[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الموقع الجــغرافي للصومال وأثره في بنائه الســياسي
دكتور أبشر الإمام الأمين
منارات أفريقية - بحوث ورسائل جامعية - 26- 10- 2010م
تقــديم :
مما لاشك فيه أن موقع الصومال الاستراتيجي العام كان ومايزال له أعظم الأثر في بنائه السياسي في الماضي والحاضر، وأن هذا الموقع المهم قد جنى عليه وعلى أبنائه إذ إنه في النهاية أدى إلى تمزيق هذا القطر المنكوب .
لقد ظل الصومال، بحكم هذا الموقع الجيوبوليتيكي الذي يتمتع به، مسرحا لصراعات إقليمية ودولية : منها ماهو ذو رواسب تاريخية ومنها ما هو وليد عصرنا الحاصر ، إننا نجد أنه منذ عام 1854م دأبت الدول الكبرى على إذكاء نار الصراعات في هذا القطر وفي مقدمة هذه الدول بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ثم جاء بعد ذلك دور كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية .
وبحكم كون الصومال مشرفا على ممر مائي مهم للعالم ، فقد عاد التنافس الخارجي والصراعات المختلفة على هذاالقطر بصنوف من الاحتلال عبر التاريخ .
وعلى الرغم مما كتب وقيل عن الصومال فإنني أرى أنه لم ينل حظه من الدراسة المستفيضة بوصفه بلدا منكوبا منذ ظهوره على خريطة العالم وحتى وقتنا هذا . فهو منطقة يمتد إليها باطراد الصراع العالمي لا لشيء إلا لكونه يتمتع بموقع استراتيجي مهم.
هدف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة الموجزة إلى القاء مزيد من الضوء على ماحدث ويحدث الآن في الصومال ، وكيف أن هذا الموقع أصبح سببا في شتات الصوماليين وتمزيقهم ، كما تهدف الدراسة إلى بيان كيف أن هذا القطر بحكم أهمية موقعه الجذاب المطل على باب المندب والذي يتميز بخصائص جيوبوليتيكية واستراتيجية فريدة استدعت قيام صراعات إقليمية ودولية حتى أصبح يمثل إحدى القضايا التي تساهم بقدر كبير في الصراع القائم في منطقة القرن الإفريقي بل إنه يمثل رأس الحربة في دول القرن الإفريقي .
كما تهدف الدراسة أيضا إلى كشف التدخلات السلبية للدول الأوربية والقوتين العظميين ودول الجوار الإفريقي في الحياة السياسية الصومالية .
وتأتي أهمية الموقع في تعاظم الدور الذي تلعبه العلاقات الخارجية وما دعا الدول الاوربية الثلاثة ( بريطانيا وفرنسا وايطاليا ) إلى أن تتنازع وترفض كل دولة منها التنازل عن حقها من تلك الفريسة ، مما أدى في النهاية الى توزيعه بين هذه الدول الثلاثة . بالإضافة إلى ما انتزعته منه كل من إثيوبيا ممثلاً في إقليم أوقادين ، وكينيا التى انتزعت الأجزاء الجنوبية منه وأصبحت تمثل الجزء الشمالي الشرقي من كينيا وتقدر مساحتها بـ 20% من الأراضي الكينية حاليا .
كما تهدف الدراسة إلى لفت الأنظار إلى هذا الموقع الفريد واكتشاف الأدوار التي مهدت له لكي يتمتع بعلاقات خارجية مع محاولة قياس كل من الموقع والسكان في هذه العلاقات الخارجية وإثبات أن للصومال دورا بارزا في العلاقات الخارجية الدولية يؤثر ويتأثر بها .
مشكلة البحث :
إن العلاقات الدولية الخارجية ماهي إلا روابط وعلاقات اجتماعية وسياسية منظمة بين الدول تقننها قواعد وقوانين (1) ، إلا أن الدول الكبرى وسعيها للهيمنة والتوسع أديا إلى تقسيم العالم إلى دول قوية وأخرى ضعيفة وأظهرت الدول الكبرى روح الاستعلاء والاستهانة بالسيادة الوطنية للدول الضعيفة ، وأيضا الاستهانة بأمنها وبالعلاقات الدولية التي من المفروض أن تبنى على التكافؤ والاحترام المتبادل ، إلا أن هذا الوضع غير المتكافىء أصبح مصدرا لسوء العلاقات الدولية ، حيث تعرض كثير من هذه الدول الضعيفة لأزمات حادة ولدت للبشرية كوارث ونكبات سببها غياب منطق العقل ومنطق الحرص على السلام ، وحل محل هذه العلاقات الدولية نزاعات عدوانية بين الدول القوية والدول الضعيفة.
منهج البحث :
تنوعت مناهج البحث التي اتبعها الباحث وذلك لطبيعة الموضوع وهي :
المنهج التاريخي لوصف الأحداث وتتبعها، ثم منهج التحليل السياسي لتحليل المعلومات التي تم الحصول عليها ، مع تتبع أبعاد تفاعل الصراعات التي تدور منذ فجر التاريخ في هذا القطر وحتي وقتنا هذا .
------------------------
المصادر :
اعتمد الباحث في دراسته على المصادر العربية والأجنبية ، وكتابات الباحثين والدارسين ومن معايشة الأحداث في الفترة التي قضاها بالصومال من عام 1982م إلى عام 1986م عاملاً بهيئة التدريس بالجامعة الوطنية الصومالية بمقديشو.
وقد مكنتني مراحل الدراسة الميدانية من التجول في ربوعه واللقاء بالمسئولين بالإدارات الحكومية المختلفة ومنظمات الأمم المتحدة بها ، والهيئات ومعايشة سكانها عن قرب في تلك الفترة .
الموقع الجــغرافي للصومال وأثره في بنائه الســياسي
دكتور أبشر الإمام الأمين
منارات أفريقية - بحوث ورسائل جامعية - 26- 10- 2010م
تقــديم :
مما لاشك فيه أن موقع الصومال الاستراتيجي العام كان ومايزال له أعظم الأثر في بنائه السياسي في الماضي والحاضر، وأن هذا الموقع المهم قد جنى عليه وعلى أبنائه إذ إنه في النهاية أدى إلى تمزيق هذا القطر المنكوب .
لقد ظل الصومال، بحكم هذا الموقع الجيوبوليتيكي الذي يتمتع به، مسرحا لصراعات إقليمية ودولية : منها ماهو ذو رواسب تاريخية ومنها ما هو وليد عصرنا الحاصر ، إننا نجد أنه منذ عام 1854م دأبت الدول الكبرى على إذكاء نار الصراعات في هذا القطر وفي مقدمة هذه الدول بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ثم جاء بعد ذلك دور كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية .
وبحكم كون الصومال مشرفا على ممر مائي مهم للعالم ، فقد عاد التنافس الخارجي والصراعات المختلفة على هذاالقطر بصنوف من الاحتلال عبر التاريخ .
وعلى الرغم مما كتب وقيل عن الصومال فإنني أرى أنه لم ينل حظه من الدراسة المستفيضة بوصفه بلدا منكوبا منذ ظهوره على خريطة العالم وحتى وقتنا هذا . فهو منطقة يمتد إليها باطراد الصراع العالمي لا لشيء إلا لكونه يتمتع بموقع استراتيجي مهم.
هدف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة الموجزة إلى القاء مزيد من الضوء على ماحدث ويحدث الآن في الصومال ، وكيف أن هذا الموقع أصبح سببا في شتات الصوماليين وتمزيقهم ، كما تهدف الدراسة إلى بيان كيف أن هذا القطر بحكم أهمية موقعه الجذاب المطل على باب المندب والذي يتميز بخصائص جيوبوليتيكية واستراتيجية فريدة استدعت قيام صراعات إقليمية ودولية حتى أصبح يمثل إحدى القضايا التي تساهم بقدر كبير في الصراع القائم في منطقة القرن الإفريقي بل إنه يمثل رأس الحربة في دول القرن الإفريقي .
كما تهدف الدراسة أيضا إلى كشف التدخلات السلبية للدول الأوربية والقوتين العظميين ودول الجوار الإفريقي في الحياة السياسية الصومالية .
وتأتي أهمية الموقع في تعاظم الدور الذي تلعبه العلاقات الخارجية وما دعا الدول الاوربية الثلاثة ( بريطانيا وفرنسا وايطاليا ) إلى أن تتنازع وترفض كل دولة منها التنازل عن حقها من تلك الفريسة ، مما أدى في النهاية الى توزيعه بين هذه الدول الثلاثة . بالإضافة إلى ما انتزعته منه كل من إثيوبيا ممثلاً في إقليم أوقادين ، وكينيا التى انتزعت الأجزاء الجنوبية منه وأصبحت تمثل الجزء الشمالي الشرقي من كينيا وتقدر مساحتها بـ 20% من الأراضي الكينية حاليا .
كما تهدف الدراسة إلى لفت الأنظار إلى هذا الموقع الفريد واكتشاف الأدوار التي مهدت له لكي يتمتع بعلاقات خارجية مع محاولة قياس كل من الموقع والسكان في هذه العلاقات الخارجية وإثبات أن للصومال دورا بارزا في العلاقات الخارجية الدولية يؤثر ويتأثر بها .
مشكلة البحث :
إن العلاقات الدولية الخارجية ماهي إلا روابط وعلاقات اجتماعية وسياسية منظمة بين الدول تقننها قواعد وقوانين (1) ، إلا أن الدول الكبرى وسعيها للهيمنة والتوسع أديا إلى تقسيم العالم إلى دول قوية وأخرى ضعيفة وأظهرت الدول الكبرى روح الاستعلاء والاستهانة بالسيادة الوطنية للدول الضعيفة ، وأيضا الاستهانة بأمنها وبالعلاقات الدولية التي من المفروض أن تبنى على التكافؤ والاحترام المتبادل ، إلا أن هذا الوضع غير المتكافىء أصبح مصدرا لسوء العلاقات الدولية ، حيث تعرض كثير من هذه الدول الضعيفة لأزمات حادة ولدت للبشرية كوارث ونكبات سببها غياب منطق العقل ومنطق الحرص على السلام ، وحل محل هذه العلاقات الدولية نزاعات عدوانية بين الدول القوية والدول الضعيفة.
منهج البحث :
تنوعت مناهج البحث التي اتبعها الباحث وذلك لطبيعة الموضوع وهي :
المنهج التاريخي لوصف الأحداث وتتبعها، ثم منهج التحليل السياسي لتحليل المعلومات التي تم الحصول عليها ، مع تتبع أبعاد تفاعل الصراعات التي تدور منذ فجر التاريخ في هذا القطر وحتي وقتنا هذا .
------------------------
المصادر :
اعتمد الباحث في دراسته على المصادر العربية والأجنبية ، وكتابات الباحثين والدارسين ومن معايشة الأحداث في الفترة التي قضاها بالصومال من عام 1982م إلى عام 1986م عاملاً بهيئة التدريس بالجامعة الوطنية الصومالية بمقديشو.
وقد مكنتني مراحل الدراسة الميدانية من التجول في ربوعه واللقاء بالمسئولين بالإدارات الحكومية المختلفة ومنظمات الأمم المتحدة بها ، والهيئات ومعايشة سكانها عن قرب في تلك الفترة .