[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المدينة والدولة المخزنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
محمد فتحة
قام الدكتور المؤرخ محمد فتحة،بقرائة لكتاب عبد الأحد السبتي وحليمة فرحات، ''المجتمع الحضري والسلطة بالمغرب من القرن 15 إلى القرن 18؛ قضايا ونصوص، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر ، 2007.''واستخلص ما يلي:
تم تصميم الكتاب على أساس ثلاثة محاور كبرى تعكس اهتماما أكبر بالمستجدات والتحولات التي عرفتها الحواضر في هذه المرحلة، وهي:
المدينة والاحتلال الإيبيري
المدينة والزاوية
المدينة والمخزن، وهذا المحور الأخير مشكل من بابين.
وقد تصدر الكتاب تقديم عام تتبع المحاور المذكورة وساق الأفكار الكبرى أو مستويات النظر في متن المدينة، مثل تتبع مستويات التحول وترييف المدينة والتماثل البنيوي بين الزاوية والمخزن وكثافة واستمرار النسيج الحضري في المدن الحضرية القليلة، ولحظة الانتقال من الزاوية إلى المدينة، إضافة إلى نفس أنثروبولوجي طبع بعض مراحل الكتابة والتأمل. والتقديم الذي يلي سوف يتتبع نفس النظام الذي تتبعه المؤلفان.
الفصل الأول: المدينة الساحلية بين الاحتلال والاستقلال
يضم هذا الفصل عشرين نصا منها ستة عشر نصا لمؤلفين مغاربة، وثلاثة نصوص من الأرشيف البرتغالي نص واحد لروبير ريكار تتخللها، كما في باقي الفصول، هوامش وضعت من أجل التوضيح وإبراز السياقات والإحالة على مصادر ودراسات موازية من شأنها إغناء المعرفة المتصلة بمادة هذه النصوص. وقد اختار المؤلفان عدم إثقال الكتاب بما يقتضيه عمل المحقق، وهما مصيبان في ذلك على ما أعتقد لأن ذلك لم يكن غايتهما في الأصل.
يبدأ هذا الفصل بالتذكير بأزمة القرن 14م التي سهلت الاحتلال الإيبيري، سواء في مرحلته الشمالية ما بين 1415 و1571، أو في مرحلته الجنوبية انطلاقا من 1508. ثم ينتقل المؤلفان بعد ذلك إلى كيفية تعامل النصوص التاريخية مع هذه المحطات من قبل الإخباريين المغاربة، ومن قبل الأرشيف الأوربي. وبخلاف الطابع الأسطوري المميز للصنف الأول، فإن الأرشيف الأوربي يقدم أسباب موضوعية للاحتلال: ضعف المخزن وصراع السكان وانقساماتهم. كما يقدم معطيات مهمة عن أحوال السكان الاجتماعية والاقتصادية وعلاقتهم بالاحتلال، والآثار المترتبة عنه، ومن جملة ذلك: إخلاء بعض المدن وتراجع نمط العيش الحضري وفشل محاولات استرداد سبتة وانقطاع صلات المغرب بالمجال المتوسطي.
وبخلاف ذلك عرف الساحل الأطلنتي تحولات مختلفة، إذ توقفت المقاومة في استرجاع بعض لمدن (مازغان 1769)، وازدهرت به صناعة القرصنة، وطغى الجانب السلمي على المبادلات مع أروبا، لاسيما في عهد محمد بن عبد الله، عبر الصويرة والدار البيضاء وفضالة.
الفصل الثاني: مدن وزوايا
يضم هذا الفصل ستة عشر نصا، منها واحد مقتطف من كتاب ديل إيكلمان الإسلام في المغرب، ويتعلق بأسطورة تأسيس زاوية أبي الجعد، أما الباقي فهو من توقيع مؤلفين مناقبيين، باستثناء تاريخ الضعيف ومؤلفين لابن زيدان والمختار السوسي. توقف الباحثان، في سياق تتبع تطور ظاهرة الزاوية منذ العصر الوسيط، عند الزاوية كحركة دينية ساد فيها التيار الجزولي المقاوم للغزو الإيبيري، وعند المشاركة في الجهاد، باعتبارها من أسباب تأسيس مدينة شفشاون من قبل بني راشد العلميين. ومن جهة أخرى فإن عددا من الزوايا أسست إمارات وحواضر مثل مدينة الدلاء وإيليغ ووزان وأبي الجعد، والملاحظ أن المدينتين الأخيرتين تقعان في منطقة اتصال بين مجموعات بشرية مختلفة، مع ما يعنيه ذلك من نهوض بدور الوساطة بين القبائل وتأهيل لتبادل الخدمات مع المخزن، وإن كان ذلك لم يحل دون حصول توترات بين الطرفين.
وقد تطورت ظاهرة الزوايا داخل المدن والحواضر الموجودة كمكناس وفاس ومراكش، وكان وراءها أولياء من أصول ريفية كأبي الرواين والغزواني وأحمد الشاوي، بل وحتى الزاوية الفاسية المتجدرة بفاس، وهذه ثاني مرة تأتي فيها مسالة تداخل الريف والمدينة، والتي سوف نرجع إليها فيما بعد.
يشترك الشرفاء مع الزوايا في النفوذ الديني والبركة، وإذا كان المجتمع قد اعترف لهم منذ زمن بعيد بهذا الموقع الاجتماعي الناجم عن احترام وتبجيل حفدة الرسول، فإن شرف الولاية لم يلبث أن التحق بشرف النسب مضيفا للأولياء وذرياتهم قيمة روحية إضافية لم تخل بدورها من تشكيك، وإن لم تصل إلى مستوى قضية "المتشرفة" التي يثيرها الكتاب وهي قضية ليست بالجديدة وترجع إلى العصر المريني.
المدينة والدولة المخزنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
محمد فتحة
قام الدكتور المؤرخ محمد فتحة،بقرائة لكتاب عبد الأحد السبتي وحليمة فرحات، ''المجتمع الحضري والسلطة بالمغرب من القرن 15 إلى القرن 18؛ قضايا ونصوص، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر ، 2007.''واستخلص ما يلي:
تم تصميم الكتاب على أساس ثلاثة محاور كبرى تعكس اهتماما أكبر بالمستجدات والتحولات التي عرفتها الحواضر في هذه المرحلة، وهي:
المدينة والاحتلال الإيبيري
المدينة والزاوية
المدينة والمخزن، وهذا المحور الأخير مشكل من بابين.
وقد تصدر الكتاب تقديم عام تتبع المحاور المذكورة وساق الأفكار الكبرى أو مستويات النظر في متن المدينة، مثل تتبع مستويات التحول وترييف المدينة والتماثل البنيوي بين الزاوية والمخزن وكثافة واستمرار النسيج الحضري في المدن الحضرية القليلة، ولحظة الانتقال من الزاوية إلى المدينة، إضافة إلى نفس أنثروبولوجي طبع بعض مراحل الكتابة والتأمل. والتقديم الذي يلي سوف يتتبع نفس النظام الذي تتبعه المؤلفان.
الفصل الأول: المدينة الساحلية بين الاحتلال والاستقلال
يضم هذا الفصل عشرين نصا منها ستة عشر نصا لمؤلفين مغاربة، وثلاثة نصوص من الأرشيف البرتغالي نص واحد لروبير ريكار تتخللها، كما في باقي الفصول، هوامش وضعت من أجل التوضيح وإبراز السياقات والإحالة على مصادر ودراسات موازية من شأنها إغناء المعرفة المتصلة بمادة هذه النصوص. وقد اختار المؤلفان عدم إثقال الكتاب بما يقتضيه عمل المحقق، وهما مصيبان في ذلك على ما أعتقد لأن ذلك لم يكن غايتهما في الأصل.
يبدأ هذا الفصل بالتذكير بأزمة القرن 14م التي سهلت الاحتلال الإيبيري، سواء في مرحلته الشمالية ما بين 1415 و1571، أو في مرحلته الجنوبية انطلاقا من 1508. ثم ينتقل المؤلفان بعد ذلك إلى كيفية تعامل النصوص التاريخية مع هذه المحطات من قبل الإخباريين المغاربة، ومن قبل الأرشيف الأوربي. وبخلاف الطابع الأسطوري المميز للصنف الأول، فإن الأرشيف الأوربي يقدم أسباب موضوعية للاحتلال: ضعف المخزن وصراع السكان وانقساماتهم. كما يقدم معطيات مهمة عن أحوال السكان الاجتماعية والاقتصادية وعلاقتهم بالاحتلال، والآثار المترتبة عنه، ومن جملة ذلك: إخلاء بعض المدن وتراجع نمط العيش الحضري وفشل محاولات استرداد سبتة وانقطاع صلات المغرب بالمجال المتوسطي.
وبخلاف ذلك عرف الساحل الأطلنتي تحولات مختلفة، إذ توقفت المقاومة في استرجاع بعض لمدن (مازغان 1769)، وازدهرت به صناعة القرصنة، وطغى الجانب السلمي على المبادلات مع أروبا، لاسيما في عهد محمد بن عبد الله، عبر الصويرة والدار البيضاء وفضالة.
الفصل الثاني: مدن وزوايا
يضم هذا الفصل ستة عشر نصا، منها واحد مقتطف من كتاب ديل إيكلمان الإسلام في المغرب، ويتعلق بأسطورة تأسيس زاوية أبي الجعد، أما الباقي فهو من توقيع مؤلفين مناقبيين، باستثناء تاريخ الضعيف ومؤلفين لابن زيدان والمختار السوسي. توقف الباحثان، في سياق تتبع تطور ظاهرة الزاوية منذ العصر الوسيط، عند الزاوية كحركة دينية ساد فيها التيار الجزولي المقاوم للغزو الإيبيري، وعند المشاركة في الجهاد، باعتبارها من أسباب تأسيس مدينة شفشاون من قبل بني راشد العلميين. ومن جهة أخرى فإن عددا من الزوايا أسست إمارات وحواضر مثل مدينة الدلاء وإيليغ ووزان وأبي الجعد، والملاحظ أن المدينتين الأخيرتين تقعان في منطقة اتصال بين مجموعات بشرية مختلفة، مع ما يعنيه ذلك من نهوض بدور الوساطة بين القبائل وتأهيل لتبادل الخدمات مع المخزن، وإن كان ذلك لم يحل دون حصول توترات بين الطرفين.
وقد تطورت ظاهرة الزوايا داخل المدن والحواضر الموجودة كمكناس وفاس ومراكش، وكان وراءها أولياء من أصول ريفية كأبي الرواين والغزواني وأحمد الشاوي، بل وحتى الزاوية الفاسية المتجدرة بفاس، وهذه ثاني مرة تأتي فيها مسالة تداخل الريف والمدينة، والتي سوف نرجع إليها فيما بعد.
يشترك الشرفاء مع الزوايا في النفوذ الديني والبركة، وإذا كان المجتمع قد اعترف لهم منذ زمن بعيد بهذا الموقع الاجتماعي الناجم عن احترام وتبجيل حفدة الرسول، فإن شرف الولاية لم يلبث أن التحق بشرف النسب مضيفا للأولياء وذرياتهم قيمة روحية إضافية لم تخل بدورها من تشكيك، وإن لم تصل إلى مستوى قضية "المتشرفة" التي يثيرها الكتاب وهي قضية ليست بالجديدة وترجع إلى العصر المريني.