[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أدوار المدرسين في سياق الإصلاح التربوي
يعتبر الإستثمار في العنصر البشري – عبر بوابة التعليم القويم و التربية السليمة للناشئة – رأسمالا ثمينا لكل مجتمع، باعتبار بناء الإنسان يتم من خلال المدرسة «التربية»، إذ «لا نربي نفسا و لا جسدا، إنما إنسانا» كما قال «مونتاني».
لذلك لا يستقيم دور المنظومة التعليمية كقاطرة للتنمية، إلا بإعادة الإعتبار للمدرس (ة) المغربي (ة)، لكونه (ها) حلقة حاسمة في مسلسل إصلاح التعليم ببلادنا، و بالنظر إليه (ها) كإنسان ثم كممارس بيداغوجي ننتظر منه الكثير.
فما المدرس في إطار الإصلاحات التي يشهدها قطاع التربية و التكوين ببلادنا؟
و ما الكفايات التي يجب أن يتوفر عليها في سياق نظام تعليمي مطبوع بمتغيرات عديدة؟
هل يتم التفكير بجدية في بلورة مرجعيات جديدة و ملائمة لتمكين المدرس من المهارات و الخبرات و الكفايات التي تجعله قادرا على تأدية/أداء أدواره على نحو أفضل؟
متى ستتم إعادة الإعتبار «للرسول المغبون»، و ذلك بالتعهد برعايته ماديا و اجتماعيا لتمتيعه بمكانته الرمزية المفتقدة اليوم؟
-I أدوار المدرس (ة) بين الأدبيات التربوية القديمة و الحديثة :
تتفق الأدبيات التربوية القديمة (بما فيها الإسلامية) مع نظيرتها الحديثة، فيما يخص الإعداد الجيد للمدرس (صناعة المدرس)، لاسيما فيما يخص الشروط و المواصفات النفسية و العقلية و المظهرية الواجب توفرها في الممارس لمهنة التعليم كي يحظى بالقبول و التأثير الإيجابي في متعلميه.
إلا أن العديد من الأمور تغيرت في عصرنا الحاضر، فأصبح المدرس في أمس الحاجة للإطلاع على مرجعيات حديثة بما فيها الإطلاع على النظريات التربوية و نظريات التعلم و علم النفس ... كما أضحى لزاما عليه نهج علاقة أفقية مع المتعلمين، تحقق للطرفين معا أهدافا مسطرة من قبل (التعاقد البيداغوجي)، و البحث عن عمليات تيسر الفهم و التحليل و النقد للمتعلم الذي يعبر عن رأيه و يحاور و يناقش عكس التلميذ»ة» المتلقي و المستقبل للمعارف و المعلومات و المنصاع و الممتثل للمعلم مالك المعرفة و السلطة (الطرق التقليدية في التعليم).
أصبح مدرس اليوم إذن أمام تدفق مفاهيمي جديد، خلخل بنى تكوينه، هذا الكم الهائل من المفاهيم زاد من هموم المدرس حيث الإهتمام بالمادة المدرسة و بطرق تدريسها و بالبيداغوجيات و الدعامات الديداكتيكية المناسبة لذلك، إضافة إلى اهتمامه بالبحث و التكوين و تحفيز و توجيه المتعلمين.
هكذا أصبح المدرس»ة» يحظى بمكانة هامة في إطار المقاربات البيداغوجية النشيطة و المفتوحة، حيث انتقلت أدواره من التمركز حول المتعلم إلى التمركز حول التعلم، عن طريق تفعيل نظريات التعلم التي تركز على أهمية تحريك المتعلم لمعارفه، و ذلك بإعطائه الدور المركزي فيما يخص حرية المبادرة في اتخاذ القرار و الإختيار. و بهذا، يخرج المدرس من فضاء النمطية و التلقين إلى فضاء التعددية و الإنفتاح، و قد يصبح «مخرجا» على حد تعبير «أندريه جيوردان «A. Giordan. كما لم يعد المدرس العالم و المالك الوحيد للمعرفة، بل إن الأمر أصبح يفرض واقعا مغايرا، إذ بات المدرس مطالبا بتغيير هذه النظرة و تكسيرها بتنويع موارده البيداغوجية، و بتنويع أساليبه التنشيطية
أدوار المدرسين في سياق الإصلاح التربوي
يعتبر الإستثمار في العنصر البشري – عبر بوابة التعليم القويم و التربية السليمة للناشئة – رأسمالا ثمينا لكل مجتمع، باعتبار بناء الإنسان يتم من خلال المدرسة «التربية»، إذ «لا نربي نفسا و لا جسدا، إنما إنسانا» كما قال «مونتاني».
لذلك لا يستقيم دور المنظومة التعليمية كقاطرة للتنمية، إلا بإعادة الإعتبار للمدرس (ة) المغربي (ة)، لكونه (ها) حلقة حاسمة في مسلسل إصلاح التعليم ببلادنا، و بالنظر إليه (ها) كإنسان ثم كممارس بيداغوجي ننتظر منه الكثير.
فما المدرس في إطار الإصلاحات التي يشهدها قطاع التربية و التكوين ببلادنا؟
و ما الكفايات التي يجب أن يتوفر عليها في سياق نظام تعليمي مطبوع بمتغيرات عديدة؟
هل يتم التفكير بجدية في بلورة مرجعيات جديدة و ملائمة لتمكين المدرس من المهارات و الخبرات و الكفايات التي تجعله قادرا على تأدية/أداء أدواره على نحو أفضل؟
متى ستتم إعادة الإعتبار «للرسول المغبون»، و ذلك بالتعهد برعايته ماديا و اجتماعيا لتمتيعه بمكانته الرمزية المفتقدة اليوم؟
-I أدوار المدرس (ة) بين الأدبيات التربوية القديمة و الحديثة :
تتفق الأدبيات التربوية القديمة (بما فيها الإسلامية) مع نظيرتها الحديثة، فيما يخص الإعداد الجيد للمدرس (صناعة المدرس)، لاسيما فيما يخص الشروط و المواصفات النفسية و العقلية و المظهرية الواجب توفرها في الممارس لمهنة التعليم كي يحظى بالقبول و التأثير الإيجابي في متعلميه.
إلا أن العديد من الأمور تغيرت في عصرنا الحاضر، فأصبح المدرس في أمس الحاجة للإطلاع على مرجعيات حديثة بما فيها الإطلاع على النظريات التربوية و نظريات التعلم و علم النفس ... كما أضحى لزاما عليه نهج علاقة أفقية مع المتعلمين، تحقق للطرفين معا أهدافا مسطرة من قبل (التعاقد البيداغوجي)، و البحث عن عمليات تيسر الفهم و التحليل و النقد للمتعلم الذي يعبر عن رأيه و يحاور و يناقش عكس التلميذ»ة» المتلقي و المستقبل للمعارف و المعلومات و المنصاع و الممتثل للمعلم مالك المعرفة و السلطة (الطرق التقليدية في التعليم).
أصبح مدرس اليوم إذن أمام تدفق مفاهيمي جديد، خلخل بنى تكوينه، هذا الكم الهائل من المفاهيم زاد من هموم المدرس حيث الإهتمام بالمادة المدرسة و بطرق تدريسها و بالبيداغوجيات و الدعامات الديداكتيكية المناسبة لذلك، إضافة إلى اهتمامه بالبحث و التكوين و تحفيز و توجيه المتعلمين.
هكذا أصبح المدرس»ة» يحظى بمكانة هامة في إطار المقاربات البيداغوجية النشيطة و المفتوحة، حيث انتقلت أدواره من التمركز حول المتعلم إلى التمركز حول التعلم، عن طريق تفعيل نظريات التعلم التي تركز على أهمية تحريك المتعلم لمعارفه، و ذلك بإعطائه الدور المركزي فيما يخص حرية المبادرة في اتخاذ القرار و الإختيار. و بهذا، يخرج المدرس من فضاء النمطية و التلقين إلى فضاء التعددية و الإنفتاح، و قد يصبح «مخرجا» على حد تعبير «أندريه جيوردان «A. Giordan. كما لم يعد المدرس العالم و المالك الوحيد للمعرفة، بل إن الأمر أصبح يفرض واقعا مغايرا، إذ بات المدرس مطالبا بتغيير هذه النظرة و تكسيرها بتنويع موارده البيداغوجية، و بتنويع أساليبه التنشيطية