[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
30 عاما بعد وفاة تيتو.. ولا يزال مثيرا للجدل
بلجراد/زغرب/سراييفوـ بوريس بابيك: مضت يوم الثلاثاء الذكرى السنوية الثلاثين لوفاة الرئيس اليوغوسلافي يوسيب بروز تيتو ، و لا يزال هناك خلاف عميق بشأن إرثه في بلاد نشأت معظمها بالعنف، في الأراضي السابقة للدولة الاتحادية التي كان يحكمها.
نشرت مذكرة اعتقال مزيفة ساخرة في كرواتيا في ذكرة وفاة تيتو تقول " يوسيب بروز تيتو.. مطلوب بسبب الجرائم التي ارتكبها طوال 50 عاما، مثل منع الحرب واللاجئين والجوع والفقر والغلو في الوطنية" .
ولا يزال عشرات الآلاف من كبار السن، ومن هم في منتصف العمر ، ضحية لما يسمى " الحنين إلى يوغوسلافيا" .
يتذكر هؤلاء شعار "وظيفة طوال الحياة" ، ربما لم تكن تلك تمثل عملا شاقا، إلا أنها رغم ذلك براتب ضئيل، إلى جانب حوافز عديدة منها إعانات المواد الغذائية والإسكان المجاني والرعاية الصحية والتعليم ، وفوق كل هذا ، الإحساس بالأمن والذي تبدد مع الحروب اليوغوسلافية. بيد أن أنصار تيتو يتضاءلون إلى أن صاروا أقلية.
يرسم خصوم الزعيم اليوغوسلافي الراحل صورة له على أنه ديكتاتور ظالم انغمس في الملذات، واعتقل دون مبالاة خصومه السياسيين، والذي استغل القوى الكبرى عبر خلق توازن لبلاده بين الشرق والغرب خلال حقبة الحرب الباردة.
كتبت صحيفة "دنيفني أفاز" التي تصدر في سراييفو: "لايزال الحديث دائرا عن تيتو والعهد الذي يمثله ، وبالنسبة لهؤلاء الذين يعرفونها من خلال قصص آبائهم، فهي مرادفة لكلمات السعادة والرخاء والقانون والنظام" .
وحذرت الصحيفة " ولكن يكون من قبيل الصواب اعتبار تلك الحقبة مثالية". وتضررت البوسنة، بوتقة انصهار العرقية ، بشدة جراء التفسخ العنيف للاتحاد اليوغوسلافي، ولا تزال محاصرة جراء الكراهية العرقية إلى وقتنا هذا.
بيد أنه في صربيا فقط كان الادراك قويا للدبلوماسية العالمية والاهمية العسكرية ليوغوسلافيا ، وباختفائها حلت كراهية الأجانب محلها، إلى جانب كراهية للحقبة نفسها.
يلقي العديد من الصرب باللائمة على الغرب في حياكة مؤامرة للحط من تأثير دولتهم ، لكنهم يلومون تيتو بصورة أكبر لتمهيده الطريق لذلك.
وعلق أحد القراء على مقالة نشرتها صحيفة "بليك" اليومية في الذكرى الثلاثين لرحيل تيتو بالقول "رسم تيتو الحدود لكوسوفو"إقليم صربي سابق" والذي لم يكن موجودا قبل هذا ، وقسم صربيا ، ونقل المصانع من صربيا إلى سلوفينيا وكرواتيا" .
يشير النقاد في أنحاء الاتحاد اليوغوسلافي السابق إلى أن تيتو قمع ما وصفوا بأنهم معارضون حقيقيون أو محتملون. كما يعد نظامه المتمثل في دولة ذات اقتصاد اشتراكي ذاتي الحكم بمثابة كارثة، حيث بقيت الدولة على قيد الحياة بسبب القروض الضخمة من الدول الغربية.
وقال كاتب صحفي في صحيفة " برس" اليومية التي تصدر في العاصمة الصربية بلجراد إنه " رغم مرور 30 عاما منذ وفاة بروز "تيتو"، إلا أن كثيرين لا يزالون يرفضون الاستيقاظ من الحلم الكاذب الذي عاشوا فيه" .
وفي كرواتيا ، أشار موقع " نت-بورتال" الإلكتروني أنه " لايستطيع أحد أن يشعر بالحنين، وهو يتذكر الحرب والحزن التي سببها"تيتو"".
خلص الموقع "ولكن..وإن كان هذا يبدو ساخرا ، كانوا جيلا سعيدا.. سعيدا لأنهم لم يعرفوا زمنا آخر ولايستطعيون مقارنة "تلك الحقبة" بما نمتلكه، أو ما لا نمتلكه، في الوقت الحالي" .
حارب تيتو ، المولود في كرواتيا عام 1892 ، لصالح الإمبراطورية النمساوية المجرية خلال الحرب العالمية الأولى ، وانضم إلى الحزب الشيوعي في فترة ما بين الحربين العالميتين، ثم صار زعيما للحزب في ثلاثينيات القرن العشرين.
خرج تيتو ، الذي كان يترأس الجيش الشعبي اليوغوسلافي ، منتصرا من الحرب العالمية الثانية ، وأقام دولة شيوعية ذات طابع شخصي ، وهي واحدة من دول قليلة في أوروبا بقيت خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلف وارسو.
توفي تيتو عام 1980 في ليوبيليانا، عاصمة سلوفينيا، لكنه دفن في بلجراد، وبعد حوالي 11 عاما، تفكك الاتحاد اليوغسلافي إثر موجة من العنف غذتها النعرات القومية.
أطلقت مجموعة من مواطني سلوفينيا المتحمسين لأفكار تيتو موقعا خاصا به على الإنترنت وهو موقع نشط باللغة الإنجليزية يضم الخطب التي ألقاها الزعيم اليوغوسلافي الراحل، ومقاطع فيديو قصيرة وصورا ضوئية ودعابات والكثير عن عن تلك الفترة، ولكن دون تعليق عليها. "د ب أ"
30 عاما بعد وفاة تيتو.. ولا يزال مثيرا للجدل
بلجراد/زغرب/سراييفوـ بوريس بابيك: مضت يوم الثلاثاء الذكرى السنوية الثلاثين لوفاة الرئيس اليوغوسلافي يوسيب بروز تيتو ، و لا يزال هناك خلاف عميق بشأن إرثه في بلاد نشأت معظمها بالعنف، في الأراضي السابقة للدولة الاتحادية التي كان يحكمها.
نشرت مذكرة اعتقال مزيفة ساخرة في كرواتيا في ذكرة وفاة تيتو تقول " يوسيب بروز تيتو.. مطلوب بسبب الجرائم التي ارتكبها طوال 50 عاما، مثل منع الحرب واللاجئين والجوع والفقر والغلو في الوطنية" .
ولا يزال عشرات الآلاف من كبار السن، ومن هم في منتصف العمر ، ضحية لما يسمى " الحنين إلى يوغوسلافيا" .
يتذكر هؤلاء شعار "وظيفة طوال الحياة" ، ربما لم تكن تلك تمثل عملا شاقا، إلا أنها رغم ذلك براتب ضئيل، إلى جانب حوافز عديدة منها إعانات المواد الغذائية والإسكان المجاني والرعاية الصحية والتعليم ، وفوق كل هذا ، الإحساس بالأمن والذي تبدد مع الحروب اليوغوسلافية. بيد أن أنصار تيتو يتضاءلون إلى أن صاروا أقلية.
يرسم خصوم الزعيم اليوغوسلافي الراحل صورة له على أنه ديكتاتور ظالم انغمس في الملذات، واعتقل دون مبالاة خصومه السياسيين، والذي استغل القوى الكبرى عبر خلق توازن لبلاده بين الشرق والغرب خلال حقبة الحرب الباردة.
كتبت صحيفة "دنيفني أفاز" التي تصدر في سراييفو: "لايزال الحديث دائرا عن تيتو والعهد الذي يمثله ، وبالنسبة لهؤلاء الذين يعرفونها من خلال قصص آبائهم، فهي مرادفة لكلمات السعادة والرخاء والقانون والنظام" .
وحذرت الصحيفة " ولكن يكون من قبيل الصواب اعتبار تلك الحقبة مثالية". وتضررت البوسنة، بوتقة انصهار العرقية ، بشدة جراء التفسخ العنيف للاتحاد اليوغوسلافي، ولا تزال محاصرة جراء الكراهية العرقية إلى وقتنا هذا.
بيد أنه في صربيا فقط كان الادراك قويا للدبلوماسية العالمية والاهمية العسكرية ليوغوسلافيا ، وباختفائها حلت كراهية الأجانب محلها، إلى جانب كراهية للحقبة نفسها.
يلقي العديد من الصرب باللائمة على الغرب في حياكة مؤامرة للحط من تأثير دولتهم ، لكنهم يلومون تيتو بصورة أكبر لتمهيده الطريق لذلك.
وعلق أحد القراء على مقالة نشرتها صحيفة "بليك" اليومية في الذكرى الثلاثين لرحيل تيتو بالقول "رسم تيتو الحدود لكوسوفو"إقليم صربي سابق" والذي لم يكن موجودا قبل هذا ، وقسم صربيا ، ونقل المصانع من صربيا إلى سلوفينيا وكرواتيا" .
يشير النقاد في أنحاء الاتحاد اليوغوسلافي السابق إلى أن تيتو قمع ما وصفوا بأنهم معارضون حقيقيون أو محتملون. كما يعد نظامه المتمثل في دولة ذات اقتصاد اشتراكي ذاتي الحكم بمثابة كارثة، حيث بقيت الدولة على قيد الحياة بسبب القروض الضخمة من الدول الغربية.
وقال كاتب صحفي في صحيفة " برس" اليومية التي تصدر في العاصمة الصربية بلجراد إنه " رغم مرور 30 عاما منذ وفاة بروز "تيتو"، إلا أن كثيرين لا يزالون يرفضون الاستيقاظ من الحلم الكاذب الذي عاشوا فيه" .
وفي كرواتيا ، أشار موقع " نت-بورتال" الإلكتروني أنه " لايستطيع أحد أن يشعر بالحنين، وهو يتذكر الحرب والحزن التي سببها"تيتو"".
خلص الموقع "ولكن..وإن كان هذا يبدو ساخرا ، كانوا جيلا سعيدا.. سعيدا لأنهم لم يعرفوا زمنا آخر ولايستطعيون مقارنة "تلك الحقبة" بما نمتلكه، أو ما لا نمتلكه، في الوقت الحالي" .
حارب تيتو ، المولود في كرواتيا عام 1892 ، لصالح الإمبراطورية النمساوية المجرية خلال الحرب العالمية الأولى ، وانضم إلى الحزب الشيوعي في فترة ما بين الحربين العالميتين، ثم صار زعيما للحزب في ثلاثينيات القرن العشرين.
خرج تيتو ، الذي كان يترأس الجيش الشعبي اليوغوسلافي ، منتصرا من الحرب العالمية الثانية ، وأقام دولة شيوعية ذات طابع شخصي ، وهي واحدة من دول قليلة في أوروبا بقيت خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلف وارسو.
توفي تيتو عام 1980 في ليوبيليانا، عاصمة سلوفينيا، لكنه دفن في بلجراد، وبعد حوالي 11 عاما، تفكك الاتحاد اليوغسلافي إثر موجة من العنف غذتها النعرات القومية.
أطلقت مجموعة من مواطني سلوفينيا المتحمسين لأفكار تيتو موقعا خاصا به على الإنترنت وهو موقع نشط باللغة الإنجليزية يضم الخطب التي ألقاها الزعيم اليوغوسلافي الراحل، ومقاطع فيديو قصيرة وصورا ضوئية ودعابات والكثير عن عن تلك الفترة، ولكن دون تعليق عليها. "د ب أ"