الصادقي العماري الصديق
يرجع الفضل الكبير في وضع مفهوم التنشئة إلى عالم الإجماع الكبير (إميل دوركايم) ، الذي عرفها بأنها :الفعل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة التي لم تصبح بعد ناضجة أو مؤهلة للحياة الاجتماعية، وموضوعها إثارة وتنمية عدد من الاستعدادات الجسدية والفكرية والأخلاقية عند الطفل ،والتي يتطلبها المجتمع السياسي في مجمله، والوسط الذي يوجه إليه.ثم إلى العالم (روبرت بارك) الذي قام ببحث سوسيولوجي حول التنشئة، عام 1932 بعنوان : التبلور و التنشئة .
أما عالم الاجتماع الفرنسي المعاصر RENE LORED يرى أنه : يندرج في مفهوم التنشئة مجمل الصيرورات العاطفية والمعرفية والاجتماعية التي يتعلم الأفراد من خلالها القيم والمعايير، أي المجموع المتجانس مع السمات الثقافية التي تنظم العلاقات الاجتماعية.وإذا كان التعليم أساسيا فإن كل المجتمعات تنظمه بطريقة فعلية ،فهي تدمج الطفل في جماعات مختلفة،جماعات أولية وجماعات ثانوية،تأخذ على عاتقها مهمة التعليم والتأطير،التي ينبغي أن يتعرض لها الطفل طيلة حياته، الأسرة / القرابة/ الأصدقاء/ المقاولة….) في المجتمعات الحديثة،أو (أبوية/عشائرية/سلالية) في المجتمعات البدائية.
والدكتور حامد زهران يعرفها بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية،تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد طفلا فراشد،شيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة،تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها،وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.إذ أنها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية. وتسهم أطراف عديدة في عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة و المدرسة و المسجد والرفاق و غيرها إلا أن أهمها الأسرة بلا شك كونها المجتمع الإنساني الأول الذي يعيش فيه الطفل ، والذي تنفرد في تشكيل شخصية الطفل لسنوات عديدة من حياته تعتبر حاسمة في بناء شخصيته .(حامد زهران ، 1977 ، ص213 )
التنشئة الاجتماعية هي سيرورة مستمرة ومتغيرة على امتداد الحياة، بحيث إنها تهدف إلى الاندماج الاجتماعي النسبي والمتوالي من لدن الفرد، وباعتبارها ،من جهة أخرى، بمثابة وسيلة لاكتساب الشخصية من خلا استيعاب طرائق الحركة والفعل اللازمة( معايير وقيم وتمثلا ت اجتماعية...) من أجل تحقيق درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد داخل تلك الحياة المتغيرة باستمرار.(المصطفى حدية بن الشيخ ،2006)
وبذلك، يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكاته ،لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة للحاضر والمستقبل في المجتمع. وهي عملية تهدف إلى دمج الفرد في الجماعة وتكيفه مع أنماط وسلوك وأعراف وتقاليد المجتمع، بشكل تدريجي وتسلسلي.وبهذا تكون التنشئة الاجتماعية عملية ونتيجة للتفاعل داخل المجتمع وتفاعل الأفراد فيما بينهم في إطار مجموعات أو مؤسسات معينة.
كما يمكن اعتبارها نتاج للعمليات التي ينتقل بواسطتها الطفل الفرد الكامل العضوي إلى كائن اجتماعي، علما بأن سيرورة التنشئة الاجتماعية استمرارية تمتد عبر مراحل الحياة لا تبدأ إلا بها ولا تنتهي إلا بانتهائها.وبما أن الفرد لا يعيش بمفرده ،أو بمعزل عن المجتمع،وبما أنه يولد ثم ينمو ويتطور بيولوجيا واجتماعيا،فإن هناك أساليب استكمال اجتماعية وإنسانية الفرد ،وذلك عن طريق أنماط سائدة داخل المجتمع لها طرقها الخاصة في الاندماج ، مستعملة أنماط خاصة في جعل الفرد يسير وفق المعايير المجتمعية مثل الضغط ،العقاب،الثواب،التعليم …..فماهي خصائص التنشئة الاجتماعية وماهو دور الأسرة والمدرسة في هذه العملية؟ومن هم الفاعلون الأساسيون في إطارهما؟ وهل يكون تدخلهم دائما إيجابيا؟
من أهم خصائص التنشئة الاجتماعية أنها عملية اجتماعية قائمة على التفاعل المتبادل بينها وبين مكونات البناء الاجتماعي،كما أنها عملية نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان، وكذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد ،وما تعكسه كل طبقة من ثقافة فرعية،كما أنها تختلف من بناء اجتماعي واقتصادي لأخر،وتمتاز بأنها عملية مستمرة، حيث أن المشاركة المستمرة في مواقف جديدة تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياته التي لا نهاية لها. كما أنها عملية إنسانية واجتماعية حيث يكتسب الفرد من خلالها طبيعته الإنسانية التي لا تولد معه ولكنها تنمو من خلال المواقف عندما يشارك الآخرين تجارب الحياة.فهي تهدف إلى تحويل ذلك الطفل إلى عضو فعال قادر على القيام بأدواره الاجتماعية متمثل للمعايير والقيم والتوجهات.وهناك كثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دورا رئيسيا في عملية التنشئة كالأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق وأماكن العبادة إضافة إلى النوادي ووسائل الإعلام والوسائط الثقافية المسموعة والمكتوبة والمرئية.كلها وسائط حتمية ومفروضة لعملية التنشئة حيث تتدخل لتؤطر الطفل وتوجه حياته وتشكلها في مراحلها المبكرة وتستمر في هذا الدور طول حياته وعلى الرغم من اختلاف تلك المؤسسات في أدوارها إلا أنها تشترك جميعها في تشكيل قيم الطفل ومعتقداته وسلوكه بحيث ينحو نحو النمط المرغوب فيه دينيا وخلقيا واجتماعيا.
يرجع الفضل الكبير في وضع مفهوم التنشئة إلى عالم الإجماع الكبير (إميل دوركايم) ، الذي عرفها بأنها :الفعل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة التي لم تصبح بعد ناضجة أو مؤهلة للحياة الاجتماعية، وموضوعها إثارة وتنمية عدد من الاستعدادات الجسدية والفكرية والأخلاقية عند الطفل ،والتي يتطلبها المجتمع السياسي في مجمله، والوسط الذي يوجه إليه.ثم إلى العالم (روبرت بارك) الذي قام ببحث سوسيولوجي حول التنشئة، عام 1932 بعنوان : التبلور و التنشئة .
أما عالم الاجتماع الفرنسي المعاصر RENE LORED يرى أنه : يندرج في مفهوم التنشئة مجمل الصيرورات العاطفية والمعرفية والاجتماعية التي يتعلم الأفراد من خلالها القيم والمعايير، أي المجموع المتجانس مع السمات الثقافية التي تنظم العلاقات الاجتماعية.وإذا كان التعليم أساسيا فإن كل المجتمعات تنظمه بطريقة فعلية ،فهي تدمج الطفل في جماعات مختلفة،جماعات أولية وجماعات ثانوية،تأخذ على عاتقها مهمة التعليم والتأطير،التي ينبغي أن يتعرض لها الطفل طيلة حياته، الأسرة / القرابة/ الأصدقاء/ المقاولة….) في المجتمعات الحديثة،أو (أبوية/عشائرية/سلالية) في المجتمعات البدائية.
والدكتور حامد زهران يعرفها بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية،تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد طفلا فراشد،شيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة،تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها،وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.إذ أنها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية. وتسهم أطراف عديدة في عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة و المدرسة و المسجد والرفاق و غيرها إلا أن أهمها الأسرة بلا شك كونها المجتمع الإنساني الأول الذي يعيش فيه الطفل ، والذي تنفرد في تشكيل شخصية الطفل لسنوات عديدة من حياته تعتبر حاسمة في بناء شخصيته .(حامد زهران ، 1977 ، ص213 )
التنشئة الاجتماعية هي سيرورة مستمرة ومتغيرة على امتداد الحياة، بحيث إنها تهدف إلى الاندماج الاجتماعي النسبي والمتوالي من لدن الفرد، وباعتبارها ،من جهة أخرى، بمثابة وسيلة لاكتساب الشخصية من خلا استيعاب طرائق الحركة والفعل اللازمة( معايير وقيم وتمثلا ت اجتماعية...) من أجل تحقيق درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد داخل تلك الحياة المتغيرة باستمرار.(المصطفى حدية بن الشيخ ،2006)
وبذلك، يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكاته ،لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة للحاضر والمستقبل في المجتمع. وهي عملية تهدف إلى دمج الفرد في الجماعة وتكيفه مع أنماط وسلوك وأعراف وتقاليد المجتمع، بشكل تدريجي وتسلسلي.وبهذا تكون التنشئة الاجتماعية عملية ونتيجة للتفاعل داخل المجتمع وتفاعل الأفراد فيما بينهم في إطار مجموعات أو مؤسسات معينة.
كما يمكن اعتبارها نتاج للعمليات التي ينتقل بواسطتها الطفل الفرد الكامل العضوي إلى كائن اجتماعي، علما بأن سيرورة التنشئة الاجتماعية استمرارية تمتد عبر مراحل الحياة لا تبدأ إلا بها ولا تنتهي إلا بانتهائها.وبما أن الفرد لا يعيش بمفرده ،أو بمعزل عن المجتمع،وبما أنه يولد ثم ينمو ويتطور بيولوجيا واجتماعيا،فإن هناك أساليب استكمال اجتماعية وإنسانية الفرد ،وذلك عن طريق أنماط سائدة داخل المجتمع لها طرقها الخاصة في الاندماج ، مستعملة أنماط خاصة في جعل الفرد يسير وفق المعايير المجتمعية مثل الضغط ،العقاب،الثواب،التعليم …..فماهي خصائص التنشئة الاجتماعية وماهو دور الأسرة والمدرسة في هذه العملية؟ومن هم الفاعلون الأساسيون في إطارهما؟ وهل يكون تدخلهم دائما إيجابيا؟
من أهم خصائص التنشئة الاجتماعية أنها عملية اجتماعية قائمة على التفاعل المتبادل بينها وبين مكونات البناء الاجتماعي،كما أنها عملية نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان، وكذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد ،وما تعكسه كل طبقة من ثقافة فرعية،كما أنها تختلف من بناء اجتماعي واقتصادي لأخر،وتمتاز بأنها عملية مستمرة، حيث أن المشاركة المستمرة في مواقف جديدة تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياته التي لا نهاية لها. كما أنها عملية إنسانية واجتماعية حيث يكتسب الفرد من خلالها طبيعته الإنسانية التي لا تولد معه ولكنها تنمو من خلال المواقف عندما يشارك الآخرين تجارب الحياة.فهي تهدف إلى تحويل ذلك الطفل إلى عضو فعال قادر على القيام بأدواره الاجتماعية متمثل للمعايير والقيم والتوجهات.وهناك كثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دورا رئيسيا في عملية التنشئة كالأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق وأماكن العبادة إضافة إلى النوادي ووسائل الإعلام والوسائط الثقافية المسموعة والمكتوبة والمرئية.كلها وسائط حتمية ومفروضة لعملية التنشئة حيث تتدخل لتؤطر الطفل وتوجه حياته وتشكلها في مراحلها المبكرة وتستمر في هذا الدور طول حياته وعلى الرغم من اختلاف تلك المؤسسات في أدوارها إلا أنها تشترك جميعها في تشكيل قيم الطفل ومعتقداته وسلوكه بحيث ينحو نحو النمط المرغوب فيه دينيا وخلقيا واجتماعيا.