الرفع من جودة التربية والتكوين
- مفهوم الجودة:
الجودة: لغة؛ يفيد الإتقان و التفوق و يناقض الرداءة. أما على المستوى الاصطلاحي فالجودة تعني القدرة على الاستجابة و تلبية حاجيات المستعمل أو المستهلك لمنتوج ما. و هنا يقاس مستوى جودة ذلك المنتوج بنسبة تحقيقه لحاجة هذا المستهلك. و في المجال التربوي و التعليم ، يرتبط مفهوم الجودة بدرجة ملائمة المناهج التعليمية، و الطرق البيداغوجية، و مختلف أشكال التدبير المعتمدة، لخصوصيات و طموحات المتعلمين، بهدف تحقيق أحسن النتائج.
ارتبط مفهوم الجودة بمجال الصناعة و ثقافة المقاولة، و بفعل التحولات الجذرية التي عرفها المجتمع البشري في العقود الأخيرة ، أصبح مفهوم الجودة ممتدا إلى كل المجالات و منها بطبيعة الحال المجال التربوي، الذي تطبق فيه الآن كل المعايير و المقاييس الدالة على الجودة.
2- الجودة من خلال الميثاق الوطني للتربية و التكوين:
اعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين الجودة ضرورة تنموية ، لأن الجودة تؤدي إلى الإتقان و الدقة على مستوى الإنتاج الاقتصادي؛ كما التربية الجيدة تخلق مجتمعا متوازنا و ديناميا. لهذا ارتكز التصور الفلسفي العام للميثاق الوطني للتربية و التكوين، على رؤية شمولية تهدف إلى بناء المدرسة الحية و المفتوحة؛ و اعتماد الأسلوب التربوي الذي يقوم على التعليم النشيط بمدرسيه الأكفاء و المحفزين اجتماعيا، النشيط أيضا بفاعلية الآباء و المتدخلين الاقتصاديين، على مستوى التدبير و المشاركة. و إن جود التربية أيضا تتمثل في مدى ارتباطها بحاجات المجتمع، و استجابتها لتحدياته المستقبلية . سطر الميثاق إصلاحات تمس كافة المكونات البيداغوجية و الديداكتيكية أهمها: إصلاح البرامج و المناهج و الكتب و المراجع المدرسية، تحسين مستويات تدبير الجداول الزمنية و الإيقاعات المدرسية، تصحيح مسارات التقويم و التوجيه، تطوير أساليب المراقبة و الإشراف التربويين.
و قد حدد معايير الجودة كأدوات قياس لجودة المنتوج التربوي أهمها: الملاءمة، التحفيز، التفوق، التجديد، الضبط.
3- الجودة على مستوى المناهج التعليمية:
هناك ارتباط بين ثلاثة مكونات للنظام التربوي: تمفصل الأسلاك التعليمية، المواد الدراسية، الطرائق البيداغوجية و الديداكتيكية. فبحكم هذا الارتباط لا يمكن أن نتحدث عن مكون ما بشكل منعزل، ومن هنا لا يمكن تحقيق مطلب الجودة التربوية بالتركيز على جانب معين ضمن العملية التعليمية، بل بتقديم رؤية شمولية تدمج فيها كل مكونات النظام التربوي.
* التعليم الابتدائي:
الخاصية الأساسية الواجب توفرها في المناهج التعليمية للابتدائي هي خاصية " التجديد و المواكبة"، و بالتالي فالجودة المنتظرة من هذه المناهج التربوية، ستتحقق عندما يكون المتعلم الذي أنهى دراسته الابتدائية قد أصبح قادرا على التعايش مع التحولات الاجتماعية و الفكرية و الاقتصادية التي يشهدها محيطه.
و بناء عل ذلك فإن مناهج التعليم الابتدائي ترمي إلى بناء الكفايات التواصلية و الإستراتيجية و المنهجية لدى المتعلم، فنجد المقررات تتكون من دروس تدفع المتعلم إلى التموقع في الزمان و المكان( الكفاية الإستراتيجية) و تعلم اللغة و قواعدها الأساسية ( الكفاية التواصلية) ثم اكتشاف المحيط القريب و المقارنة بين عناصره و مكوناته مع إبداء رأيه بخصوص هذا المحيط ( الكفاية المنهجية)
أما الطرائق البيداغوجية و الديداكتيكية المعتمدة في تصريف هذه المناهج، فتهدف إلى الابتعاد ما أمكن عن التلقين و الحشد المعرفي، مقابل الارتكاز على الأساليب التنشيطية التي تحفز نزعة المبادرة لدى المتعلم. كما راعت أيضا هذه الطرائق مبدأ التدرج، فيتم الارتقاء من الأنشطة الشفهية و اللعب التربوي( التعليم الأولي)، إلى الاستئناس و الاكتساب ( التعليم الابتدائي)، فالتوظيف لما تم اكتسابه ( نهاية التعليم الابتدائي) .