منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية 710
    عارضة الطاقة :
    التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية Left_bar_bleue90 / 10090 / 100التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية Empty التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء ديسمبر 07 2011, 22:26

    التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية 13219732491

    التضخم السكاني... واستنزاف المصادر الطبيعية

    بخلاف بعض أنواع الحشرات، وأشكال الحياة الأخرى مثل البكتيريا والطحالب، لم يستطع كائن حي آخر تحقيق نفس النجاح البيولوجي الذي حققه الإنسان. هذا النجاح لا يتمثل فقط في عدد أفراد الجنس البشري، الذي يتخطى حالياً الستة مليارات ونصف، بل يتمثل أيضاً في التوزيع الجغرافي للجنس البشري على سطح كوكب الأرض. فمن الشواطئ الشرقية لقارة آسيا إلى الشواطئ الغربية للأميركتين، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، بما في ذلك الجزر المتناثرة في البحار والمحيطات، نجح الإنسان في استيطان جميع بقاع الأرض من جبال ووديان وغابات وصحارى. وعلى رغم أن هذا النجاح بدأ منذ ظهور الإنسان في أفريقيا قبل مائتي ألف عام، إلا أن القرنين الماضيين بالتحديد، شهدا تسارعاً رهيباً في حجم ومقدار هذا النجاح. وهو ما يتمثل في حقيقة أن تعداد البشر عام 1904 كان ملياراً واحداً فقط، وبحلول عام 1927 وصل التعداد البشري إلى مليارين، أي أن الجنس البشري في خلال أقل من ثلاثة عقود قد نجح في مضاعفة عدد أفراده. واستمرت هذه الزيادة، لتصل إلى ثلاثة مليارات عام 1959، ثم أربعة مليارات عام 1974، ثم خمسة مليارات عام 1986، ثم ستة مليارات عام 1999، لتصل عام 2007 إلى 6.6 مليار. وهو ما يعني أن الجنس البشري نجح خلال المائتي عام المنصرمة، في مضاعفة عدد أفراده بمقدار ستة أضعاف عن العدد الذي استغرق أسلافه مائتي ألف عام للوصول إليه. ولكن هل يمكن للجنس البشري الاستمرار في زيادة عدد أفراده بهذه المعدلات الرهيبة؟ وما تأثير هذا الكم الهائل من البشر على استدامة المصادر الطبيعية المحدودة؟




    للإجابة على هذه الأسئلة لابد أن نتوقف عند بعض مصطلحات علمي الاجتماع والدراسات السكانية. المصطلح الأول هو الزيادة السكانية، والذي يدل ببساطة على معدلات النمو في مجتمع ما، وإذا ما حدثت هذه الزيادة بشكل هائل فيطلق عليها حينها انفجار سكاني (Population Explosion). المصطلح الثاني الذي يهمنا هنا، هو التضخم السكاني (Overpopulation)، والذي يترجم خطأ بالانفجار السكاني. والتفرقة بين هذين المصطلحين بالغة الأهمية، حيث يدل الانفجار السكاني على زيادة كبيرة في عدد السكان، بغض النظر عما إذا كانت المصادر البيئية قادرة على سد احتياجاتهم أم لا. بينما يدل مصطلح التضخم السكاني، على عدد من السكان يتخطى قدرة المصادر البيئية على توفير احتياجاتهم، بغض النظر عما إذا كان عددهم كبيراً أم صغيراً. وهو ما يعني أن وجود مئة مليون شخص في بيئة قادرة على توفير المصادر لمائتي مليون، لا يعتبر تضخماً سكانياً. بينما يعتبر وجود ألف شخص فقط في بيئة لا تستطيع توفير المصادر إلا لتسعمائة شخص، نوعاً من التضخم السكاني الذي يهدد بقاء المجتمع برمته. وبناء عليه، يمكن النظر إلى وجود ستة مليارات ونصف مليار شخص على سطح كوكب الأرض، في ظل محدودية المصادر الطبيعية، باعتباره نوعاً من التضخم السكاني على نطاق هائل.




    هذه المصادر الضرورية لبقاء ورفاهية المجتمعات الإنسانية، تقسم إلى قسمين: القسم الأول هو المصادر الضرورية للاستمرار في الحياة، مثل المياه العذبة، والغذاء الكافي، والهواء النظيف. أما القسم الثاني فيتعلق بنوعية الحياة الإنسانية، مثل توفير الرعاية الصحية، والتعليم، والعمل، والطاقة والكهرباء، ونظم الصرف الصحي الحديثة. وإذا ما أخذنا المياه العذبة كمثال من القسم الأول، فيكفي أن نعلم أن 89% من المياه الموجودة على سطح كوكب الأرض هي مياه غير صالحة للشرب أو الزراعة، أما جزء المياه العذبة الباقي فيتواجد أكثر من ثلثيه في شكل متجمد في القطبين الشمالي والجنوبي. ولذا في النهاية، يتوفر واحد في المئة فقط من المياه الموجودة على سطح كوكبنا للاستخدام البشري. وهو ربما السبب في أن العديد من مناطق العالم تعاني حالياً من شح في مياه الشرب، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، بدرجة تهدد قطاع الزراعة والأمن الغذائي في هذه المناطق بشكل خطير، وتنذر بصراعات مسلحة في المستقبل القريب. وبالنسبة لكفاية الغذاء، فلا يغيب عن أحد تكرار وقوع المجاعات في العديد من مناطق العالم بين الحين والآخر. وحتى في المناطق التي لا تتعرض لمجاعات، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً مطرداً في أسعار الغذاء، بسبب قوانين العرض والطلب المعروفة. أما بالنسبة للقسم الثاني، المتعلق بنوعية الحياة الإنسانية، فيكفي أن نعلم أن 40% من أفراد الجنس البشري يعيشون حالياً على أقل من دولارين في اليوم، وهو ما يشكل دليلاً قاطعاً على الهوة الواسعة بين احتياجات البشر وما يمكن للطبيعة توفيره.




    هذا الوضع لا يتوقع له أن يتحسن في أي وقت قريب، بناء على توقعات الأمم المتحدة بأن تعداد أفراد الجنس البشري سيتخطى حاجز التسعة مليارات بحلول عام 2050، وهو ما يعني زيادة في الطلب على المصادر الطبيعية بمقدار 50% عما هو عليه الآن، خلال العقود الأربعة القادمة فقط. ورغم أن بعض المدارس الفكرية (Cornucopian) تعتقد أن التطورات التكنولوجية التي يحققها الجنس البشري باستمرار، من شأنها أن توفر له المصادر الضرورية لبقاء ورفاهية أفراده في المستقبل، إلا أن استرجاع ما حدث في العقود الأربعة الأخيرة من فشل هذه التطورات في رفع مستوى معيشة غالبية البشر، يجعل مثل هذا الاعتقاد أقرب للأحلام منه للواقع.

    د. أكمل عبد الحكيم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29 2024, 05:01