قال: لئن كان الذي أظن لله أشد نقمة وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل بريء.

    ولما حضر الحسن بن علي قال: أخرجوني إلى الصحن حتى أنظر في ملكوات السماوات - يعني الآيات - فأخرجوا فراشه فرفع رأسه، فنظر فقال: اللهم إني احتسبت نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي، وفي رواية: اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإني لم أُصب بمثلها غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن بن على الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له يا أبا محمد ما هذا الجزع ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك على وفاطمة وعلى جديك النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب قال فسرى عنه وفي رواية أن القائل له ذلك الحسين وأن الحسن قال له يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين رضي الله عنهما.

    لما احتضر رضي الله عنه قال للحسين: أدفنوني عند أبى - يعنى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنوني في مقابر المسلمين فلما قبض تسلّح الحسين وجمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك الله وصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، وكان مروان بن الحكم قد عارض دفنه في جوار النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا يدفن هناك أبدا، فلم يزل به أبو هريرة وجابر بن عبد الله وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، والمسور بن مخرمة وغيرهم حتى رجع ثم دفنوه في بقيع الغرقد بجانب أمه الزهراء البتول، وكان قد صلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ، وكانت وفاته رضي الله عنه سنة 49 من الهجرة وقيل سنة 50 عن 47 عامًا رضي الله عنه وأرضاه
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty الحسين بن علي

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:42


    الحسين بن علي






    مقدمة



    هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي السِّبْط الشهيد بكَرْبَلاء, ابن بنت رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاطمة الزهراء رضي الله عنها وريحانته من الدنيا ، وُلِدَ الحسينُ سنة أربع من الهجرة، وله من الولد : علي الأكبر، وعلي الأصغر، وله العَقِب، وجعفر، وفاطمة وسكينة.





    مكانته وفضله



    رُوِيَت أحاديث عديدة تدل على فضله وتعلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم به، وبأخيه الحسن منها: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما. انفرد بإخراجه البخاري.



    وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.



    وعن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني" يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما.



    وعن علي رضي الله عنه قال: الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل ذلك.



    وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: حَجَّ الحسين بن علي رضي الله عنهما خمسًا وعشرين حجة ماشيًا, ونجائبه تُقَادُ معه.



    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم الحسن والحسين رضي الله عنهما ويحبهما حبًا شديدًا ويحنو عليهما، وقد توفي وهو عنهما راضٍ، ثم كان الصديق رضي الله عنه فكان يكرم الحسين ويعظمه وكذلك عمر وعثمان، وصَحِبَ الحسينُ أباه وروى عنه، وكان معه في مغازيه كلها في الجمل وصفين، وكان معظَّمًا موقَّرًا، ولم يزل في طاعة أبيه حتى قُتِل، فلما آلتِ الخلافة إلى أخيه الحسن وأراد أن يصالح معاوية شَقَّ ذلك عليه ولم يسدِّد رأي أخيه، وحثَّه على قتال أهل الشام؛ فقال له أخوه: والله لقد هممت أن أسجنك في بيت وأطبق عليك بابه حتى أفرغ من هذا الشأن ثم أخرجك، فلما رأى الحسين ذلك سكت وسلم، فلما استقرت الخلافة لمعاوية كان الحسين يتردد عليه مع أخيه الحسن فيكرمهما إكرامًا زائدًا، ويعطيهما عطاءً جزيلاً، فقد أطلق لهما في يوم واحد مائتي ألف، وقال: خذاها وأنا ابن هند، والله لا يعطيكاهما أحد قبلي ولا بعدي، فقال الحسين: والله لن تعطي أنت ولا أحد قبلك ولا بعدك رجلاًَ أفضل منه، ولما توفي الحسن كان الحسين يَفِدُ إلى معاوية في كل عام فيعطيه ويكرمه، وقد كان في الجيش الذي غزا القسطنطينية مع يزيد ابن معاوية في سنة إحدى وخمسين، وعندما أُخِذَتِ البيعةُ ليزيد في حياة معاوية كان الحسين ممن امتنع من مبايعته هو وابن ال**ير وعبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن عباس, ثم مات ابن أبي بكر وهو مصمم على ذلك فلما مات معاوية سنة ستين وبُويِعَ ليزيد، بايع ابن عمر وابن عباس وصمَّمَ على المخالفة الحسين وابن ال**ير.





    مما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم



    عن علي بن حسين عن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصلي المريض قائما إن استطاع فإن لم يستطع صلى قاعدا فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجله مما يلي القبلة




    عن أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته .

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty رد: الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:42


    يزيد بن معاوية ومحاولة أخذ البيعة من الحسين



    بعد وفاة معاوية رضي الله عنه سنة ستين، ولي الخلافة يزيد بن معاوية فلم يكن له هم حين ولي إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة له؛ فكتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يأمره بأخذ البيعة من هؤلاء النفر الذين أبوا على معاوية استخلاف ولده وعلى رأسهم الحسين بن علي فيزعم الرواة أن الوليد بن عتبة استشار مروان بن الحكم فأشار عليه مروان أن يرسل إليهم ويطلب منهم مبايعة يزيد، ومن أَبَى ذلك ضرب عنقه قبل أن يعلموا موت معاوية ويظهروا الخلاف والمنابذة، وعندما أرسل إلى الحسين وطلب منه ماطله الحسين، واستنظره حتى يجتمع الناس للبيعة فإنه سيبايع وقتها علانية، وكان الوليد يحب العافية فوافقه على ذلك، وقال لمروان الذي حرضه على حبسه أو قتله: والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا ومُلْكها وأني قتلت حسينًا، سبحان الله ! أقتل حسينًا أن قال: لا أبايع ؟ والله إني لأظن امرءًا يحاسَب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة، فقال له مروان: فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت.



    ولا تفسر لنا هذه الرواية على نحو مقنع سبب تغيير مروان رأيه، كما لا تعطي مبررًا كافيًا لنصحه الوليد بقتل الحسين، ولا ريب أن عداء الرواة من الشيعة لبني أمية ـ ومروان جد المروانيين منهم ـ قد قادهم إلى تشويه موقفه من هذه الأحداث، وسوف يتهمونه بعد ذلك بالشماتة في مقتل الحسين، هذا على حين تثبت روايات أخرى أن مروان كان من المحذرين ابن زياد أمير العراق من إساءة التصرف حيال الحسين بعد خروجه إليه، كما أنه كان من الآسفين على قتله والباكين عليه.



    وقد خرج الحسين تحت جنح الظلام متجهًا إلى مكة، واستصحب معه بنيه وإخوته وجُلَّ أهل بيته، وفي الطريق لقي ابن عمر وابن عباس الحسين وابن ال**ير في طريقهما إلى مكة، وكان ابن عمر وابن عباس قادمَيْن منها إلى المدينة فسألاهما عما وراءهما فقالا: قد مات معاوية، والبيعة ليزيد، فقال لهما ابن عمر: "اتقيا الله ولا تفرقا جماعة المسلمين".



    وعندما قدما المدينة وجاءت البيعة ليزيد من البلدان بايع ابن عمر وابن عباس، ولم تكد أخبار وفاة معاوية ولجوء الحسين وابن ال**ير إلى مكة ممتنعين عن البيعة ليزيد تصل إلى أهل الكوفة حتى حَنُّوا إلى تمردهم وانتقاضهم القديم، فراسلوا الحسين ودعوه إليهم ووعدوه النصرة.







    إرسال الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة



    لقد كثر إرسال الكتب من أهل العراق إلى الحسين وخاصة بعد ذهابه إلى مكة يحثونه فيها على سرعة المجيء إليهم، فقد كتب إليه شيث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن رويم، وعمر بن حَجَّاج ال**يدي ومحمد بن عمر بن يحيى التميمي: "أما بعد فقد أخضرت الجنان وأينعت الثمار، وفطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند مجندة لك والسلام".



    فالتزم الحسين ـ رضي الله عنه ـ الحذر والحيطة، وأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق ليكشف له حقيقة هذا الأمر والاتفاق، فإن كان متحتمًا وأمرًا حازمًا محكمًا بعث إليه ليركب في أهله وذويه، فسار مسلم من مكة فاجتاز بالمدينة وأخذ منها دليلين فسار بهما على براري مهجورة المسالك, ثم مات الدليلان من شدة العطش بعد أن ضلُّوا الطريق، فكتب مسلم إلى الحسين يستشيره فيأمره فكتب إليه يعزم عليه أن يدخل العراق وأن يجتمع بأهل الكوفة ليستعلم أمرهم ويستخبر خبرهم.



    فلما دخل مسلم بن عقيل الكوفة، تسامع أهل الكوفة بقدومه فجاءوا إليه فبايعوه على إمرة الحسين, وحلفوا له لينصرنه بأنفسهم وأموالهم، فاجتمع على بيعته من أهلها ثمانية عشرة ألفًا.



    فقد كان الشيعة في الكوفة يبايعون مسلم بن عقيل سرًا مستغلين ورع عامل يزيد على الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري الذي لم تُجْدِ نصائحه لهم بالطاعة ولزوم الجماعة حتى كتب بعض أهل الكوفة الموالين لبني أمية إلى يزيد بما يحدث، فأرسل إلى عبيد الله بن زياد عامله على البصرة يضم إليه الكوفة ـ أيضًا ـ وكان ابن زياد قد استطاع بحزم أن يقضي على بوادر تمرد الشيعة بالبصرة، عندما وصلت إليهم أخبار الحسين ورسالة منه يطلب منهم فيها النصرة والبيعة.



    ولقد استطاع ابن زياد أن يكتشف أمر مسلم بن عقيل ومقره وأعوانه عن طريق مولى لهم، فقبض ابن زياد على بعض أتباع مسلم بن عقيل وحبسهم؛ فغضب مسلم فركب في الخيل ونادى بشعاره "يا منصور أمت" فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، وحاصروا قصر بن زياد، ولم يكن مع ابن زياد إلا ثلاثون رجلاً من الشُّرَط وعشرون من أشراف الناس وأهل بيته ومواليه، وقد استطاع هؤلاء الأشراف تخذيلَ الناس من حول مسلم بن عقيل، فانصرفوا عن مسلم حتى لم يبق معه سوى خمسمائة نفس ثم تقالُّوا إلى ثلاثمائة ثم إلى ثلاثين ثم إلى عشرة ثم وجد مسلم نفسه وحيدًا في جنح الظلام يتردد في الطرقات لا يدري أين يذهب، فأتى بابًا فطرقه فخرجت إليه امرأة فاخبرها بخبره قائلاً: أنا مسلم بن عقيل كَذَبَني هؤلاء القوم وغَرُّوني فأوته، ثم علم ابن زياد بمكانه فأحيط بالدار التي هو فيها فدخلوا عليه؛ فقام إليهم بالسيف فأخرجهم من الدار ثلاث مرات وأصيبت شفته العليا والسفلى, ثم جعلوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في أطناب القصب فضاق بهم ذرعًا فخرج إليهم بسيفه فقاتلهم، ثم أعطوه الأمان وجاءوا ببغلة فأركبوه عليها وسلبوا عنه سيفه فلم يبقَ يملك من نفسه شيئًا، فبكى عند ذلك وعرف أنه مقتول فيئس من نفسه، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال بعض من حوله: إن من يطلب مثل الذي تطلب لا يبكي إذا نزل به هذا؛ فقال: أما والله لستُ أبكي على نفسي، ولكن أبكي على الحسين، وآل الحسين، إنه قد خرج إليكم اليوم أو أمس من مكة، ثم التفت إلى محمد بن الأشعث فقال: إن استطعت أن تبعث إلى الحسين على لساني تأمره بالرجوع فافعل؛ فبعث محمد بن الأشعث إلى الحسين يأمره بالرجوع فلم يصدق الرسول في ذلك, وقال: كل ما حَمَّ الإله واقع.



    ثم وصل مسلم بن عقيل إلى قصر ابن زياد وهو مثخن بالجراح وفي غاية العطش مخضب بالدماء في وجهه وثيابه، ثم جلس فتساند إلى الحائط من التعب والكَلال والعطش فبعث عمارة بن عقبة بن أبي معيط مولى له إلى داره فجاء بقُلَّة عليها مِندِيل ومعه قدح؛ فجعل يفرغ له في القدح ويعطيه فيشرب فلا يستطيع أن يسيغه من كثرة الدماء التي تعلو على الماء مرتين أو ثلاثًا؛ فلما شرب سقطت ثناياه مع الماء، فقال: الحمد لله لقد كان بقي لي من الرزق المقسوم شربة ماء ثم أدخل على ابن زياد.. فأمر به فأُصْعِد إلى أعلى القصر, ومُسْلِمٌ يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر، ويصلِّي على ملائكة الله ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرُّونا وخذلونا ثم ضُرِبَ عنقه، وأُلقي رأسُه إلى أسفل القصر، وأُتبع رأسه بجسده، ثم أُمِرَ بهانيء بن عروة المذحجي فضربت عنقه بسوق الغنم، وصُلِبَ بمكان من الكوفة يقال له: الكناسة، ثم إن ابن زياد قَتَلَ معهما أناسًا أخرين، وبعث برؤسهما إلى يزيد بن معاوية في الشام.


    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty رد: الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:43


    مسير الحسين إلى العراق



    عندما تتابعت الكتب إلى الحسين من جهة أهل العراق, وتكرَّرت الرسل بينهم وبينه, وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله، ثم وقع في غضون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل، والحسين لا يعلم بشيء من ذلك، فعزم على المسير إليهم، والقدوم عليهم، وكان ذلك أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد ـ فإن مسلمًا قُتِلَ يوم عرفة ـ وعندما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك، وحذَّرُوه منه، وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالمقام في مكة، وذكروه ما حدث لأبيه وأخيه معهم.



    فقال له ابن عباس: يا ابن عمّ؛ إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق فبين لي ما أنت صانع ؟ فقال: إني قد أجمعت المسير في أَحَدِ يومي هذين إن شاء الله تعالى، فقال له ابن عباس: أخبرني إن كانوا قد دعوك بعدما قتلوا أميرهم, ونفوا عدوهم, وضبطوا بلادهم؛ فَسِرْ إليهم، وإن كان أميرهم حيًّا, وهو مقيم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس، ويقبلوا قلوبهم عليك، فيكون الذين دَعَوْكَ أشد الناس عليك، فقال الحسين : إني أستخير الله وأنظر ما يكون.



    فلما كان من العشي أو الغد جاء ابن عباس إلى الحسين فقال له: يا ابن عم إني أَتَصَبَّرُ ولا أَصْبِر، إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، إن أهل العراق قومُ غدرْ فلا تغترَنَّ بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن فإن به حصونًا وشعابًا ولأبيك به شيعة، وكن عن الناس في مَعزِل، واكتب إليهم وبثَّ دعاتك فيهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب، فقال الحسين: يا ابن عم والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أزمعت المسير، فقال له: فإن كنت ولابد سائرًا فلا تسر بأولادك ونسائك، فو الله إني لخائف أن تُقتَلَ كما قُتِلَ عثمانُ ونساؤه وولده ينظرون إليه.



    أما ابن عمر فعند ما بلغه أن الحسين قد توجه إلى العراق لحقه على مسيرة ثلاث ليال فقال: أين تريد ؟ قال: العراق، وإذا معه طوامير وكتب. فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: لا تأتهم فأبى، فقال ابن عمر: إني محدثك حديثًا: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة؛ فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم, واللهِ ما يَلِيَها أحدٌ منكم أبدًا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم؛ فأبى أن يرجع، فما كان من ابن عمر إلا أن اعتنقه وبكى, وقال: أستودعك اللهَ من قتيل.



    أما ابن ال**ير فقد تعجب من مسير الحسين إلى أهل العراق وهو يعلم علم اليقين أنهم قتلوا أباه وطعنوا أخاه، فقال له: أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ؟ فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تُستَحَلَّ بي ـ يعني مكة ـ .



    وعندما تردد الحسين في المسير إلى الكوفة جاءه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله إني لكم ناصح وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملُّوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قطُّ، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف.



    ثم كتب مروان بن الحكم إلى ابن زياد يحذره من قتل الحسين قائلاً: "أما بعد فإن الحسيين بن علي قد توجه إليك وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاللهِ ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء، ولا تنساه العامة، ولا تدع ذكره آخر الدهر والسلام"..



    أما يزيد بن معاوية فقد كتب إلى ابن زياد قائلاً: "قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق فضع المناظر والمسالح واحترس, واحبس على الظِّنة, وخذ على التهمة، غير أن لاتقتل إلا من قاتلك, واكتب إلي في كل ما يحدث من خير والسلام"، وهذا القول واضح وظاهر في أن لا يقتل عبيد الله الحسين وأصحابه إلا إذا قاتلوه.



    وكتب عبد الله بن جعفر إلى الحسين مع ابنيه عون ومحمد: أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حتى تنظر في كتابي هذا، فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طُفِيءَ نورُ الإسلام، فإنك عَلَمُ المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فإني في أثر كتابي, والسلام، ثم نهض عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد أمير مكة فقال له: اكتب إلى الحسين كتابًا تجعل له فيه الأمان، وتُمَنِّيه في البر والصلة، وتوثق له في كتابك وتسأله الرجوع لعله يطمئن لذلك فيرجع، فقال له عمرو: اكتب عني ما شئت وَأْتِني به أختمه، فكتب عبد الله بن جعفر ما أراد ثم جاء إليه بالكتاب فختمه، فقال عبد الله بن جعفر لعمرو بن سعيد: ابعث معي أمانك، فبعث معه أخاه يحيى فلحقا بالحسين؛ فقرأ عليه الكتاب فأبى أن يرجع وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أمرني فيها بأمر وأنا ماضٍ له، فقالا: وما تلك الرؤيا ؟ فقال: لا أحدث بها أحدًا حتى ألقى ربي عز جل.



    وفي الطريق إلى الكوفة لقى الحسين الفرزدق الشاعر فقال له: أعطاك الله سُؤْلك وأملك فيما تحب، فسأله الحسين عن أمر الناس وما وراءه؛ فقال له: قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء، فقال له: صدقت، للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يَتَعَدَّ من كان الحق نيته، والتقوى سريرته، ثم حرَّك الحسين راحلته، وقال: السلام عليكم ثم افترقا.



    وأثناء سير الحسين رضي الله عنه في طريقه إلى العراق بلغه خبر مقتل ابن عمه مسلم، فأثناه ذلك، واعتزم العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم قالوا: "والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نُقتَلَ؛ فقال: لا خير في الحياة بعدكم"..
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحسن والحسين 710
    عارضة الطاقة :
    الحسن والحسين Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحسن والحسين Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحسن والحسين Empty رد: الحسن والحسين

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 30 2011, 16:44


    استشهاد الحسين رضي الله عنه



    عندما أشرف الحسينُ على العراق، رأى طليعة لابن زياد، فلما رأى ذلك رفع يديه فقال:"اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي من كل أمر نزل ثِقةً وعُدَّة، فكم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت لي وليُّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية"..



    وكان قوام هذه الطليعة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي، فقال لهم الحسين: أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم ورسلكم أن أَقْدِمْ علينا فليس لنا إمام لعل الله أن يجعلنا بكم على الهدى؛ فقد جئتكم فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلنا منه فلم يجيبوه بشيء في ذلك، ثم قال له الحر: إنا أُمِرْنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد، فقال الحسين: الموت أدنى إليك من ذلك, ثم أمر أصحابه فركبوا لينصرفوا فمنعهم الحر من ذلك، فقال الحسين: ثكلتك أمك ما تريد؟ فقال: أما واللهِ لو غيرُك من العرب يقولها ما تركت ذِكْرَ أمه بالثكل كائنًا من كان، ولكني والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه, ثم لازمه حتى لا يتمكن من العودة إلى المدينة، ثم أتى الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد وعدته أربعة آلاف فارس، والتقوا في كربلاء جنوبي بغداد، ويدل التقاؤهم في هذا المكان على أن الحسين كان متجهًا إلى طريق الشام وقد عدل عن الكوفة، وعندما التقوا خيَّرهم الحسينُ بين ثلاث فقال: "إما أن تَدَعُوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور".



    وكان أمير الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص، وكان ابن زياد قد هيأه ليرسله في حملة إلى الديلم، وقد عصى أهلها ثم حوله إلى الحسين، فاستعفى عمر من هذه المهمة، فلم يُعْفِهِ منها وهدده، فاستمهله إلى اليوم الثاني فأمهله، وقَبِلَ في اليوم الثاني أن يسير إليه.



    وعندما سمع عمر بن سعد كلام الحسين استحسنه، وأرسل إلى ابن زياد بذلك يحسِّن له أن يختار أحد الاقتراحات الثلاثة، وكاد عبيد الله أن يقبل لولا أن شمر بن ذي الجوشن ـ وهو من الطغاة أصحاب الفتن ـ قال له: "لئن رحل من بلادك، ولم يضع يده في يدكم، ليكوننَّ أولى بالقوة والعز، ولتكوننَّ أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة، فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة، وإن غفرت كان ذلك لك"..



    وقد استثار شمر بكلامه هذا ابن زياد، فهو جبار لا يقبل أن يوصف بالوهن والضعف، فوافق على كلام شمر، وأرسله ومعه كتاب إلى عمر بن سعد مضمونه أن الحسين إذا لم يستسلم ويأت إلى عبيد الله فليقاتَل، وإذا لم يُرِدْ عمر أن يقاتله، فليتنحَّ عن إمرة الجيش وليسلمها إلى شمر.



    وعندما ورد شمر على على عمر بن سعد بن أبي وقاص وأفهمه رسالته؛ خاف عمر على نفسه من ابن زياد، ولم يقبل بأن يتنحَّى لشمر.



    واستمر قائدًا للجيش، فطلب إلى الحسين تسليم نفسه، لكن الحسين لم يفعل ونشب القتال، ويجب أن نلحظ هنا أن الحسين لم يبدأ بالقتال بل إن موقفه كان عدم الاستسلام فقط.



    وقع القتال بين فئة صغيرة لا تبلغ الثمانين رجلاً وبين خمسة آلاف فارس وراجل، على أنه انضم إلى الحسين أفراد رأوا أن أهل العراق خانوا الحسين، وأن من واجبهم الاستماتة بين يديه، فانتقلوا إليه مع معرفتهم بالموت الذي ينتظرهم، وكانت الواقعة فقُتِلَ رجال الحسين عن بكرة أبيهم (حوالي 72 رجلاً) وقتل الحسين معهم.



    ونرى خلال القتال ما كان يُستحث به أهل العراق على حرب الحسين فكان يقال لهم: "يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل من مَرَقَ من الدين وخالف الإمام".. فكان أهل الكوفة إذًا يستحثون على الطاعة ولزوم الجماعة، ويُبيَّن لهم أن الحسين وأصحابه إنما هم مارقون من الدين.



    وانتهت الموقعة بشكل يدعو إلى الأسف والأسى والحزن، وحُزَّ رأسُ الحسين، وأرسل إلى عبيد الله بن زياد، وقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك قال: أُتِيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسين؛ فجعل في طست ينكت عليه, وقال في حسنه شيئًا، فقال أنس: إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبًا بالوسمة"..



    وفي رواية أخرى عن البزار قال له أنس: "إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقع قضيبك، قال: فانقبض..



    وقد نَدِمَ عبيدُ الله بن زياد على قتله الحسين، فلذلك نجده يأمر لنساء الحسين وبناته وأهله بمنزل في مكان معتزل، وأجرى لهنَّ الرزق، وأمر لهن بنفقة وكسوة، ويظهر هذا الندم واضحًا في الموقف الذي يصوره لنا ابن كثير في "البداية والنهاية" فيروي أنه انطلق غلامان ممن كانا مع الحسين من أولاد عبد الله بن جعفر؛ فأتيا رجلاً من طييء فلجآ إليه مستجيرين به، فضرب أعناقهما وجاء برأسيهما لابن زياد، فغضب ابن زياد، وهَمَّ بضرب عنقه وأمر بداره فهدمت..



    ثم بعث ابن زياد بالرؤوس ومن بينها رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية بالشام، وانظر إلى هذا المشهد الأليم الذي يصوره لنا ابن كثير عن أحد شهود العيان بأرض الشام وهو "الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير" قال: والله إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زُحَر بن قيس فدخل على يزيد، فقال له يزيد: ويحك ما وراءك؟ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره، وَرَدَ علينا الحسين بن علي بن أبي طالب وثمانية عشر من أهل بيته، وستون رجلاً من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتل، فغدونا إليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، فجعلوا يهربون إلى غير مهرب ولا وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، لواذًا كما لاذ الحمام من صقر، فوالله ما كانوا إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على أخرهم فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مزملة وخدودهم معفرة، تصعرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرَّخم..



    فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين, لعن الله ابن سمية (عبيد الله بن زياد) أَمَا واللهِ لو أني صاحبُه لعفوت عنه، ورَحِمَ اللهُ الحسين. ولم يصل الذي جاء برأسه بشيء، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر:



    يفلقن هامًا من رجالٍ أعزةٍ علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما



    ثم أكرم يزيد بن معاوية نساء الحسين وأهله وأدخلهنَّ على نساء آل معاوية وهُنَّ يبكين ويَنُحْنَ على الحسين وأهله, واستمر ذلك ثلاثة أيام، ثم أرسل يزيد بن معاوية إليهن يسأل كل امرأة عما أُخِذَ منها ؟ فليس منهنَّ امرأةٌ تدَّعي شيئًا بالغًا ما بلغ إلا أضعفه لها.



    ثم أمر يزيد بن معاوية النعمان بن بشير أن يبعث معهنَّ رجلاً أمينًا معه رجال وخيل يصحبهن أثناء السفر إلى المدينة.



    وعندما ودعهن يزيد قال لعلي بن الحسين ـ علي الأصغر ـ قبَّح الله ابن سمية, أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكنَّ الله قضى ما رأيت، ثم جهَّزه وأعطاه مالاً كثيرًا, وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول، وقال لعلي: كاتِبْنِي بكل حاجة تكون لك.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28 2024, 11:24