الرئيسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العلاقات الاقتصادية الصينية – المغاربية
الجزء الأول
بقلم: عبد الرحمان الشعيري منظور
طالب باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية - مركز الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة
تهتم العلاقات الاقتصادية كمقترب علمي في حقل العلاقات الدولية- بدراسة وتحليل التفاعل بين اقتصاديات دولتين أو مجموعة من الدول، وتنشأ هذه العلاقات نتيجة لقيام التبادل التجاري؛ أو نتيجة لحركية عناصر الإنتاج.
(1) إن تبادل السلع والخدمات وانسياب رؤوس الأموال والهجرة الدولية للأفراد، التي تتم عبر الحدود السياسة المعترف بها دوليا للدول كلها تعد أمور أساسية في مجال العلاقات الاقتصادية الدولية .
في هذا السياق ، ارتأينا أن نقوم بتحليل وتفسير تاريخ ومحددات وإكراهات هذه العلاقات بين الصين ودول المغرب العربي كنموذج. وبالأخص مع الدول الثلاث: المغرب، الجزائرو تونس.
فالعلاقات الاقتصادية بين الصين والدول المغاربية الثلاث لا زالت في نمو مطرد وتطور مهم في العديد من المجالات : المبادلات التجارية-الاستثمار... فقيام الصين بالتوجه الاقتصادي نحو منطقة ظلت ولم تزل محسوبة استراتيجيا على النفوذ الفرنسي والأمريكي، يجعل من العلاقات الاقتصادية الصينية مع الدول الثلاث لها دلالة متميزة، تعبر بدءا عن نجاح سياسة الانفتاح الصيني على العالم بكل اتجاهاته، والذي انطلقت حركيته منذ انضمام الصين إلى الأمم المتحدة في 25 أكتوبر 1971 واعتلائها مقعدا دائما داخل مجلس الأمن (2) بالإضافة إلى تعبيرها عن التطورالمطرد للتنافس الصيني، الفرنسي والأمريكي على المنطقة، والذي يتركز أساسا على الجانب الاقتصادي، إذ لا يمكن أن ندعي قدرة الصين على المنافسة السياسية والأمنية للنفوذ الاستراتيجي الفرنسي الأمريكي في المنطقة (3) .
بالضرورة العلمية يطرح موضوع الدراسة أسئلة قمينة بالتحليل انطلاقا من إشكالية طبيعة العلاقات الاقتصادية الصينية مع المغرب والجزائر وتونس. فما هو تاريخ هذه العلاقات؟ وما هي المحددات والضوابط التي تضبطها وتساعد على نموها؟ وما الإكراهات التي تحد من توسعها واطرادها؟
ثم ما طبيعة هذه العلاقات باللغة الاقتصادية والتجارية (التبادل التجاري- الاستثمار...).
المحور الأول: السياق العام للعلاقات الاقتصادية: الصينية – المغاربية
لا يمكن دراسة أية منظومة من العلاقات الاقتصادية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف دون محاولة تأريخ لبروزها ومسارات تطورها، ثم محاولة الكشف عن المحددات التي تنظمها، والإكراهات المعوقة لنموها.
1: موجز عن تاريخ العلاقات الصينية – المغاربية (المغرب-الجزائر- تونس)
اكتشاف المغرب للصين ومحاولة ربط العلاقات معها كقوة أسيوية، يتم تأريخه منذ زيارة الرحالة المغربي الطنجي ابن بطوطة في القرن السادس عشر ميلادي، لكن على الصعيد الديبلوماسي الرسمي، تأسست العلاقة الديبلوماسية بين الصين والمغرب سنة 1958 بعد عامين من الاستقلال، وقد أكملت العلاقات الديبوماسية/الاقتصادية ذكراها الخمسينية بانعقاد مجلس رجال الأعمال الصينيين والمغاربة بالمغرب في 27 مارس 2008.
تميز مسار العلاقات الصينية المغربية بالعديد من المحطات البارزة من أهمها:
* زيارة الوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي لجمهورية الصين الشعبية في دجنبر 1998، والتي اعتبرت زيارة تاريخية (4)، وتمخضت عن هذه الزيارة اتفاقيات ومشاريع تعاون مهمة في العديد من المجالات، أبرزها الجانب الاقتصادي.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Jiang Zimen للمغرب سنة 1999.
* زيارة الملك محمد السادس للصين 2002.
* زيارة الرئيس الصيني Hu Jintao للمغرب سنة 2004(5) .
وعرفت هذه الزيارات تكريس المزيد من فرص التعاون الاقتصادي، خاصة مع إيمان البلدين بالدعم السياسي المتبادل في مواجهة النزاعات الانفصالية التي تهددهما( التايوان – البوليساريو).
أما على صعيد العلاقات الصينية- الجزائرية والتي تتصف بالتميز التاريخي، إذ تعتبر الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1958، وقد ساهم العامل الإيديولوجي المرتكز على البعد الاشتراكي في تعزيز التعاون بين البلدين الذي انطلق ديبلوماسيا في 20 شتنبر 1958 قبل استقلال الجزائر،بين الحكومة الجزائرية المؤقتة والجمهورية الصينية، وزادت العلاقات الثنائية بين البلدين تقدما منذ استقلال الجزائر عن الاحتلال الفرنسي سنة 1962، في العديد من الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية مما أهلها لتصبح الأفضل مغاربيا (6).
ويمكن إبراز أهم محطات العلاقات الاقتصادية- الجزائرية فيما يلي:
1) زيارة الرئيس Jiang Zimen للجزائر سنة 1999.
2) استثمار الصين لرئاسة الجزائر للإتحاد الإفريقي في التسريع بانعقاد المنتدى الصيني- الإفريقي بالعاصمة الصينية بكين سنة 2000 بحضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
3) زيارة الرئيس الجزائري للصين سنة 2000.
4) زيارة الرئيس الصيني Hu Jintao للجزائر في فبراير 2004.
(7)وقد أسفرت هذه الزيارات المتبادلة عن تأسيس لتعاون اقتصادي، تجاري، علمي، ثقافي وتقني .
أما على صعيد العلاقات الصينية- التونسية، فقد تمت أول علاقة دبلوماسية بين البلدين حسب الباحثة التونسية زهرة عابد في 10 يناير 1964 بزيارة للوزير الأول السابق الصيني Enlai Zhouلتونس، وترسخت العلاقة الثنائية بين البلدين بعدم اعتراف تونس بانفصال التايوان عن الصين ودفاعها عن انضمام هذه الأخيرة لمنظمة التجارة العالمية OMC) )(8) .
ويمكن تأريخ أهم المحطات المبلورة للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين كالآتي:
* زيارة الرئيس التونسي زين العابدين للصين في أبريل 1991.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Yang Shangkun لتونس في يوليوز 1992.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Jiang Zimen لتونس في أبريل 2002.
الهوامش:
العلاقات الاقتصادية الصينية – المغاربية
الجزء الأول
بقلم: عبد الرحمان الشعيري منظور
طالب باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية - مركز الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة
تهتم العلاقات الاقتصادية كمقترب علمي في حقل العلاقات الدولية- بدراسة وتحليل التفاعل بين اقتصاديات دولتين أو مجموعة من الدول، وتنشأ هذه العلاقات نتيجة لقيام التبادل التجاري؛ أو نتيجة لحركية عناصر الإنتاج.
(1) إن تبادل السلع والخدمات وانسياب رؤوس الأموال والهجرة الدولية للأفراد، التي تتم عبر الحدود السياسة المعترف بها دوليا للدول كلها تعد أمور أساسية في مجال العلاقات الاقتصادية الدولية .
في هذا السياق ، ارتأينا أن نقوم بتحليل وتفسير تاريخ ومحددات وإكراهات هذه العلاقات بين الصين ودول المغرب العربي كنموذج. وبالأخص مع الدول الثلاث: المغرب، الجزائرو تونس.
فالعلاقات الاقتصادية بين الصين والدول المغاربية الثلاث لا زالت في نمو مطرد وتطور مهم في العديد من المجالات : المبادلات التجارية-الاستثمار... فقيام الصين بالتوجه الاقتصادي نحو منطقة ظلت ولم تزل محسوبة استراتيجيا على النفوذ الفرنسي والأمريكي، يجعل من العلاقات الاقتصادية الصينية مع الدول الثلاث لها دلالة متميزة، تعبر بدءا عن نجاح سياسة الانفتاح الصيني على العالم بكل اتجاهاته، والذي انطلقت حركيته منذ انضمام الصين إلى الأمم المتحدة في 25 أكتوبر 1971 واعتلائها مقعدا دائما داخل مجلس الأمن (2) بالإضافة إلى تعبيرها عن التطورالمطرد للتنافس الصيني، الفرنسي والأمريكي على المنطقة، والذي يتركز أساسا على الجانب الاقتصادي، إذ لا يمكن أن ندعي قدرة الصين على المنافسة السياسية والأمنية للنفوذ الاستراتيجي الفرنسي الأمريكي في المنطقة (3) .
بالضرورة العلمية يطرح موضوع الدراسة أسئلة قمينة بالتحليل انطلاقا من إشكالية طبيعة العلاقات الاقتصادية الصينية مع المغرب والجزائر وتونس. فما هو تاريخ هذه العلاقات؟ وما هي المحددات والضوابط التي تضبطها وتساعد على نموها؟ وما الإكراهات التي تحد من توسعها واطرادها؟
ثم ما طبيعة هذه العلاقات باللغة الاقتصادية والتجارية (التبادل التجاري- الاستثمار...).
المحور الأول: السياق العام للعلاقات الاقتصادية: الصينية – المغاربية
لا يمكن دراسة أية منظومة من العلاقات الاقتصادية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف دون محاولة تأريخ لبروزها ومسارات تطورها، ثم محاولة الكشف عن المحددات التي تنظمها، والإكراهات المعوقة لنموها.
1: موجز عن تاريخ العلاقات الصينية – المغاربية (المغرب-الجزائر- تونس)
اكتشاف المغرب للصين ومحاولة ربط العلاقات معها كقوة أسيوية، يتم تأريخه منذ زيارة الرحالة المغربي الطنجي ابن بطوطة في القرن السادس عشر ميلادي، لكن على الصعيد الديبلوماسي الرسمي، تأسست العلاقة الديبلوماسية بين الصين والمغرب سنة 1958 بعد عامين من الاستقلال، وقد أكملت العلاقات الديبوماسية/الاقتصادية ذكراها الخمسينية بانعقاد مجلس رجال الأعمال الصينيين والمغاربة بالمغرب في 27 مارس 2008.
تميز مسار العلاقات الصينية المغربية بالعديد من المحطات البارزة من أهمها:
* زيارة الوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي لجمهورية الصين الشعبية في دجنبر 1998، والتي اعتبرت زيارة تاريخية (4)، وتمخضت عن هذه الزيارة اتفاقيات ومشاريع تعاون مهمة في العديد من المجالات، أبرزها الجانب الاقتصادي.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Jiang Zimen للمغرب سنة 1999.
* زيارة الملك محمد السادس للصين 2002.
* زيارة الرئيس الصيني Hu Jintao للمغرب سنة 2004(5) .
وعرفت هذه الزيارات تكريس المزيد من فرص التعاون الاقتصادي، خاصة مع إيمان البلدين بالدعم السياسي المتبادل في مواجهة النزاعات الانفصالية التي تهددهما( التايوان – البوليساريو).
أما على صعيد العلاقات الصينية- الجزائرية والتي تتصف بالتميز التاريخي، إذ تعتبر الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1958، وقد ساهم العامل الإيديولوجي المرتكز على البعد الاشتراكي في تعزيز التعاون بين البلدين الذي انطلق ديبلوماسيا في 20 شتنبر 1958 قبل استقلال الجزائر،بين الحكومة الجزائرية المؤقتة والجمهورية الصينية، وزادت العلاقات الثنائية بين البلدين تقدما منذ استقلال الجزائر عن الاحتلال الفرنسي سنة 1962، في العديد من الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية مما أهلها لتصبح الأفضل مغاربيا (6).
ويمكن إبراز أهم محطات العلاقات الاقتصادية- الجزائرية فيما يلي:
1) زيارة الرئيس Jiang Zimen للجزائر سنة 1999.
2) استثمار الصين لرئاسة الجزائر للإتحاد الإفريقي في التسريع بانعقاد المنتدى الصيني- الإفريقي بالعاصمة الصينية بكين سنة 2000 بحضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
3) زيارة الرئيس الجزائري للصين سنة 2000.
4) زيارة الرئيس الصيني Hu Jintao للجزائر في فبراير 2004.
(7)وقد أسفرت هذه الزيارات المتبادلة عن تأسيس لتعاون اقتصادي، تجاري، علمي، ثقافي وتقني .
أما على صعيد العلاقات الصينية- التونسية، فقد تمت أول علاقة دبلوماسية بين البلدين حسب الباحثة التونسية زهرة عابد في 10 يناير 1964 بزيارة للوزير الأول السابق الصيني Enlai Zhouلتونس، وترسخت العلاقة الثنائية بين البلدين بعدم اعتراف تونس بانفصال التايوان عن الصين ودفاعها عن انضمام هذه الأخيرة لمنظمة التجارة العالمية OMC) )(8) .
ويمكن تأريخ أهم المحطات المبلورة للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين كالآتي:
* زيارة الرئيس التونسي زين العابدين للصين في أبريل 1991.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Yang Shangkun لتونس في يوليوز 1992.
* زيارة الرئيس الصيني السابق Jiang Zimen لتونس في أبريل 2002.
الهوامش:
1- محمد عيسى عبد الله و موسى إبراهيم، العلاقات الاقتصادية الدولية، الطبعة الأولى.دار المنهل اللبناني 1998 ، بيروث ص :5
2- Paul Marie de la Groçe " Peyr effite avait raison", Jeune Afrique n°: 1887, 5-11 Mars 1997, p: 52
3- انظر كتاب:حسن مصدق، أبعاد الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب والشرق الأوسط وافريقيا، منشورات دفاتر وجهر نظر، العدد الثامن، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2008.
4 - محمد غربي، القوى الاقتصادية الأسيوية وعلاقاتها بالعالم العربي، الطبعة الأولى، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ص: 224.
5 - Zohra Abid, "la chine à l’assaut du Maghreb", revue: AFKAR/ idée n°16hiver 2007/2008.
6 - Ibid, page 21
7 - Ibid, page 22
8 - Ibid, page 24
