منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    من اسرار البلاغة في القران

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة :  من اسرار البلاغة في القران 710
    عارضة الطاقة :
     من اسرار البلاغة في القران Left_bar_bleue90 / 10090 / 100 من اسرار البلاغة في القران Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

     من اسرار البلاغة في القران Empty من اسرار البلاغة في القران

    مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 11 2011, 21:26

     من اسرار البلاغة في القران 13219732491

    من اسرار البلاغة في القران

    من المعلوم عند أهل اللغة أنّ حرف الفاء يدل على الترتيب والتعقيب؛ فعندما نقول:"جاء أحمد فمحمود" فإننا نقصد أن نقول:" جاء أحمد وجاء بعده محمود، بغير فارقٍ زمنيّ طويل"، فحرف الفاء يشير إلى العلاقة الترتيبيّة والزمنيّة بين الفعلين: (جاء و جاء)، وعليه لا بدّ أن يأتي في اللفظ بين الفعلين. أمّا حرف الواو فلا بدّ أن يأتي أيضاً بين الفعلين، ولكن لا يدلّ بالضرورة على ترتيب ولا تعقيب.


    ما نطرحه الآن هو استقراء لتكرار كلمة (لمّا) في سورة يوسف، وذلك عندما يسبقها حرف الفاء، أو حرف الواو. وقد خرجنا بنتيجة نظن أنّها لم ترد عند أهل اللغة، ولا مانع من ذلك، لأنّ قواعد اللغة العربيّة هي في الأصل استقرائيّة.



    جاء في سورة يوسف:


    " وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ..."95


    " وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ..."65


    " وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ..."94


    " وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ..."69


    " فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ..."63


    " فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ..."70


    " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرّ"88


    " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ..."99


    اللافت في الآيات الأربع الأولى أنّه تمّ استخدام ولمّا. أمّا في الآيات الأربع التالية فقد تمّ استخدام فلما. وقد وردت ولمّا في سورة يوسف 6 مرّات، في حين وردت فلمّا في السورة 12 مرّة. وفي محاولة لاستنباط القاعدة في استخدام الفاء والواو مع لمّا نقوم باستعراض الآيات السالفة:


    " وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ ".


    هناك فارق زمنيّ بين تجهيز حمولة أخوة يوسف ووصية يوسف، عليه السلام، لهم، لأنّ الرحيل في العادة لا يكون بعد التجهيز مباشرة، وإنما كان يرتبط بالوقت المناسب لرحيل القوافل. ولا تكون الوصية في الغالب إلا عند اقتراب الرحيل، أو عند وداع المسافرين. من هنا، ونظراً لوجود فارق زمنيّ بين الفعل جَهَّزَ والفعل قَالَ ، ناسب أن ترد الواو مع الأداة لمّا.


    " فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ".


    جاءت الفاء هنا مع الأداة لمّا لعدم وجود فارق زمنيّ كبير بين الفعل جَهَّزَ والفعل جَعَلَ، لأنّ يوسف، عليه السلام، عندما أراد أن يضع صُواع الملك في رحل أخيه الصغير اختار أن يكون ذلك عند تجهيز الرحال.


    " وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ".


    استخدمت الواو مع الأداة لمّا هنا نظراً لوجود فارق زمنيّ بين الفعل دَخَلُواْ والفعل آوَى، لأنّ يوسف، عليه السلام، لم يكن قد كشف عن شخصيّته لإخوته، وبالتالي لم يكن بالإمكان أن يخلو بأخيه الصغير فور دخولهم، بل كان لا بد له من الحيلة وانتهاز الفرصة أو افتعالها، لينفرد به ويعرّفه على نفسه.


    " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ".


    جاءت الفاء هنا مع الأداة لمّا لعدم وجود فارق زمنيّ بين الفعل دَخَلَ والفعل آوَى، وذلك لأنّ يوسف، عليه السلام، كان ينتظر حضور أبويه على أحرّ من الجمر، فكيف لايسارع إلى ضمّهما وإيوائهما إليه بمجرّد دخولهما؟!


    " وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ ".


    جاءت الواو مع الأداة لمّا هنا نظراً لوجود فارق زمنيّ بين الفعل فَتَحُواْ، والفعل وَجَدُواْ، وذلك لأنّ اكتشاف البضاعة المُخبّأة داخل أكياس القمح، أو غيره من المواد التموينيّة، لا يتم بمجرد فتح هذه الأكياس، بل لا بد من مرور بعض الأيام، وعلى وجه الخصوص، في ذلك الزمن، الذي كانت فيه أساليب الطحن بدائيّة، فيتمّ الأخذ من الأكياس شيئاً فشيئاً. في المقابل لا يُتوقّع أن تُجعل بضاعتهم، التي قدّموها كثمنٍ للمواد التموينيّة، في فم الأكياس:" وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ..."، والجعلُ في الرحال فيه معنى الإخفاء في الداخل. وقد يَحسُن هنا أن نلفت الانتباه إلى أنّ إخوة يوسف، عليه السلام، كانوا يعيشون في مجتمع بدوي مما يعني أنّ بضاعتهم يمكن أن تكون من المنسوجات أو المصنوعات، وعلى وجه الخصوص الحليّ المختلفة.


    " وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ ".


    وردت الواو مع الأداة لمّا هنا نظراً لوجود فارق زمنيّ بين الفعل فصل والفعل قال، لأنّ القوافل تقترب شيئاً فشيئاً، وعندما تقترب تبدأ بالانفصال يميناً وشمالاً، كلٌ يقصد قبيلته، ويستغرق ذلك زمناً. وقد استشعر يعقوب، عليه السلام، ذلك، ووجد في نفسه قرب لقاء يوسف، عليه السلام. ويتكرر الوجدان لديه ويقوى إلا أنّه يكتم ذلك، خشية التكذيب:"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ"، فاستخدام الفعل أَجِدُ يدل على تكرار واستمرار الوجدان. ولمّا قوي لديه، عليه السلام، ذلك صرّح به، وطول الكتمان تشير إليه لَوْلاَ؛ أي لولا معرفته، عليه السلام، بموقفهم المُكذّب، لسارع إلى الإخبار بما وجده من إشعار ربّاني.


    " فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ ".


    أمّا هنا فجاءت الفاء مع الأداة لمّا وذلك لعدم وجود فارق زمنيّ كبير بين الفعل رَجَعَ والفعل قال، وهذا يشير إلى مسارعة إخوة يوسف، عليه السلام، لإخبار أبيهم بأنّهم قد مُنعوا من الرجوع إلى مصر. وهذه المسارعة كانت بمجرد لقائه، كيف لا، وهي مسألة في غاية الأهميّة في مجتمع بدوي يعاني من القحط الشديد؟! ويضاف إلى ذلك أنّهم قوم من البدو البسطاء، والمسارعة إلى عرض المشكلات لديهم من الأمور المتصوّرة في مثل هذه الحالات. وقد يكون من مقاصد القرآن الكريم هنا أن يكشف عن هذه الحقيقة النفسيّة.


    " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ".


    جاءت الفاء هنا مع الأداة لمّا لعدم وجود فارق زمنيّ كبير بين الفعل دَخَلَ والفعل قالَ، لأنّ أخوة يوسف، عليهم السلام، قد جاءوا وهم في حالة شديدة من الضنك والمعاناة، كما هو ظاهر في النص الكريم. ومن المتصوّر عندها أن يبادروا إلىعرض مشكلتهم بمجرد دخولهم على العزيز. وفي هذا تشخيص بليغ لواقعهم النفسي الناتج عن واقعهم الاقتصادي. ولا عجب عندها أن يبادر يوسف، عليه السلام، إلى الكشف عن حقيقته!


    من هنا ندرك أنّ البلاغة ليست مجرد قدرة على التلاعب بالألفاظ، بل هي القدرة على البيان عن الواقع وتشخيصه في أصدق وأجمل صورة.
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة :  من اسرار البلاغة في القران 710
    عارضة الطاقة :
     من اسرار البلاغة في القران Left_bar_bleue90 / 10090 / 100 من اسرار البلاغة في القران Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

     من اسرار البلاغة في القران Empty رد: من اسرار البلاغة في القران

    مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 11 2011, 21:27


    -التاثير والاقناع:

    التأثير والإقناع، وهي من ألوان التعبير غير المباشر عن المعنى، والكناية لون من الألوان البلاغية التي استخدمها القرآن الكريم ولم يجعلها غاية في ذاتها ولكنها وسيلة تؤدي إلى نسق معجز من الألفاظ والمعاني المترابطة يكللها المغزى الديني الذي يطل من وراء الخصوصية البلاغية.والصورة الكنائية في القرآن الكريم تمتاز بحسن التصوير وقوة التأثير وروعة التعبير إلى جانب الإيجاز اللطيف العجيب، وفيها من اللطائف والأسرار مالا يصل إلى مكنونها إلا من تذوق حلاوة القرآن وكان من أرباب الفصاحة والبيان، وهي آية دالة على إعجازه شهد بذلك أساطين البيان. وتمتاز أيضاً بنظمها البديع، وتأليفها الفريد، فمعناها لا يؤدي بغير لفظها، ولفظها لا يصلح إلا لمعناها، حتى لتكاد تصعب التفرقة بينهما، فلا يدرى أيهما التابع؟ وأيهما المتبوع؟ وهي من هذه الناحية تعدّ من مظاهر الإعجاز في القرآن. ولقد درس البلاغيون الكناية من وجهة نظر منطقية وتكلموا عن أقسامها، وهذا درس شكلي بحيث لا يدخل إلى عمق الكناية، لكن القرآن الكريم أعطاها قيمتها ومدلولها ومنحها وظيفتها ومكانتها الفنية والفكرية وجعلها الأساس الممهد للرمز، بل لقد ذهب كثير من علماء البلاغة إلى أن الرمز ضرب من ضروب الكناية "قلت فيه الوسائط بين المعنى المكنى عنه والمكنى به، مع خفاء الللازم بينهما"
    لا بد لنا بداية من الوقوف عند معنى الكناية لغةً واصطلاحاً:
    الكناية لغةً: الكاف والنون والحرف المعتل تدل على عدول عن لفظ إلى آخر دال عليه، وهو ما تشهد به مادة (كنى) في المعاجم. فقد قال الخليل (ت170ه): "كنى فلان عن الكلمة المستفحشة. يكنى: إذا تكلم بغيرها مما يستدل بع عليها، نحو الرفث والغائط ونحوه".وقال ابن فارس (ت399ه)، يقال كنَّيْتُ عن كذا بكذا: إذا تكلمت بغيره مما يستدل به عليه. غير أن الجوهري (ت396ه) قال: "الكناية: أن تتكلم بشيء وتريد به غيره". "ويبدو أنه لم يشترط دلالة المكنى به على المكنى عنه، لكونها لازمة للكتابة، لا قوام لها بدونها.. لكن تقييد المكنى به بالدلالة على المكنى عنه أولى من إطلاقه، كي لا يفهم من الكتابة مجرد العدول عن لفظ إلى غيره، فتختلط بغيرها من الأساليب كالتورية أو الرمز أو المجاز.
    وذكر ابن منظور (ت711ه) في لسان العرب "أن الكنية على ثلاثة أوجه: أحدهما: أن يكني عن الشيء الذي يستفحش ذكره. والثاني: أن يكني الرجل باسم توقيراً أو تعظيماً. والثالث: أن تقوم الكناية مقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه، كأبي لهب اسمه عبد العزى. عرف بكنيته فسماه الله بها، والكناية مصدر كنى يكنو، أو كنى يكني، والكنى جمع كنية، من قولك: كنيت عن الأمر، وكنوت عنه: إذا ورّيت عنه بغيره.. وقد تكنى، أي تستر، من كنى إذا ورّى، أو من ذَكّرّ كنيته ليعُرْفَ، والكناية أن تتكلم بشيء وتريد غيره". الكناية اصطلاحاً: يتقارب المعنى الاصطلاحي للكناية مع المعنى اللغوي لها عند البلاغيين فهي "لفظ أطلق وأريد به لازم معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى... أو هي اللفظ الدال على معنيين مختلفين: حقيقةً ومجازاً من غير واسطة لا على جهة التصريح". ولقد ظفرت الكناية في هذا التراث بكثير من التعريفات التي لم تختلف حول مفهومها، وإن اختلفت زاوية النظر إليها من تعريف إلى آخر، وبحسبنا من هذه التعريفات ما ذكره عبد القادر الرباعي حين قال: "الكناية عبارة صورية عرضية ومباشرة تشير إلى معنى غير معناها الأصلي". فالصورة الكنائية في ضوء هذا التعريف تشير إلى التصوير المراد إشارة من بعيد أو تومئ إليه إيماءً، ولذلك أطلق عليها "الرباعي" مع المجاز المرسل والوصف اسم الصورة الإشارية. وسمّاها "البصير" الصورة البديلة اللازمة"
    ومع هذا تبقى "الكناية قادرة على تقرير المراد، نظراً لما تعرضه من صور يؤلفها الخيال، فتثير النفس إلى القبول والارتياح له". وتمتاز الكناية في قدرتها على تجسيم المعاني وإخراجها صوراً نابضة بالحياة والحركة. ومن أهم خصائص تفخيم المعنى في نفس المتلقي، وأبرز ميّزة لها على غيرها من الصور البلاغية أنها الوسيلة الوحيدة التي تيسّر للمرء أن يقول كل شيء. وأن يعبّر بالرمز والإيحاء عن كلّ
    ما يجول في خاطره، دون أن يكون محرجاً أو ملوماً. وتتجلى القيمة التعبيرية للصورة الكنانية في ثنائية دلالية، "فهناك أولاً المعنى أو الدلالة المباشرة الحقيقية ثم يصل القارئ أو السامع إلى معنى المعنى أي الدلالة المتصلة وهي الأعمق والأبعد غوراً فيما يتصل بسياق التجربة الشعورية والموقف" فهي إذن تقوم على الدال والمدلول معاً فهي تعبير غير مباشر عن المعنى، ولا يمنع المدلول المقصود من التعبير من إرادة الدال القريب منها ولكنها تعتمد على إخفاء المدلول البعيد وستره بالدال الغريب الذي يؤمئ للبعيد ويوحي به. لكن التوقف عند حدود المعاني الأول ضرورة لا بد منها. "إذ لا يمكن الاستدلال على المعاني الثواني دون التوقف عندها والاصطدام بها مرحلياً، ثم تكون عملية اختراقها أو مجاوزتها إلى ماوراءها من معان، ومن ثم يفقد الكلام شفافيته ويكتسب ضرباً من الكثافة". "وهذا يعني أن الأمر يحتاج من القارئ-من أجل التوصل إلى المعنى الثاني-أن تكون لديه ملكة الاستدلال، وهو استدلال يؤسس على مرجعية مشتركة بين المتكلم والمخاطب، وليس استدلالاً حراً. فالكناية إذا دالة على ما عدل عنه، جيء به لتدل، لا لتخفي وتوهم وتضلل، فهي عدول مدلول عليه بما عدل إليه، فنحن إزاء خطوتين متتاليتين أو متلازمتين من الدلالة يقطعها الإدراك كي يصل إلى المعنى المراد بها:
    الأولى: هي الدلالة الوضعية لألفاظ العبارة على معناها المباشر. والثانية: هي دلالة هذا المعنى المراد أو المكنى عنه. وقد أشار بعض البلاغيين إلى ضرورة الملاءمة بين الدلالة المعجمية للفظة الكناية، وهذا المفهوم الاصطلاحي لها في البلاغة. وقد عُني النقاد والبلاغيون قديماً وحديثاً بالكناية وعرفوا لها مكانتها في الإيضاح والتأثير والبيان، لأنها وردت كثيراً في كلام العرب والقرآن الكريم، وكانت في كتاب الله-كما أسلفنا- مصورة للمعاني خير تصوير وموحية وموجزة. وكانت مؤدبة مهذبة تتجنب ما ينبو على الأذن سماعه، معجزة مؤدية للأغراض الدينية التي جاءت من أجلها.
    منقول من كتاب البلاغه القرآنيه للدكتور محمد محمود القاسم
    تمعن في هذه الاية :
    قال الله تعالى : ( حتى إذا أتو على وادالنمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلو مساكنكم لايحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون )


    فهل تعلمون لم استخدمت كلمة ( يحطمنّكم ) ؟ .


    هذة الآية لها قصة جميلة .. فقبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفار للبحث عن خطأ في كتاب الله حتى تثبت حجتهم بإن الدين الإسلامي لاصحة فيه .


    ثم وجودوا لفظ ( يحطمنّكم ) وهنا اعترتهم الغبطة والسرور , فقالوا : بإن كلمة


    ( يحطمنكم ) من التحطيم وهو التهشيم والتكسير , فكيف يكون لنملة أن تتحطم ؟


    فهي ليست مادة قابلة للتحطيم .. هكذا قالوا .


    (( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ) ..


    وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماً , وبعد أعوام من اكتشافهم .. ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقات الضعيفة حيث وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة من مادة الزجاج !!


    ولذلك ورد اللفظ المناسب في المكان المناسب !!! فأعلن العالم الإسترالي إسلامه ..


    فسبحان الله العزيز الحكيم القائل ( ويخلق مالا تعلمون ) ..انها البلاغة الحقيقية
    3-الفرق بين العام والسنة والحول فــي القــران:

    قال الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 14 من سورة العنكبوت:

    ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ “ [العنكبوت: 14].

    وقال سبحانه وتعالى في الآيات 47-49 من سورة يوسف:

    ” قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “.

    في الآيات السابقة نجد أنه حيثما ترد السنة أو السنين فذلك يعني الشدة والتعب والدأب والظلم والطول.. وعلى العكس حيثما يرد العام فذلك يعني السهولة واليسر والرخاء وقصر المدة.

    ففي المثال الأول والخاص بمدة الرسالة التي قضاها نوح عليه السلام في قومه بما فيها من شدة ونصب وتكذيب واستهزاء.. ثم ما كان من يسر ورجاء لنوح عليه السلام بعد الطوفان الذي أغرق الكافرين وبعد أن عاش مع المؤمنين.. فقد ذكر القرآن الكريم أن نوحاً عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً..

    أي أنه لبث في الشدة 950 سنة وفي الرخاء بعد إهلاك الكافرين الطوفان خمسين عاماً.

    وفي المثال الثاني من سورة يوسف فقد جاءت” سبع سنين “ مع العمل الدءوب والجهد والتعب ثم جاءت (سبع شداد) وهي صفة للسنين مع الضنك والجدب..

    أما لفظ (العام) فقد جاء مع (الغيث) و(المطر) وكثرة العلة واليسر والرخاء..

    ” عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “.

    1-أما السنة فحينما نرجع إلى جميع آيات القرآن الكريم التي وردت فيها (سنة) و(سنين) لوجدنا صفة الشدة والطول هي الغالبة على المعنى وقد وردت في القرآن الكريم 20 مرة نذكر بعض الأمثلة منها:

    ” وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ “ [الأعراف: 130].

    ” فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا “ [الكهف: 11].

    ” “ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ “ [الشعراء: 205].

    ” “ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ “ [الشعراء: 18].

    ” فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى “ [طـه: 40].

    وهذه الآية فيها لفتة عظيمة حيث تدل على الأجل الذي قضاه موسى عليه السلام في مدين وأن هذا الأجل هو عشر حجج حينما خيّره والد الفتاة “ “ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ “ [القصص: 27].

    وقد جاءت الآية بأن موسى عليه السلام قد لبث سنين في أهل مدين وبالمعنى الخاص بالسنين وهو طول المدة فإن ذلك يعني أن موسى عليه السلام قد قضى أطول الأجلين أي عشرة سنوات.. وبالطبع فإن هذه خصوصية النبوة وهي إتمام الخير.. لاحظوا معى إخوانى وأخواتى فى الله هذه الدقة في القرآن
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة :  من اسرار البلاغة في القران 710
    عارضة الطاقة :
     من اسرار البلاغة في القران Left_bar_bleue90 / 10090 / 100 من اسرار البلاغة في القران Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

     من اسرار البلاغة في القران Empty رد: من اسرار البلاغة في القران

    مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 11 2011, 21:28




    2أما العام

    وردت كلمة عام وعامين في القرآن الكريم 10 مرات وهي تعني اليسر والرخاء وقلة المدة أو قصرها حسب الحالة النفسية للشخص أو الأشخاص.. ونذكر فيما يلي أمثلة من ذلك:

    ” أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ “ [التوبة: 126].

    وتعني: قصر المدة التي تتم خلالها الفتنة.

    ” ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “ [يوسف: 49].

    وهي تعني اليسر والرجاء.

    ” حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].

    وهي تعني الحب والفرح بالوليد خلال فترة الرضاعة.



    3أما الحول




    فالحول يعني العام الذي يتم فيه فعل الشيء بلا انقطاع فمعناه يختف عن معنى السنة ويختلف كذلك عن معنى العام لأن السنة والعام هي فترات زمنية يأتي خلال أي جزء منها الحدث أو الفعل وليس شرطاً أن يكون الحدث أو الفعل مستمراً خلالها، أما الحول فيكون الحدث أو الفعل فيه مستمراً بدون انقطاع.. ونذكر الآيتين اللتين ورد فيهما الحول:




    ” وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ “
    [البقرة: 240].




    وهي تعني أن يكون المتاع طوال العام مستمراً بدون انقطاع.

    ”وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ “ [البقرة: 233].

    وهي تعني أن الرضاعة مستمرة بلا انقطاع طوال العامين.. “ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].

    من الدراسة السابقة يتبين لنا الفروق الجوهرية بين معنى السنة ومعنى العام ومعنى الحول وأنها يجب أن يتم فهمهما على النحو الصحيح حتى نتدبر آيات القرآن ونفهمها على أحسن وجه
    وجَلَّ وعَز من قال
    اللهُ تعالى في كتابه العزيز

    { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].

    والله من ورآء القصد وهو يهدى السبيل والله المستعان كما أنه سبحانـه وتعالى ولىُّ التوفيق

    (والله ندعو ان يجازي كاتب الموضوع والباحث فيه)



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29 2024, 07:14