[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حقوق الإنسان فى الإسلام
تَأْلِيفُ
محمد عمر عليش
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ..
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء 1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب70-71]
أما بعدُ،،،
فلقد بات الحديث عن حقوق الإنسان حديث الساعة، وغَدَا الاهتمام به واضحًا فى المحافل الدولية و المؤتمرات والندوات، التى تمخضت عن مواثيق وإعلانات شتى على المستويَيْن الإقليمي والدولي تضمنت العديد من المواد والمبادئ الإسلامية؛ لتعزيز حقوق الإنسان، وتهيئة السُّبُل الكفيلة لحمايتها.
ونظرًا لأهمية تنشيط الفكر الإسلامى فى هذا المجال، وحرصًا على حماية العالم الإسلامى من أخطار الهجمة الشرسة لأعداء الإسلام، الذين يحرصون على الكيد للإسلام تحت شعارات ومزاعم متعددة ومنها ادعاءاتهم الباطلة بأن الإسلام لم يرع حقوق الإنسان، لكل هذا ولغيره فقد تمت كتابة هذا البحث.
ويمكن للممحص فى العوامل الكامنة خلف تلك المزاعم والادعاءات الباطلة أن يتبين أنها نتاج الجهل المحض لهؤلاء المدعين وعدم تبصرهم بموقف الإسلام من حقوق الإنسان، أو نتاج تغافلهم مضامين الفقه الإسلامى، ومما يزيد من حدة تأثير تلك المزاعم ما يمارسه أصحاب النفوذ المناهضين للإسلام من ممارسات شتي تستهدف تغييب الطرح الإسلامي لحقوق الإنسان.
ولذا؛ فإن الأمر جد خطير، ويتطلب تكاتف جهود علماء المسلمين واستنفارهم للذود عن حياض الإسلام، والتعريف به وبتشريعاته السمحاء من خلال بحث حقوق الإنسان فى الإسلام وتدارسها، بغية تعميق الوعي الصحيح بالمضامين الإسلامية الخاصة بتلك الحقوق، ولا سيما فى ظل تزايد الدعاوي المعادية للإسلام التى يموج بها الواقع المعاصر.
فقد تضمنت السنة النبوية أحاديث نبوية شريفة شملت شتَّى مجالات حقوق الإنسان، والتى تشكل تأصيلًا بالهدى النبوي من حياة الرسول S، والتي يمكن تناولها من خلال مباحث وموضوعات ومفاهيم حول حقوق الإنسان فى الإسلام فى سياقات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، حيث أكدت السنة النبوية أن مراعاة حقوق الإنسان يعد مطلبًا رئيسًا لتحقيق حماية حقوق الأفراد وحُرّياتِهِم ومن ثَمَّ شيوع العدل والسلام فى المجتمع.
وعلى الرغم من تعدد أسباب ودوافع الاهتمام بحقوق الإنسان فى الوقت الراهن، إلا أن تناولها من المنظور الإسلامى سيظل له تميزه وأصالته، وذلك لاستناد الطرح الإسلامي إلي مبادئ شرعية من الكتاب والسنة؛ وليس إلى ما يستند إليه أعداء الإسلام من مزاعم وشعارات زائفة تحت مسميات متعددة.
فقد أوجب المولى على البشر واجبات منها حفظ الحقوق بينهم على تباينهم واختلافهم؛ فمنها حقوق للذكر وأخرى للأنثى، وحقوق للكبير والصغير، وللوالد والولد، والقوي والضعيف بل والمهتدي والضال من المسلمين وغيرهم، فلكل حقوق وعليه واجبات، ولا يحق لأحد بعد الله أن يحد حدًّا أو يشرع شرعًا أو يُضيِّقَ واسعًا أو يتجاوز أو يخالف تكليفًا مما أنزل الله أو تضمنته سنة النَّبِـي S.
إن حقوق الإنسان ليست من مُبتدعات الفكر الغربي، بل هي حقيقة جاء بها الإسلام في كتاب اللـه الكريم وفي سنة الرسول S، ونصت عليها شروح علماء الإسلام وبناة حضارته من ضمن ما شرحوه وبينوه من حقوق للناس بعضهم على بعض، وكانت أساسًا مصونًا واضحًا للعيان، يراعيها المسلمون حُكامًا ومحكومين، ولا أدلَّ على ذلك من تعليم النَّبِـي S لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن التى أكد فيها النَّبِـي S أهمية مراعاته حقوق الرعية، وسكان البلاد، واحترام أماكن عباداتِهِم، ومساكنهم ( ).
إنّ تاريخ الإنسانية خير شاهد على أن حقوق الإنسان لم تحظ بالعناية والتنفيذ بمثل ما حظيت به في عهد رسول الله S وعهود الخلفاء الراشدين من بعده، واستمر مراعاتها عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، وما أعجب أن تكون المبادئ التي طالما أرسى الإسلام قواعدها يُعاد تصديرها للمسلمين على أنَّها كَشْفٌ إنسانيٌّ ما عرفناه يومًا ولا عشناه دهرًا.
وهذا البحث سوف يتناول تلك الحقوق تفصيليًا من خلال سبعة مباحث رئيسة، هى:
المبحث الأول: حقوق الإنسان.. نشأتها وخصائصها فى الإسلام.
المبحث الثاني: مقاصد الشريعة الإسلامية... تقرير عظيم لحقوق الإنسان.
المبحث الثالث: حقوق الإنسان الاجتماعية.
المبحث الرابع: حقوق الإنسان السياسية.
المبحث الخامس: حقوق الإنسان الاقتصادية.
المبحث السادس: حقوق الإنسان الثقافية.
المبحث السابع: الأحكام العامة للحقوق فى الإسلام.
المبحث الأول
حقوق الإنسان: نشأتها، وخصائصها فى الإسلام.
تمهيد:
الموضوع الأول: تعريف الحق لغة وشرعًا..
الموضوع الثانى: نشأة حقوق الإنسان وبدايتها.
الموضوع الثالث: موقف الإسلاميين المعاصرين من حقوق الإنسان.
لابد للتعرض لبعض المواضيع الهامة التى تفتح المجال للخوض فى لب هذا الموضوع وهو المبحث الأول؛ الذى يضم عدة موضوعات؛ الموضوع الأول: ويشمل تعريف الحق لغة وشرعًا؛ فمعرفة المعنى اللغوي من الأهمية بمكان، ومن خلال هذا المعنى يستطيع الإنسان أن يقف على معان لم تكن في الحسبان.
الموضوع الثانى: تعرضنا فيه لأصل فكرة حقوق الإنسان عند الغرب, وهناك تفسيرات كثيرة تعرض فكرة النشأة اخترنا منها الأقرب إلى القبول العقلى بعيدًا عن الفلسفات والترهات الكثيرة.
الموضوع الثالث: تناولنا فيه موقف الإسلاميين المعاصرين من حقوق الإنسان حيث يوجد في أغلب القضايا ثلاثة اتجاهات؛ اتجاه الرفض واتجاه القبول واتجاه بين بين، فعرضنا بشيء من الإيجاز لهذه المواقف الثلاثة.
الموضوع الأول: تعريف الحق وماهيته فى الشريعة الإسلامية
الحقُّ في اللغة ( ): نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقوقًا: صار حَقًّا وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب وجُوبًا، وأحققت الشيء أوجبته والحق الأمر المقضى والموجود والثابت.
والحقُّ في اللغة أيضا( ): يُعرف بأنه الثابتُ الذي لايسوغ إنكارُه، وهو الحكم المطابق للمعاني، ويقابله الباطل، فالحقّ إذن هو الثبوت، وهذا المعنى يعمّق الإيمان بالحقوق جميعًا؛ حقوق الفرد والمجتمع، ويقوي الثقة واليقين في أن حقوق الإنسان هي من صميم التعاليم الإسلامية، فهو "اختصاص ثابت في الشرع يقتضى سلطة أو تكليفًا لله على عباده أو لشخص على غيره".(3)
والحقُّ في الشريعة الإسلامية (3) يمثّل القاعدة الأساسية للتشريع كلِّه؛ وتأسيسًا على هذه القاعدة، فإن حقوق الإنسان في المنظور الإسلامي، هي حقوق اللَّه التى يترتَّب على الوفاء بها وأدائها على خير الوجوه؛ خلوصُ العبودية للَّه، والطاعةُ له سبحانه، والقيامُ بتكاليف شرعه الحنيف، وبذلك يرتقى المفهومُ الإسلاميُّ لحقوق الإنسان، إلى مقام العبادة الرفيع، باعتبار أن هذه الحقوق، هي في الشريعة الإسلامية، واجباتٌ دينيةٌ، ومن الفروض الشرعية، وهذه درجةٌ من التكليف تطوق الإنسانَ بمسؤولية كبرى، أمام ربّه سبحانه وتعالى، ثم أمام نفسه ومجتمعه وتذكروا ان الله علي كل شي قدير
والسلام عليكم
اخوكم محمد عمر عليش
من مدينة جدة المباركة
حقوق الإنسان فى الإسلام
تَأْلِيفُ
محمد عمر عليش
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ..
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء 1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب70-71]
أما بعدُ،،،
فلقد بات الحديث عن حقوق الإنسان حديث الساعة، وغَدَا الاهتمام به واضحًا فى المحافل الدولية و المؤتمرات والندوات، التى تمخضت عن مواثيق وإعلانات شتى على المستويَيْن الإقليمي والدولي تضمنت العديد من المواد والمبادئ الإسلامية؛ لتعزيز حقوق الإنسان، وتهيئة السُّبُل الكفيلة لحمايتها.
ونظرًا لأهمية تنشيط الفكر الإسلامى فى هذا المجال، وحرصًا على حماية العالم الإسلامى من أخطار الهجمة الشرسة لأعداء الإسلام، الذين يحرصون على الكيد للإسلام تحت شعارات ومزاعم متعددة ومنها ادعاءاتهم الباطلة بأن الإسلام لم يرع حقوق الإنسان، لكل هذا ولغيره فقد تمت كتابة هذا البحث.
ويمكن للممحص فى العوامل الكامنة خلف تلك المزاعم والادعاءات الباطلة أن يتبين أنها نتاج الجهل المحض لهؤلاء المدعين وعدم تبصرهم بموقف الإسلام من حقوق الإنسان، أو نتاج تغافلهم مضامين الفقه الإسلامى، ومما يزيد من حدة تأثير تلك المزاعم ما يمارسه أصحاب النفوذ المناهضين للإسلام من ممارسات شتي تستهدف تغييب الطرح الإسلامي لحقوق الإنسان.
ولذا؛ فإن الأمر جد خطير، ويتطلب تكاتف جهود علماء المسلمين واستنفارهم للذود عن حياض الإسلام، والتعريف به وبتشريعاته السمحاء من خلال بحث حقوق الإنسان فى الإسلام وتدارسها، بغية تعميق الوعي الصحيح بالمضامين الإسلامية الخاصة بتلك الحقوق، ولا سيما فى ظل تزايد الدعاوي المعادية للإسلام التى يموج بها الواقع المعاصر.
فقد تضمنت السنة النبوية أحاديث نبوية شريفة شملت شتَّى مجالات حقوق الإنسان، والتى تشكل تأصيلًا بالهدى النبوي من حياة الرسول S، والتي يمكن تناولها من خلال مباحث وموضوعات ومفاهيم حول حقوق الإنسان فى الإسلام فى سياقات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، حيث أكدت السنة النبوية أن مراعاة حقوق الإنسان يعد مطلبًا رئيسًا لتحقيق حماية حقوق الأفراد وحُرّياتِهِم ومن ثَمَّ شيوع العدل والسلام فى المجتمع.
وعلى الرغم من تعدد أسباب ودوافع الاهتمام بحقوق الإنسان فى الوقت الراهن، إلا أن تناولها من المنظور الإسلامى سيظل له تميزه وأصالته، وذلك لاستناد الطرح الإسلامي إلي مبادئ شرعية من الكتاب والسنة؛ وليس إلى ما يستند إليه أعداء الإسلام من مزاعم وشعارات زائفة تحت مسميات متعددة.
فقد أوجب المولى على البشر واجبات منها حفظ الحقوق بينهم على تباينهم واختلافهم؛ فمنها حقوق للذكر وأخرى للأنثى، وحقوق للكبير والصغير، وللوالد والولد، والقوي والضعيف بل والمهتدي والضال من المسلمين وغيرهم، فلكل حقوق وعليه واجبات، ولا يحق لأحد بعد الله أن يحد حدًّا أو يشرع شرعًا أو يُضيِّقَ واسعًا أو يتجاوز أو يخالف تكليفًا مما أنزل الله أو تضمنته سنة النَّبِـي S.
إن حقوق الإنسان ليست من مُبتدعات الفكر الغربي، بل هي حقيقة جاء بها الإسلام في كتاب اللـه الكريم وفي سنة الرسول S، ونصت عليها شروح علماء الإسلام وبناة حضارته من ضمن ما شرحوه وبينوه من حقوق للناس بعضهم على بعض، وكانت أساسًا مصونًا واضحًا للعيان، يراعيها المسلمون حُكامًا ومحكومين، ولا أدلَّ على ذلك من تعليم النَّبِـي S لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن التى أكد فيها النَّبِـي S أهمية مراعاته حقوق الرعية، وسكان البلاد، واحترام أماكن عباداتِهِم، ومساكنهم ( ).
إنّ تاريخ الإنسانية خير شاهد على أن حقوق الإنسان لم تحظ بالعناية والتنفيذ بمثل ما حظيت به في عهد رسول الله S وعهود الخلفاء الراشدين من بعده، واستمر مراعاتها عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، وما أعجب أن تكون المبادئ التي طالما أرسى الإسلام قواعدها يُعاد تصديرها للمسلمين على أنَّها كَشْفٌ إنسانيٌّ ما عرفناه يومًا ولا عشناه دهرًا.
وهذا البحث سوف يتناول تلك الحقوق تفصيليًا من خلال سبعة مباحث رئيسة، هى:
المبحث الأول: حقوق الإنسان.. نشأتها وخصائصها فى الإسلام.
المبحث الثاني: مقاصد الشريعة الإسلامية... تقرير عظيم لحقوق الإنسان.
المبحث الثالث: حقوق الإنسان الاجتماعية.
المبحث الرابع: حقوق الإنسان السياسية.
المبحث الخامس: حقوق الإنسان الاقتصادية.
المبحث السادس: حقوق الإنسان الثقافية.
المبحث السابع: الأحكام العامة للحقوق فى الإسلام.
المبحث الأول
حقوق الإنسان: نشأتها، وخصائصها فى الإسلام.
تمهيد:
الموضوع الأول: تعريف الحق لغة وشرعًا..
الموضوع الثانى: نشأة حقوق الإنسان وبدايتها.
الموضوع الثالث: موقف الإسلاميين المعاصرين من حقوق الإنسان.
لابد للتعرض لبعض المواضيع الهامة التى تفتح المجال للخوض فى لب هذا الموضوع وهو المبحث الأول؛ الذى يضم عدة موضوعات؛ الموضوع الأول: ويشمل تعريف الحق لغة وشرعًا؛ فمعرفة المعنى اللغوي من الأهمية بمكان، ومن خلال هذا المعنى يستطيع الإنسان أن يقف على معان لم تكن في الحسبان.
الموضوع الثانى: تعرضنا فيه لأصل فكرة حقوق الإنسان عند الغرب, وهناك تفسيرات كثيرة تعرض فكرة النشأة اخترنا منها الأقرب إلى القبول العقلى بعيدًا عن الفلسفات والترهات الكثيرة.
الموضوع الثالث: تناولنا فيه موقف الإسلاميين المعاصرين من حقوق الإنسان حيث يوجد في أغلب القضايا ثلاثة اتجاهات؛ اتجاه الرفض واتجاه القبول واتجاه بين بين، فعرضنا بشيء من الإيجاز لهذه المواقف الثلاثة.
الموضوع الأول: تعريف الحق وماهيته فى الشريعة الإسلامية
الحقُّ في اللغة ( ): نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقوقًا: صار حَقًّا وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب وجُوبًا، وأحققت الشيء أوجبته والحق الأمر المقضى والموجود والثابت.
والحقُّ في اللغة أيضا( ): يُعرف بأنه الثابتُ الذي لايسوغ إنكارُه، وهو الحكم المطابق للمعاني، ويقابله الباطل، فالحقّ إذن هو الثبوت، وهذا المعنى يعمّق الإيمان بالحقوق جميعًا؛ حقوق الفرد والمجتمع، ويقوي الثقة واليقين في أن حقوق الإنسان هي من صميم التعاليم الإسلامية، فهو "اختصاص ثابت في الشرع يقتضى سلطة أو تكليفًا لله على عباده أو لشخص على غيره".(3)
والحقُّ في الشريعة الإسلامية (3) يمثّل القاعدة الأساسية للتشريع كلِّه؛ وتأسيسًا على هذه القاعدة، فإن حقوق الإنسان في المنظور الإسلامي، هي حقوق اللَّه التى يترتَّب على الوفاء بها وأدائها على خير الوجوه؛ خلوصُ العبودية للَّه، والطاعةُ له سبحانه، والقيامُ بتكاليف شرعه الحنيف، وبذلك يرتقى المفهومُ الإسلاميُّ لحقوق الإنسان، إلى مقام العبادة الرفيع، باعتبار أن هذه الحقوق، هي في الشريعة الإسلامية، واجباتٌ دينيةٌ، ومن الفروض الشرعية، وهذه درجةٌ من التكليف تطوق الإنسانَ بمسؤولية كبرى، أمام ربّه سبحانه وتعالى، ثم أمام نفسه ومجتمعه وتذكروا ان الله علي كل شي قدير
والسلام عليكم
اخوكم محمد عمر عليش
من مدينة جدة المباركة