الشريف الإدريسي (493-560 هـ/1100-1166 م)
من نسل الأدارسة الحموديين ، ولد في مدينة سبتة المغربية، في عائلة تنتمي للأشراف العلويين ،أخذ علومه في قرطبة الأندلسية، لذا يسمى أحيانا بالقرطبي، وعاش أواخر أيامه في مدينة سبتة وتوفي بها.
يعتبر الإدريسي من أكبر الجغرافيين والرحالة العرب، قضى معظم حياته متجولاً ما بين بلدان آسيا وأوروبا وإفريقيا، إلى أن استقرّ المقام في بلاط ملك صقلية روجار الثاني النورماني الذي قرَّبه كثيراً وطلب منه أن يؤلّف كتاباً في جغرافية العالم
- استغرق العمل في هذا الكتاب الذي كان بعنوان "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"خمسة عشر عاماً ، فجاء في شكل موسوعة جغرافية قيّمة بقيت المصدر الأول لعلماء أوروبا والشرق لأكثر من ثلاثة قرون، ولأهمية هذه الموسوعة فإنها كانت من أوائل الكتب العربية التي عرفت الطباعة، وبقيت تطبع وتنشر كاملة بالعربية واللاتينية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية حتى عام 1957.
- بنى الإدريسي جغرافيته على مفاهيم علمية صحيحة مثل كروية الأرض و تقسيمها إلى اقاليم مناخية تتدرج من خط الاستواء في اتجاه القطب وتأثير البحارعلى المناخ و دور الجبال في تكيف الجوّ و توجيه الرياح و سقوط المطر
- لجأ الإدريسي إلى تصميم تمثيل الأرض فجعل بفضل هذا الانجاز الرائد خريطة العالم، تقرب من وضعها العلمي الصحيح مع دقة في حساب أطوال و عروض البلاد المختلفة
- طلب الإدرسي من الملك روجار أن يضع تحت تصرفه دائرة ضخمة كانت بوزن 400 رطل من الفضة، "وعند اكتمالها أمر العمال أن ينقشوا عليها صور الأقاليم السبعة، ببلادها وأقطارها ريفها ومواقع أنهارها وبحارها وخلجانها وما بين كلّ بلدين منها وبين غيرها من الطرقات المطروقة والأميال المحدودة والمسافات المشهودة والمراسي المعروفة"
.
انصرف الإدريسي بعد أنجاز هذا العمل إلى تأليف كتابه المعروف ب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، الذي كان بمثابة التفسير والشرح لخريطة العالم الجديدة.
يحوي كتاب الإدريسي وصفاً كاملاً للمدن والبلدان موضحاً طبيعتها وثقافتها والنشاط البشري فيها، وأهم المنتجات الفلاحية التي تتميز بها