منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    أسرار الكون بين العلم والقرآن

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : أسرار الكون بين العلم والقرآن 710
    عارضة الطاقة :
    أسرار الكون بين العلم والقرآن Left_bar_bleue90 / 10090 / 100أسرار الكون بين العلم والقرآن Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Empty أسرار الكون بين العلم والقرآن

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 06 2011, 15:28

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Ihssas550b5e2706

    أسرار الكون بين العلم والقرآن





    إن أجمل لحظة يعيشها المؤمن عندما يتّخذ من العلم طريقاً للإيمان بالله تعالى واليقين بعَظَمَة كتابه ومعجزته الخالدة. وما الحقائق العلمية والكونية الغزيرة التي يفيض بها القرآن إلاّ وسيلة هيّأها الله تبارك وتعالى لكلّ مؤمن ليزداد بها إيماناً بهذا الخالق العظيم، ووسيلة لكلّ ملحد يرى من خلالها نور الإيمان ونور القرآن وصدق رسالة الإسلام.



    في هذا الكتاب العلمي يعيش القارئ مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينيَّة تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!!


    فالعلماء يؤكدون الغنى الذي يظهره الكون في البنية المحكمة، ويؤكدون رؤيتهم للنسيج الكوني وكأنه نسيج حُبِك بمنتهى الإتقان والإبداع، وأن النجوم والمجرات تَظهر كالّلآلئ التي تزيّن العقد.


    وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم قد تحدث عن كل هذه الحقائق بمنتهى الدقة والبيان والإيجاز والإعجاز. فالحقّ تبارك وتعالى يقول عن السَّماء: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: 64]. هذه الآية العظيمة تؤكد أن السَّماء بناء.


    أما النسيج الكوني فقد تحدث القرآن عنه أيضاً في قوله تعالى مُقْسِماً بالسَّماء: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. وقد تمكّن العلماء حديثاً جداً من رؤية الكون على مقاييس مكبّرة فظهر تماماً كالنسيج المحبوك، حتى إننا نجد أدق وصف للمشهد الذي رآه العلماء حديثاً هو الآية الكريمة: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾، فتبارك الله مبدع الكون ومبدع هذا النسيج المُحكم!


    نستعرض في هذا الكتاب حديث القرآن عن الدخان الكوني في مرحلة من مراحل الكون، وقد أثبت العلماء بالدليل القاطع والتحليل المخبري لذرات غبار ملتقطة من الفضاء الخارجي أن أدق وصف لهذه الذرات هو كلمة "دخان".


    وهنا تتجلى عظمة القرآن الذي سبق العلماء إلى هذا الاسم في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]. وفي هذه الآية معجزتان:


    الأولى: حديث القرآن عن الدخان في مرحلة من مراحل تطور الكون، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.


    الثانية: حديث القرآن عن قول السماء في تلك المرحلة، وقد اكتشف العلماء حديثاً أن الكون في بداياته بعد الانفجار الكبير أصدر موجات صوتية!


    إن وجود هذه الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً لهو دليل مادي على أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان.


    إن كثيراً من المشككين بكتاب الله تعالى يدَّعون اليوم بأن القرآن لا يناسب عصرنا هذا، بحُجَّة أن الآيات التي تحدثت عن الظواهر الكونية غير صحيحة من الناحية العلمية.


    ولذلك فإن هذا الكتاب يمثل خطوة في تصحيح هذه النظرة لديهم، والحقائق التي يشاهدها القارئ والتي سنعتمد فيها على أقوال علمائهم في وكالة الفضاء "ناسا" هي خير دليل على التطابق الكامل بين ما توصل إليه العلماء اليوم، وبين ما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ قبل مئاتالسنين.
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : أسرار الكون بين العلم والقرآن 710
    عارضة الطاقة :
    أسرار الكون بين العلم والقرآن Left_bar_bleue90 / 10090 / 100أسرار الكون بين العلم والقرآن Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Empty رد: أسرار الكون بين العلم والقرآن

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 06 2011, 15:29


    الحجاب سر من اسرار الكون:


    الكون كله ((يتحجب))..
    يا سبحان الله


    محاضرة بعنوان (الدرة المصونة) للطبيبة السعودية نبيلة يعقوب... أحببت أن أنقل قطوفاً من هذه المحاضرة والتي أبكت ا لعيون وأثارت الحمية في النفوس لدى النساء والمربيات والعذارى. . .

    وقد أسلمبعد هذه المحاضرة عدد من الأخوات الأجنبيات...فقلت لعل الله يهدي بها قارئاً أوقارئةً فيكون لنا نصيب من الأجر..

    الحجاب في الجمادات:
    فالسيف.. يحفظ داخل غمده..
    والقلم.. بدون غطائه يجف حبره، ويصبح عديم الفائدة ويلقى ذليلاً مهاناًتدوسه الأقدام لأنه فقد مصدر حمايته وهو الغطاء (غير الجاف طبعاً)!!

    الحجاب فيالكائنات الحية :
    على مستوى الخلية أغشية مزدوجة خارجية وداخلية تحميالخلية وتنظم عمل عضياتها.

    - الخلية النباتية:
    تحاط بجدار سميك يدعمها حتى بعد الموت - الخليةالحيوانية:
    - الغضروفية توجد داخل فجوات- العظمية تقع داخل قنوات- بويضات الأنثى تُحفظ في حويصلات- والخلية العصبية محورها طويل يحاط بغمديحميها فلا يتلف أو ينقطعإذاً.. لكل خلية حجابها الخاص بها.. وأنتِ ليكنلك الحجاب الخاص بك الذي يميزك؟ الحجاب في النباتات:
    1- البذرة:
    حجابها التربة.. تمنع عنها أشعة الشمس.. فتعيش في ظلام ليبدأ الإنبات.. والقصرةحجاب ثانٍ وداخل الحجاب حجاب.

    2- الجذر:
    له قمة نامية عليها قلنسوة بهايدك الجذر الأرض دكاًفالبذرة باطن الأرض خير لها من ظاهرها, كذلك المرأة, إنهي لم تتحجب تجلب السوء لنفسها والعار لأهلها.. ويسود الفساد في الأمة ويصبح باطنالأرض خير لها من ظاهرها.

    3- الساق:
    تغطيها طبقة شمعية في النباتات الغضة تحميها. وعندما يشتد الساق ويغلظ.. تتمزق البشرة الخارجية وتتكون بشرة داخلية تاركة خلفها الخلايا المتهتكة فيتكونالقلف.

    4 - الأوراق:
    تحميها طبقة شمعية تزيد وتنقص سماكتها حسب بيئتها أو تكون مغطاة بطبقة مخمليةأو وبرية.

    5- الزهرة:
    عضو التأنيث داخلها يقع في مركز تحيط به الأوراقالزهرية تحميها فإن كان الله عز وجل قد حافظ على عضو التأنيث في مجرد زهرة ما لنباتما بهذا الشك .. أليست أنثى الإنسان هي الأجدر والأولى بهذه الحماية؟ وما سبل هذهالحماية؟ وهل أنتِ مجرد زهرة جميلة؟6- الثمرة:
    ماذا يحدث إذا قضمت تفاحة ثم تركتها فترة؟ ولماذايسود لون الموزة بعد تقشيرها؟؟؟؟؟الحجاب فيالحيوانات:
    1- الحيوانات المائية:
    في الماء نرى الكثير من ألوانالمرجان والأصداف والقواقع.... كأنها في مهرجان ..كلها تشكل حجباً تحمي داخلهاالرخويات فتبارك الله رب العالمين ..

    2- حيوانات اليابسة:
    من الحشرات.. فراشة, يرقتها -إحدى أطوارها- أمرت بأمر عظيم من رب عظيم.. إذاً.. تنفذ بالرغم من أنه لا حول لها ولا قوة.. تفرزخيوطاً لزجة كأنها تغزلها ثم تنسجها حجاباً ترتديه لتنتقل للطور الذي يليه وتسمىعذراء في شرنقة!!

    والزواحف لها حراشف.. والقنفذ ذو أشواك.. والسلحفاة لهادرقة كبيرة ثقيلة تحملها على ظهرها طوال عمرها لذلك.. يطلق عليها علمياً تكريماًلصبرها لقب صاحبة أثقل حجاب..
    فمن ياترى صاحبة أغلى حجاب؟؟؟الحجاب في الإنسان:
    1- بويضة أنثى الإنسان:
    تحفظها حوصلة, وكذلك هي مغطاة بطبقةصفراء تحميها من الاحتكاك, وبعد الإخصاب, تفرز الزايجوت مادة تغلفها لتمنع دخولالحيوانات المنوية الأخرى إليها. إذا كلها حجب متتالية تحمي الإنسان حتى قبل أنيولد....

    2- الجنين في بطن أمه:


    قال تعالى { يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث } [الزمر 6]

    تسعة أشهر يقضيها الجنين آمناًفي سربه.. رحم أمه يحاط بأغشية وحجب هي:
    ظلمة المشيمة، وظلمة جدار الرحم، وظلمةجدار البطن فتوفر له الراحة والأمن والغذاء والأوكسجين.. إذا نحن في حجاب قبل أننخلق!

    3- الحجاب الحاجز:
    داخل الأحشاء موجود.. يفصل ويحجب القلبوالرئتين عن باقي الأعضاء في الأحشاء.. يقوم بدوره خير قيام لأنه سميك لا يصف ولايشف.... فما بال حجاب أنثى الإنسان رقيقاً يصف ويشف بل قد لا يكون موجوداً عندالبعض!!

    4- الهيكل العظمي:
    من مكوناته الجمجمة يستقر بها الدماغ وهو كنز الإنسان وما يميزه عن الحيوانموجود داخل صندوق عظمي بأمان لا يصل إليه مشرط الجرح الفنان إلا بنشر عظم جمجمة رأسالإنسان، وهي خزنة عظيمة عند الغني والفقير تضاهي الخزنة الحديدية المليئةبالمجوهرات..

    5- القلب:
    كالهدية يغلف بطبقة فوق طبقة أو كخمسة جنودتقوم بحمايته..
    غشاء التامور شفافه, تحيط به رئتان حنونتان, يضمهما قفص صدريبأمان, تكسوه عضلات وأنسجة, يغطيها جلد واق..
    هكذا تحيط بنا رحمة ربنا ومحبتهوحكمته فشرع لنا الحجاب..

    6- العين:
    أغلى ما يملك الإنسان, وهي كرةتستقر داخل حجاج العين حتى لا تتقاذفها الأخطار!! بدون تعليق..

    7- الجلد:
    نسيج كبير سميكيغطي كافة الجسم ويخفي خلفه العظام والعضلات والأوعية الدموية و...و.و....
    تخيلي لو كان الجلد شفافاً, يظهر ما تحته, كيف سيكون حال الناس وأشكالهم؟؟ همسة
    بحجابك أنت سفيرة لدينك...
    بحجابك أنت قدوة للأطفال...
    بحجابك تدلين كل أنحاء العالم والكون على وجود دين عظيم... يميز المرأة لتكونشامة... شامة على خد الكون الفسيح...

    فتحجبي أختي... فالكون كله يتحجب ولاتشذي عن الكون.. فمن شذ.. فقد شذ في النار
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : أسرار الكون بين العلم والقرآن 710
    عارضة الطاقة :
    أسرار الكون بين العلم والقرآن Left_bar_bleue90 / 10090 / 100أسرار الكون بين العلم والقرآن Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Empty رد: أسرار الكون بين العلم والقرآن

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 06 2011, 15:31


    العلـــــــــــماء واسرار الكون


    كلما تقدم العلم وتطورت الاكتشافات الكونية أدرك العلماء ضعفهم وعجزهم أمام عظمة الكون، وأدركوا جهلهم بأسراره وعجائبه. ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدوداً وقليلاً، وهذا ما أكده القرآن في قوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].


    وهاهم علماء الغرب اليوم يعترفون بأن علمهم محدود وأنهم لا يزالون يجهلون الكثير من أسرار الكون، فقد قال رئيس مركز الطيران والفضاء في ألمانيا يوهان ديتريش فورنر إن العالم بما وصل إليه من تقدم لم يكتشف أكثر من 5% من أسرار هذا الكون العجيب. والطريف أن العلماء لم يفهموا أيضاً سوى 5% من هذه الاكتشافات المتوافرة لديهم وتبقى نسبة 95% مجهولة يمكن أن نطلق عليها مواد داكنة وطاقة مجهولة. وتوقع فورنر وجود كائنات فضائية خارجية لن يمكن للبشر التعرف عليها من خلال الوسائل والقوانين الطبيعية السارية حاليا.


    أما مايكل جريفن رئيس وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فيرفض الأفكار التي تتبنى وجود مخلوقات كونية، وقال إنها من قبيل الخيال ولم تثبت صحتها علمياً ولكنها تساعد على أي حال في فهم البشر للكون. ويدافع العالمان عن التكاليف المذهلة لمشروعات الفضاء والرحلات المكوكية، فهذه الأبحاث تقدم خدمات كثيرة، حيث أن الطائرات تسير حالياً بمساعدة الأجهزة الملاحية المرتبطة بالأقمار الصناعية، كذلك القنوات التلفزيونية الفضائية والاتصالات وتوقعات الطقس والأبحاث الطبية حول أمراض المناعة والدورة الدموية، وجميعها تعتمد في عملها على أبحاث علم الفضاء.


    أسرار الكون بين العلم والقرآن Galaxy_326589

    يعتقد العالمان بعدم وجود أي كوكب آخر غير الأرض يمكن للبشر في الوقت الحالي العيش فيه، ولكن الرغبة في كشف الغموض والبحث عن المجهول ستدفع البشر في رأيهما إلى مواصلة البحث في المستقبل. ونقول إن معرفة البشر بالكون هي أقل من 5 % بكثير فهناك كواكب كثيرة لم يكتشفها الإنسان، وهناك عوالم كثيرة مثل عالم الجن وعالم الملائكة وغير ذلك، لا تزال مجهولة للعلماء!


    ومع أن بعض العلماء يعتبر أن فكرة المخلوقات الكونية غير موجودة في عالم الواقع، إلا أن هناك رغبة ملحة في داخلهم تدفعهم للبحث عن مثل هذه المخلوقات. وهذا يدل على أنه في داخل الإنسان أسئلة كثيرة حول نشوء الكون ومن خلق الوجود ولماذا خُلق الكون وهل توجد كائنات حية أخرى؟


    ومثل هذه الأسئلة لا يمكن أن تكون الطبيعة قد أودعتها في الإنسان، بل إن الذي وضعها هو خالق الإنسان تبارك وتعالى، وهنا ربما ندرك معنى جديداً لقول الحق تبارك وتعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]. ويمكننا أن نقول إن البرامج الضرورية لاستمرار الحياة، ولإدراك الإنسان قدرة الخالق تبارك وتعالى، قد أودعها الله في كل خلية من خلايا جسدنا! أي أن الإنسان بفطرته يجد نفسه يتساءل عن سر الخلق وعن خالق الكون ولماذا وُجد في هذه الحياة وإلى أين يسير وماذا بعد الموت... كلها أسئلة لم تقم الطبيعة بتخزينها داخل الإنسان بل هو الله تعالى القائل: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) فالله تعالى قبل أن يخلق البشر وضع في أعماق خلايا هذا الكائن أسئلة ينبغي أن تقوده للإيمان بالله تعالى، ولكن الإنسان يتكبر ويجحد ويُنكر!


    إن اعتراف العلماء بقلة معلوماتهم عن الكون رغم التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث، يعني أن الله تبارك وتعالى –خالق الكون- لا يسمح لأحد من خلقه أن يحيط بشيء من العلم إلا بإذنه، ولذلك قال تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) [البقرة: 255]. ويقول تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف: 51], فمهما حاول البشر فلن يعرفوا أسرار الكون إلا بما يسمح به الله تعالى لهم.


    وأود أن أتوقف مع هذه الآية الكريمة وأقول إنها تدل على أن كل ما يكتشفه العلماء هو محاولة لفهم الكون، ولكن الحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله، وهذه الحقيقة موجودة في كتاب الله فهو كتاب الحقائق، ونحن عندما نتدبر آيات القرآن من الناحية الكونية إنما نحاول فهم هذه الآيات ولا يعني أن فهمنا هذا صحيح مئة بالمئة! إنما هو من قبيل الاجتهاد فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر إن شاء الله، مادام الإخلاص هو منهجنا في البحث.


    ونقول إن العلماء لن يصلوا إلى الحقيقة إلا إذا اطلعوا على القرآن واتبعوا منهجه، فالقرآن يخبرنا عن الحقائق ويضع لنا الأساس العلمي للبحث، بينما نجد العلماء اليوم يتخبطون في أبحاثهم، من دون هدف ومن دون قاعدة، أما القرآن فيحدد لنا الهدف ويبين لنا الطريق، يقول تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]. فهذه الآية تتألف من أربعة أجزاء:


    1- (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) توجيه إلهي لنا لكي نسير في الأرض ونبحث ونكتشف، ولكن ماذا نكتشف؟ الإجابة نجدها في الجزء الثاني من الآية.


    2- (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) حدد لنا طريقة البحث، أي أن نبحث في أسرار بداية الخلق ونشوء الكون، ولكن لماذا نبحث وما هو الهدف؟ الإجابة في الجزء الثالث من الآية.


    3- (ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ) هنا نجد الهدف من هذا البحث ألا وهو إدراك أن الله تعالى كما بدأ خلق الكون قادر على إعادة الخلق من جديد!


    4- (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وهذا هدف ثانٍ ألا وهو أن ندرك قدرة الله على كل شيء، فهو قادر على خلق الكون، وقادر على إعادة خلق البشر، وقادر على محاسبتهم، فلا تحزن أيها الإنسان، لأن الله سيعطيك حقك في الدنيا والآخرة.


    ولذلك في آية واحدة رأينا منهجاً متكاملاً للبحث عن أسرار الخلق والهدف من هذا البحث والنتيجة، بالله عليكم، هل يمكن لبشر أميّ يعيش في القرن السابع الميلادي أن يتكلم بكلام مثل هذا؟!











    كلما تقدم العلم وتطورت الاكتشافات الكونية أدرك العلماء ضعفهم وعجزهم أمام عظمة الكون، وأدركوا جهلهم بأسراره وعجائبه. ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدوداً وقليلاً، وهذا ما أكده القرآن في قوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].


    وهاهم علماء الغرب اليوم يعترفون بأن علمهم محدود وأنهم لا يزالون يجهلون الكثير من أسرار الكون، فقد قال رئيس مركز الطيران والفضاء في ألمانيا يوهان ديتريش فورنر إن العالم بما وصل إليه من تقدم لم يكتشف أكثر من 5% من أسرار هذا الكون العجيب. والطريف أن العلماء لم يفهموا أيضاً سوى 5% من هذه الاكتشافات المتوافرة لديهم وتبقى نسبة 95% مجهولة يمكن أن نطلق عليها مواد داكنة وطاقة مجهولة. وتوقع فورنر وجود كائنات فضائية خارجية لن يمكن للبشر التعرف عليها من خلال الوسائل والقوانين الطبيعية السارية حاليا.


    أما مايكل جريفن رئيس وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فيرفض الأفكار التي تتبنى وجود مخلوقات كونية، وقال إنها من قبيل الخيال ولم تثبت صحتها علمياً ولكنها تساعد على أي حال في فهم البشر للكون. ويدافع العالمان عن التكاليف المذهلة لمشروعات الفضاء والرحلات المكوكية، فهذه الأبحاث تقدم خدمات كثيرة، حيث أن الطائرات تسير حالياً بمساعدة الأجهزة الملاحية المرتبطة بالأقمار الصناعية، كذلك القنوات التلفزيونية الفضائية والاتصالات وتوقعات الطقس والأبحاث الطبية حول أمراض المناعة والدورة الدموية، وجميعها تعتمد في عملها على أبحاث علم الفضاء.


    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : أسرار الكون بين العلم والقرآن 710
    عارضة الطاقة :
    أسرار الكون بين العلم والقرآن Left_bar_bleue90 / 10090 / 100أسرار الكون بين العلم والقرآن Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Empty مثلث بيرمودا

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 06 2011, 15:33


    مثلث بيرمودا :


    مثلث برمودا هو لغز من ألغاز الطبيعة احتار الناس في حله منذ مئات السنين،ولا يزال حتى الآن رغم الأفتراضات الكثيرة،وهو أحد غرائب الطبيعة الذي تتحدث عنه الصحف والمجلات و التلفزيون من وقت الى آخر وتحيطه بهالة من الدهشة والغموض، هذا المثلث هو ذلك الجزء الغامض من المحيط الأطلسي الذي يبتلع بداخله آلاف السفن و الطائرات دون أن يترك أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يفسر بشكل مؤكد سر هذا الإختفاء الغريب


    الحديث عن ( مثلث برمودا ) مثل الحديث عن الحكايات الخرافية والأساطير الإغريقية والقصص الخالية ، ولكن يبقى الفارق هنا هو أن مثلث برمودا حقيقة واقعية لمسناها في عصرنا هذا وقرأنا عنها في الصحف والمجلات العربية والعالمية ، ويذهب بنا القول بأن مثلث برمودا يعتبر التحدي الأعظم الذي يواجه إنسان هذا القرن والقرون القادمة


    الموقع الجغرافي : غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج الم**يك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برموداً ( مجموعة من الجزر 300جزيرة صغيرة مأهلوة بالسكان 65.000نسمة ) ثم من خليج الم**يك وجزر باهاما .
    سبب التسمية : عرف مثلث برمودا بهذا الاسم في سنة 1954م من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات وكانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفاءها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن وقتها أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معـروفـة به ، وقد سميت هذه المنطقة بعدة أسماء منها " جزر الشيطان " " مثلث الشيطان".
    نقطة الاختفـاء في برمودا : في منطقـة معينـة شمـال غـرب المحيـط الأطلنطي ( بحر سارجاسو ) حيث اشتهر بغرابته ، وهو منطقة كبيرة تتميز مياهه بوجود نوع معين من حامول البحر يسمى " سارجاسام " حيث يطفو بكميات كبيرة على المياه على هيئة كتل كبيرة تعوق حركة القوارب والسفن ، وقد اعتقد كولومبس عندما زار هذه المنطقة في أولى رحلاته أن الشاطئ أصبح قريباً إليه فكانت تشجعه على مواصلة الترحال أملاً في الوصول إلى الشاطئ القريب ، لكن كان ذلك دون فائدة

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Untitled8zy15wv

    ويتميز بحر " سارجاسو" بهدوئه التام ، فهو بحر ميت تماماً ليس به أي حركة حيث تندر به التيارات الهوائية والرياح ، وقد أطلق عليه الملاحـون أسـماء عديـدة منـها " بحر الرعب " ، " مقبرة الأطلنطي " وذلك لما شاهدوا فيه من رعب وأهوال أثناء رحلاتهم . ، وقد أشارت رحلات البحث الجديدة إلى وجود عدد كبير من السفن والقوارب والغواصات راقدة في أعماق هذا البحر حيث يرجع تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة منذ بداية رحلات الإنسان عبر البحار ، ومعظم هذه السفن غاصت في أعماق هذا البحر في ظروف غامضة ، هذا إلى جانب اختفاء عدد كبير من السفن والقوارب ، دون أن تترك أي أثر ، وأيضاً في أعماق هذا البحر يوجد المئات من الهياكل العظمية لبحارة وركاب هذه السفن الغارقة .

    بداية ظاهرة الاختفاء في برمودا : في عام 1850م اختفت من هذه المنطقة أو بالقرب منها أكثر من 50 سفينة ، استطاع بعض قادتها أن يبعثوا رسائل في لحظات الخطر ، وهذه الرسائل كانت مبهمة وغامضة ولم يستطع أحد أن يفهم منها شيئاً .

    ومعظم هذه السفن المختفية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية ، أولها السفينة "انسرجنت" التي اختفت وعلى متنها 340 راكباً ، تلاها اختفاء الغواصة :اسكوربيون" عام 1968م وعلى متنها 99 بحاراً .

    ومن السفن التي اختفت في مثلث برمودا : في عام 1880م السفينة الإنجليزية "اتلنتا " وعدد أفرادها 290 فرداً ، وفي عام 1918م السفينة الأمريكية "سايكلوب" وعدد أفرادها 309 فرداً .

    ظاهرة اختفاء الطائرات : وصل نشاط الاختفاء إلى سماء المحيط الأطلنطي حيث ظاهرة اختفاء الطائرات وهي تحلق في سماء الأطلنطي أو لنقل سماء برمودا .

    1/ عام 1945م انطلقت من قاعدة لوديرديل بولاية فلوريدا الأمريكية خمسة طائرات في مهمة تدريبية في رحلة تبدأ من فلوريدا ( المسافة 160ميلاً شرق القاعدة ثم 40 ميلاً شمالاً وكانت تطير على شكل مثلث ) .

    عدد أفراد هذا السرب خمسة طيارين وثمانية مساعدين على قدر عال من المهارة والخبرة ، وكان قائد هذا السرب الملازم " تشارلزتيلور " الذي يمثل رأس المثلث وفي أثناء أداء المهمة كان السرب يتجه في لحظة ما نحو حطام سفينة شحن بضائع يطفو على سطـح المحيـط جنـوب بيميـني (Bimini) وأثنـاء انتظار القاعدة الجوية لرسالة من ( السرب 19 ) لتحديد ميناء الوصول وتعليمات الهبوط ، تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب تقول : القائد ( الملازم تشارلزتيلور ) ينادي القاعدة : نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تماماً " لا استطيع رؤية الأرض ، لا استطيع تحديد المكان " اعتقد أننا فقدنا في الفضاء ، كل شيء غريب ومشوش تماماً لا استطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا استطيع تحديده "
    وانقطعت بعد ذلك سبل الاتصال بين القاعدة والسرب 19 .
    ومن الطائرات التي اختفت في مثلث برمودا :
    1/ في عام 1945م اختفت طائرتين من قاذفات القنابل تابعتين للقوات الأمريكية .
    2/ في عام 1948م اختفت طائرة الركاب البريطانية "ستارتيجر" وعلى متنها 31راكباً3/ في عام 1949 اختفت طائرة الركاب البريطانية "ستارأريل " وعلى متنها37راكباً 4/ في عام1956م اختفت الطائرة (p5m) التابعة للبحرية الأمريكية مع طاقمها المكون من ( عشرة أفراد ) .


    س : هل هناك توقيت معين لحدوث الكوارث في مثلث برمودا ؟

    لاحظ المراقبون أن معظم الكوارث تقع في مواسم معينة أطلقوا عليها مواسم الاختفاءات وهي فترة الإجازات بين شهري نوفمبر وديسمبر وفبراير خاصة التي تسبق بداية السنة الميلادية الجديدة أو بعدها .
    التفسيرات التي تفسر لغز هذا المثلث :
    1/ نظرية الأطباق الطائرة : وتقول أن هناك علاقة بين ظهورها واختفاء السفن والطائرات في هذه المنطقة .
    2/ نظرية الزلازل وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا : وتقول أن حدوث الهزات الأرضية في قاع المحيط تتولد عنها موجات عاتية وعنيفة ومفاجئة تجعل السفن تغطس وتتجه إلى القاع بشدة في لحظات قليلة ، وبالنسبة للطائرات يتولد عن تلك الهزات والموجات في الأجواء مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطائرة وعدم قدرة قائدها على السيطرة عليها .
    3/ نظرية الجذب المغناطيسي وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا : إن أجهزة القياس في الطائرات أثناء مرورها فوق مثلث برمودا تضطرب وتتحرك بشكل عشوائي وكذلك في بوصلة السفينة مما يدل على وجود قوة مغناطيسية أو قوة جذب شديدة وغريبة .
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : أسرار الكون بين العلم والقرآن 710
    عارضة الطاقة :
    أسرار الكون بين العلم والقرآن Left_bar_bleue90 / 10090 / 100أسرار الكون بين العلم والقرآن Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    أسرار الكون بين العلم والقرآن Empty من الآيـات الكونيــة في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 06 2011, 15:34


    من الآيـات الكونيــة في القرآن الكريم

    في مطلع الحديث عن كتاب الله لابد من تحديد عدد من معالمه الثابتة التي منها أنه كلام الله المعجز‏,‏ الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين بلسان عربي مبين‏,‏ والمنقول عنه‏(‏ صلوات الله وسلامه عليه‏)‏ نقلا متواترا بلا أدني شبهة‏,‏ بنفس النص الذي نجده في المصاحف التي خطت أو طبعت علي مر العصور‏,‏ ومسجلا في صدور الحفاظ جيلا بعد جيل‏,‏ ومن ثم علي مختلف صور الأشرطة والاسطوانات الممغنطة‏,‏ والذي نزلت آياته منجمة علي مدي ثلاث وعشرين سنة‏,‏ وكتبت في حياة رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ عقب الوحي بكل مجموعة منها مباشرة ثم رتبت تلك الآيات في مائة وأربع عشرة‏(114)‏ سورة بتوقيف من الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الذي تعهد بحفظ آخر كتبه المنزلة فحفظه حفظا كاملا‏,‏ بنفس اللغة التي نزل بها‏,‏ كلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا‏,‏ بينما تعرضت الكتب السماوية السابقة كلها إما للضياع التام‏,‏ أو للتحريف والتبديل والتغيير‏,‏ ولذلك فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يتعبد بتلاوته‏,‏ والذي لا تصلح الصلاة إلا بقراءة فاتحته وعدد من آياته‏,‏ والذي لا يغني عنه من الأحاديث أو الأذكار أو الأدعية شيء‏,‏ لأنه الوحي السماوي الوحيد الموجود بين أيدي الناس اليوم محفوظا بحفظ الله كلمة كلمة وحرفا حرفا بنفس اللغة التي أوحي بها وقد تحدي ربنا تبارك وتعالي كلا من الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن مجتمعين متظاهرين فقال عز من قائل‏:‏
    ‏(‏قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا‏)(‏ الإسراء‏:88)‏
    كما سخر ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ ممن ادعي من المشركين أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد افتراه‏,‏ وهو النبي الأمي الذي لا يعرف القراءة أو الكتابة لحكمة يعلمها الله‏,‏ فقد تحدي الله تعالي العرب علي ما كانوا عليه من علم بأسرار العربية وأسباب البلاغة ـ أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات‏,‏ أو حتى بسورة من مثله‏,‏ ولا يزال هذا التحدي قائما دون أن يستطيع بشر مجابهته علي الرغم من مضي أكثر من أربعة عشر قرنا علي مجئ التنزيل بقول الله تعالي‏:‏ ‏(‏أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين‏*‏ فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا اله إلا هو فهل انتم مسلمون‏)[‏ هود‏:13‏ و‏14]‏
    وعلي قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ ‏(‏وان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين‏)[‏ البقرة‏:23]‏
    وقد عجزت القدرات البشرية‏,‏ ولا تزال عاجزة عن أن تداني كتاب الله في روعة بيانه‏,‏ أو في كمال صفاته‏,‏ ودقة دلالاته‏,‏ وصدق أنبائه‏,‏ وسمو معانيه‏,‏ وعدالة تشريعه‏,‏ أو في نهجه وصياغته‏,‏ وتمام أحاطته بطبائع النفس البشرية‏,‏ وقدرته علي التعامل معها وهدايتها‏,‏ ودقة استعراضه لمسيرة البشرية من لدن أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ إلي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ عليه وعليهم أجمعين أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏)‏ ومن هنا كان القول‏(‏ بإعجاز القرآن‏)‏

    أوجه الإعجاز في القرآن الكريم:


    تتعدد أوجه الإعجاز في كتاب الله بتعدد جوانب النظر فيه‏,‏ فكل آية من آياته فيها اعجاز لفظي وبياني ودلالي‏,‏ وكل مجموعة من الآيات‏,‏ وكل سورة من السور طالت أم قصرت‏,‏ بما فيها من قواعد عقدية‏,‏ أو أوامر تعبدية‏,‏ أو قيم أخلاقية‏,‏ أو ضوابط سلوكية‏,‏ أو إشارات علمية‏,‏ إلي شيء من أشياء هذا الكون الفسيح ومافيه من ظواهر وكائنات‏,‏ وكل تشريع‏,‏ وكل قصة‏,‏ وكل واقعة تاريخية‏,‏ وكل وسيلة تربوية‏,‏ وكل نبوءة مستقبلية‏,‏ كل ذلك يفيض بجلال الربوبية‏,‏ ويتميز عن كل صياغة انسانية ويشهد للقرآن بالتفرد كما يشهد بعجز الإنسان عن أن يأتي بشيء من مثله‏.‏
    وقد أفاض المتحدثون عن أوجه الإعجاز في كتاب الله‏,‏ وكان منهم من رأي ذلك في جمال بيانه‏,‏ ودقة نظمه‏,‏ وكمال بلاغته‏,‏ أو في روعة معانيه وشمولها واتساقها ودقة صياغتها‏,‏ وقدرتها علي مخاطبة الناس علي اختلاف مداركهم وأزمانهم‏,‏ وإشعاعها بجلال الربوبية في كل آية من آياته‏.‏
    ومنهم من أدرك أن إعجاز القرآن في كمال تشريعه‏,‏ ودقة تفاصيل ذلك التشريع وحكمته وشموله‏,‏ أو في استعراضه الدقيق لمسيرة البشرية ولتاريخ عدد من الأمم السابقة من لدن أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏عليه وعليهم أجمعين أفضل الصلاة وأزكي السلام‏),‏ مما لم يكن يعلم تفاصيله أحد من الناس‏.‏
    ومنهم من رأي إعجاز القرآن الكريم في منهجه التربوي الفريد‏,‏ وأطره النفسية السامية والعلمية في نفس الوقت‏,‏ والثابتة علي مر الأيام‏,‏ أو في إنبائه بالغيب مما تحقق بعد نزوله بسنوات طويلة‏,‏ أو في إشاراته إلي العديد من حقائق الكون وسنن الله فيه مما لم يكن معروفا لأحد من البشر وقت نزول القرآن ولا لمئات من السنين بعد ذلك النزول‏,‏ ومنهم من رأي إعجاز القرآن في صموده علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا لكل محاولات التحريف التي قامت بها قوي الشر المتعددة متمثلة في الكفرة والمشركين والملاحدة علي مدي تلك القرون العديدة وذلك لأن الله تعالي تعهد بحفظه فحفظ قال تعالي‏:‏ ‏(‏إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ‏[‏الحجر‏:‏ آية‏9]‏. ومن العلماء من يري إعجاز القرآن في ذلك كله وفي غيره مما يقصر الحديث دونه‏.‏

    الإعجاز النظمي للقرآن الكريم:


    كانت الكثرة الكاثرة من القدامى والمعاصرين علي حد سواء قد ركزوا اهتمامهم علي ناحية نظم القرآن الكريم فهذا ابن عطية الأندلسي‏(‏ت‏546‏ هـ‏)‏ يذكر في مقدمة تفسيره‏(278/1)‏ ما نصه‏:‏ إن الله قد أحاط بكل شيء علما‏,‏ فإذا ترتبت اللفظة من القرآن‏,‏ علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولي‏,‏ وتبين المعني بعد المعني‏,‏ ثم كذلك من أول القرآن إلي آخره‏,‏ والبشر يعمهم الجهل والنسيان والذهول‏,‏ ومعلوم ضرورة أن أحدا من البشر لايحيط بذلك‏,‏ فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة‏,‏ وبهذا يبطل قول من قال‏:‏ ان العرب كان في قدرتهم الاتيان بمثله فصرفوا عن ذلك‏,‏ والصحيح أنه لم يكن في قدرة أحد قط‏,‏ ولهذا نري البليغ ينقح القصيدة أو الخطبة حولا‏,‏ ثم ينظر فيها فيغير منها‏,‏ وهلم جرا‏,‏ وكتاب الله لو نزعت منه لفظة‏,‏ ثم أدير لسان العرب علي لفظة أحسن منها لم يوجد‏...‏ وقامت الحجة علي العالم بالعرب‏,‏ اذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة‏.‏
    وهذا هو الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين أحد العلماء المعاصرين يكتب فصلا في إعجاز القرآن‏(‏ كتقديم لترجمته لكتاب الظاهرة القرآنية للمفكر الإسلامي الأستاذ مالك بن نبي‏(‏ يرحمه الله‏)‏ يحدد فيه الإعجاز في دائرة البيان والنظم حيث يقول‏:‏ ان الآيات القليلة من القرآن‏,‏ ثم الآيات الكثيرة‏,‏ ثم القران كله‏,‏ أي ذلك كان في تلاوته علي سامعيه من العرب‏,‏ الدليل الذي يطالبه بان يقطع بأن هذا الكلام مفارق لجنس كلام البشر‏,‏ وذلك من وجه واحد‏,‏ هو وجه البيان والنظم‏.‏
    وإذا صح إن قليل القرآن وكثيره سواء من هذا الوجه‏,‏ ثبت أن ما في القرآن جملة‏,‏ من حقائق الأخبار عن الأمم السابقة‏,‏ ومن أنباء الغيب‏,‏ ومن دقائق التشريع‏,‏ ومن عجائب الدلالات علي ما لم يعرفه البشر من أسرار الكون إلا بعد القرون المتطاولة من تنزيله‏,‏ كل ذلك بمعزل عن الذي طولب به العرب‏,‏ وهو إن يستبينوا في نظمه وبيانه انفكاكه من نظم البشر وبيانهم‏,‏ ومن وجه يحسم القضاء بأنه كلام رب العالمين‏...‏
    ولكن إذا جاز هذا التحديد علي موقف التحدي من مشركي العرب ـ علي الرغم من عدم وجود الدليل علي ذلك ـ فانه بالقطع لا يجوز علي إطلاقه‏,‏ خاصة أن العرب اليوم في جملتهم قد فقدوا الحس اللغوي الذي تميز به أسلافهم‏,‏ وأن التحدي بالقرآن للإنس والجن متظاهرين هو تحد مستمر قائم إلي يوم الدين‏,‏ مما يؤكد أن ما في القرآن من أمور الغيب‏,‏ وحقائق التاريخ‏,‏ ومن فهم دقيق لمكنون النفس البشرية وحسن الخطاب في هدايتها وإرشادها وتربيتها‏,‏ ومن مختلف الصور التي ضربت لعجائب آيات الله في خلقه‏,‏ ومن غير ذلك مما اكتشفه ولايزال يكتشفه‏(‏ في كتاب الله‏)‏ متخصصون في كل حقل من حقول المعرفة‏,‏ لا يمكن أن يبقي بمعزل عن ذلك التحدي المفضي الي الاعجاز القرآني‏,‏ والدال علي أن القرآن كلام الله‏.‏

    نشأة منهج التفسير العلمي لكتاب الله:


    يزخر القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تشير إلي الكون وما به من كائنات‏(‏ أحياء وجمادات‏),‏ والي صور من نشأتها‏,‏ ومراحل تكونها‏,‏ والي العديد من الظواهر الكونية التي تصاحبها‏,‏ والسنن الإلهية التي تحكمها‏,‏ وما يستتبعه كل ذلك من استخلاص للعبرة‏,‏ وتفهم للحكمة‏,‏ وما يستوجبه من إيمان بالله‏,‏ وشهادة بكمال صفاته وأفعاله‏,‏ وهو ـ سبحانه وتعالي ـ الخالق الباريء المصور الذي أبدع ذلك الخلق بعلم وقدرة وحكمة لا تحدها حدود‏,‏ ولا يفيها حقها وصف‏.‏
    وقد أحصي الدارسون من هذه الإشارات الكونية في كتاب الله ما يقدر بحوالي الألف آية صريحة‏,‏ بالإضافة إلي آيات أخري عديدة تقرب دلالاتها من الصراحة‏,‏ وبدوام اتساع دائرة المعرفة الإنسانية‏,‏ وتكرار تأمل المتأملين في كتاب الله‏,‏ وتدبر المتدبرين لآياته ـ جيلا بعد جيل‏,‏ وعصرا بعد عصر ـ لن ينفك العلماء والمتخصصون يكتشفون من حقائق الكون الثابتة في كتاب الله ما يؤكد علي تحقق الوعد الإلهي الذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ‏(‏سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد‏)[‏ فصلت‏:‏ آية‏53]‏.
    وبدهي أن يتباين موقف العلماء من تلك الإشارات الكونية في كتاب الله بتباين الأفراد وخلفياتهم الثقافية وأزمانهم‏,‏ وباتساع دائرة المعرفة الإنسانية في مجال الدراسات الكونية‏(‏ التي تعرف اليوم باسم دراسات العلوم البحتة والتطبيقية‏)‏ من عصر إلي عصر‏,‏ وأول من بسط القول في ذلك الإمام الغزالي‏(‏ت‏505‏هـ‏)‏ في كتابيه إحياء علوم الدين وجواهر القرآن والذي رفع فيهما شعارات عديدة منها أن القرآن الكريم يشمل العلوم جميعا و أن من صور إعجاز القرآن اشتماله علي كل شيء‏,‏ وأن كل شيء‏,‏ وأن كل العلوم تشعبت من القرآن‏,‏ حتى علم الهيئة‏,‏ والنجوم‏,‏ والطب إلي آخر ما ذكر‏.‏
    وتبع الإمام الغزالي في ذلك كثيرون‏,‏ كان من أشهرهم في القديم العلامة الشيخ الفخر الرازي‏(‏ ت‏606‏ هـ‏),‏ وفي الحديث فضيلة الشيخ طنطاوي جوهري‏(‏ ت‏1359‏ هـ‏),‏ مما أدي إلي بروز المنهج العلمي في تفسير القرآن الكريم‏,‏ والذي يعتمد في تفسير الإشارات الكونية الواردة في كتاب الله علي ضوء من معطيات العلوم الحديثة‏,‏ مع تفاوت في ذلك من عصر إلي عصر‏.‏ ويعتبر تفسير الرازي المعنون مفاتيح الغيب أول تفسير يفيض في بيان المسائل العلمية والفلسفية‏,‏ خاصة ما يتعلق منها بعلم الهيئة‏,‏ وغير ذلك من العلوم والفنون التي كانت معروفة في زمانه‏,‏ والتي كان هو علي معرفة بها‏.‏
    أما تفسير الشيخ طنطاوي جوهري والمعنون الجواهر في تفسير القرآن الكريم فيعتبر أضخم تفسير ينهج النهج العلمي‏,‏ إذ يقع في خمسة وعشرين جزءا كبارا‏,‏ حاول فيها الشيخ‏(‏ يرحمه الله‏)‏ تفسير القرآن الكريم تفسيرا يتجاوب مع روح العصر‏,‏ وما وصلت إليه المعارف الإنسانية في مجال دراسات الكون وما فيه من أجرام سماوية‏,‏ ومن عوالم الجمادات والأحياء‏,‏ ومن الظواهر الكونية التي تصاحبها‏,‏ والسنن الإلهية التي تحكمها‏,‏ ليبرهن للقارئ أن كتاب الله الخالد قد أحاط بالكون في تفصيل وبيان وإيضاح غفل عنه كثير من السابقين‏,‏ وأنه بحق ينطوي علي كل ما وصل‏,‏ وما سيصل إليه البشر من معارف‏.‏
    هذا‏,‏ وقد نعي الشيخ الجوهري‏(‏ يرحمه الله‏)‏ علي علماء المسلمين إهمالهم للجانب العلمي في القرآن الكريم‏,‏ وتركيز جهودهم علي الجوانب البيانية والفقهية فقط بقوله‏:‏لماذا ألف علماء الإسلام عشرات الألوف من الكتب في علم الفقه‏,‏ وعلم الفقه ليس له في القرآن إلا آيات قلائل لاتصل إلي مائة وخمسين آية ؟ فلماذا كثر التأليف في علم الفقه‏,‏ وقل جدا في علوم الكائنات التي لا تكاد تخلو منها سورة؟‏.‏
    ولذا فإننا نجده في مطلع تفسيره يتوجه بنداء إلي المسلمين يقول فيه‏:‏ يا أمة الإسلام‏,‏ آيات معدودات في الفرائض‏(‏ يقصد آيات الميراث‏)‏ اجتذبت فرعا من علم الرياضيات‏,‏ فما بالكم أيها الناس بسبعمائة آية فيها عجائب الدنيا كلها‏...‏ هذا زمان العلوم‏,‏ وهذا زمان ظهور الإسلام‏...‏ هذا زمان رقيه‏,‏ يا ليت شعري‏,‏ لماذا لا نعمل في آيات العلوم الكونية ما فعله أباؤنا في علوم الميراث؟ثم يضيف‏:‏ إن نظام التعليم الإسلامي لابد من ارتقائه‏,‏ فعلوم البلاغة ليست هي نهاية علوم القرآن بل هي علوم لفظه‏,‏ وما نكتبها اليوم‏(‏ يقصد في تفسيره‏),‏ علوم معناه‏....‏
    ولم يكتف الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره بتتبع الآيات واستنتاج معانيها وفق ما ارتآه فيها من إشارات إلي مختلف الدراسات الحديثة‏,‏ بل انه قد استعان في هذا التفسير ـ الفريد من نوعه ـ بكثير من صور النباتات والحيوانات والمظاهر الكونية‏,‏ والوسائل التجريبية‏,‏ كما استخدم الآراء الفلسفية عند مختلف المدارس الفكرية‏,‏ وكذلك الأرقام العددية التي ينظمها حساب الجمل المعروف‏.‏
    وقد اعتبر المفسرون من بني عصره ذلك المنهج العلمي في التفسير‏(‏ كما اعتبر من قبل‏)‏ جنوحا إلي الاستطراد في تأويل بعض آيات القرآن الكريم علي غير مقاصدها التشريعية والإيمانية‏,‏ استنادا إلي الحقيقة المسلمة إن القرآن لم يأت لكي ينشر بين الناس القوانين العلمية ومعادلاتها‏,‏ ولا جداول المواد وخصائصها‏,‏ ولا قوائم بأسماء الكائنات وصفاتها‏,‏ وإنما هو في الأصل كتاب هداية‏,‏ كتاب عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات‏,‏ وهي ركائز الدين التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها ضوابط صحيحة‏,‏ والقرآن العظيم حين يلفت نظر الإنسان إلي مختلف مظاهر هذا الوجود إنما يعرض لذلك من قبيل الاستدلال علي قدرة الخالق العظيم وعلمه وحكمته وتدبيره ومن قبيل إقامة الحجة البينة علي الجاحدين من الكافرين والمشركين‏,‏ ومن قبيل التأكيد علي إحاطة القدرة الإلهية بالكون وبكل ما فيه وعلي حاجة الخلق في كل لحظة من لحظات الوجود إلي رحمة ذلك الخالق العظيم‏.‏
    فهذا هو الشيخ محمد رشيد رضا‏(‏ يرحمه الله‏)‏ يكتب في مقدمة تفسيره المنار ما نصه‏:.....‏ وقد زاد الفخر الرازي صارخا آخر عن القرآن هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من العلوم الحادثة في الملة علي ما كانت عليه في عهده‏,‏ كالهيئة الفلكية اليونانية وغيرها‏,‏ وقلده بعض المعاصرين‏(‏ويقصد الشيخ طنطاوي جوهري‏)‏ بإيراد مثل هذا من علوم العصر وفنونه الكثيرة الواسعة‏,‏ فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية‏,‏ فصولا طويلة ـ بمناسبة كلمة مفردة‏,‏ كالسماء أو الأرض ـ من علوم الفلك والنبات والحيوان‏,‏ تصد القارئ عما أنزل الله لأجله القرآن‏.‏
    وعلي الرغم من استنكار علماء التفسير لهذا المنهج العلمي قديما وحديثا‏,‏ إلا أن عددا كبيرا من العلماء المسلمين ظل مؤمنا بأن الإشارات الكونية في كتاب الله أي الآيات المتعلقة ببعض أشياء هذا الكون علي إجمالها وتناثرها بين آيات الكتاب المجيد ـ تبقي بيانا من الله‏,‏ خالق الكون ومبدع الوجود‏,‏ ومن ثم فهي حق مطلق‏,‏ وصورة من صور الإعجاز في كتاب الله ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ وان ذلك قد لا يتضح إلا للراسخين في العلم من المتخصصين في مختلف مجالات العلوم البحتة والتطبيقية‏(‏ كل في حقل تخصصه‏),‏ وحتى هؤلاء يظل يتسع إدراكهم لذلك الإعجاز باتساع دائرة المعرفة الإنسانية جيلا بعد جيل‏,‏ وعصرا بعد عصر‏,‏ مصداقا لقول الحق تبارك وتعالي‏:‏ ‏(‏إن هو إلا ذكر للعالمين‏*‏ ولتعلمن نبأه بعد حين‏)[‏ ص‏:87‏ و‏88]‏
    ولقول رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في وصفه للقرآن الكريم بأنه لا تنقضي عجائبه‏,‏ ولا يخلق من كثرة الرد‏:.‏
    ومن هنا كان واجب المتخصصين من المسلمين في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية ـ في كل عصر وفي كل جيل ـ أن تنفر منهم طائفة للتسلح بمستلزمات تفسير كتاب الله من إلمام بقدر كاف من علوم اللغة العربية وآدابها‏,‏ ومن الحديث وعلومه‏,‏ والفقه وأصوله‏,‏ وعلم الكلام وقواعده‏,‏ مع معرفة بعادات المجتمع العربي الأول‏,‏ وإحاطة بأسباب النزول‏,‏ وبالمأثور في التفسير‏,‏ وبالسيرة النبوية المطهرة‏,‏ وباجتهاد أعلام السابقين من أئمة المفسرين‏,‏ وغير ذلك من الشروط التي حددها علماء التفسير وأصوله‏,‏ ثم تقوم تلك الطائفة علي شرح آيات الكتاب الحكيم ـ كل فيما يخصه ـ حتى تستبين للناس جوانب من الإعجاز في كتاب الله‏,‏ لم يكن من السهل بيانها قبل عصر العلم الذي نعيشه‏.‏ وحتى يتحقق قول الله تعالي في محكم كتابه‏:‏ ‏(‏لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون‏)[‏ الأنعام‏:‏ آية‏67]‏
    وانطلاقا من ذلك الفهم‏,‏ ظهرت مؤلفات عديدة تعالج قضية الإعجاز العلمي في كتاب الله من أشهرها في القديم كتاب كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية لمحمد بن احمد الاسكندراني الطبيب‏(‏ وهو من علماء القرن الثالث عشر الهجري‏).‏
    ورسالة عبد الله فكري‏(‏ وهو من وزراء المعارف السابقين في مصر في مطلع هذا القرن‏)‏ والتي يقارن فيها بين بعض مباحث علم الهيئة‏(‏ الفلك‏)‏ وبين الوارد من نصوص القرآن الكريم في ذلك‏,‏ وكتاب الإسلام والطب الحديث لعبد العزيز إسماعيل‏,‏ ورياض المختار لأحمد مختار‏(‏ الغازي‏),‏ وكتابا معجزة القرآن في وصف الكائنات و التفسير العلمي للآيات الكونية لحنفي أحمد‏,‏ وكتابا في سنن الله الكونية و الإسلام في عصر العلم لمحمد أحمد الغمراوي‏,‏ وإعجاز القرآن في علم طبقات الأرض لمحمد محمود إبراهيم‏,‏ و العلوم الطبيعية في القرآن ليوسف مروة‏,‏ وسلسلة كتب كل من محمد جمال الدين الفندي وعبد الرزاق نوفل في نفس الموضوع‏,‏ وكتاب أضواء من القرآن علي الإنسان ونشأة الكون والحياة لعبد الغني الخطيب‏,‏ والقرآن والعلم لأحمد محمود سليمان‏,‏ ومن إشارات العلوم في القرآن الكريم لعبد العزيز سيد الأهل‏,‏ و محاولة لفهم عصري للقرآن لمصطفي محمود‏,‏ وتفسير الآيات الكونية لعبد الله شحاتة‏,‏ والإسلام والعلم التجريبي ليوسف السويدي‏,‏ والقرآن تفسير الكون والحياة لمحمد العفيفي‏,‏ وكتاب الإنجيل والقرآن والعلم لموريس بوكاي‏,‏ وكتاب خلق الإنسان بين الطب والقرآن لمحمد علي البار‏,‏ هذا بالإضافة إلي ماظهر مؤخرا من كتب ومجلات عديدة وأبواب كثيرة عن الإعجاز العلمي في القرآن وردت مجمعة في كتب إسلامية متعددة‏,‏ أو متناثرة في كثير من التفاسير التي حررت في النصف الأخير من هذا القرن‏.‏
    هذا من جهة‏,‏ ومن جهة أخري فقد تعرض هذا المنهج ـ بحق أحيانا‏,‏ وبغير ذلك في أحيان أخري كثيرة ـ للمزيد من النقد والتجريح الذي أسس علي أن معجزة القرآن هي في الأصل معجزة بيانه الذي أدرك أساطين اللغة العربية فيه‏,‏ ومنذ سماع أولي آياته‏,‏ أنه علامة فارقة بين كلام الله وكلام البشر‏,‏ وأن علينا أن نفهم الإسلام كما بينه نبي الإسلام‏(‏ صلوات الله وسلامه عليه‏)‏ وكان من شواهد ذلك ومبرراته حيود عدد من الذين تعرضوا للقضايا الكونية في القرآن عن جادة الطريق إما عن قصور في فهم الحقائق العلمية‏,‏ أو انتفاء لشروط القدرة علي الاجتهاد في التفسير‏,‏ أو لكليهما معا‏,‏ وعلي الرغم من ذلك كله‏,‏ فقد تمكن هذا السيل من الكتابات عن الإعجاز العلمي في آي القرآن الكريم من تهيئة النفوس لقبول ذلك المنهج‏,‏ حتى قام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر بتشكيل عدد من اللجان العلمية التي ضمت إلي علماء القرآن وتفسيره‏,‏ والحديث ورجاله والفقه وأصوله‏,‏ والشريعة وعلومها‏,‏ واللغة العربية وآدابها‏,‏ والتاريخ الإسلامي وتفاصيله‏,‏ عددا من كبار العلماء والباحثين والمفكرين في مختلف جنبات المعرفة الإنسانية‏,‏ وقد قام كل هؤلاء بمدارسة كتاب الله في اجتماعات طالت لسنين كثيرة‏,‏ ثم تبلورت في تفسير موجز تحت اسم المنتخب في تفسير القرآن‏,‏ كتب بأسلوب عصري وجيز‏,‏ سهل مبسط‏,‏ واضح العبارة‏,‏ بعيد عن الخلافات المذهبية‏,‏ والتعقيدات اللفظية والمصطلحات الفنية‏,‏ وقد أشير في هوامشه إلي ما ترشد إليه الآيات القرآنية من نواميس الحياة وأسرار الكون‏,‏ ووقائعه العلمية التي لم تعرف إلا في السنوات الأخيرة‏,‏ والتي خصها ذلك التفسير في مقدمته بأنه لا يمكن إلا أن يكون القرآن قد أشار إليها لأنه ليس من كلام البشر‏,‏ ولكنه من كلام خلاق القوي والقدر‏,‏ الذي وعد بذلك في محكم هذا الكتاب فقال: ‏(‏سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد‏)[‏ فصلت‏:‏ آية‏53]‏. كما تمت الإشارة في مقدمة هذا التفسير الوجيز إلي أنه سيتلوه تفسير آخر وسيط في شيء من البسط والتفصيل يليه المفصل إن شاء الله تعالي‏.‏

    حجة المعارضين لتعبير الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:


    وقبل استعراض مواقف المفسرين في عصرنا الحاضر من الآيات الكونية في كتاب الله‏(‏ أي الآيات التي تحتوي علي إشارات لبعض أشياء هذا الكون من مثل السماوات والأرض‏,‏ والشمس والقمر‏,‏ والنجوم والكواكب‏,‏ والجبال والأحجار‏,‏ والأنهار والبحار‏,‏ والرياح والسحاب والمياه‏,‏ والرعد والبرق‏,‏ ومراحل الجنين في الإنسان‏,‏ وبعض صور الحيوان ومنتجاته والنبات‏,‏ ومحاصيله وثماره وغير ذلك‏)‏ لابد لنا من الإشارة إلي أن بعض الكتاب من القدامى والمعاصرين ـ علي حد سواء‏..‏ قد اعترض علي استخدام لفظ معجزة ومشتقاته في الإشارة إلي عجز الإنسان عن الإتيان بمثل هذا القرآن أو بشئ من مثله‏,‏ أو إلي استعصاء تقليد القرآن الكريم علي الجهد البشري واستعلائه عليه‏,‏ لأنه كلام الله تعالي‏,‏ المغاير لكلام البشر جملة وتفصيلا‏,‏ ولو أنه أنزل بأسلوب يفهمه البشر وقت نزوله وفي كل عصر من العصور التالية لنزوله إلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها‏.‏
    وحجة المعترضين علي لفظ معجزة ومشتقاته تقوم علي أساس من أن اللفظ لم يرد له ذكر في كتاب الله بالمعني الشائع اليوم‏,‏ ولا في الصحيح من الأحاديث النبوية الشريفة وإن وردت مشتقاته للدلالة علي عدد من المعاني القريبة أو المغايرة قليلا لذلك في ستة وعشرين موضعا من القرآن الكريم بألفاظ أعجز‏,‏ ومعجزين‏,‏ ومعاجزين وعجوز وأعجاز وتصريفاتها ودلالاتها في تلك المواضع قد تبعد قليلا عما أريد التعبير عنه بلفظ المعجزة عند علماء اللغة‏,‏ خاصة أن القرآن الكريم قد أشار دوما إلي مدلول المعجزة بلفظ آية‏(بصيغة المفرد والمثني والجمع‏)‏ في أكثر من‏380‏ موضعا منها قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ ‏(‏وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه‏)‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ أية‏37]‏
    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ ‏(‏وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية‏)[‏ البقرة‏:‏ آية‏118]‏
    وقوله تعالي‏:‏ ‏(‏ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ماتبعوا قبلتك‏)[‏ البقرة‏:‏ أية‏145]‏
    وقوله‏:‏ ‏(‏سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة‏)[‏ البقرة‏:‏ آية‏211]‏
    وقوله تعالي علي لسان أحد أنبياء بني إسرائيل‏:‏ ‏(‏وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت‏...‏ إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين‏..)‏
    ‏[‏ البقرة‏:‏ آية‏248]‏
    قوله تعالي علي لسان نبيه صالح‏(‏ عليه السلام‏)‏ مخاطبا قومه‏:‏ ‏(...‏ هذه ناقة الله لكم آية‏....)‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ الآية‏73]‏
    وقوله علي لسان فرعون وقومه وهم يعارضون سيدنا موسي‏(‏ علي نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏):‏
    ‏(‏وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين‏)[‏ الأعراف‏:‏ أية‏132]‏
    وهذه حجة مردودة لأن التعبير عن إعجاز القرآن قد استخدم منذ القرون الهجرية الأولي‏,‏ ولم يجد علماء المسلمين من الصحابة والتابعين غضاضة في استخدام هذا التعبير علي الرغم من عدم وروده بهذا المعني في كتاب الله‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02 2024, 09:51