منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    السيرة النبوية الشريفة

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty السيرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:52

    السيرة النبوية الشريفة Mutuel13

    السيرة النبوية الشريفة

    السيرة النبوية الشريفة 1792011-75f08

    حال العرب في الجاهلية

    عبد الغني محياوي

    أهلا وسهلا بكم في حلقات مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم نتحدث عن خير البشر عن سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر نتحدث عن الشفيع صاحب الشفاعة الكبرى يوم القيامة نتحدث عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكفى بهذا الحديث عنه شرفا ، خير ما يقضي الإنسان وقته وهو يتحدث عن حبيبه الذي هو خيرٌ وأحبٌّ إلينا من أبآئنا وأمهاتنا بل ومن أولادنا وبناتنا بل حتى من أنفسنا ومن الناس جميعاً ، نتحدث عن الحبيب من ولادته إلى وفاته صلى الله عليه وآله وسلم إلى وفاته أعظم مُصيبة مرّت على هذه الأمة ، نتحدث عنه قبل البعثة وبعد البعثة نتجول في حياته قبل الهجرة وأثناء الهجرة وبعد الهجرة ، نتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جهاده للأعداء كيف كان أشجع الناس وكان يتقدم الناس في المعارك وكيف كان حليما مع من خالفه ومن عاداه ، نتحدث عنه في السرآء وفي الضرآء نتحدث عنه صلى الله عليه وآله وسلم فهو الحبيب الذي لولاه لكانت البشرية اليوم تعيش في ظلام دامس ، هو النور الذي أرسله الله للبشرية هي الرحمة التي أهداها الله عز وجل للبشر فغير حالها وغير مجرى التاريخ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنَ أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِدتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌّ}إن الحديث عنه ليس فقط لأجل الحديث ، بل لأجل الإقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم نقتدي به لِمَ لأن طاعته سبب لدخول الجنة ومعصيته سبب لدخول النار ، بل من أطاع محمدا فكأنما أطاع الرب عز وجل{وَمَنْ يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ} نتحدث عنه لأنه كان يُحِبُّنا كيف لا نحبه .أحد الصحابة بكى قال ما الذي يُبْكِيك قال تذكرت الموت قال وماشأن الموت ، قال إذا مِتُّ لن أرَكْ ولن أجلس معك ولن أتحدث معك ، قال المرء مع من أحب إذا أحببتني سيجمعك الله بي يوم القيامة وفي الجنة نتحدث عن الحبيب لِنَتَأسى به خطوة خطوة ، قال عن نفسه تركتكم على المَحَجَّةِ البَيْضَاءَ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر}كونوامعنا خطوة خطوة نتعلم كيف عاش الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم .."



    حال العرب في الجاهلية



    قبل أن نبدأ مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لابد أن نأخد لمحة عن الحياة في الجزيرة العربية وعن حال العرب فيها دينهم حياتهم الإجتماعية وضعهم السياسي كيف كانوا يعيشون ، في تلك الجزيرة أصل العرب كما قيل من "قَحْطَانْ" وكلنا يذكر في قصص الأنبياء لمَّا عاش إسماعيل عليه السلام إبن الخليل إبراهيم عليه السلام في مكة ، تزوج إمرأة "جُرْهُومِيَّة" من" جُرْهُمْ"وجُرْهُم إبن قحطان" فأصل العرب يرجع إلى قحطان وإسماعيل عليه السلام ، عاش العرب في الجزيرة العربية زمنا طويلا على التوحيد على توحيد الله جل وعلا يعبدون الله يطوفون بالبيت يحجون لله جل وعلا دينهم التوحيد ، عرب وَيَدينون بدين الله جل وعلا حتى حصل أمر تسبب به رجل واحد وهو{عَمْرُواْ إبْنُ لُحَيْ} خرج من مكة كانت مكة على التوحيد قاصدا الشام وبالتحديد"الْبَلْقَاءْ" فوجد فيها قوما يُسَمَّوْنَ"العَمَالِيَ" فوجدهم يعبدون أصناما فاستغرب قال :ما هذا الذي تفعلون قالوا هذه أصناما قال ماتصنعون لها قالوا نعبدها ، قال وَلِمَ قالوا له نَسْتَنْصِرُهَا فَتَنْصُرُنَا وَنَسْتَمْطِرُهَا فَتُمْطِرُنَا قال هذه تُمطركم هذه تنصركم ، قالوا نعم جربناها سنين طويلة قال هل تعطوني منها فأعطوه صنما فأخذ صنما معه""عَمْرُو إبْنُ لوحَيْ"" أخذ الصنم من الشام وذهب به إلى مكة ، إستغرب أهل مكة ماهذا الذي تفعل يا عمروا قال هذا صنم جئت به من الشام نعبده نَسْتَمْطِرُهُ فَيُمْطِرُنَا وَنَسْتَنْصُرهُ فَيَنْصُرُنَا ، ماذا صنم يُمطركم وينصركم قال نعم فإذا به يُقنِعُ أهل قريش وكانوا على التوحيد واقتنعت القبائل حوله فصنعت أصناما وكل منها عُبِدَ من دون الله جل وعلا حتى التلبية التلبية التي كانت{لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك} كانت العرب تحج إلى البيت وَتُلَبِّي غيروا حتى التلبية ، الشيطان أدخل عليهم عبادة الأصنام بسبب عمرو إبن لُحَيْ وغيّر حتى التلبية فكانوا يقولون {لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك} بدأوا بالتوحيد وختموا بالشرك ، فقال الله عز وجل فيهم{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} نعم دبَّ الشرك بينهم إنتشر الشِّرك بين العرب كانوا على التوحيد لكن بدأت الأصنام تنتشر بسبب رجل واحد إسمه ""عمرو إبن لحي"" أدخل الشرك في جزيرة العرب ، ورآه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يُجَرُّ في النار بسبب إدخاله الشرك للعرب وإلى جزيرة العرب


    إنتشرت الأصنام في مكة وفي العرب وأحيائها ، كان هناك رجل إسمه ""إيسَافْ ""وإمرأة إسمها"" نَائِلَة""من قبيلة "جُرْهُمْ" فعلا الفاحشة في جوف الكعبة فمسخهما الرب عز وجل حجرين ، فجعلت قريش لها صنمين يَعْبُدَانِهِمَا من دون الله عز وجل عُبِدَا مع أن الله عز وجل عذبهما إنتشرت الأصنام في كل دار من دور العرب حتى أن الواحد منهم كان يتمسح بالأصنام قبل أن يسافر أي سفر ، وإذا عاد من سفره بدأ بالأصنام يتمسح بها يطوفون حولها يستغيثون بها وكانوا يقولون هؤلاء شُفَعَائُنَا عند الله تُعْبَدُ من دون الله عزوجل وكان أحدهم ربما صنع الصنم من ثمر فيأخذه معه في السفر ، فإذا جاع أكله يأكل إلَهَهُ الذي يعبده أصنام لاتنفع ولا تضر لا تسمع ولا تُبْصِر تُعْبَد من دون الله جلا وعلا وكان أهل قريش يأتون بالذبائح والقرابين يذبحونها عند هذه الأصنام ، يذبحونها يتقربون بها إلى هذه الأصنام ذبائح تُذبح لغير الله عز وجل ,وكانوا لجهلهم يذبحون الذبائح يقولون هذه لله كما يزعمون وهذه لأصنامنا وآلهتنا فما كان لله فهو يصل إلى شُركائهم وقالوا هذه لله بزعهم وهذه لشركائنا ، فما كان لشُركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم هكذا كانوا يصنعون كفار قريش بل العرب بدأت تُكثر من صناعة وعبادة الأصنام ، بل وجعلوا لهم بيوتا طواغيت يُطاف حولها غير الكعبة فهذه ""الآتْ""عبدتها "ثَقِيفْ"وجعلتها وجعلت عليها الَسَّدَنة والحُجاب تقرب إليها القرابين وتُزار وتُشدُّ إليها الرِّحال "ألآت"في ثَقيف""وَمَنَاتْ""عند الأوس والخزرج في "يثرب"وكذلك ""العُزَّى"" في منطقة تُسمى " نخلة""هذه التي حكى عنها{أفَرَأيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألَكُمُ الذَّكَرُ وَلهُ الأُنْثَى تِلْكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى إنِ هِيَ إلاَّ أسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا}سموها بأسماء وَعَبَدُوهَا من دون الله جل وعلا ، هكذا إنتشر الشرك والشيطان يَؤُزُّهُمْ أزًّاً فالشيطان أغلى غاية عنده أن ينشر الشرك في الأرض الذبح لغير الله ، دعاء غير الله الطواف بغير الكعبة العبادة لغير الله السجود لغير الله والركوع لغير الله جل وعلا ، هذه إنتشرت في مكة وماحولها من البلاد وإذا بالشيطان يعشعش في بيوتهم وفي أسواقهم وفي نواديهم بل كانوا كفار قريش يَتَشَأمُونَ ، فإذا أرادوا أن يُسافروا سفرا طيروا طائرا ينظرون أين يطير إلى اليمين أم إلى الشمال فإذا كان إلى اليمين سلكوا هذا الطريق وإذا كان إلى الشِمال لم يسلكوا هذا الطريق يتشأمون ، حتى من الأسماء حتى من الأصوات حتى من الأيام حتى من كل شيء إنتشر بينهم التشائم كثُر العرافون كثُر السحرة والكهنة والمُنَجِّمون بينهم لأنهم على غير هدي وعلى غير صراط بل ، وصل الأمر في كفار قريش أنهم إذا نزلوا بواد من الوديان كانوا يستعيدون بالجن والشياطين بسيد هذا الواد من الجن من الشياطين فإذا نزلوا في واد ، يقولون نعوذ بسيد هذا الواد من شر هذا الواد ومن شر الشياطين { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } عبدوا الأصنام عبدوا الطواغيت عبدوا الشياطين ، ذبحوا لغير الله إستعاذوا بغير الله إستعانوا بغير الله دعوا غير الله عز وجل كل مظهر من مظاهر الشرك كان منتشرا في مكة وما حولها هذه بعض أحوالهم


    كانت العرب تعيش حياة جاهلية حياة تعيسة على كل المُستويات أما الحياة الدينية كما ذكرنا فكانت تعبد الأصنام بل كانوا ينسبون الشرك وعبادة الأصنام والإستقسام بِالأزلام إلى إبراهيم الخليل عليه السلام وإلى إبنه إسماعيل عليه السلام ، وكانوا يُعلقون صورتيهما داخل الكعبة يستقسمان بالأزلام بل كانت قريش وسائر العرب تعيش حياة تحرم الحلال وتحلل الحرام إتباعا للشياطين ، حتى الناقة الناقة التي تلد عشرة من الإناث سيبوها وحرموها حتى أنزل الرب عز وجل{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ}هذه أنواع من الإبل كانوا يُقطِّعون أذانها وكانوا يسيبونها ويقلدونها ويضعون عليها علامة فلا تُأكل ولا تُمَس ولا تُقْرَب ، من الذي حرمها عليهم الشياطين{وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}وهكذا حرمت عليهم الشياطين أشياء ما حرمها الرب عليهم وأحلَّت لهم الشياطين أشياء حرمها الرب عز وجل عليهم ، أما اليهود والنصرى فلم يكونوا أحسن حالا اليهود لم يكن هَمُّهُمْ إلا جمع الأموال والسلاح وإثارة الحروب بين الناس والترأس عليهم ، وهكذا حال النصرى لهم رهبان يُحِلُّونَ لهم الحرام فيُحِلُّونه ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه تلك عبادتهم هكذا كانت الحياة بل إن القبائل بينها وبين بعض كانت تتقاتل على أتفه الأسباب ، ربما ناقة رعت في أرض ليست لها قامت بينهم حروب لسنوات طوال وربما لسبب أتفه من هذا قامت بين القبائل حروب ومعارك طاحنة ، راحت من أجلها نفوس وأزهقت أرواح هكذا كانت تعيش العرب أما الزنى أما العِفة فقد كانت في طبقة الأشراف فقط أما أوساط الناس ، فالزنى عندهم مباح وكان عندهم النكاح أربعة أنواع النوع الأول كنِكَاح الناس اليوم المرأة تُنْكَحُ بوليها بإذن وَلِيِّهَا أما النكاح الثاني فإن الزوج كان يقول لزوجته إذا طهُرت ، إذهبي إلى فلان فاسْتَبْظِعِي منه أي إحملي منه فتنام معه أياما حتى تحمل ثم يأتيها زوجها بإذن وأمر زوجها ، أما الثالث فكانت المرأة تختار عشرة من الرجال ليأتونها فإذا حملت إختارت من شاءت منهم ، ويُجبر أن يكون أبا له أما النكاح الرابع نكاح البغايا المنتشر أن تضع المرأة العاهرة تضع راية عند باب بيتها فيأتيها من شاء من الرجال ، فإذا ولدت جاء أهل القافة فيُلحقون الولد بأبيه حتى أنزل القرءان {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } أي الزنى {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} بل كان الرجل يتزوج المرأة وأختها بل كان يتزوج زوجة أبيه ، حتى حرمه القرءان{وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلأَّ مَا قَدْ سَلَفَ }{ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ }هكذا كانت العرب تعيش حياة بهيمية بل كان الرجل ينصر أخاه وإبن عمه نصرة جاهلية ظالما أو مظلوما ، وكان شعارهم أنصر أخاك ظالما أو مظلوما حتى جاء الاسلام وعدَّل الظالم أن تأخذ على يديه ، أما في الجاهلية ظالم أو مظلوم ما يهم أهم شيء أن يكون من قبيلتي فأقاتل الناس دونه أما المرأة فكانت مُهانة كانت ذليلة حصل في قومي ""ربيعة""قاتلوا قرية وقوما أخرين قبيلة ربيعة قاتلت قبيلة أخرى وكانت العرب إذا حصل قتال وأخذوا السَّبَيَا فإنهم يخيروهن بين الرجوع إلى أزواجهن أو البقاء مع من سَابَهُنَّ ، في قومي ربيعة إبنة الحاكم إبنة أمير القبيلة لمَّا خُيِّرَتْ إختارت من سَبَاهَا فألحقت العار بأبيها وقومها فأقسم أبوها أمير القبيلة أنه إذا جاءته بنت أن يقتلها فجاءه أكثر من عشرة بنات فآذهُنَّ جَمِيعَهُنَّ وصارت عادة في القبيلة ثم صارت عادة بين القبائل إنتشرت هذه العادة القبيحة وأدوا البنات{ وَإذاَ اْلمَوْؤُدَتُ سُأِلَتْ بِأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} حتى أن رجلا من الصحابة يقص قصته قبل الاسلام في الجاهلية يقول ولدت زوجتي أنثى ، فمسكتها على هن حتى إذا كبرت وصارت جارية تلعب وبدأ الخطاب يخطبونها آتتني الحمية والغيرة فقلت لزوجتي زينها وألبسها وجهزها قالت لِم َ ، قال أريد أن أزور بها أقربائي تزور أقربائها ففرحت زوجته وألبستها وزينت البنت الصغيرة يقول وأخذت زوجتي عَلَيَ العهود والمواثيق ألا أمَسَّهَا بسوء ، فأعطيتها يقول فأخذت بِنْتِي الجارية وفي الطريق رأيت بئرا يقول فنظرت في البئر أستحيق ونظرت إبنتي معي ، يقول فأحست إبنتي بأمر سوء يقول فقالت لي إبنتي قال لي أسألك بالله يا أبي ألا تخون عهد أمي ألا تخون أمانة أمي ، يقول فلما نظرت إلى وجهها وإلى بُكائها رحمتها يقول لكنني لما نظرت إلى البئر أخذتني الحَمِيَّة والغِيرة مرة أخرى ، يقول فإذا نظرت إلى وجه إبنتي تبكي رحمتها فإذا نظرت إلى البئر تذكرت الغيرة والحمية يقول فأخذتني الغيرة والحمية فحملت إبنتي ورميتها على رأسها في البئر ، يقول فسمعتها تستغيث حتى ماتت وخرجت روحها{ وَإذاَ الْمَوْؤُدَتُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}بل كانت العرب إذا أراد الواحد منهم أن يُبْقِي على إبنته حيَّة يتوارى من القوم ، يُخَبِّأُ نفسه من الذل والهوان{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ألاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} هكذا كانت تعيش العرب وهذه لمحة صغيرة يسيرة في حياتهم


    هكذا كانت المرأة مُهانةً في مكة وما حولها ليس فقط في الجزيرة العربية بل حتى في الحضارات الاخرى فلم تكون الروم ولا فارس ولا غيرها من الحضارات تُكَرِّمُ المرأة وليست بأحسن حالا من جزيرة العرب ، كانت المرأة أحيانا إذا توفي زوجها فإن أولاده يرثونها حالها حال الميراث وكانت تباع وتشترى في الاسواق جواري يُوبَعْنَ وَيُشْتَرَيْن ، هكذا كان حال المرأة ذَلٌّ وَهَوَانٌ حتى جاء الاسلام وكرمها كانت تُذَلُّ إن كانت حُرَّةً وَتُذَلُّ إن كانت أمَةً في كل أحوالها ذليلة كانت الخمرة تشتهر في قريش ، بل كانوا يشربونها أكثر من شربهم للماء وهكذا كانوا يسكرون وبعد السكر يفعلون ما يشاؤون هذه حياتهم وهذه أحوالهم حتى جاء الاسلام وحرم الخمر ، كانت قريش والعرب والقبائل تعيش حالة من الفوضى فالحروب الدائمة وسفك الدماء والغصب والاغتصاب والقتل ونهب ألاموال ، هذه أحوالهم وهذه حياتهم نظر الله عز وجل إلى أهل الارض فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُم وَعَجَمَهُم إلا بَقَايَا من أهل الكتاب إلا بقايا بقوا على التوحيد ، نظر الله إليهم نظر الرحمة هل كانت قريش وما حولها من الاعراب والقبائل لا يمتلكون أخلاقا حميدة بلى كانوا يتَّصِفون ببعض الاخلاق التي تميزوا بها ، وكانوا يعيشون عليها بل يموتون عليها ولهذا قال نبينا جئت لأتمم مكارم الاخلاق وكانت هناك بعض الاخلاق من المكارم مثلها ، كانوا يَتَّصِفُون بالكرم بل كانت العرب تشتهر بالكرم وكان الرجل ربما لا يملك في بيته إلا ناقة ناقة يعيش عليها وعلى لبنها هو وزوجته وأطفاله ، ومع هذا كان ربما أتاه الضيف من بعيد لا يعرفه غريبا عنه ينزل عنده في بيته فيذبح ناقته التي عليها إعتماده وحياته يذبح ناقته إكراما لضيفه تميز العرب بالكرم وقالوا في ذلك الاشعار تل والاشعار واشتهر الكرماء من العرب"" كحاتم الطائي"" وعبد الله إبن جدعان"" أما عبد الله إبن جدعان ، فكان يذبح الذبائح الكثيرة إذا جاء الناس للحج فيطعمهم ويسقيهم ولا يُبالي ينفق من حر ماله فقط لأنه يتصف بصفة الكرم ، وكانت قريش تمتاز بعادة إسمها "" الرِّفادة""والرفادة أن تذبح الذباح وكان يتكفل بهذا الامر ""قصي إبن كلاب""كان يجمع خرجا أموالا مثل الضريبة من أهل قريش وأهل مكة يجمعون له الاموال فإذا جاء الناس في الحج من شتى القبائل والبلاد ذبح لهم الذبائح وصنع لهم الطعام فيأكل الناس بالمجان ، وهذه الرفادة والسقاية والاطعام الذي ذكره الله في القرءان كان يفتخرون فيه أهل قريش فقال الله لهم {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ}أي لا تجعلوا أعمالكم هذه الطيبة كمن ءامن بالله عز وجل واليوم الاخر ، إتصف العرب في ذلك الزمان مع كفرهم وشركهم وأخلاقهم الذميمة إتصفوا ببعض ألاخلاق منها مثلا الالتزام بالعهد والمواثيق ، فكان الواحد منهم إذا عاهد غيره أو قبيلة عاهدت أخرى أو قوما عاهدوا أخرين أو أجار رجل رجلا أخر كانوا يلتزمون بالعهد ولو على حساب أولادهم ولو على حساب ذُرِّياتِهم ولو على حساب أموالهم وأرواحهم العهد عندهم والكلمة عندهم يلتزمون بها ، هذه من الاخلاق الفاضلة التي تميز بها العرب في ذلك الزمان كذلك كان عندهم عزة نفس فالواحد منهم ما كان يرضى بالذل ولا بالهوان وربما قالوا في هذا شعرا وَذُبِح من هذه الامور ونحر من أجلها ، وربما سُفكت من أجلها دماء كثيرة لأجل عزة النفس فالعربي لم يكن يرضى أبدا أن يذل ولو على حساب نفسه وأهل بيته وأولاده وأمواله ، هذه بعض صفاتهم وكانت في مكة كما كان سابقا من أيام نبينا إسماعيل عليه السلام كانت"" جُرْهُمْ"" تحكم هذه البلاد تحكم مكة واستمر الحال على هذا زمنا طويلا ، إلا أن ""جُرْهُمْ"" تخلت عن الحفاظ على الحرم وهيبة الحرم فإذا بها تنتهك الحرمات وتفعل المحرمات وتعتدي على المظلوم ، فجاءت كِنَانَةَ وَخُزَاعَةَ وحصل بينها وبن جرهم مقتلة عظيمة وحرب طاحنة طردوا على إثرها"" جُرْهُم"" من حكم بيت الله الحرام وحكمت كِنَانَة وَخُزَاعَة بلد الله مكة بلد الله الحرام
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty حادثة الفيل

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:54


    حادثة الفيل


    أبرهة الحبشي رجل له قصة لما رأى هذا الرجل أن الناس كلهم يحجون إلى الكعبة إلى بيت الله الحرام، لم يقبل بهذا الامر ولم يرضى به
    حاول أن يَصْرِفَ الناس عن الكعبة، لكنه ما إستطاع فقرر أن يبني كنيسة عظيمة كبيرة لِيَحُجَّ الناس إليها وما درى ذلك المسكين أن هذه
    الكعبة ليست أي بناء، هذه الكعبة بُنِيَت بأمر الله جل وعلا بناها إبراهيم الخليل ليكون أول بيت لعبادة الله، {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي
    بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } ولما بنى إبراهيم البيت أذن{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ
    عَمِيقٍ}غاض أبرهة ،ما رأى من حج الناس من كل الدنيا إلى هذه الكعبة فبنى كنيسة كبيرة عظيمة سُمِّيت »" الْقُلَّيْس »"وهذه الكنيسة لما بناها هذا البناء الذي مابُنِيَ قبله مثله أرسل إلى النجاشي الذي يحكم ذلك المكان قال أيها الملك إني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى قبلها لملك قط مثلها وإن هذه الكنيسة سوف أدعوا الناس لحجها وفعلا أرسل في الامصار أن الناس يحُجُّ إلى هذه الكنيسة في كل واد في كل قرية في كل مدينة أرسل رسولا يدعوا الناس للحج ولزيارة هذه الكنيسة وإبراهيم الخليل لم يكن معه أحد قام في مكة لوحده يؤذن لكن أسمع الله عز وجل الناس والنطفى في الارحام لألاف السنين إلى اليوم والناس تحج إلى الكعبة أما ذلك الرجل الملقب بأبرهة لما بنى الكنيسة وأرسل الناس يُنادون للحج إليها وصرفهم عن الكعبة غضب العرب من هذا ذهب أحدهم إلى تلك الكنيسة ودخلها ليلا إذ لم يكن أحد يحرسها تسلل إليها فلما دخل إلى هذه الكنيسة لوثها أي فعل فيها النجاسات قضى حاجته داخل هذه الكنيسة فقط من باب الحقد على هذا الرجل وما يفعله في العرب ودين العرب فلما وصل الامر إلى أبرهة غضب كيف يجرأ واحد من الرعية أحد العرب ان يلوث هذه الكنيسة التي بنيتها غضب غضبا شديدا فأرسل في جيشه أنه عازم على هدم الكعبة كيف يتجرأون أولا لايزرونها ويزرون الكعبة ثانيا يجرأ واحد من العرب أن يأتي ويلوثها فأرسل في الناس أن أبرهة عازم على هدم الكعبة وَجَيَّشَ الجيوش وعَبَّأهَا واستعد أبرهة لذلك الفعل العظيم الذي ما كان يدري ما عاقبته



    خرج أبرهة بجيش عظيم قاصدا مكة لهدم بيت الله عز وجل الكعبة سمعت القبائل والعرب بهذا قام في وجهه رجل من ملوك اليمن إسمه « »ذُو نَفَرْ »" واجتمعت معه بعض القبائل لِيقاوموا أبرهة وجيشه لكن أبرهة هزمه وانتصر عليه وأسره فقال له ذو نفر يأبرهة أتقتلني
    فلعله يكون لك خير مني أبقني عندك فأحكم وِثاقه وأسره وانطلق أبرهة يسير في الجزيرة إلى الشمال قاصدا مكة المكرمة فنزل في مكان يسمى »" خَثعَمْ »" فقام إليه »" نُفَيْل الخثعمي »" وجمع بعض القبائل يقاومونه فالعرب لم تكن ترضى أحد يقترب من مكة أو يعترض
    للكعبة فقام إليه »" نفيل الخثعمي »" وبعض القبائل فهزم وانكسر فمسكه أبرهة يريد قتله قال لا تقتلني فلعلي أكون دليلك إلى مكة وهذه القبائل ستسمع لك وتطيع فأسره أيضا أبرهة وانطلق بالجيش حتى وصل إلى » ثقيف »" فلما وصل ثقيف خرجت له ثقيف تُبَايِعُهُ قالوا له نحن عبيدك ولك علينا السمع والطاعة نسمع لك ونطيع وهذا البيت الذي عندنا ليس هو الكعبة إنما هو بيت »" الآت »" وكان صنما يُعبد فإن أردت كنا لك طائعين ونُرْسِلُ لك ومعك من يَدُلُّكَ إلى الكعبة وإلى مكة فتجاوز عنهم أبرهة وأرسلوا معه رجلا يُسمى »" أُبو رُغالْ »" وفي الطريق نزلوا في منطقة تسمى »" الْمَغْمَسْ »" قبل مكة فلما نزلوا فيها أنزل الله عذابه على » أبي رغال « وهلك وكانت العرب ترجم قبره الدليل إلى مكة ثم بعدها أرسل أبرهة رجلا يسمى « »الاسود إبن مقصود »" أرسله إلى مكة يستطلع الاخبار فخرج ببعض
    الخيل فلما وصل مكة سلبهم بعض أموالهم وأخذ مئاتي بعير كان يملكها سيد قريش وكبير قريش إنه عبد المطلب إبن هاشم وجاء بالابل
    إلى أبرهة فاجتمعت »" هُدَيْل »" وَكَنَانَة »" وَقُرَيْش »"يريدون قِتال أبرهة فلما عرفوا قدر قوته وقدر جيشه تراجعوا ولم يُطِقْ أحد بقتال
    أبرهة



    أما أبرهة فقد أرسل رجلا إسمه « »حَنَاطَة الْحِمِيرِي »" أرسله إلى قريش فيسألهم إني لا أريد بكم حربا ولا حاجة لي بدمائكم إنما أردت هدم الكعبة فخلوا بيني وبينها فجاء »" حناطة الحميري »" إلى قريش وسأل عن سيدها عبد المطلب فجلس عنده وأخبره بالخبر فقال له عبد المطلب ونحن لاحاجة لنا بحرب أبرهة أما هذا البيت فنُخَلِي بينه وبينه قال فإنه يريد أن يكلمك فخرج عبد المطلب وتوجه إلى مُعسكر أبرهة سأل أول ما دخل عن رجل إسمه « »ذو نفر »" الذي اُعتقل الذي أسِرَ وكان صديقا لعبد المطلب فجلس معه فقال يا « ذي نَفَرْ » هل لك أن تشفع لنا عند أبرهة قال وما يُغنِي رجل أسير مثلي ماذا أصنع أنا رجل أسير قد يقتلني اليوم أويقتلني غدا لكن عندي صديق هو سائس الفيل وكان أبرهة قد أخرج فيلا ومعه سائس وهذا السائِسْ إسمه »" أنيس « »قال سوف أكلمه ليشفع لك عند أبرهة فذهب ذو نفر إلى سائس الفيل وأخبره أن عبد المطلب رجل شريف في قومه يُطعم الناس والمساكين في السهل والجبال فاشفع له عند أبرهة فذهب أنيس إلى أبرهة وأخبره بالخبر وشفع له أن سيد قريش يريد أن يكلمك فأذن أبرهة أن يدخل عليه عبد المطلب

    دخل عبد المطلب على جيش وعلى خيمة أبرهة وكان أبرهة جالسا على كرسيه وحوله الحاشية فلما رآه أبرهة إستعظمه وأعطاه هيبته
    ووقاره فكره أبرهة أن يكون جالسا على الكرسي وعبد المطلب يجلس على الارض على البساط تحته فقام أبرهة من كرسيه وجلس على
    البساط مع عبد المطلب والهيبة تعلوه فهو سيد قريش وهو كبيرهم وكان بين أبرهة وعبد المطلب ترجمان فلا أحد يعرف لغة الآخر قال
    أبرهة للترجمان سَالْهُ ما حاجته قال إن أبرهة يسألك ما حاجتك قال إن لي مئاتين من الابل أصابها صاحبك فَسَلِ الملك يُرْجِعُهَا إلي فقال
    الترجمان إلى أبرهة طلب عبد المطلب فقال أبرهة للترجمان قل له إنني عندما رأيته ُاُعْجِبْتُ به وأعطيته قدره وهيبته ولكنه لما طلب مني
    طلبه زَهَدْتُ فِيه قال عبد المطلب ولِمَ لِمَ زَهَدْتَ بي قال جئت تسألني وتطلبني مئاتين من الابل وتترك بيتا هو دينك ودين أبائك وأجدادك لا
    تكلمني فيه تسألني مئاتين من الابل وتترك بيتا أريد هدمه قال عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه ويمنعه فقال أبرهة ومن
    يمنعني من البيت قال عبد المطلب أنت وذاك أنت وذاك إن منعك شأنك وربنا جل وعلا فإذا بعبد المطلب يأخذ الابل ويرجع وأسرع إلى
    قريش يقول لهم أخرجوا فإن الرجل عازم على هدم الكعبة واستباحة الحرم فخرج الناس يهربون إلى شعف الجبال وإلى الشعاب يهربون
    بنسائهم وأطفالهم وجلس عبد المطلب ماسكا حلقة الكعبة يدعو الله عز وجل ان يحمي بيته : » اللَّهُمَ إنَّ العَبْدَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حَلاَلَكَ
    لاَيَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ فَمُحَالُهُمْ غَدْواً مُحَالُكْ إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا فَأمُرْ مَا بَدَالَكْ : » ثم أمر الرجال أن يخرجوا وخرج الناس من مكة وفرغت
    مكة والكعبة حولها من الناس ينتظرون قدوم أبرهة وجيشه

    وانطلق أهل مكة إلى الجبال إنطلقت قريش كل منها ذهب بأهله وصبيانه إلى الشعاب والجبال يستغثون الله عز وجل أن يحمي بيته وحرمه وخَلِيَ الحرم ولم يبقى أحد يحمي بيت الله جل وعلا في صبيحة ذلك اليوم إنطلق أبرهة بعد أن عبأ جيشه وأعده لهدم بيت الله الحرام معهم الفيل الذي أتوا به ليهدم البيت وإسم هذا الفيل « »محمود »" وانطلق الجيش جيش أبرهة بإتجاه الحرم وفيهم نفيل الخثعمي الذي كان قد أسِرَ وهو يعرف حق الحرم وعِظَمَ الحرم فجاء إلى الفيل وتكلم في أذنه وقال يامحمود أُبْرُك أبْرُكْ أو إرجع من حيث جئت راشدا فإن هذا حرم الله فإن هذا حرم الله ثم فر نفيل إلى الجبل مع أهل قريش وهم ينظرون ما الذي سيحل بأبرهة وبجيشه إنهم ينطلقون لهدم بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس أعظم بقعة في الارض هذه البقعة التي حرمها الرب عز وجل إنطلق أبرهة بغروره وكبريائه معه الجيش ومعه الفيل لكن الفيل برك في مكانه حاولوا أن يُقيموه فلم يستطيعوا ضربوه صاحوا عليه لكنه لم يقم وجهوه بإتجاه اليمن فتحرك بإتجاه الشام فانطلق بإتجاه المشرق فتوجه وكلما وجهوه إلى الحرم إلى الكعبة إذا به يبرك ولا يتحرك من مكانه بدأ الرعب يَدُبُّ في الجيش ما بالوا هذا الفيل يتوجه إلى أي مكان إلا إلى بيت الله الحرام ما الذي حدث ما الذي جرى فجأة أظلمت السماء نظر الناس والجيش حتى الذين في الجبال إلى السماء فرأوا مجموعات عظيمة كبيرة تغطي السماء مجموعات من الطيور طيرا أبابيل غطت السماء كلها ففزع أبرهة وفزع جيشه ما الذي جاء بهذه الطيور وبهذه الكميات الكبيرة وبهذا القدر العظيم الهائل من الذي أرسلها كل طير بمنقاره حجر من سجيل حجر صلب جاهز لان يطبخ الرؤوس وبرجليه حجرين فإذا بالسماء فجأة تمطر لكن أي مطر إنها أمطار من حجارة تتساقط من السماء

    بدأ الجيش يتساقط والحجارة تتنزل من السماء كل من أراد الهروب تبعته الطيور فطبخته بالحجارة والناس يهربون ويتصايحون الان بدأ أبرهة يتساقط بدأ جيشه يهرب يمنة ويسرة وأهل مكة ينظرون ويدعون الله أن ينجيهم وأن ينجي بيته وأبرهة يهرب من تلك الساحة لا يعرف أين الخلاص هرب أبرهة هرب بعض الناس ومن مات مات ومن قتل قتل ومن هرب هرب حتى أن أبرهة في الطريق وهو في طريقه هاربا راجعا إلى بلده بدأ جسمه يتساقط شيئا فشيئا أصابعه تتساقط من على يديه جسمه يتقطع وما إن وصل إلى بلده حتى هلك صريعا أهلك الله عز وجل أبرهة وجيشه ومن بقي كان عبرة لمن مات ومن بقي وهكذا دمر الله عز وجل أبرهة وجيشه كما قال الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }طُبِخت رؤوسهم وتقطعت أجسادهم وفر منهم من فر هاربا هكذا يحمي الله عز وجل بيته وحرمه نعم للبيت رب يحميه ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) هكذا كان الامر عبرة لاهل مكة ومن حولهم ليعرفوا قدر حرمة هذا البيت الذي شرفه الله عز وجل.
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:55


    سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم



    حفظ الله عز وجل الحرم وأهل الحرم مع أن الأمم حولهم والقرى حولها كان يصيبها ما يصيبها من الهلاك والدمار إلا مكة إلا الحرم، فإن الرب عز وجل يحفظه { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }



    سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم كان عنده عشرة من الأولاد وستة من البنات نَذرَ نَذراً أنه إذا أعطاه الله عز وجل عشرة من الذكور يمنعونه أي يبلغون قوة ومناعة يَمْنَعُونَهُ ويُعِينونه، فقد نذر لله أن يذبح واحدا للآلهة انظروا للنذر كيف أوصلتهم الشياطين إلى هذا أن ينذر للآلهة أن يذبح واحدا من أولاده، وهذه مصيبة وهذه كارثة أن يذبح الانسان ولده للآلهة وفعلا أعطاه الله عشرة من الأولاد منهم""حمزة""والعباس""منهم ""أبولهب منهم ""أبو طالب ""منهم "" ضِرَارْ ""منهم "الحارث منهم "" الزبير ""وأصغرهم إسمه ""عبد الله ""وعنده ستة من البنات منهم ""صفية "" وعاتكة" وأروى "وأميمة "وغيرها فلما بلغ العشرة مبلغم، جمع عبد المطلب أولاده فقال عبد المطلب لأولاده قال يَابَنِي إني قد نذرت نذرا أن أذبح واحدا منكم للآلهة تخيلوا أن يقول الأب لأبنائه سأذبح واحدا منكم، من وقعت عليه القرعة سوف يُقرب للآلهة أما الأبناء فقد وافقوا جميعا على طلب أبيهم إفعل ما تؤمر إفعل نذرك إفعل ما تريد فإننا لك يأبانا، هذا الأمر حصل مع من مع إبراهيم الخليل، إبراهيم الخليل الرب عز وجل أمره أما عبد المطلب فإنه نذر نذرا للآلهة، الشيطان هو الذي أوحى إليه فإذا بالعشرة يجتمعون، فطلب منهم عبد المطلب أن يكتب كل واحد منهم إسمه في قدح ويدخل به إلى الكعبة ،وكان داخل الكعبة صنم يُقال له ""هُبَلْ"" وعند هذا الصنم قِداح وكان هناك رجل يسمى صاحب القِداح، دخل إليه عبد المطلب وأخبره بنذره بأنه سيذبح أحد أولاده وكل منهم قرب قدحه ""لِهُبل"" ولصاحب القداح ليضرب القدح بالقدح فخرج القدح على من، على أصغر أبناء عبد المطلب وأحبهم إليه وهو عبد الله إبن عبد المطلب، لقد حزن عبد المطلب أن خرج القدح على هذا الابن فإنه أكثر إبن كان يحبه وهو أصغرهم سنا، وكان عبد المطلب عند ضرب القداح يدعو هبل داخل الكعبة فلما إستقر الامر على إبنه عبد الله لم يكن هناك بُدٌّ إلا أن يُنفذ نذره، أخذ السكين وجر إبنه عبد الله ليذبحه فإذا بأهل قريش ينظرون وقاموا من نواديهم وفزعوا ونظروا إلى عبد المطلب، قالوا ماذا تصنع قال أوفي بنذري قالوا وأي نذر هذا قال أذبح عبد الله فإن القدح وقعت عليه وهذا نذري، قالوا إن فعلت هذا لايزال الناس تفعل مثل ما تفعل فألحوا عليه ألا يفعل قال سأفعل، ومشى لينحر إبنه فقام إليه الاشراف وقام إليه سادة قريش بل حتى بنوه قاموا إليه يمنعوه قالوا لا تفعل حتى تُعْذَرَ فيه، وقال كيف اُعْذَرُ فيه قالوا هناك عرافة في الحِجاز عندها تابع يعني شيطان من الجن إذهب إليها وسالها، فإن أمرتك أن تذبح هذا الابن فافعل وإلا فافعل ما تأمرك به فإن فعلت هذا أعذرت وإلا فديناه بجميع أموالنا، فإذا بعبد المطلب يقتنع بأمرهم ورأيهم ويسير بإبنه عبد الله وبعض أهل قريش إلى الحجاز إلى عرافة الحجاز



    إنطلق عبد المطلب مع إبنه عبد الله ومجموعة من النفر إلى تلك العرافة التي إشتهر صَيْتُهَا فالكل يعرفها تتعامل مع شياطين الجن إنها عرافة معروفة في الحجاز، وكان طِوال الطريق عبد المطلب يدعو ربه أن ينجي إبنه عبد الله فقد كان يحبه فلما وصل عبد المطلب إلى تلك العرافة ودخل عندها وجلس أخبرها الخبر وذكر لها القصة، وما قصة النذر الذي نذره ثم كيف وقعت القداح على إبنه عبد الله قال ماذا أصنع وماذا أفعل فإذا بالعرافة تقول لعبد المطلب أخرجوا من عندي الان وأتوني غدا، لِمَ قالت حتى يأتيني تابعي شيطانها من الجن ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل فضل عبد المطلب الليل كله يدعو الله أن ينجي إبنه، وفي الصباح غادا على العرافة فدخل عليها يرجو نجاة إبنه قال ماذا تقولين، قالت كم دِيَةُ القتيل عندكم قال لها عشرة من الابل قالت إإتوا بعشرة من الابل، وأتوا بعبد الله إبنك واضربوا القداح عليهما فإن وقعت وخرجت القداح على عبد الله فزيدوها عشرا بعض العشر، أضيفوا عليه عشرة ثم إضربوا القداح مرة أخرى حتى تقع القداح على الابل، فإن وقعت القداح على الابل فانحروها إذبحوها مهما بلغت فإن الرب قد رضيها أي إذا وقعت القداح على الابل فإن الرب قد قبل منكم هذه الابل وعفى عن صاحبكم، فخرج عبد المطلب فرحا منطلقا إلى قومه فقد وجد فرصة لنجاة إبنه



    رجع عبد المطلب من الحِجاز معه إبنه عبد الله لينفذ وصية العرافة وأخبر قريش بما أخبرته به العرافة، فجاء بعشرة من الابل وإبنه عبد الله عندهم فجاء بالقداح وضرب القدح فإذا بالقدح يخرج على إبنه عبد الله، أي مرة أخرى لابد من ذبحه فجاء بعشرة من الابل أخرى صارت عشرين فضرب بالقدح فخرجت على عبد الله، فجاء بثلاثين وبأرعين حتى أوصلها للمائة فضرب بالقدح فإذا بالقداح تخرج على الابل، هنا فرح الناس وفرح بنوه وفرح أهل قريش أن الالهة بزعمهم رضيت بمائة من الابل أما عبد المطلب فإنه لم يرضى، قالوا ولِمَ قال حتى أضرب بالقدح مرة أخرى لأتأكد ولأتثبت أن الالهة رضيت بهذا فضرب بالقدح مرة أخرى فخرجت القدح على الابل ففرح الناس، قال لم أرضى بهذا حتى أضرب بالقدح مرة ثالثة فضرب بالقدح مرة ثالثة فخرجت على الابل ونجا الله عز وجل عبد الله إبن عبد المطلب، ومن شدة الفرح عبد المطلب بإبنه عبد الله ذهب إلى سيد بني زهرة وهو رجل إسمه"" وهب إبن عبد مناف إبن زهرة"" وهو سيدها، جاء إليه فقال أريد أن أخطب إبنتك"" آمنة"" وكانت أشرف إمراة في مكة وسيدة نساء مكة بنت وهب قال أريد أن أخطبها قال لمن قال لابني عبدالله، فكان الفرح فرحين نجا الله عز وجل عبد الله إبن عبد المطلب ثم زوجه بسيدة نساء مكة آمنة بنت وهب وأبوها سيد بني زهرة، لكن الزواج لم يدم كثيرا ما إن حملت آمنة بنت وهب من زوجها عبد الله إبن عبد المطلب إلا قدَّرَ الله عز وجل أن يتوفى عبد الله مات عبد الله ولم يرى إبنه من آمنة، هكذا هو قدر الله عز وجل أن ينجي هذا الرجل حتى يتزوج هذه المرأة فلما حملت وأدى مهمته هنا توفاه الرب عز وجل
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:56


    ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


    في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة 571 خمس مائة وإحدى وسبعين للميلاد حدث في الارض أمرعظيم أمرجلل رُجِمَت فيه الشياطين وَحُرِسَت فيه السماء ، قيل أنه سقطت أربع عشرة شُرفة من إيواني كِسرا وانطفأت نار الماجوس يقول « »حَسَّانْ إبن ثَابْت »" كنت صبيا في المدينة وتسمى قديما يثرب يقول كنت ألعب مع الصبيان لكنني أعقل يقول في هذا اليوم ندى يهودي على أطُمٍ من الاطام يامعشر يهود يامعشر يهود، يقول فاجتمع اليهود حوله قالوا ما الخبر قال ظهر اليوم نجم أحمد ظهر اليوم نجم أحمد ،نعم سيحصل الآن أمر غريب أعظم ولادة في تاريخ البشرية إنه ميلاد من إنه يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم هنا أذِنَ الله أن تُرْحَمَ البشرية به، أعظم ميلاد ميلاده وأسهل ولادة كانت ولادته لما وُلِدَ محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم تقول أمه آمنة ،لقد أضاء نور إلى السماء رأيت في ذلك النور قصور الشام كأن دولته وأمته ستمتد إلى الشام رأتها أمه في ذلك اليوم ،أي لحظة تلك التي تمر فيها البشرية أي سعادة أرسلها الله للكون بولادة أحمد عليه الصلاة والسلام أي نور سطع في كون ذلك الزمان بولادة محمد صلى الله عليه وسلم، الله اكبر الله أكبر يوم وُلِد محمد ذلك اليوم هو اليوم السعيد ،سمع بالخبر بعد ولادته من وهو يولد برعاية الرب عز وجل وبعناية الله جل وعلا ويصنعه الله على عينه وُلِدَ محفوظا وُلِدَ معصوما وُلِد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،سمع بالخبر جده عبد المطلب فأسرع وهو يسمع صوت الطفل الذي وُلِد للتوا النور الذي خرج للبشرية فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب الذي مات أبوه قبل أن يولد فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب فيأخذه ويشمه شمة ،ويقبله ثم يُسرع به إلى البيت يطوف به يطوف بمن يطوف بالطاهر المطهر ،يطوف بالمصطفى عليه صلوات الله وسلامه الذي تصلي عليه الملائكة في السماء الذي يصلي عليه الرب عز وجل فإذا بعبد المطلب يحمل هذا الطفل يطوف به حول البيت ويُدخله داخل البيت فرحا مسرورا سعيدا مستبشرا بهذا الطفل الذي ولد، ثم رجع به مرة أخرى يدفعه إلى أمه آمنة التي فرحت فرحا عظيما بميلاد ذلك الطفل الرضيع إذا به يدفعه إلى أمه آمنة وهو يقول لها سميته محمدا سميته محمدا فيالسعادة البشرية في ذلك اليوم



    بدأ البحث عمن يُرضِع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان في تلك الفترة نِسوة من « »بني سعد بني بكر « »جئن إلى مكة يبحثن عمن يَرْضَعْنَهُ ،وكان في الجمع إمراة إسمها « »حليمة السَّعدية »" وكانت قد ركبت أثاناً لَهَا حِمار وكانت السنة سنة قحط وجدب سنة لَم تمر عليهم مثلها حتى أن حليمة وزوجها « » الحارث إبن عبد العُزى « »كان معها ولهما طفل صغير للتو مولود، تقول حليمة لم يكن في ثذي ما يشبع طفلي كيف تبحث عمن ترضعه ،تقول حتى أن طفلي كان يبكي الليل كله فلم نكن ننام الليل من شدة بُكائه من الجوع هذا طفلها فكيف تبحث عمن ترضعه ،تقول حتى وصلنا إلى مكة تقول فما مِنَّا من إمراة إلا وعُرِضَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترضعه فرفضن جميعا ،لِمَ لمَّا عَلِمْن أنه يتيم وماذا نصنع بطفل يتيم ليس له أب وماذا يصنع جده وماذا تنفع أمه تقول تركناه جميعنا وبحثنا عمن نرضع ،فكل واحدة من صاحباتي وجدت من ترضعه وذهبت به وبقيت أنا لم أجد أحدا ،فقد كانت هزيلة ضعيفة حليمة تقول فقلت لزوجي والله إني أكره أن أرجع إلى صاحباتي بغير طفل أرضعه ،والله لأرجعن إلى اليتيم فأخذه فقال زوجي الحارث قال إفعلي فلعل الله أن يجعل فيه بركة ،تقول فأخذت محمدا وإني لَكَارهة لكني لم أجد غيره تقول فأخذته صلى الله عليه وآله وسلم تقول فرجعت إلى رحلي إلتحقت بالقافلة بالصُحبة ،لأرجع الى بلدي تقول فما إن وضعته في حجري إلا وأقبل ثدي فشرب حتى روي، تقول فألقمته لمن لأخيه الطفل الجائع تقول فشرب حتى روي أخوه تقول فناما ولم يكن إبني قد نام منذ أيام، تقول فلما أصبحنا قال زوجي إن النسمة التي أخذتيها فيها بركة فقالت حليمة إني لارجوا الله ذلك، تقول حتى الشاة التي كانت معنا ليس فيها قطرة من لبن تقول قد إمتلأ ضرعها ،ضرع شاتها تقول حتى الاثان الحمار الذي أركبه تقول أسرع حتى قال النسوة لحليمة أربِعي علينا يا حليمة ،أين الحمار الذي جئت به وين الحمار الذي جئت به إلى مكة قالت إنه هو فقالت النسوة والله إن لهذا الحمار شئنا ،القضية ليست في الحمار ولا الشاة ولا اللبن إنه أفضل من خلق الله جل وعلا ،إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما حلَّ مكانا إلا وبُورِكَ فيه تقول فسرنا أياما حتى وصلنا إلى بلادنا بلاد سعد بني بكر، تقول فلما وصلنا بلادنا وكانت سنة جدباء شهباء قد القحط أكل الاخضر كله ولم يُبقي لنا لبنا ولا ضرعا ولا طعاما ،تقول فما إن وصل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إمتلئت شياهنا لبنا فصارت شِباعا وكنا نفرح بها كل يوم وترجع قد إمتلئت فنحلب ونشرب ،وأرضع أبنائي ولا ينقصنا شيء أما جيراني تقول جيراني فكانت شياههم جياع حتى أنهم ينظرون إلي فيقول بعضهم لبعض سرحوا غنمكم مع غنم بنت أبي ذئيب، يقصدون حليمة تقول حليمة فإنهم ليسرحون الغنم مع غنمي فترجع غنمي شباعا وأغناهم جياعا ،هذا اللبن ليس لحليمة هذا اللبن ليس لهذه الشياه هذا اللبن ليس لهذا المكان إنما هو ببركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تقول مرت علينا سنتان من الخير والبركة لم نرى مثلها، وبعد أن تم فِصاله سنتان تقول أضطررت أن أرجعه إلى أمه وإني لكارهة تقول فلما أرجعته إلى أمه آمنة وأوصلته إليها قالت قلت لامه إبقيه عندنا فإني أخاف عليه مرض مكة وأمراض مكة فلم ترضى أمه فألححت عليها حتى قبلت ،تقول فأرجعته أريد بركته وأحبته حليمة تقول فلما رجع عندنا وكان يلعب مع أخيه فجأة جاء رجلان يلبسان ثيابا بيضا ،فخاف أخ محمد في الرضاعة فأسرع إلى أمه حليمة يناديها تقول فرجعنا فإذا بمحمد قد أمسكه رجلان ،يلبسان ثيابا بيضا ليس برجلين إنهما ملكان تقول فأمسكاه واطجعه على الارض وشق صدره وأخرجا قلبه وغسلاه بماء في قسط ثم أرجعاه مكانه وإذا بصدره مرة أخرى يلتئم ،تقول حليمة فلما وصلنا إليه نظرنا إليه قد إنتقع لونه تغير وجهه تقول فضممته وأرجعته الى الخِباء وإني عليه لخائفة







    لما رأت حليمة أم النبي بالرضاعة ماحصل لهذا الغلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شق صدره خافت وخاف زوجها ،فقال لها زوجها أب النبي بالرضاعة قال قد علمت ما أصابه وربما يظهر عليه أمر يضره فأرجعيه وألحقيه بأهله، فأسرعت حليمة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه آمنة فدخلت عليها فقالت آمنة ما الذي جاء بك قالت قد بلغ الله بإبني وَأدَّيْتُ الذي علي وَخِفتُ عليه الاحداث، فجئتك به كما تُحبين قالت أمه قد كنت حريصة عليه ياحليمة قالت نعم قالت هناك أمر آخر فأخبرني، فلم تزل بها حتى أخبرتها حليمة بحادثة شق الصدر فقالت أمه ماخافت قالت أم النبي لحليمة أخشيت عليه الشيطان، خِفت عليه من الشيطان قالت نعم والله خِفت عليه فقالت آمنة بكل ثقة قالت ما للشيطان عليه من سبيل ما للشيطان عليه من سبيل ،إنه سيكون لابني هذا شأن عظيم ثم قالت لها هل تردين أن أخبرك بخبره قالت أخبرني قالت رأيت حين حملت به خرج نور أضاء لي قصور بُصرى بالشام ،ولم أسمع بحمل أسهل من حملي به سيكون لهذا الغلام شأن عظيم عاش نبينا في حظن أمه وَكَنفِها ورعايتها حتى بلغ ست سنين



    عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كنف وحضن أمه آمنة حتى إذا بلغ ست سنين أرادت أمه أن تُفرحه فذهبت به إلى أخواله »" بني عدي بني النجار »" في المدينة سافرت به من مكة إلى المدينة وعمره ست سنين ،ما أجمل هذا الغلام وما أحلاه حياته سعادة يذهب إلى أخواله فيرونه ما أجمل هذا النور الذي يخرج من هذا الوجه الصغيربعد أن فرح الغلام بأخواله رآهم ورأوه وفرحوا ،به أرادت أمه أن ترجع به مرة أخرى إلى مكة خرجوا من المدينة وفي الطريق في منطقة إسمها « »الأبواء »" تعبت أمه ومرضت وفي تلك اللحظات قبض الله عز وجل روحها ،والغلام صغير لكنه يعقل لم يرى أباه أبوه مات قبل ولادته أما أمه فقد فُجِع بها وهو غلام لم يتجاوز السادسة من العمر ،أمه تموت أمام عينيه أمه تدفن » بالأبواء « يا الله من له في هذه الدنيا أبوه فارق الدنيا قبل أن يولد وأمه تفارق الدنيا وعمره ست سنين ،أي مصيبة ألمت بهذا الغلام الصغير أي كارثة حلت به فقد والديه وهو في هذا العمر ،يالله يالله كيف كان يشعر بأبيه وأمه وهو في هذا السن الرب عز وجل يرعاه والرب عز وجل يحفظه ،لكن الألم شديد والمصيبة كبرى دُفِنَت أمه فيالله أي حزن خيم على ذلك القلب الصغير ،ثم اُخِد بالنبي صلى الله عليه وسلم واُرجِع إلى مكة فاقدا لوالديه







    بعد وفاة أمه عليه الصلاة والسلام تكفل به جده وعمره ست سنين جده عبد المطلب إبن هاشم سيد مكة يتكفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ذو الست سنوات ،ويجعله مع أبنائه البقية أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت لعبد المطلب عادة كل يوم إذا بدأ الظل في الكعبة كان ابناءه أعمام النبي كانوا يُفرشون له سجادة في ظل الكعبة ،لكن لايتجرأ أحد أن يجلس عليها حتى يأتي عبد المطلب فإذا جلس جلس أبنائه حوله إحتراما له إلا ما كان من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،وهو صبي صغير كان يأتي قبل أعمامه ويجلس على السجادة قبل أن يجلس جده عليها عبد المطلب ،فكان أعمامه يحاولون منعه وإبعاده عن السجادة لكن عبد المطلب ما كان يرضى وكان يقول لابنائه دعوه دعوه فإن لهذا الغلام شأن عظيم فإن لهذا الغلام شأن عظيم ،فكان يُقَرِّبُ محمدا وهو غلام صغير ست سنوات يقربه إليه فيمسح رأسه ويمسح ظهره هكذا كان يحبه عبد المطلب ،لكن لم يظل النبي عنده إلا سنتين فلما بلغ الثمان سنين توفى الله عز وجل عبد المطلب ،أيضا فجِع النبي بجده لم يرى أباه وفجِع بأمه والان بجده عبد المطلب ،فتكفل به عمه أبو طالب عبد المطلب كان قد تولى كفالة ورعاية زمزم فلما توفي عبد المطلب تولى رعاية والإشراف على زمزم إبنه العباس ،وظل آل العباس إلى يومنا هذا هم الذين يُشرفون على زمزم وشؤونها ،ظل نبينا عليه الصلاة والسلام في رعاية عمه أبي طالب إلى أن شب وَكَبِرَ





    ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية وعناية عمه أبي طالب وكان أبو طالب يحبه من بين أبنائه ورعاه رعاية كبيرة حتى أنه كان يعلمه ويدربه منذ الصغر على التجارة ،ولما قرر أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى تجارة إلى الشام أخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمره إثنا عشر عاما، سارت القافلة إلى الشام ووصلت إلى منطقة تسمى »" بُصْرَى »" في الشام فلما وصلت تلك القافلة كان هناك ِديرٌ لِرَاهِب ،وما كان يخرج من ديره كان يتفرغ للعبادة لكنه لما رأى تلك القافلة خرج وذهب إلى تلك القافلة يترقبها وينظر إليها حتى وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ،كان غلاما إثنا عشر سنة فنظر بين كتفيه فوجد علامة فتأكد الراهب ،فسأل من الوصي على هذا الغلام فدُلَّ على أبي طالب ،قال من أنت قال أنا أبوه فقال الراهب لا ما كان لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ،قال إنه إبن أخي قال الان صدقت الان صدقت قال وما تقول قال ما من حجر ولا شجر مررتم عليها في طريقكم إلا خرُّواْ سُجَّداً ،وما كانوا يسجدون إلا لِمرور نبي ثم قال وقد رأيت علماته هذا سيكون سيدا للعالمين هذا سيكون رحمة للعالمين {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }وأكرمهم ذلك الراهب وضيفهم ،ما كان يفعلها لاي قافلة تمر ثم بعد أن أكرمهم سأل ابي طالب أين ستذهبون به بهذا الغلام ،قال إلى تلك المناطق نبيع ونشتري تجارة فقال له الراهب لا تفعل لا تفعل فإني لا آمان عليه إن عَلِمَ أحد بأمره سيكيدون له شرا، قال وماذا أصنع قال إني ناصح لكم أن ترجعوا بهذا الغلام إلا مكة ولا تذهبوا به إلى تلك الاماكن وأخذ أبو طالب بنصيحة هذا الراهب وإسمه »" بُحَيْرَى »" وأرجع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، برفقة بعض الرجال أمَّنَهُم ثم رجعوا به إلى مكة آمنا سالما حتى لايُصاب بأذى هكذا بدأت علامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،تظهر للناس وبدأت الامور تتكشف شيئا فشيئا فهو يكبر لكن لا كغيره من أقرانه







    لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشرين من العمر ،حصل في قريش معركة وسبب هذه المعركة أن قريش وكِنانة وهي في طرف رجل منهم قتل بعض الرجال من قبيلة تسمى »" قيس عيلان »"فحصل بينهم معركة في عُكاظ ،وثارت المعركة ،وحصد كل من الفريقين قتلى من الاخر وكان النبي في العشرين من عمره وقد شارك في هذه المعركة وكان يُجهز النبل لأعمامه ،وثارت هذه المعركة حتى كثر القتلى من الطرفين والمصيبة أن المعركة حصلت في الاشهر الحُرم ،ولهذا سميت هذه المعركة معركة « »الفِجار »"فقد فَجَرَ الناس فيها وقاتلوا في الاشهر الحُرم التي كانوا يحرمون فيها القتال ،حتى إذا قرب النهار على الانتهاء إتفق الطرفان على أن يُوقِفوا القتال ويحسب القتلى من الطرفين فإذا كان قتلى أحد الفريقين أكثر أعطاهم الفريق الاخر دِيَة ليسدّدوا ثمن قتلاهم ،هذه المعركة سُميت معركة الفِجار بعد هذه المعركة حصلت أمر أيضا في مكة جاء رجل من »" زبيد »"ببضاعة إلى الحرم يبيعها فاشتراها منه رجل إسمه »" العاص إبن وائل السهمي »"فلما إشترى البضاعة لم يُعطيه الثمن، حاول به فلم يُعطيه فذهب إلى الناس يريد من ينصره ومن يُعينه على أخذ ثمن هذه البضاعة فلم يُعطيه أحد، أي قوة يستنصر بها على من ظلمه وهو العاص إبن وائل ،فذهب الرجل المظلوم الزبيدي إلى جبل أبي قبيث فعلاه وصرخ بأعلى صوته وقال شعرا يستنصر الناس فسمعه من الزبير إبن عبد المطلب ،قال مالك فأخبره بالخبر فصرخ الزبير قال أيها الناس ما بالكم رجل يأتي إلى الحرم وتأخذون أمواله ويُظلم ولا ينصره أحد منكم ،فتداعا الاشراف أشراف القبائل بعد معركة الفِجار وبعد ما حصل من ظلم هذا الرجل تداعا الاشراف من قريش أشراف القبائل من »" بني هاشم »" بني عبد المطلب « »وزهرة »" وَتَيْن »" وغيرهم من الاشراف ،تداعوا إلى حِلْفٍ سُمي حِلْفُ سُمي حلف « »الفضول « »عُقد في بيت « عبد الله إبن جدعان « وهذا رجل شريف سيد من السادات ،وكان بين الحاضرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يحضر لأنه الصادق الامين يحضر لأن الناس تحب كلامه ومنطقه ،يحضر لأنه أهل لأن يحضر مثل هذا الحلف وأي حلف تعاقدوا عليه ،تعاقدوا على أنه لا يأتي إلى الحرم مظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غير أهلها ،إلا وانتصرت له مكة قريش وقبائلها تنتصر للمظلوم ممن كان سواء كان من أهل قريش أو من غير أهل قريش ،وهكذا يقول النبي عن هذا الحلف الذي كان من أعظم الاحلاف في ذلك الزمان بل لم يكن أحد من العرب يفكر في حلف مثل هذا يقول لقد دعيت إلى حلف في دار عبد الله إبن جدعان يقول ما أحب أن يكون له به حبر النعم ،لو أعطيت بدل حضور هذا الحلف أموال كثيرة جدا ما رضيت وما قبلت ثم قال عليه الصلاة والسلام لو دعيت إليه في الاسلام لقبلت ،أي أقبل حضور أي حلف ممن كان إذا كان لِنصرة المظلوم هكذا كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالمظلوم ولا يُبالي ،بمن يدعوا لِنصرة المظلوم سواء كان مسلما أو غير مسلم المهم أن ينصر المظلوم ،فانتشر بين القبائل وانتشر بين العرب أن هذا الحرم حرم وأن أهل مكة سيقومون مع المظلوم وينصرونه مهما كان ،سواء كان منهم أو كان من غيرهم وهكذا إرتفعت مكانة قريش وقبائلها ،وارتفعت مكانة سادتها وأشرافها بين القبائل أي أنها تنصر المظلوم عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيما في بدايته فأواه الرب عز وجل، كان لا يملك شيئا من المال وكان يرعى الغنم وما من نبي إلا رعا الغنم كان يرعى الغنم ويُعطى قراريص يأكل منها عليه الصلاة والسلام لما كبر شيئا ما بدأ يعمل بالتجارة وحصل على بعض الاموال يعمل فيها فأغناه الرب عز وجل ،حفظه الرب في صِغره { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيرا {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}حفظه الرب عز وجل في صغره كان يتيما فأواه الرب وحفظه وكان عائلا فقيرا فأغناه ربنا جل وعلا
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بنيان الكعبة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:57


    زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بنيان الكعبة



    يعبدون الأصنام ويُشركون بالله جل وعلا وكانت لهم أعياد يستغلونها في تقريب القرابين وذبح الذبائح لأصنامهم والطواف حولها ، إلا أن هناك بعض النفر والناس في قريش ماكانوا يعبدون إلا الله جل وعلا ، وهذا أمرغريب فالنبي لم يُبعث والدين ضاع ، ومع هذا بعض النفر من أهل مكة دَلَّتْهُمْ فِطْرَتهُم على توحيد الله جل وعلا ، في عيد من الاعياد إجتمع أربعة نفر وهذا العيد لتقريب القرابين وذبح الاضاحي للأصنام ، إجتمع أربعة نفر من أهل مكة لم يكونوا يعبدون إلا الله جل وعلا ، إعتزلوا الناس وابتعدوا عنهم وذموا دين المشركين وعِبادتهم " زيد بن عمرو إبن نفيل "وعثمان بن الحُوَيْرِثْ " ورقة بن نوفل " عُبيد الله بن جحش " أربعة كانوا يوحِّدون الله ولا يعبدون إلا الله جل وعلا ، إجتمعوا فقال بعضهم لبعض تعلمون أن هذا الدين الذي عليه أهل قريش ليس بدين إبراهيم ، لقد أخطأوا دين إبراهيم وأن المعبود بحق هو الله وحده هكذا كانوا يتكلمون وقال بعضهم لبعض ما هذه الاحجار التي نطوف حولها ، لا تسمع ولا تُبصر ولا تنفع ولا تضر كيف نعبدها من دون الله جل وعلا ثم تفرق الأربعة كل منهم يبحث عن دين الله الحق أما "" ورقة إبن نوفل "" فقد بحث فوجد النَّصرانية فتعلمها ، وجدها خيرا من عبادة الاصنام وعبادة الاوثان وعبادة : الآت : والعُزى : وهُبَلْ :فإذا به يتمسك بهذا الدين حتى بُعِث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان كبيرا بالسن حتى صار أعمى واتبع نبينا ودخل في الاسلام أما "زيد بن عمرو إبن نفيل " فإنه أخذ يُظِهر عداوته للأصنام وكفره بهذا الدين الذي هو عبادة الاوثان حتى قالت أسماء بنت أبي بكر ، كنت صغيرة فرأيت زيد بن عمرو إبن نفيل متوسدا الكعبة وهو يقول لكفار قريش يامعشر قريش كفرت بالآت وكفرت بالعُزى وآمنت بالله وحده ، تقول أسماء فرأيته يضع راحته على جبهته وهو يقول يارب والله لا أعلم كيف أعبدك وكيف أتقرب إليك ولو كنت أعلم لعمِلت ولكنني أعبدك بقلبي وهكذا كان يتعبد ربه جل وعلا ، حتى الذبائح التي كانت تذبحها قريش للأصنام ماكان يمسها وكان يقول لا أكول إلا ما ذُكِر إسم الله عليه ، وإذا رأى رجلا يريد أن يئِد إبنته تدخل واعترض وحاول أن يمنعه حتى لو دفع له أموالا يشتري منه إبنته زيد بن عمرو ما قرأ قرأنا ولا رأى رسولا ولا بُعِث إليه ، ولكن قلبه دَلَّهُ على خالقه جل وعلا هؤلاء الأربعة ظلوا على التوحيد زيد بن عمرو عُذب وضرب وَأُوذِي لأنه كان يعبد الله ويكفر بالأصنام فخرج من مكة ذهب إلى الشام وإلى العراق يبحث عن دين الله جل وعلا ، حتى رأى راهبا دَلَّهُ على أمر مُهِم قال له من أين أنت قال أنا من مكة من بيت إبراهيم ، فقال له الراهب إرجع إلى بلدك الآن قال ولِمَ قال هذا زمان يخرج فيه نبي وسوف يخرج من بلدك في الطريق وهو عائد مُسِك زيد بن عمرو وقُتِل لكنه قبل أن يقتل قال اللهم إن كنت أنا حُرِمْتُ من هذا الدين فلا تحرم منه إبني سعيدا ، وكان عنده إبن إسمه سعيد سعيد إبن زيد سعيد إبن زيد أسلم وحَسُنَ إسلامه وصار من العشرة المُبشرين بالجنة زيد إبن عمرو ما أدرك الإسلام مات قبل الإسلام ،جاء عمر لأنه أحد أقربائه وسعيد إبنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يارسول الله زيد إبن عمرو إبن نفيل مات قبل الإسلام أنستغفر له قال إستغفروا له فإنه يُبعث يوم القيامة أمة لوحده ، هكذا مع الشرك الذي إنتشر في مكة إلا أن هناك بضعة نفر بقوا على التوحيد وَدَلَّتهُم فطرتهم على الايمان بالله جل وعلا وحده





    وكان في مكة إمرأة نسيبة شريفة فاضلة إسمها "" خديجة بنت خُوَيْلِد "" وكانت هذه المرأة ذات نسب شريف وذات مال كثير وكانت تُرسِل أمولها على أيدي التجار إلى البلاد للبيع والشراء كانت تاجرة وفي تلك الفترة سألت غلاما لها إسمه "" مَيْسَرَة "" من تعرف للذهاب بالمال للبيع والشراء فإذا بميسرة يُخبِرها عن رجل إسمه محمد إبن عبد الله يُسَمَى في مكة وخديجة تسمع به يُسمى الصادق الامين أشار عليها بمحمد فأرسلت ميسرة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستشيره في الذهاب بمال خديجة للبيع والشراء في الشام فرضي النبي بهذا وقبل بعرضها على أن تكون له نسبة في البيع والشراء فهو حاله كحال غيره وكانت قريش تعمل بالتجارة ومعروفة في القبائل أنها ذات تجارة أخذ الصادق الامين محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام أموال خديجة ومعه ميسرة وسار جهة الشام في الطريق كان ميسرة يستغرب منه تظهر علامة على رسول الله إلى الان لم يُعرف لم يُبعث لكن هناك علامة غربية ميسرة يراقبه مالذي يحصل ما الذي يجري كان في الطريق إذا إشتد الحر الغمام يتبعه فإذا توقف توقف الغمام معه في بعض الروايات ميسرة كان يقول ليس ذاك بغمام إنما هي ملائكة تظلله بأجنحتها من هذا الرجل الذي تتبعه الملائكة تظللهمن الشمس الحارة بل وصل إلى قرب الشام في مكان وكانت هناك شجرة فنزل النبي تحتها يستظل بظلها وكان عند الشجرة دير مكان للعبادة فيه راهب خرج الراهب من الدير فأخذ ينظر إلى هذه العير التي وصلت وإلى هذه القافلة التي وصلت فلاحظ أمرا غريبا لاحظ هذا الراهب أن هذه الشجرة نزل تحتها رجل فأخذ الراهب يرقبه ويلاحظه ويدقق النظر فيه وينظر إلى هذه العير وإلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما تأكد جاء إلى ميسرة وعلم أن ميسرة صاحب لهذا المال غلام لسيدة هذا المال فسأل ميسرة قال من هذا الرجل قال إنه محمد إبن عبد الله إبن عبد المطلب قريشي هاشمي من أهل الحرم فقال الراهب لميسرة قال ماشأن هذا الرجل قال لاشيء جاء يبيع بالتجارة ويشتري فقال الراهب والله مانزل تحت هذه الشجرة إلا نبي من الانبياء كأن الراهب بدأ الان يُبشر ويستبشر بأن هذا سيكون نبي من الانبياء هذا مكان ما ينزل فيه إلى الانبياء تقدير من الله جل وعلا والراهب عنده علم من الكتاب ميسرة بعد أن انتهت التجارة وربح النبي ربحا كبيرا ليس كالعادة رجع بالتجارة والقافلة إلى خديجة وأعطاها أموالها فجاء ميسرة يُخبر خديجة بالذي رأى وبالذي سمع قال والله رأيته يمشي والغمام أو الملائكة تظلله تقف إذا وقف وتمشي إذا مشى وأخبرها بخبر الراهب هنا وقع شيء في قلب خديجة من إعظام محمد وإعطائه منزلته





    لما سمعت خديجة رضي الله عنها بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصِفاته تلك الاخلاق التي إنتشرت بين الناس فهو الصادق الامين وأخبرها ميسرة بما رأى أحبت خديجة أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الان مابُعِث لكنها سيدة النساء هي أشرف إمرأة في مكة هي أعظمهن خلقا بل هي سيدة نساء العالمين إنها خديجة أرسلت إلى رسول الله أنني لقرابة منك فهي تجتمع برسول الله بأحد اجدادها ولعلم بأخلاقك وثقتك بين قومك فإنني أرغب بالزواج منك مباشرة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمامه يستشيرهم إلى حمزة إلى أبي طالب إلى غيرهم من أعمامه جلس معهم فرحبوا بالفكرة فمن من الناس يرغب عن خديجة بل كان سادة قريش وأشراف قريش يتمنون الزواج منها هي الان تعرض نفسها على رسول الله فرحب أعمامه وذهب معه عمه حمزة إبن عبد المطلب وكان شريفا في قومه سيدا من سادتهم ذهب إلى والد خديجة" " خُوَّيْلِدْ إبن أسد ""وجلس عنده يخطب خديجة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فوافق والدها مباشرة من يرد محمدا سيد الناس بل سيد الخلق أجمعين فإذا بالخطوبة تتم وإذا بالزواج يتفق الطرفان على مهر قدره عشرين بكرة من الابل فيصدقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشرين بكرة من الابل وصارت وليمة وزفافا ما أحلاه من زفاف وزواج ما أعظمه من زواج يتزوج فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الخلق من سيدة نساء العالمين فعاش معها أحلى حياة وأجمل حياة بل ما تزوج عليها حتى ماتت وكان يحبها حبا عظيما ولدت له كل أولاده إلا إبراهيم فقد جاء للنبي من مارية القبطية أنجبت له " القاسم "وكان يُكنى بأبي القاسم بأبيه وأمي عليه الصلاة والسلام " أنجبت له بعد القاسم " الطيب "الطاهر" ثلاثة من الذكور ومن الاناث رقية "و "زينب "وأم كلثوم "وفاطمة " فسبعة أولاد أنجبت له خديجة أم أولاده أما أولاده الذكور حتى إبراهيم من مارية كلهم ماتوا صغار قبل البعثة أما البنات فقد بقين حتى البعثة وأسلمن وهاجرن معه ومتن جميعا قبله إلا فاطمة الزهراء سيدة النساء بقية بعد وفاته بشهور ثم توفيت أولاده من خديجة حياته أجمل حياة أكرمها وأحسن إليها وأكرمته وأحسنت إليه كان يعيش معها أسعد لحظات عمره بسبب أنها أحب الناس إليه خديجة التي ضحت بنفسها ومالها من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أثناء حياتها مع رسول الله تعجبت خديجة فهذا الانسان له أمور غريبة فابلإضافة إلى ماذكر ميسرة من رحلته وما ذكره الراهب في رحلته بل إن خديجة رأت من رسول الله خلقا عظيما لاكخلق الناس وأمور غريبة لاتحصل لاحد الناس فذهبت مباشرة إلى إبن عم لها " "ورقة إبن نوفل " "الذي بقي على التوحيد وتعلم علم الكتاب فقصت عليه القصص وأخبرته بالخبر فقال ورقة قال يا خديجة والله إنني أظن أن محمدا سيكون نبي هذه الامة إنني أعلم أن هذا هو زمان يخرج فيه نبي وهذا زمانه وإني لاظنه محمدا وإني لاظنه محمدا فَصُرَتْ خديجة بهذا واستبشرت بهذا الخبر





    حديث بُنيان الكعبة



    لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة والثلاثين من العمر لم تكن الكعبة كحالنا في هذه الأيام كانت أقصر من هذا بكثير بل لم تكن أصلا مسقوفة هذه الكعبة وكان في الكعبة بئر فيه كنز الكعبة هذا البئر كان فيه كنز ثمين لا يقترب منه أحد من الناس ولأن الكعبة غير مسقوفة ولأن إرتفاعها كان قصيرا حصل في ذلك الزمان وعمر نبينا خمس وثلاثين سنة أن أتى نفر على حين غفلة من أهل مكة وتصوروا الجدار وسرقوا كنز الكعبة وأصبح الناس في الصباح أصابهم الهم والغم كيف يُسرق كنز الكعبة ونحن سَدَنَتُهَا ونحن حُمَاتُها كيف يحصل هذا فقرر أهل مكة أن يُعيدوا بناء الكعبة بناءا أحسن من هذا حتى لايعتدي أحد عليها لكن كيف يصنعون هذا قدر الرب عز وجل في ذلك الزمان أن تغرق سفينة في البحر لتاجر من أهل الروم فتُلْقِي الشواطئ هذا الخشب خشب السفينة إلى شاطئ البحر فإذا بهم يجمعون الخشب ويأتون به وماذا نصنع بهذا الخشب كان هناك رجل قِبْطْيٌ يعيش في مكة يصنع بالبناء ويعمل بالنجارة وكان يعمل في مهنته عملا يُجيده فاتفقوا معه أن يُعينهم على بناء الكعبة فوافق الرجل الخشب موجود والرجل البناء موجود لكنهم مع هذا هابوا فقد كان في الكعبة كل يوم تخرج منها حية يظن أهل مكة أنها تحرس الكعبة وكان كلما أراد أحد أن يقترب منها صَغَرَتْ فَاهَا وفتحت فاهَا وكان أهل مكة يَهَابونَهَا فلم يستطيعوا أن يقتربوا من الكعبة وهذه الحية فيها فأرسل الرب عز وجل في ذلك الزمان طائرا فإذا به يأتي طائر غريب منظره غريب يأتي من السماء فإذا به يأخذ الحية ويذهب بها فعلمت قريش وعلم أهل مكة أن الرب عز وجل يُسهل لهم الامر لاعادة بناء الكعبة لكنهم إتفقوا على أمر فجاء سيد من سداتهم وقال يامعشرقريش تعلمون أن هذا بيت الله الذي بناه إبراهيم هذا بيت الله فإذا أردتم بنائه فلا تُدْخِلُوا في بنائه إلا كَسْباً طيبا لا تدخل فيه مهر بغي ولا بيع ربآ ولا مظلمة لأحد فأخذوا يجمعون المال الطيب لكن المال الطيب لايكفي حتى لبناء الكعبة فقد كثر فيهم الحرام وجاء اليوم المحدد لهدم الكعبة وإعادة بنائها من يجرأ من يجرأ على أن يهدم حجرا من هذه الكعبة فقام " الوليد إبن المُغِيرة " ورفع المِعول ودعا ربه وقال والناس ينظرون الكل خائف من يعتدي على الكعبة من يجرأ على هذا فقال الوليد " اللَّهُمَ لَمْ تَرَعْ اللَّهُمَ إنَّكَ تَعْلَم أنَّنَا لَمْ نريد إلا الخير " ثم رفع المِعول وأخذ يضرب في الكعبة من جهة الرُّكنين وأخذ يضرب في الكعبة فهدم جزأ منها ولم يقترب أحد من الناس الناس ينظرون إلى الوليد ما الذي سيحصل له فإذا به لما أمسى المساء ذهب إلى بيته ولم يمس أحدا منهم الكعبة قالوا ننظر ما الذي يحصل له في اليوم الثاني في اليوم الثاني فإذا بالوليد يخرج لم يُصب بشيء وذهب لإكمال هدم الكعبة فعلم الناس أن الله عز وجل أذِنَ لهم بِهَذا فأكملوا هدم الكعبة حتى وصلوا إلى أساسها وكان أساسها بعيدا فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا حجارة خضراء كالسِّنَام مُتراصة بعضها ببعض فقام رجل يريد أن يُفَرِّجَ بين الحجرين فوضع المِعول ولما حرك الاساس فإذا بمكة كلها تهتز فخاف الناس وتراجعوا وتركوا الأساس على حاله وأتموا بناء الكعبة كل قبيلة أخذت جزأ من الكعبة أتموا بناء الكعبة فقصرت بهم النفقة فلم يُكملوا البناء وتركوا جهة الحجر خاليا وهذا بنائها إلى اليوم وكان في الكعبة بابين فإذا بهم يغلقون باباً ويفتحون باباً واحدا ورفعوا البناء قليلا حتى لا يدخله أحد من الناس وسقفوا الكعبة وأحكموا إغلاقها لما تم بناء البيت ولم يُبنى على قواعد إبراهيم عليه السلام فقد قصرت النفقة وأخرج الحطيم أو الحِجر من البيت وَبُنِيَ بِنَاءً آخر أخذت كل قبيلة نصيبها من بناء البيت لكن بقي أهم شيء في البيت الآن ألى وهو الحجر ذلك الركن الحجر الذي أنزله الله عز وجل أمر بإنزاله من الجنة يُروى أنه كان أبيض لكن سودته خطايا بني آدم هذا الموضع المهم كل قبيلة تنافست أيهم يضع هذا الحجر فقالت كل قبيلة نحن أولى من غيرنا فاختلفوا فيما بينهم كاد الامر أن يزداد والخلاف أن يشتد لولا أن كبيرهم " أبو أمية إبن المغيرة " وكان أسنهم في ذلك اليوم جلس بينهم وجمع أشراف القبائل فقال لهم إذا إختلفتم فلترضوا بأول داخل عليكم الآن أول رجل يدخل علينا الآن هو الذي يحكم فينا فانتظروا وبعد قليل دخل عليهم أفضل الناس وخير البشر من إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلما دخل قال الناس والأشراف هذا الامين رضينا بِحُكْمِهِ هذا الامين ننزل عند حكمه الكل رضي به فقد كان يسمى الصادق الامين في مكة وما حولها فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله سلم وعرضوا عليه الخلاف بين القبائل أنظروا إلى حكمته قال إبسطوا لي ثوبا فبسطوا له ثوبا على الارض ثم وضع الحجر على الثوب ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف لهذا الرداء فإذا بكل قبيلة تأخذ طرفا فحملوا الرداء وتوجهوا به إلى الركن فلما وصلوا إلى الركن رضيت القبائل كلها أن يرفع الحجر ويضعه في مكانه من خير الخلق الصادق الامين الذي رضيت الناس لحكمه فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجر فوضعه في مكانه فتم بناء بيت الله عز وجل ذلك البناء العظيم الذي قُدِّسَ على مَرِّ التاريخ الذي حُفِظ وجعله الله عز وجل آية من آيآته في الارض { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ } أول بيت وُضِع للناس لِعِبادة الله جل وعلا هي هذه الكعبة { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } هدايته ليست فقط لأمة واحدة بل للعالمين جميعا { مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّنَاتٌ } هذا الحجر الاسود المبارك من مسه واستلمه كان حقا أن يكون له شاهدا عند الله يوم القيامة {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتُ مَقَامُ إبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } هكذا تم بناء بيت الله عز وجل الكعبة المشرفة





    في هذه الفترة كان علماء أهل الكتاب كانوا يتدارسون فيما بينهم أن هذا هو زمان خروج نبي من الأنبياء كان الكل مُتفق أن هذا هو زمانه بل كانوا يعرفون أوصافه وجاء في بعض النسخ إسمه بالتحديد فالتوراة على نُسَخِهَا واختلافها والانجيل على إختلاف نسخه فالكل كان يتفق أن هذا هو الزمان الذي وُعِدَتْ بِهِ البشرية بخروج نبي يُنقِذها من الظلام ويُخْرِجُها من الظلام إلى النور بل كان بعض أهل الكتاب يتدارس فيما بينه وبين إخوانه من أهل الكتاب أن هذا النبي سيخرج من بلاد العرب حتى ذُكِرَ في بعض النسخ بعض النصوص التي تدل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم كُتِبَ في بعض نسخ التوراة " أقبل الرب من سيناء وأشرق في سعير وتجلا في جبل " فَرَانْ " سيناء " إشارة إلى موسى عليه السلام "وسعير إشارة إلى عيسى عليه السلام " أما جبل " فَرَانْ " فهو جبل مكة " وهذا كان موجودا في العهد القديم ومطبوع عندهم بل ذُكِر النبي بإسمه في بعض النسخ كنسخة ذكر فيها أن الارض سَتُملأ تحميدا لأحمد وأنه سيملك بيمينه رقاب الأمم كل هذه الكلمات كانت تذكر في نسخ التوراة ونسخ الأنجيل وكان الأحبار والرهبان والقساوسة يتدارسون فيما بينهم خروج النبي وإقتراب زمنه بل إن " سلمان الفارسي " رضي الله عنه كان مجوسيا فصار من إهل الكتاب إنتقل من دين إلى دين وجلس مع العلماء والرهبان والأحبار والقساوسة فأخبروه أن هذا هو زمان خروج النبي فلما سألهم وكيف أعرفه قالوا سيخرج في أرض بين حَرَّتَيْنِ وَذاُتُ نخل وصفوا له المدينة حتى جبال " سَالِع " جبل عند المدينة فإن هذا الجبل مذكور بإسمه في نسخ التوراة القديمة فمطبوعاتهم ونسخهم ونقلهم ومؤثراتهم كلها كانت تؤكد أن هذا هو زمان خروج النبي حتى اليهود في المدينة كانوا يتوعدون الأوس والخزرج بأن هذا هو زمان خروج نبي وسوف نتبعه ونقاتلكم معه كلها كانت تبشر {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty نزول الوحي

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:58


    نزول الوحي



    إنتشر الشرك بالارض إنتشارا كبيرا فالأصنام التي تُعبَدُ من دون الله والتي يُطاف بها عِبادة لها والذبح الذي كان لغير الله عز وجل ودعاء غير الله جل وعلا والإستعانة بغير الله الشياطين قد إستحكمت في الارض وكذلك إرتفعت إلى السماء هذه الشياطين إتخذت مقاعد في السماء للسمع تسترق السمع من الملائكة فتتعامل مع السحرة والكهنة والعرافين ليكفرالناس بدينهم ويكفروا بربهم جل وعلا هذه أعظم وأفضل مرحلة للشياطين في الارض وكذلك التي إرتفعت في السماء لكن حصل في الارض وفي السماء أمر غريب حكته الشياطين والجن عن نفسها قالت كما حكى الله عنهم { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا } مالذي حدث السماء تغيرت الكون بدأ يتغير { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا } إمتلئت الملائكة في السماء تحرسها سيحصل في الارض أمر خطير والارض على موعد لِتَغَيُّرٍ تتغير في البشرية كلها { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } كنا في السابق نستمع ولا يتعرض لنا شيء إلا القليل لم تكن هذه الحرس بهذه الكثرة ولم تكن بهذه الشدة ولم تُحرس السماء على مَرِّ التاريخ مثل هذه الفترة مالذي يحصل كأن الكون يُعَدُّ لامر عظيم كأن الارض تتجهز لحدث كبير السماء تشتد حراستها والشُهب بدأت ترجم الشياطين في السماء لتمنعها من الوصول إلى السماء { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } الان سترصدكم هذه الشُّهُب سترصدكم الآن وسترميكم هذه السماء التي زُينت بهذه النجوم ستبدأ الان تحرس هذه السماء وبدأت الشياطين تفر من السماء وبدأت تهرب من السماء تتناقل الشياطين بعضها بين بعض مالذي حدث مالذي جرى مالذي سيحصل إنتشرت الشياطين في الارض تبحث ما هذا الحدث الجلل الذي سيحدث في الارض اليوم السماء تغيرت والحراسة إشتدت والشُهب ترمينا من كل مكان إذن سيحصل أمر غريب وسيحصل أمر خطير إنها رحمة الله ستتنزل على البشرية كُلِّها



    بدأت تحصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورا غريبة منها على سبيل المثال كان ينام النومة فيرى فيها رؤية مثل الحلم لكنها رؤية فإذا قام الصبح رأها كما رأها في المنام تماما وكان الامر غريبا مُستغربا قد يحصل الأمر مرة ومرتين لكن الأمر تتكرر كثيرا مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم لِمَ ليتهيأ لأمرعظيم سيرى أمورا أكبر وأعظم من هذا فهذه الرؤية كانت تهيأه صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا بدأت المرحلة الأولى في حياة نبينا حياة المُعْجِزَاتْ حياة التَغَيُّرات نوامس الكون ستتغير من أجلك يارسول الله ثم بعدها تغيرت أمور أكثر وأكثر كان أحيانا يُبعد ويعتزل الناس ويذهب بعيدا عنهم لِيقضي حاجة له أو لِغيرها من الامور وكان لِوحده يمشي في الصحراء فيسمع الاحجار تسلم عليه الله اكبر الله اكبر الحجر يسلم عليك يارسول الله الجمادات تعرف قدره عليه الصلاة والسلام الاحجار التي تسبح الله جل وعلا أيضا تعرف حق نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتسلم عليه إذا كان الرب عز وجل في السماء يصلي عليه إذا كانت الملائكة في السماء تصلى عليه مابالوا الحجارة لا تسلم على رسول الله يمر بين الاحجار والأحجار تسلم عليه هو خير من يمشي على الثرى هو الذي إصطفاه الرب عز وجل من بين البشر جميعا لم يخلق الله عز وجل بشرا كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس هذا فقط بل كان لايحب الشرك وأهله ولم يكن يرضى أن يرى الناس يفعلون هذه المنكرات وهذه الفواحش وهذه الشركيات فكان يعتزل الناس ويذهب إلى غار يسمى غار "حيراء " يجلس فيه الايام والليالي ماذا كان يصنع الله أعلم كان يتعبد ربه عز وجل بتسبيح ربما علمه الرب إياه بتفكر في الخلق ربما أُلْهِمَهُ صلى الله عليه وآله وسلم فقد عاش على الفطرة لم يرتكب فاحشة ولا منكرا ولم يفعل شركا أبدا بل كان يعتزل الشرك وأهله ويجلس في الغار أياما وليالي يختلي بينه وبين ربه عز وجل هكذا كانت بدايات تغير الحياة لرسول الله صلى الله عيله وآله وسلم



    كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحب الخُلوة والإبتعاد عن الشرك وأهله وكان يقضي شهرا كاملا كل عام في غار إسمه غار حيراء يرقى الجبل ويجلس في الغار يتعبد ربه جل وعلا من الذي كان يأتيه بالطعام زوجته خديجة رضي الله عنها كانت تأتيه بالزاد والماء والطعام وأحيانا كان يمر عليه المساكين والفقراء فيعطيهم شيئا من الطعام ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الآن ما نزل الوحي إلى الان ما بدأت البعثة ليس هناك قرءان يقرأه أو صلاة يصليها لكنه كان يتفكر في خلق الله جل وعلا وكان يذكر الله عز وجل بقلبه { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض رَبَّنَا مَا خَلَقْت هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانك فَقِنَا عَذَاب النَّار ِ} ماذا كان يفعل النبي في هذا الغار هذا سر بينه وبين ربه ما أحلاها من جلسة يختلي فيها العبد بينه وبين الله كل عام شهر كامل يتزود فيها من الإيمان من اليقين بربه جل وعلا وبتوحيده فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته يقر الشرك وأهله بل كان يتلذذ بإعتزال الشرك وأهله والجلوس في مكان موحش مظلم لكنه مُضِيئٌ بالتفكر في خلق الله وذكر الله ولوكان بقلبه هكذا كان يقضي النبي أوقاته ويستمر في الجلوس ويتلذذ في هذا المكان في غار حيراء



    في إحدى السنوات وعُمْرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعون عاما وكان يتعبد الله عز وجل في ذلك الغار فجأة إذ دخل عليه ورأى شيئا غريبا من جآءه من ورائه فغطاه وظمه ظمة شديدة حتى كاد أن يموت عليه الصلاة والسلام فقال له " إقرأ " قال ما أنا بقارئ هذه الكلمات هنا أذِنَ الرب عز وجل أن تُرْحَمَ البشرية أذِنَ الرب عز وجل بهذه الكلمة أن يتغير مجرى التاريخ أذن الرب عز وجل أن يرحم خلقه بهذه الكلمة هنا بدأ الوحي ينزل هنا بدأت الرحمات تتنزل إقرأ قال ما أنا بقارئ قال إقرأ قال ما أنا بقارئ وكان النبي خائفا فزعا من هذا الذي دخل علي ماهذا المخلوق الذي جآئني ماهذا الذي يحصل ويقول له إقرأ وما هو بقارئ قال ما أنا بقارئ قال إقرأ قال ما أنا بقارئ فإذا بجبريل عليه السلام الروح الامين يبدأ تلاوة أول القرءان { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } سمعها النبي صلى الله عليه وسلم ففزع ما هذا الكلام إنه كلام غريب ليس بشعر وليس بكلام بشر هنا النور نزل في الارض هنا رحمة الله عز وجل شعت كالنور لِتُغَيِّر تاريخ البشرية كلها هنا نظر الرب عز وجل إلى الارض نظر رحمة { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الله اكبر يوم أذِن الرب عز وجل أن ينزل الوحي إلى البشر الله اكبر يوم أذن الرب عز وجل أن تُنْقَذَ البشرية من الضلال من وحل الشرك والفساد أن تُرحم البشرية بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الله اكبر يوم أمر الله جبريل أفضل وسيد الملائكة الروح الأمين أن ينزل على سيد خلقه وأفضل خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم سمع النبي هذه الأيآت فأراد أن يرجع إلى بيت زوجته خديجة فإذا به بالطريق يراه جبريل عليه السلام مرة أخرى ويراه النبي جهاراً يراه النبي له ست مائة جناح يقول كل جناح غطى الأفق فأخبره أنه جبريل أنه الروح الأمين وأنك يا محمد نبي ورسول هذه الأمة { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ ِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } هذه أعظم اللحظات في تاريخ هذه الأمة بل تاريخ البشرية كلها إن الله نظر إلى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب لكن الرب عز وجل الآن أذِن أن يهتدي أولئك الناس الذين إنغمسوا في الشرك ماأحلاها من لحظات وما أسعدها من ساعات يوم يلتقي سيد الملائكة بسيد البشر ولأول مرة يسمعها منه غظة طرية من عند ربه عز وجل قيل أن هذه اللحظات كانت في شهر رمضان وقيل في غيرها من الشهور لكن هنا بدأ الوحي وهنا بدأ القرءان ينزل وهذا أول نزوله سمعه النبي وأسرع قافلا إلى بيت خديجة



    أسرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت خديجة بعد أن رأى ما رأى فزعا قلقا ما هذا الذي رآه يشتكي لمن إلا خديجة إنها زوجته إنها التي كانت رفيقة دربه فحدثها بما رأى قالت أخبرني يا أبا القاسم ما الذي رأيت ما الذي جرى فقص عليها القصص قص عليه ما رأى وقد كانت بُشِرَّتْ قبل هذا بأنه ربما يكون نبي هذه الامة فلما أخبرها بالخبر قالت أبشر يا أبا القاسم أبشر فإن الله لن يُضيعك إنك تصل الرحم وتُقرِي الضيف وتحمل الكَلْ وتُعِين على نوائب الحق أبشر فإن الله لن يُضَيِّعَكَ ثم قالت له بعد أن هدأ ما رأيك أن نذهب إلى إبن عم لي ورقة بن نوفل رجل كبير بالسن ضرير صار أعمى وكان قد تعلم الانجيل والتوراة وعلم أهل الكتاب رجل عنده علم وقد كان بَشَّرَ خديجة بزمن أن هذا زمان خروج نبي وأرجو أن يكون محمدا كان قد بشرها قبل هذا الآن تذكرت خديجة كلام ورقة إبن نوفل فإذا بها تأخذ زوجها وحبيبها محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن هالَهُ ما رأى وأفزعه ما رأى فذهبت به إلى ورقة فقالت يا إبن عمي إسمع من إبن أخيك إسمع ما يقول قال قل لي ما رأيت يا محمد فإذا بالنبي يُخبره ما رأى في الغار وما حصل له في الغار وهو ذاهب إلى بيت خديجة كل ما رأى بالدقة والتفاصيل فقال له ورقة أبشر يا محمد إنه "النَّامُوسْ ""يعني الْمَلَكْ الذي نزل على موسى هذا نفسه الْمَلَكْ الذي نزل على موسى نزل عليك الآن نزل على من على آخر الانبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى وآله وسلم الان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذه الاخبار أخبار ليست بالهينة صحيح أنه مُهَيَّأ ومُؤَهَّلٌ لهذا لكن الخبر عظيم فجأة يُقال له إنك نبي هذه الامة الامر ليس بالسهل ثم قال ورقة وقد كَبِرَ بالسن يآليتني كنت جذعا يآليتني كنت شابا إذ يخرجك قومك لنصرتك نصرا مؤزرا فتعجب النبي ماذا إذ يخرجك قومك ولِمَ يخرجوني أنا الصادق الامين أنا سيد الناس أنا إبن أسيادهم وسادتهم لِمَ يخرجوني قومي ماذا فعلت لهم فقال له ورقة يهيئه لهذا الامر قال ماجاء أحد بمثل ماجئت به وقد قرأ ورقة علم أهل الكتاب وقصص الأنبياء يعرف قال ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِي { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } كل نبي وله عدو من المجرمين من الطواغيت من الكفرة { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا } من الذي ينصر الانبياء والرسل إلا الله عز وجل إي إطمئن يا محمد سينصرك الرب جل وعلا { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } تلقى النبي الخبر هذا الذي رأيت ليس شيئا من الجن وليس رِاْياً من الشيطان وليست تهيئات ولا أحلام يا محمد إعلم أنك من اليوم نبي هذه الامة الخبر ثقيل والامانة ثقيلة والامر ليس بالهين يفاجئ الانسان ويُخْبَرُ بأنه نبي لهذ الامة وأن الذي سمعه وحي من ربه جل وعلا خديجة أرادت أن تتأكد أن هذا الامر مَلَكْ من الملائكة في يوم من الايام سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوجها ألى زال الذي يأتيك تراه قال نعم أرآه قالت إن رأيته فأخبرني فجاء جبريل إلى النبي وهو جالس عند خديجة قال جآئني فقالت له إجلس عن يساري جلس قال لازلت أرآه إجلس عن يميني قال لازلت أرآه إجلس بين يدي قال لازلت أرآه قالت بعد أن نزعت خمارها قالت أترآه الان قال لا والله لا أرآه قالت أبشر هذا مَلَكٌ وليس بشيطان هذا مَلَكٌ وليس بِشيطان من مثل خديجة بعقلها وحكمتها وإيمانها بدأت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم



    كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حيراء كعادتة يتعبد ربه عز وجل كما يحكي عن نفسه في إحدى المرات كان راجعا إلى بيته وكان يمشي في الطريق لوحده إذ سمع مُنَادٍ يُنَادِيه أن يامحمد يقول فالتفت عن يميني فلم أرى أحدا ثم إلتفت عن شمالي فلم أرى أحدا نظرت أمامي نظرت من خلفي فلم أرى أحدا سبحان الله في ذلك المكان والنبي لوحده ولا أحد معه وصوت يناديه بإسمه من هذا الذي يناديني فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فوقه فإذا به يرى جبريل عليه السلام بصورته إنه جبريل الذي له سِتُ مائة جناح كل جناح منها يغطي الافق كله إنه جبريل الذي نزل على إبراهيم وموسى وعيسى وزكريآء ويحي وإسماعيل وسائر الانبياء إنه جبريل بنفسه أمين الوحي { ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } جبريل يُوحي إلى النبي بإذن الله عز وجل ما يريده الله جل وعلا فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأول مرة أسرع إلى بيت خديجة يقول لها "" زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي "" دَثِرُونِي دَثِّرُونِي "" فأنزل الرب عز وجل { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُجْزَ فَاهْجُرْوَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } الله جل وعلا سماه المدثر وسماه المزمل على حاله ووصفه بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم تتابع الوحي والوحي للانبياء والرسل على طرق أرادها الرب عز وجل فما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا فالرب لايكلم البشر مباشرة إلا بطرق إما أن يوحي إليهم مثل المنام فرأيا الانبياء كلها حق أو ينفث في روعهم فيوحي بإذنه ما يشاء أو من وراء حِجاب أو يُرسِل رسولا { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ} كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستمتع بالوحي الذي يأتي إليه لِمَ كلام الله جل وعلا وكيف لا يتلذد به إستمر الوحي فطرة طويلة من الزمن إستمر الوحي وتتابع الوحي وحمي الوحي حتى جاء فطرة فانقطع الوحي عن رسول الله إنقطع الوحي عن رسول الله أياما وكان النبي صلى الله عليه وسلم فبداية الامر يسمع به الذين حوله بين مصدق ومكذب فجائته إمرأة تستهزئ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول له أين شيطانك الذي ينزل عليك تستهزئ على من تقصد جبريل عليه السلام جبريل الذي بطرف جناحه قلب أمة من الامم جبريل الذي بصيحة واحدة صعق أمة من الامم جبريل إنه سيد الملائكة تصفه هذه المرأة فتقول أين شيطانك ما أرآه إلا قد قلاك يعني هجرك يعني تركك فانتظر النبي يوما ويومين وثلاثا وأربع ينتظر جبريل لكن جبريل عليه السلام مانزل فإذا بالنبي يُصيبه الهم عليه الصلاة والسلام أصابه الهم والغم لأن جبريل مانزل عليه كان يتلذذ بالوحي يأتيه من رب عز وجل فإذا بالقرءان ينزل يُطمئن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسم الرب { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } ماهجرك الرب عز وجل يامحمد فأنت خير البشر فأنت سيد الانبياء أنت سيد ولد آدم أنت سيد الأولين والآخرين كيف يهجرك الرب عز وجل {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } أي يا محمد سوف يُعطيك الرب عز وجل وما هجرك وما إنقطع الوحي هذه الفترة إلى لحكمة عَلِمَهَا الرب عز وجل وهكذا كان يستمتع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي جبريل إليه بكلام ربه عز وجل
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty بداية الدعوة إلى الله والجهر بها

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 15:59


    بداية الدعوة إلى الله والجهر بها



    بعد بعثته عليه الصلاة والسلام بدأ بعرض الاسلام على أقرب الناس إليه ومن أقرب الناس إليه إنها زوجته خديجة بنت خويلد التي مكث معها ما يقارب العشرين سنة لم يرى منها أمرا يسوئه كان يحبها حبا جما أول ما عرض عليها الاسلام أسلمت دخلت في الدين مباشرة فصارت نصف الاسلام نصفه محمد صلى الله عليه وآله وسلم نصفه الاخر خديجة زوجته بل كانت لما يتعرض لما يتعرض إليه خارج بيته من أذى قريش كانت تصبره كانت تهون عليه إنها خديجة بنت خويلد تلك المرأة الشريفة النسيبة التي ضحت بأموالها من أجل هذا الدين التي ضحت بوقتها وعمرها وكل شيء تملكه من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرض عليها الاسلام دخلت فيه بل كانت تصبر النبي وتخفف عنه أذى كفار قريش كم كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتاح مع هذه المرأة بل إنه من شدة تعلقه بخديجة رضي الله عنها ما نسيها لآخر حياته ما نسي خديجة التي أول من وقفت معه إلى آخر أيام حياته بل كانت زوجته عائشة التي تزوجها بعد هذا ومكث معها إلى أن توفي كانت تقول أن رسول الله ماكان ينسى خديجة لأنها وقفت معه وقفة ربما عجز الرجال أن يقفوا مثلها





    في يوم من الايام كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا في بيته بيت خديجة إذ جاءه جبريل عليه السلام فقال له يا محمد ستأتيك الآن خديجة ستدخل عليك فأقرأها من ربها السلام الله جل وعلا يُقرأ السلام ويسلم على من على خديجة رضي الله عنها فهي أول من دخلت في الاسلام قال وبشرها ببيت في الجنة كيف هذا البيت قال من قصب أي من لؤلؤة مجوفة لا نصب فيه ولا وصب فلما دخلت خديجة وبشرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا وقال إن الله عز وجل يُقرئك السلام ويبشرك ببيت في الجنة أنظر كيف ردت خديجة قالت إن الله هو السلام ما قالت عليه السلام قالت هو السلام ومنه السلام ثم قالت وعلى جبريل السلام وبشرها النبي هذا البيت في الجنة نعم هي تستحق هذا فقد كان النبي يعيش في كنفها وفي حياتها ويعيش معها براحة وهدوء لم يرى منها نصبا ولا صخب ولهذا بُشرت ببيت في الجنة من كان يعيش مع النبي كان يعيش معه غلام صغير عمره عشر سنين من هو إبن عمه هو الامام علي إبن أبي طالب رضي الله عنه كان عمره عشر سنوات ولِم َيعيش معه لأن في سنة من السنوات أصابت قريش أزمة مالية فذهب النبي قبل البعثة إلى عمه العباس وقال له ياعم إنا أبا طالب كثير العيال عنده أولاد كثيرون فلو أن كل واحد منا تكفل بواحد فأخذ جعفر إبن أبي طالب أخذه عمه العباس والنبي أخذ علي إبن أبي طالب رضي الله عنه أخذ الامام علي وهو صغير سن فعاش في كنف النبي وفي رعاية النبي وبتربية النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فلما بُعث النبي دخل الامام علي في الاسلام بلا تردد فهو أول ذكر وكان من الصبيان يدخل في الاسلام فكان يذهب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعلم هذا الدين منه دخل في الاسلام خديجة رضي الله عنها ودخل في الاسلام أيضا الامام علي إبن طالب رضي الله عنه فأي بيت هذا أي بيت هذا أما خديجة فقد رزقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم رزقه الله جل وعلا بأولاده كلهم من خديجة كل أولاد الرسول جاءه من خديجة إلا إبراهيم فإنه رُزِقَ من مارية القبطية أما أولاده جميعا فكانوا من خديجة كيف لايحبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكل أولاده منها وهي التي ضحت بحياتها من أجله بأموالها من أجله من أجل هذا الدين الأن ليس في الاسلام إلا ثلاثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم زوجته خديجة رضي الله عنها إبن عمه صبي صغير عمره عشر سنين هؤلاء الآن في بيت واحد كلهم هم يمثلون الاسلام بِرُمَّتِهِ الاسلام ثلاثة أثلاث ثلثه خديجة وثلثه الامام علي إبن أبي طالب رضي الله عنه









    بدأ الاسلام ينتشر زيد إبن حارثة مولى في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبه الرسول أول ما عرض عليه الاسلام دخل في دين الله جل وعلا خرج النبي إلى خارج بيته أول من بدأ به صديقه صاحبه إنه أبو بكر الصديق وما سُمِّيَ صِدِيقاً إلى لتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول ما عرض عليه الاسلام يقول النبي كل الناس كانت له كبوة تردد إلا ما كان من أبي بكر رضي الله عنه مباشرة ما إن عرض النبي عليه الاسلام إلا وأسلم بغير سؤال بغير تردد ذلك لأن أبا بكر أصلا قبل الاسلام لم يسجد لصنم قط بل حتى حرم على نفسه الخمر وكان صادقا أمينا كريما كان يعرفه كفار قريش كلهم بأمانته وصدقه وعفته لم يقترب من فاحشة لم يفعل منكرا فاحشا قط بل كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم حياته عشرات السنين فلما عرض عليه الاسلام أسلم مباشرة وكان من أحسن الناس إسلاما ما إن أسلم أبو بكر إلا وذهب يدعو إلى الله جل وعلا من حوله ذهب فإذا به يرجع بعثمان إبن عفان بذي النورين في ميزان من في ميزان إبي بكر ذهب وأتى بالزبير إبن العوام حواري رسول الله في ميزان من في ميزان أبي بكر ذهب وجاء بعبد الرحمن إبن عوف ذهب وجاء بطلحة إبن عُبَيْدِ الله ذهب وجاء بسعد إبن أبي وقاس والخمسة كلهم مبشرون بالجنة إنهم من العشرة المبشرين بالجنة من الذي دعاهم إنه سادس ستةٍ كلهم من العشرة المبشرين بالجنة كأن الله عز وجل وهو يقول { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ } منهم أبو بكر الصديق أول ما أسلم جاء بخمسة كلهم مبشرين بالجنة أي رجل هذا ما إن تكلم إلا أحسن الحديث واستمع الناس لمنطقه وأخذ الاسلام ينتشر شيئا فشيئا في مكة وسماهم الرب عز وجل السابقون الاولون من المهاجرين أولئك لهم فضل عظيم وأولئك الذين رضي الله عنهم هكذا الاسلام بدأ ينتشر في الاقرب ثم الاقرب سرا وأهل مكة لايشعرون




    ‍‎
    بعد ثلاث سنوات من دعوة النبي سرا لافراد من أهل مكة بدأت مرحلة أخرى الدعوة الجهرية بقول الله جل وعلا {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}وبدأ الرب عز وجل الامر وأنذر عشيرتك الاقربين أقرب الناس إليك فندى قومه وأقربائه من بني هاشم وبني عبد المطلب إبن عبد مناف فكانوا خمسا وأربعين رجلا أعمامه بنوعمومته جلسوا معه لينذرهم عليه الصلاة والسلام لكنه قبل أن يبدأ تكلم عمه أبولهب وكان رجلا بذيئاً قال يامحمد هؤلاء أعمامك وبنو عمومتك دع عنك الصُباء ماذا يستطيع قومك لِيواجهوا العرب قاطبة ماذا يفعلون ثم قال له يا محمد ما علمت رجلا جاء بأبناء أبيه بِشَرِّ مِمَّا جئت به ثم ذمَّ النبي ذَمّاً وتكلم عليه وعلى دعوته والنبي ساكت عليه الصلاة والسلام فلما إنتهى أبولهب من حديثه ما تكلم النبي وقام وانفض المجلس ثم جمعهم مرة أخرى فتكلم قبل أن يتكلم أحد من الناس وحمد الله وأثنى عليه وَتَشَهَّدْ ثم قال ياقوم قبيلته أقربائه أعمامه بنو عمومته قال والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة لتموتن كما تنامون وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تستيقظون فإما جنة أبدا وإما نار أبدا فتكلم عمه أبو طالب قال يآ إبن أخي والله ما أحد من الناس أَحَبَّ إلى ماتقول مني فامضي لِمَ أمِرْتَ بِهِ إمضي على دعوتك فوالله لنمنعنك ما بقينا ولولا أن نفسي لا تطاوعني على فراق ديني عبد المطلب لا إتبعتك يعني أنا على دين عبد المطلب لكن لنمنعنك من الناس ونمنع الناس منك فتكلم أبو لهب بعد أن تغير وجهه قال والله إنها السوأة والله إنها السوأة خذوه قبل أن يأخذ غيركم فرد عليه أبوطالب قال
    والله لنمنعن الناس عنه مابقينا أبداً فإذا بأبي طالب يرفع صوته على أبي لهب وأبولهب يرفع صوته على أبي طالب وانفض المجلس وعلم النبي أن عمه أبا طالب سيكون سندا له في دعوته وانطلق النبي يدعو الناس جهرا إلى الله جل وعلا







    بعد أن بَلَّغَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشيرته بدأ الان بالبلاغ العام والاعلان العام لاهل مكة يدعوهم إلى الله جل وعلا كيف يدعوهم كان عند مكة طريقة في الاعلان كان إذا أراد أحدهم أن ينادي أهل قريش ينادي بكلمات معلومة وكان يذهب إلى الصفا موطن تجمع الناس فَرَقَى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبل الصفا صعده جبل الصفا ثم صاح في قريش وصباحاه وصباحاه كلمة نداء يامعشر قريش يامعشر قريش بدأ الناس يتلفتون من الذي ينادي إنه محمد إنه الصادق الامين إنه سيد من سادة أهل مكة يناديهم الامر فيه شيء الخطب جلل يامعشر قريش ثم بدأ يسميهم قبيلة قبيلة يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني فلان يا بني فلان بدأ يُناديهم قبيلة قبيلة حتى إجتمعوا عنده عند الصفا حتى أن الذي لم يستطع أن يذهب أرسل مكانه رجلا يستطلع الخبر ما الذي جرى ما الذي حدث فلما إجتمع الناس كلهم عند الصفا قال لهم عليه الصلاة والسلام لو أخبرتكم أن خيلا خلف هذا الوادي تريد أن تَغِيرَ عليكم لو أخبرتكم أن جيشا سيدخل مكة الآن يغيروا عليكم أكنتم مصدقين تصدقوني بهذا الكلام الكلام خطير قالوا ماجربنا عليك كذبا نصدقك نعم يامحمد إن قلت صدقناك فقال لهم إني نذير لكم بين يداي عذاب شديد أنا جئتكم أنذركم من عذاب جهنم ماذا تقول ثم إسترسل يامعشر قريش يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار لا أُغنِي عنكم من الله شيئا يابني زهرة أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا يابني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا سمى قبيلة قبيلة حتى وصل إلى أعمامه يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا وسمى عما عما يا عباس إبن عبد المطلب أنقذ نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا يا فلان يا فلان سَمَّ عما عما ثم بعدها في النهاية نظر إلى إبنته فاطمة وكانت جارية إنها أقرب الناس إليه إنها بضعة منه عليه الصلاة والسلام قال يآ فاطمة يآ فاطمة سالني من مالي ما شئت أموالي دُنْيَايْ أعطيك إيها لكن أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا لا أُغني عنك من الله شيئا لا أُغني من الله عنك شيئا يوم القيامة مافيه أنساب يوم القيامة لن ينفع رجل رجلا لانه أباه أو إبنه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه يآفاطمة أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا سكت أهل مكة مذهولين مما يسمعون من تكلم عمه أبولهب قال تَبّاً لَكَ سَائِرَ اليوم ألهذا جمعتنا ألهذا جمعتنا فأنزل الرب عز وجل { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ }أي جزاءً لكلمته سيصلى ناراً ذات لهب هنا بدأ الاعلان العام وبدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصدع بالدعوة إلى الله وبصلاته أمام الناس وبجهره بالدعوة لايخاف في الله لومة لائم منهجه قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين















    لما بدأت تنتشر دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن صدع بالحق بعد ان بدأ يُظْهِرُ هذا الدين وبدأ ينتشر في مكة تضايق كفار قريش لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا والسبب أن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو طالب كان حاجزا منيعا بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين المشركين فلم يستطيعوا أن يمسوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسوء أبدا فهو الحصن المنيع لرسول الله أبوطالب كان يدفعو المشركين مع أنه لم يكن قد أسلم مع أنه لم يكن قد دخل في الاسلام إلا أن هذا هو إبن أخيه فلم يدع أحدا أن يمسه بسوء هنا تضايق كفار قريش وأرسلوا وفدا إلى أبي طالب فقالوا يآ أبا طالب إن إبن أخيك سَبَّ ءالهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وظلل أبآئنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه فرد عليهم ردا جميلا ورفيقا ورجعوا ثم جاؤوه مرة أخرى فقالوا يآ أبا طالب لقد جئناك وطلبنا منك أن تنهى إبن أخيك فلم تفعل فإنه قد رأيت ما يفعل بنا وبألهتنا وبديننا وبأبآئنا فيآ أبا طالب إما أن تكفيه عنا وإما أن نعاديك معه والحرب بيننا إما ان نموت أو تموتوا فإذا بأبي طالب ذاق ذرعا بما فعلوا وبما قالوا فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بإبن أخيه يجلس عنده قال يآ إبن أخي إن أهل قريش قد جاؤني وقالوا لي كذا وكذا أخبره بما قالوا له وإنني لا أريد أن أُظهر العداوة بيني وبينهم وأفرق بيني وبينهم فعلم النبي أن أبا طالب يطلب منه عمه أن يتوقف أو يتنازل فقال عليه الصلاة والسلام قال ياعم كما يُرْوَى لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الامر أو أُهلك دونه والله ما تركته لويعطوني الشمس والقمر ليس فقط يطلبوا مني طلبا لو أوصلوا إلي هذه النجوم وهذه الاقمار والشمس بنفسها على أن أتنازل عن شيء من هذا الدين والله مافعلت أو أموت دونه ثم وَلَّى النبي وعيناه تدمعان عليه الصلاة والسلام بكى النبي ومشى فناداه أبوا طالب مرة أخرى قال يآ إبن أخي تعال فجآءه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إفعل وقل ما تحب فوالله لن يمسك أحد بسوء فوالله لن يمسك أحد بسوء هنا إستبشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومضى يُبلغ دين الله جل وعلا الله جل وعلا يُرسل له من يحميه ومن يعز دينه ومن ينصره ومن يقف بينه حاجزا وبين المشركين ومضى النبي يبلغ دين الله جل وعلا ودعوته لا يبالي بذلك بكيدهم ولا بمكرهم ولا بأذاهم أبو طالب لم يكن أسلم لكنه كان حِصْناً مَنِيعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty تآمر المشركين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:01


    تآمر المشركين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    موقف عُتبة إبن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم







    قريش بدأت تخاف من دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعوته الجَهرية بدأت تنتشر وبدأت تُأتي ثِمارها المُصِيبة الكبرى بالنسبة لقريش أن الناس سَيُقبِلُونَ للحج بعد أيام فإذا قدِمُوا إلى الحج سَمِعوا من النبي دعوته وربما تأثروا به ماذا يصنعون وماذا يفعلون نادَواْ رجلا عندهم إسمه ""الْوَلِيدْ إبْنُ الْمُغِيرَةَ"" قالوا ياوليد سمعت ما فعل محمد بِنا ورأيت ماذا فعل بالأخ وأخيه والإبن وأبيه قل فيه قولا تسمعه عنك العرب وتنقله عنك قال قولوا وأسمع منكم أخبروني رأيكم أولاً قالوا ما رأيك نقول بأن ما يفعله كهانة بأنه كاهن قال أعرف الكهانة والكُهَان أعرف زمزمة الكاهن وَسَجَعَهُ والله إنه ليس بكاهن قولوا قولا غيره قالوا نقول مجنون قال والله ليس بجنون أعرف الجنون وخنقه ووسوسته ليس ما يفعله جنونا قالوا نقول شعرا قال أعرف الشعر هَزْجَهُ وَرَزْجَهُ ومقبوظه ومبسوطه والله مايقوله ليس بالشعر قالوا نقول ساحر قال أعرف السُّحَارَة والسحر نفسهم وعقدهم والله إن ما يفعله ليس بالسحر قالوا ما تقول أنت ياوليد ماتقول أنت بقول محمد قال والله سمعت كلامه قالوا هيه وماذا تقول قال والله إن فيه لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمُغذِقْ وإن أعلاه لمُثمِر وإنه يعلوا ولا يُعلا عليه وإنه لَيَحْطِمُ مَاتَحْتَهُ قالوا ياوليد ماذا تقول وكان رجلا مُشركا لكنه لما سمع القرءان عجب منه لأنه عربي فَصِيحٌ يعرف لغة العرب ويعرف كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه هذا القول قالوا ياوليد قل فيه قولا غيره يعني أي شيء خلاص ولو كان كذبا ولو لم يكن حقيقة أخذ يفكر ويُقَدِّرْ وينظر وَيَبْصُرْ ويَعْبَثْ ثم إلتفت قالوا ياوليد قل فيه قولا ثم رجع إليهم فقال قال قولوا سحر يعني إكذبوا وقولوا سحر وهو يعلم أنه ليس بالسحر قال قولوا للناس أنه سحر فرَّقَ بين الابن وأبيه والاخ وأخيه والرجل وزوجته والمرء وعشيرته فأنزل الرب عز وجل فيه { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا } يعني الوليد إبن المغيرة { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا } والرب عز وجل الآن يصف الوليد إبن المُغِيرة وهو يتكلم ويفكر بما يتهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْر يُؤْثَر إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْل الْبَشَر} قال الرب عز وحل في الوليد{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ } فإذا بكفار قريش يُصدقون الامر ويأخذون هذه التهمة وينشرونها بين الناس والوفود قدمت إلى الحج والنبي يقدم إلى خيامهم أبو بكر معه يفتح خيمة خيمة يقول أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تُفلحوا من يُأويني أبَلِّغ دعوة ربي فإن قريشا منعتني أبَلِّغُ دعوة ربي وخلفه أبولهب يقول ما عليكم منه إنه إبن أخي إنه مجنون فنشرت قريش في الناس أن هذا الرجل ساحر يفرق بين الاب وإبنه والأخ وأخيه تُهمة إتهموا بها نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لكن أنَّ لهم أن يغلبوا بٍتُهْمَتِهِمْ هَذِه





    بينما كان المشركون جُولوساً عند الكعبة يتكلمون في النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قائلهم ما رأينا مثل صبرنا على محمد سَبَّ دِينَنَا وشتم آلهتنا وسفه أحلامنا وصبرنا عليه بين هم يتكلمون عليه إذ طلع عليهم عليه الصلاة والسلام واتجه إلى الركن فاستلمه عند الكعبة ركن الكعبة الحجر ثم بدأ بالطواف لا يُبَالِي بأصنامهم ولا يُبالي بهم بأبيه وأمي عليه الصلاة والسلام كان يعتز بدينه وبإسلامه ولا يُبالي بالناس فلما طاف الشوط الاول ومر عليهم غمزوه سبوه وتكلموا عليه ولم يرد عليهم تغير وجهه عليه الصلاة والسلام فلما جاء الشوط الثاني الطواف الثاني فإذا بهم يغمزونه ويتكلمون عليه ولم يرد عليهم فلما جاء الشوط الثالث غمزوه وسبوه فتوجه نحوهم وهم يسبونه ويشتمونه فلما إقترب منهم سكتوا قال تسمعون معشر قريش تسمعون والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح لقد جئتكم بالذبح سيأتي يوم بينا وبينكم قتال في سبيل الله جهاد في سبيل الله يقول الراوي رأيت أشدهم عليه وصاة يعني سبا وشتما كأن على رؤوسهم الطير سكنوا وجمودا خوفا وفزعا حتى قال قائلهم إنصرف أبا القاسم راشدا فاولله ماكنت جهولا فاولله ماكنت جهولا في اليوم الثاني تداعواْ مرة أخرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بهم يتكلمون ويحرض بعضهم بعضا على رسول الله فرأوا النبي عند الكعبة يمشي فقام أشقى القوم ومسك بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ فلفه على رقبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم خنقه خنق من أشرف الخلق خنق من خليل الله خنق من الرحمة التي أرسلها الله للعالمين خنقه حتى كاد أن يموت عليه الصلاة والسلام من رَأهُم أبوبكر الصديق أسرع إليه فدفع الرجل ضربه ودفعه عن رسول الله أنقذ النبي ثم قال أبوبكر{ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } فترك الناس المشركون رسول الله ثم إندفعوا إلى أبي بكر يضربونه حتى سقط أبو بكرعلى الارض صريعا والدم يسيل منه وظن الناس أن أبا بكر مات فَحُمِلَ أبو بكر الى بيته وفي الليل وجد أمه ولم تكن أسلمت قالت يابُنَيَ كل شيئا قال والله لا أذوق طعاما يأمي حتى أرى رسول الله فاحْتُمِل أبو بكر في آخر الليل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيته وفي دار الأرقم فلما دخل إنكب أبوبكر على رسول الله يُقبِّلُه ويبكي هكذا أوذِيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا عنه ساحر قالوا عنه مجنون قالوا عنه كاهن والرب عز وجل يقول { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } يُستهزأ عليه ويُسَبُّ ويُضرب ويُشتم كل شيء فعلوه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع هذا كان صابرا كان ثابتا يتحمل كل الصِّعَاب في يوم من الايام خرج من بيته إلى الكعبة فزداد السب والشتم والاذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فازداد الهم وازداد الضيق في صدره فذهب إلى البيت دخل إلى بيته عليه الصلاة والسلام ثم تَدَثَّرَ بِرِدَائِهِ تغطى عليه الصلاة والسلام فأنزل الرب عز وجل له { ‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أي المتغطي بردائه المتغطي بثوب المتغطي بِلِحَاف قُمْ ولا تنام ولا تسكن ولا تثتر { يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } لِمَ افعل هذا {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} إصبر يآ محمد فقط لله عز وجل إصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتكن في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين إتقوا والذين هم محسنون إستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعوته لا يُبالي ولا يهتم بأذآهُم يسبونه ويشتمونه حتى أعينهم: وإن يَكَاُد الذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ :حتى العين ماسَلِمَ منها عليه الصلاة والسلام من أعينهم لكن الرب عز وجل كَافِيهِ وَحَافِظُهُ







    لما بدأ الاسلام ينتشر في مكة ويقوى شيئا فشيئا قال سيد من سادتها وهو" أبو الوليد عُتبة إبن ربيعة" قال لقومه قد رأيتم ما صنع محمد فيكم فإن رأيتم أن أعرض عليه عرضا قالوا إذهب يآ أبا الوليد فجاء إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يآ إبن أخي قد رأيت ما صنعت في قومك فرقت بين جماعتهم سَبَبْتَ آلهتهم ودينهم وكفَّرت آباءهم وفعلت ما فعلت فإن رأيت أن أعرض عليك عرضا قال قل يآ أبا الوليد فتكلم عُتبة إبن ربيعة وقال يا محمد إن كان الذي جئت به تريد به مالا جمعنا لك من أموالنا فصرت أكثرنا مالا وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك وإن كان الذي تريد ملكا ملكناك علينا وأخذ يعرض على رسولنا صلى الله عليه وسلم فلما إنتهى قال فرغت يآ أبا الوليد قال نعم قال أقول قال قل يآ إبن أخي فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقط بالقرءان لم يرد عليه بأي كلام بل بكتاب الله قال {بسم الله الرحمن الرحيم" حم~ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } واسترسل النبي بالقراءة وعتبة يسمع فقط يتأثر بالكلام فهو عربي يفهم معنى الكلام حتى وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ءاية‏ { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } هنا فزع أبو الوليد عتبة إبن ربيعة فقال يآ محمد أنْشُدُكَ اللهَ وَالرَّحِمْ أنْ تَقِفْ حَسْبُكَ حَسْبُكَ يَآ محمد قِفْ خاف أن يستكمل النبي الكلام وهو يعرف ما معنى صاعقة صاعقة عاد وثمود يعرفها عتبة قال أنشدك الله والرحم أن تسكت ثم خرج فرآه كفار قريش وقالوا لقد خرج إليكم عُتبة بغير الوجه الذي دخل به على محمد ثم ذهبوا إليه فقالوا له ما بالك يآ أبا الوليد قال والله ليس كلامه بكلام شعر ولا سحر ولا كِهانة يآ قوم إسمعوا مني ما أقول لكم خلوا بينه وبين العرب خلوا بينه وبين العرب فإن غلبته العرب وأصابته كَفَتْكُمْ العرب وإن غلب عليهم كان عِزُّهُ عِزُّكُمْ وَمُلْكُهُ مُلْكُكُمْ فذهب الناس وَوَلّواْ وهم يقولون سُحِرعُتبة سَحَرَهُ مُحَمَّد سَحَرَهُ مُحَمَّد





    في ليلة من ليالي مكة إجتمع سادة قريش في ظهر الكعبة. عتبة إبن ربيعة.شيبة إبن ربيعة.النظر إبن الحارث.أبو جهل.أبو البُختري إبن هشام.أبوسفيان.العاص إبن وائل.وغيرهم من سادة قريش فقالوا لو أن كَلَّمْنَا محمدا لعله يقف عما يفعل وما يقول فنادوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فجلس بينهم في تلك الليلة في ظهر الكعبة فقال ما عندكم قالوا يآ محمد قد رأيت ما صنعت بنا وبقومنا فرقت جمعنا وسَبَبْتَ ءالهتنا وشتمت ديننا وآبآئنا لا نعلم أحدا من الناس فعل بقومه كما فعلت بنا فلو أنك أردت مالا أو مُلكا أو إمرأة أو ما تريد من الدنيا أعطيناك فرد عليهم عليه الصلاة والسلام وقال ماعلى هذا بُعثت إنما بعثني الله عز وجل برسالاته فأنا لكم ناصح أمين أدعوكم لِمَ ترون فإن قبلتم فهذا حظكم في الدنيا والآخرة وإلا فإنني سأصبر حتى يحكم الله بيننا قالوا فإن كان ما تريد وأسررت على دعوتك هذه فإنك ترى مكة قد أحيطت بالجبال فادعو ربك أن يُزيل هذه الجبال وأن يجعل لنا أنهارا كأنهار الشام والعراق لعلنا نأخذ منها خيرا ومتاعاً في هذه الدنيا فرد عليهم عليه الصلاة والسلام قال لم أٌبعث لهذا إنما بُعثت برسالة رب وأنا لكم ناصح أمين { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا } ثم قالوا له يآ محمد نرآك تمشي بيننا في الاسواق وتعمل كما نعمل ليس لك فضل علينا لو كنت نبيا كما تزعم لِمَ لا يجعل الرب لك جناتٍ وخيراتٍ بدل عملك مثلنا { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا } قال يآ قوم والله ما على هذا بُعثت إنما بُعثت برسالة رب وأنا لكم ناصِح أمين فإن قبلتم وإلا فسأصبر حتى يحكم الله بيننا قالوا فإن آبيت يآ محمد فأنظر إلى السماء أنزل علينا عذابا من السماء كِسفا قِطعا من السماء فيها عذاب أو لِنَرَى ربنا كما تزعم أو الملائكة { أَوْ تُسْقِط السَّمَاء كَمَا زَعَمْت عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِي بِاَللَّهِ وَالْمَلَائِكَة قَبِيلًا } قال أما هذه فليست لي هذه إلى الله عز وجل إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل أنظروا إلى صبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قومه على سادة قريش وهم يُعَجِّزُونَهُ وهو يتحملهم عليه الصلاة والسلام ثم إسترسلوا بطلباتهم قالوا له يآ محمد نريد أن يكون لك بيت من ذهب أو ما رأيك أن تصعد إلى السماء حتى لو صعدت إلى السماء وفُتح لك طريق لن نؤمن حتى ترجع من السماء بكتاب نقرأه {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ } ينفتح لك طريق ونرآك تصعد إلى السماء { وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ حَتَّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَءهُ } رد عليهم الصلاة والسلام وهم جلوس قال لهم سبحان الله إنما أنا بشر { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا } ثم تركهم وانصرف عنهم عليه الصلاة والسلام بعد أن بَلَّغَهُمْ حُجَّةَ رَبِّهِ جل وعلا





    كلما تحدى المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جآءهم بما يُريدون بل هزمهم عليه الصلاة والسلام بِحُجَّتِه ومنطقه أوذي وعُذِّب لكنه كان يستعين بقيام الليل في الصبر عليهم والله عز وجل أنزل عليه { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا } أي أنهم يستبعدون أن تقوم الساعة ويُسألون ويُبعثون لكن الساعة قريب فاصبر يآ محمد لما رأى المشركون أنهم لن يستطيعوا على محمد صلى الله عليه وسلم فكلما طلبوا منه طلبا أفْحَمَهُمْ بِحُجَّتِهِ نزل القرءان يرد عليهم قالوا ليست لنا حيلة إلا أن نذهب إلى أحبار اليهود في المدينة وأي شأن لاحبار اليهود هناك قالوا نسألهم نستعين بهم على محمد وأصحابه الله أكبر منذ متى يا كفار قريش تستعينون بأحبار يهود وأي علاقة بينكم وبينهم حتى تستعينوا بهم على محمد الذي كنتم تُسَمُّونَهُ الصادق الأمين وهو سيد من سادتكم فأرسل كفار قريش"" النظرة إبن الحارث وعقبة إبن أبي مُعَيْضْ ""إلى أحبار اليهود خرجوا من مكة توجهوا إلى المدينة ليسألوا أحبار اليهود ماذا نصنع بهذا الرجل وما حقيقته فلما ذهبوا إلى أحبار اليهود وجلسوا معهم قالوا ماذا تريدون قالوا نسألكم عن رجل بيننا يزعم أنه نبي إسمه محمد إبن عبد الله واليهود يعلمون أن هذا هو زمان النبي بل عندهم أوصافه في توراتهم وفي كتبهم يعرفونه أكثر مما يعرفون أبنائهم لكنهم حسدا وغيضا ألم يخرج محمد بينهم قالوا ""للنظر إبن الحارث وعقبة إبن أبي معيض"" سالوا هذا الرجل ثلاثة أسئلة فإن أجابكم فهو نبي أرادوا تعجيزه وإن لم يجبكم فهو يَتَقَوَّلْ إفعلوا به ما تشاؤون قالوا وما هذه الثلاثة الاسئلة قالوا السؤال الاول إسألوه عن" فِتْيَةٍ فِي الدَّهْرِ غَابُواْ أمْرُهُمْ عَجَبْ " فقط هذا السؤال فِتْيَةٌ غابوا في الدهر وأمرهم عجب أي فتنة وأي فتية هؤلاء السؤال الثاني قالوا سالوه عن رجل " طَوَّاف " في مشارق الارض ومغاربها من هذا الرجل الطواف والسؤال الثالث قالوا سالوه عن " الروح " ماهي ما هذه الروح إن أجابكم على هذه الاسئلة الثلاث فهو نبي وإلا هو رجل يَتَقَوَّلُ عليكم فافعلوا به ماشئتم أخذ الاسئلة النظر وعقبة وعادا إلى مكة بها





    جاء الكفار يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الاسئلة الثلاث عن الفتية الذين غابوا في الدهر وأمرهم العجب وعن الرجل الطواف في الارض في مشارق الارض ومغاربها وعن الروح فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأجيبكم غدا فذهب ولم ينزل الوحي جاؤوه في الغد قالوا أين الاجابات قال أجيبكم غدا فلم ينزل الوحي خمس عشرة يوما وهو يقول لهم أجيبكم غدا ولم يأتي وحي يجيبه على هذه الاسئلة حتى بدأ الكفار يشككون الناس أنظروا كيف أعجزنا محمدا عن الاجابة والرب عز وجل أراد أن يعلم نبيه أنه إذا قال غدا أن يقول إن شاء الله لكنه نسي فجاءه جبريل عليه السلام بعد خمس عشرة يوما وقال له أين إجابات هذه الاسئلة لِمَا تأخرت قال جبريل ::وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بينا أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياَ:: ثم قال له ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله أي قل إن شاء الله يأتيك الجواب من عند الله جل وعلا أما الاسئلة الثلاث فأنزل الله إجابتها أما الفتية الذين غابوا { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} ونزلت سورة الكهف تجيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الفتية الذين غابوا في الدهر أما عن الرجل الطواف قال الله جل وعلا { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا } ثم قص عليهم قصة ذي القرنين قالوا له وأما الروح فأجابهم { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} بهذه الاجابات الثلاث أُلجِمَ الكفار هذه الاجابات بدأ القرءان كلما سأل الناس سؤالا أو أثاروا شبهة القرءان يجيبهم بل إن أبا جهل لما سمع قول الله عز وجل ""عليها تسعة عشر"" أي على النار تسعة عشر من الملائكة الزبانية أخذ يستهزء ويسخر قال عشرة عليكم والباقي علي أنا فأنزل الرب عز وجل { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً } الامر ليس كما يتصور إنهم زبانية إنهم ملائكة جهنم {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} كلما أثاروا شُبهة نزل القرءان يُجِيبُهُمْ بل إن رجل إسمه "النظر إبن الحارث "كانت عنده مغنية قانية كلما رأى إنسان يدعوه النبي للاسلام أرسل مغنيته إليه تطربه وتلهيه عن القرءان {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } بل أكثر من هذا كانوا إذا سمعوا النبي يقرأ القرءان أخذوا يصرخون ويتكلمون حتى يُشوشوا على الناس سِماع القرءان يعرفون أثار القرءان في الناس { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } ما تركوا شيئا إلا وأثاروا شُبهة وما سألوا سؤالا أو أثاروا شبهة إلا وينزل القرءان يُفحِمَهُم حتى رأوا النبي يمشي في الاسواق ويأكل الطعام قالوا كيف يكون نبيا ويمشي في السوق كيف يكون نبيا ويأكل الطعام {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ } الله أكبر حتى الاكل لا تريدون منه أن يأكل حتى المشي في الاسواق أنكرتموه عليه لكن القرءان كان للمشركين بالمرصاد{ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty رد: السيرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:02


    بداية الجهر بالقرءان وما حصل للصحابي عبد الله بن مسعود

    ما حدث للصحابة من إضطهاد وضرب وتعذيب خلال هذه الفترة



    كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الوحيد الذي يجهر بالقرءان أمام الناس وأمام المشركين ومع هذا كان يُأذى ويُعذب عليه الصلاة والسلام أما أصحابه فلم يكونوا قد تجرأوا على الجهر بالقرءان أمام المشركين إذا كانت الشهدتان فقط تسبب الاذى والتعذيب فكيف بالقرءان فكيف بكلام الله جل وعلا وذات يوم كان أصحاب النبي جلوسا يتحدث بعضهم إلى بعض فقال أحدهم من يتجرأُ منا ويجهر بالقرءان لِيُسمعه قريشا فإنهم ماسمعوه منا من واحد يقوم منا ويتكلم بالقرءان أمام قريش ليسمعوه من أحد أصحاب النبي فما قال أحد هذا الكلام وما تجرأ أحد إلا عبد الله إبن مسعود قال أنا أقرأ القرءان أمامهم وكان عبد الله إبن مسعود رجلا ضعيف الجسم ضعيف البنية له ساقان دقيقتان ضعيفتان قال أنا أقوم فأقرأالقرءان أمامهم فقال أصحابه لا لو أحدا غيرك يا عبد الله نريد رجلا تمنعه عشيرته وقبيلته منهم قال أنا أقوم وسيمنعني الله عز وجل قوة إيمان القضية ليست بالجسد بل بالايمان قام عبد الله أبن مسعود فذهب إلى المقام وإذا به يجهر بالقرءان وانظروا بأي سورة قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم.الرحمان. }سمع كفار قريش من تجرأ وقرأ القرءان ما هذا الصوت من أين يأتي فإذا بهم يتجمعون على عبد الله إبن مسعود يستنكرون قرائته { الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ } أخذوا يضربونه ليمنعوه من القراءة يضربون عبد الله إبن مسعود وعبد الله مُصر على قرائته لا يبالي { الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ ‏عَلَّمَهُ البَيَانَ } يُضرب عبد الله ولكنه يستمر بقرءاة القرءان يضرب ضربا شديدا والدم ينزف منه ما تركوا حجرا ما تركوا نعلا ما تركوا شيئا إلا وضربوه به وهو ذو بنية ضعيفة لكنه قوي الايمان يجتهد بالقراءة ويرفع الصوت يريدون إسكاته لا يستطيعون {عَلَّمَ القُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ ‏عَلَّمَهُ البَيَانَ } إذا به يقرأ ويسترسل حتى سقط على الارض ولا يعرف وجهه من قفاه من كثرة الدماء سالت الدماء من جسده وفي اليوم الثاني قالوا له ياعبد الله أرأيت ما حظرناك منه قال والله ليسوا بأهون منهم البارحة منهم اليوم اليوم أهونهم عندي من البارحة ولو شئتم لخرجت في اليوم الثاني وجهرت بالقرءان مرة أخرى فمنعوه وقالوا لا ياعبد الله كُف عن صنيعك فقد أسمعتهم كتاب الله إنه عبد الله إبن مسعود ساقاه قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهما ساقا عبدالله إبن مسعود أثقل في الميزان من جبل أحد هكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم





    بالرغم من أن المشركين كانوا يعذبون كل من يقرأ القرءان كل من يتلو كتاب الله جل وعلا بالرغم من أنهم كانوا لا يدعون أحدا يستمع القرءان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذا إلا أنهم كانوا يحبون الاستماع إليه كيف هذا " أبوجهل إبن هشام " أبوسفيان إبن حرب " الاخنث إبن شريق من أعداء رسول الله ومن كبار المشركين كان كل واحد منهم إذا حل الليل ذهب متسللا لوحده إلى مكان قريب من بيت النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد منهم يدري عن الاخر إنه كلام الله نفوسهم تشدهم للاستماع إليه { لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ } ليس على بشر جماد على جبل أصم ماذا يقول الرب عز وجل { لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} أبوجهل يستمع لوحده أبوسفيان يستمع لوحده الاخنث يستمع لوحده في الطريق وهم قافلون عائدون قبيل الفجر إلى بيوتهم يلتقي الثلاثة في طريق واحد وَيْحَكُمْ ماذا تصنعون لو رآكم سفهائكم لاوقعتم في نفوسهم شيئ الا تعوذ لهذا يتفقون على ألا يعود في الليلة الثانية كل واحد يذهب للاستماع لقراءة القرءان أبوجهل وأبوسفيان والاخنث كل منهم يستمعون لكن للاسف قلوبهم ما تدبرت كأن القلوب عليه قُفل { أَفَلآ يَتَدَبَرُونَ اَلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوُبٍ أَقْفَاَلهَاَ } في الليلة الثانية لما يقبل الفجر يعودون إلى بيوتهم فيصادف كل منهم الاخر وَيْحَكُمْ ماذا تصنعون لا تعودوا لمثل هذا في الليلة الثالثة يفعلون مثل صَنِيعِهِمْ لكن يتعاهدون على ألا يعود مرة أخرى كانوا يعلمون في قرارةِ أنفسهم أن هذا كلام الله وأن هذا رسول الله لكنه الكبر لكنه العِنادْ { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } هكذا كانوا يفعلون مع الناس لكنهم إذا خلا الليل يحبون إستماع كتاب الله جل وعلا







    وبدأت مرحلة جديدة بين المؤمنين وبين والمشركين كل من كان عنده من قبيلته رجل آمن مستضعف بدأوا بتعذبيه بدأت الان مرحلة التعذيب القاسية. جلدٌ تجويعٌ ضربٌ سحلٌ حتى أن الواحد منهم كان يوضع في الرمضاء جائع يقتله الجوع والعطش لا يبالون يجلد الناس جلدا ولا يبالون بل كان بلال رضي الله عنه ويملكه أمية إبن خلف كان يأمر الصبيان فيضع حبلا حول رقبته رقبة من بلال رضي الله عنه ما أراد منهم شيئا أراد فقط أن يؤمن بربه جل وعلا ويوحده فكان يضعون حبلا حول رقبته ويجره الصبيان حول جبال مكة وبين جبالها حتى أن الحبل يؤثر برقبته يجوعه ويعطشه أمية ثم يضعه على الارض الحارة في الصيف الحار ثم يضع صخرة على صدره يكاد يموت وهو يقول أحد أحد أحد أحد بل إن أمية إبن خلف يقول له يا بلال ل اأزال بك هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتؤمن بالآت والعزى فيقول بلال والله لو أعلم كلمة أخرى أغيض لكم منها لقلتها أحد أحد أحد أحد { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } شاب صغير إسمه .خباب إبن الارت. مولاته أمرت به فضرب ضربا شديدا كان حدادا وكانت تضع له الجمر الجمر الحار النار ثم يُأتى به فينزع الرداء عن ظهره ثم يوضع ظهره على الجمر الحار حتى أن شحم ظهره لما ذاب أطفأ النار أي نار هذه الذي أُحْرق بها خباب من مثل خباب في ذلك الزمان ماصده عن دينه شيء أبدا كان يعذب وكان يحرق ومع هذا كان يصبر في سبيل الله جل وعلا هكذا كانوا يتعذبون خباب من شدة التعذيب ولم يتجاوز الثامنة عشر من العمر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة متوسدا فقال يارسول الله ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد غضب إنه كان فِمَنْ كان قبلكم يُأتى بالرجل فتحفر له الحفرة ويُأتى بمنشار الحديد على مفرق رأسه يفرق فِرْقتيْن ويُأتى بأمشاط الحديد فيُمشط بين لحمه وعظمه لا يرده ذلك عن دينه شيئا لكنكم قوم تستعجلون { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } تعذيب ضرب جلد {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } عمار إبن ياسر أبوه ياسر أمه سمية الاسرة كلها وأمه إمرأة كبيرة عجوز كانوا يعذبون عذابا شديدا حتى أن عمار ينظر إلى أمه تضرب وإلى أبيه يجلد وهو معهما ومع هذا لارحمة لهم يمر عليهم أبو جهل فيقول لجالدهم إضرب وزد عليهم ضربا ويمر النبي يصبر هذه الاسرة أي أسرة هذه كلها تعذب في سبيل الله يقول النبي لهم صبرا آل ياسر صبرا فإن موعدكم الجنة { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } جنة وحرير جزاءً لِمَ لصبرهم على أي شيء صبرهم على هذا العذاب بل إن أبا جهل والاعياذ بالله أخذ حربة فضرب بها قُبُل من أم عمار حتى ماتت أما أبوه فقد مات من شدة التعذيب أبو عمار ياسر مات أبوه وماتت أمه فزدادوا على عمار ضربا يريدون ذبحه وقتله حتى لم يصبر عمار فإذا به رضي الله عنه يقول ما أرادوا في رسول الله فإذا به يبكي إلى رسول الله يذهب بكى عند الرسول قال يارسول الله يارسول الله لم أصبر فتكلمت فيك وقلت كذا وكذا فأنزل الرب عز وجل { إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ } أي إلا من قال كلمة الكفر مضطرا لكن قلبه مؤمن ومطمئن بالايمان لاحرج عليه فقال النبي لعمار إن عادوا فعد إن عادوا فعد هذا يضرب وهذا يجلد صهيب الرومي ضربوه ضربا حتى أغمي عليه فكان يقول كلاما لايدري ماذا يقول ولا يعي ماذا يقول هذا صهيب الرومي رجل كان كريما عزيزا بين مكة لكنه لما آمن عذب عذابا شديدا يعذب هذا ويضرب هذا حتى مصعب إبن عمير ما سلم منهم مصعب كان أترف أهل مكة وكان يأكل أفضل الطعام ويلبس أحسن اللباس وكان أترف شباب مكة لما أسلم أمه اخذت منه كل أمواله بل طردته من البيت وصار رجلا فقيرا لايدري كيف يأكل وماذا يلبس { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُوا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } يقول إبن عباس عن الذين تعذبوا قال كانوا يعذبون حتى إن أحدهم لايستطيع أن يستوي جالسا من شدة الالم بل من شدة الضرب والتعذيب كانوا يقولون لاحدهم ألآت والعزى إلهك من دون الله فكان يقول ألآت والعزى إلهي من دون الله وقلبه مطمئن بالايمان حتى أن الجُعل حيوان حشرة تمر على الارض يقولون له هذا الجعل إلهك من دون الله فكانوا يقولون الجعل إلهي من دون الله بشدة التعذيب ومن شدة الضرب هكذا كان يُعذب أصحاب النبي لِمَ { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } هذه مرحلة من أصعب مراحل الاسلام أراد الربان يصفي المؤمنين ويستخرج منهم أفضلهم.





    أبو بكر الصديق وهو يرى أصحاب النبي يتعذبون يُجرون في الرمضاء يُضربون ويُجلدون لم يسكت ولم يقعد بل ذهب إلى أمواله وأخذ ينفقها في سبيل الله عز وجل أخذ يشتري فلان ويعتقه لوجه الله وفلانة ويعتقها لوجه الله جاء إلى عامر إبن فُهيرة وهو أحد الذين شهدوا بدرا ومن السابقين في الاسلام فاشتراه بحر ماله وأعتقه لوجه الله جاء إلا أمرأة إسمها زِنِيرَة إمرأة كبيرة كانت تعذب لانها أسلمت ودخلت في الدين فاشتراها بأمواله واعتقها لوجه الله جل وعلا وكانت هناك إمرأة من قريش إمرأة كافرة حبست عندها إمرأتين النهدية وإبنتها كانتا جاريتان عندها تعذبهما وتكلفهما أكثر من طاقتهما وأقسمت ألا تعتقهما أبدا لانهما أسلمتا فجاء أبو بكر واشتراهما بأمواله واعتقهما مباشرة لوجه الله جل وعلا رأى بلال يعذبه من أمية إبن خلف عذابا شديدا يجره في الرمضاء ويضربه قال أشتريه منك فأبى ان يبيعه إليه فرفع ماله ورفع ثمنه حتى أعطاه إياه بثمن غالٍ حتى قال أبو بكر والله لو لم يبعني بلالا إلا بوزنه ذهبا لشتريته فاشتراه أبوبكر وأعتقه لوجه الله جل وعلا فجاء والد أبي بكر ولم يكن أسلم في ذلك الوقت قال يآ أبا بكريآ أبا بكر ماذا تصنع لِمَ تشتري الضعفاء من الناس لو أنك إشتريت رجالا أقوياء منعوك من الناس وكانوا حماية لك قال يأبي أنا لا أفعل الامر لاجل هذا قال إذن لمَ تفعل هذا يآ أبا بكر قال أنا أفعله فقط لله جل وعلا أنفق أموالي لله جل وعلا فأنزل الرب فيه { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى } لِمَ يآ أبا بكر { إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى } سوف ترضى يآ أبا بكر سوف يرضيك الرب عز وجل جزاءً بصنيعك هذا يشتري الضعفاء والفقراء والمساكين ويعتقهم لله جل وعلا لا يريد منهم جزاء ولا شكورا هذا صنيع وفعل أبي بكر في بداية الاسلام







    إشتد الاذى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان الاذى شديدا ومن أقرب الناس إليه عمه أبولهب لم يسلم منه النبي صلى اله عليه وسلم فأنزل الله { تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ } وكانت لأبي لهب زوجة خبيثة طليقة اللسان إمرأة فاسدة كانت تضع الشوك والحطب على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وعند باب بيته فلما سمعت أن الله عز وجل أنزل في زوجها ءايات تضنه هجاءً جاءت إلى الصحابة وهم جلوسا والنبي بينهم صلى الله عليه وسلم وكانت تحمل حجرا كبيرا فسألت الصحابة والنبي جالس أين مُذَمَم تسميه مذمما قالوا لها وما تُردين فيه قالت سمعت أنه هجئ زوجي يعني أبا لهب والنبي أمامها وأعمى الله عز وجل بصرها عنه قالوا لها وما تُردين فيه قالت لإن رأيته لأضربنه بهذا الحجر فأنزل الرب عز وجل {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا } يعني في رقبتها تُجر في جهنم بحبل من صوف من مسد { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَد إشتد الاذى على رسول الله وعلى أصحابه من جميع المشركين يوم من الايام كان جالسا عند الكعبة يصلي عليه الصلاة والسلام كان يصلي فرآهُ المشركون "عقبة "وشيبة "وعتبة "وأبوجهل" وغيرهم من صنادد الكفر فقال بعضهم لبعض من يذهب إلى "سلى زجوري" بني فولان وكان آل فلان قد ولدت لهم ناقتهم ولدا فإذا بهم يقولون من يأخذ النجاسة الخارجة بعد الولادة من المشيمة وغيرها " سلى الجزور" فيرميها على ظهره وهو يصلي فقام "عقبة إبن أبي معيض" أشقى القوم فذهب وجمع النجس والقذر وما تخلف من الناقة بعد الولادة "سلى الجزور" فاحتمله ثم إنتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سجد رماه على ظهره والمشركون يضحكون ويتمايلون من الضحك ورسول الله ساجدٌ لربه جل وعلا ساجدٌ والنجس والقذر على ظهره من سمع بهذا الخبر إبنته الجارية فاطمة الزهراء رضي الله عنها فأسرعت أخذت تركض فمسحت القذر عن ظهر أبيها فلما إنتهى النبي من صلاته نظر إلى إبنته فاطمة تبكي وتنظر إلى المشركين ماذا يصنعون بأبيها قال لا عليك يآ بُنيتي فإن الله مانع أباك يعني إصبري إن الله ناصري ثم ذهب النبي إلى المشركين وهم يضحكون ويتمايلون عند الكعبة بالقرب منها فدعا عليهم وقال اللهم عليك بأبي جهل الله عليك بعتبة اللهم عليك بشيبة اللهم عليك بفولان اللهم عليك بفولان أخذ يسميهم واحدا واحدا يقول إبن مسعود وقد شهد هذا يقول والله رأيت الذين سماهم النبي كلهم صرعا في أول معركة في يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر أوذي النبي أذى شديدا أمية إبن خلف كان يهمز النبي أي يسبه جهرا ويلمزه أي يسبه سرا فأنزل الله { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ } أبو جهل عليه لعنة الله يوم من الايام جاء إلى المشركين أصحابه وقال لهم أن يُعثِروا محمد وجهه بينكم يقصد السجود قالوا نعم قال لإن رأيته لأطأن عليه برجلي فقالوا له ها هو ذاك يصلى رسول الله يصلى { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى } فإذا بأبي جهل يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يطأ عليه برجله فتراجع والناس ينظرون ما باله لم يقترب تراجع تراجع ويضع أبو جهل يده أمام وجهه كأنه يبعد شيئا قالوا ما بالك جاء خائفا قال إن بيني وبينه لخندقا قال ورأيت أهوالا وأمورا عظاما فلما إنتهى النبي من صلاته قال والله لو إقترب مني لتخطفته الملائكة لتخطفته الملائكة فليدعو نادية سندعوا الزبانية { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } هكذا كان يأذى النبي صلى الله عليه وسلم أذى شديدا من كفار قريش من خنق وضرب بل جاء إلا أحدهم يوم من الايام فدعاه إلى الاسلام فأسلم فإذا به يذهب إلى صاحبه قال له ما بالك قال أسلمت قال صبأت قال بل أسلمت سمعت كلامه فأسلمت قال والله أنك لست بصاحبي حتى تكفر بهذا الدين وتذهب إلى محمد فتبصق في وجهه وفعل الرجل ذهب إلى رسول الله وكفر وارتد فأنزل الله عز وجل { : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً } سوف يعض على يديه جزاء نكالا بما صنع في هذه الدنيا أوذي كان يسب ويشتم كان أقربائه وجيرانه يضعون القذر والنجس عند باب بيته يخرج من بيته فيقول يابني عبد مناف أي جوار هذا أي جوار هذا كل هذا لانه دعاهم إلى ربهم جل وعلا { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ } يأذى ولكن الرب عز وجل يصبره ويثبته



    لَما إشتد البلاء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قرر أن يجتمع بهم في دارعند الصفا "للارقم إبن أبي الارقم "فكان النبي يأتي إلى هذه الدار سرا وكان الصحابة يجتمعون إليه في هذه الدار سرا إذا خيم الليل ودخل الناس بيوتهم تسلل الصحابة إلى هذه الدار يجلسون مع رسول الله صلى الله علي وآله وسلم ما أحلاها من جلسة وما أجمله من مكان يجتمع فيه أبو بكر والامام علي وعثمان إبن عفان وطلحة وعبد الرحمن وبلال وعمار إبن ياسر وخباب إبن الارت والسابقون إلى الاسلام يجتمعون في هذه الدار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } كل ما يتلى في هذه الدار وما يقال في هذه الدار إنما هو سر من الاسرار أي علم تعلمه السابقون الاولون أي إيمان يزدادونه كل ليلة وكل يوم ما أعظمها من جلسة وما أحلاها من دار يجتمع فيه الصحابة مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty الهجرة إلى الحبشة وإسلام حمزة وعمر

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:03


    الهجرة إلى الحبشة وإسلام حمزة وعمر



    دخلت السنة الخامسة من النُبوة واشتد البلاء بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقرر بعض أصحاب النبي بعد أن أذن النبي لهم أن يُهاجروا ، أن يهاجروا إلى منطقة تُسمى الحبشة ، فإن فيها ملك إسمه النجاشي ، قال النبي فيه إنه ملك عادل لا يُظلم عنده أحد ، فأذن لبعض أصحابه من إستطاع منهم أن يهاجر وقرروا في ليلة من الليالي أن يجتمعوا فيها ، فتسلل كل منهم من بيته يريدون أن يخرجوا من مكة بحيث لا يشعر بهم أحد من الناس ، فتجمع إثنا عشر رجلا وأربعة من النساء عليهم عثمان إبن عفان رضي الله عنه قائدهم وزوجته بنت النبي رُقية رضي الله عنها من النساء ، إجتمع الستة عشر نفرا ليخرجوا من مكة مهاجرين إلى الله جل وعلا ، والرب عز وجل أخبرهم في القرءان ، أن أرضه واسعة { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } قال الرب عز وجل أن أرضه واسعة حتى يأذن لهم أن يُهاجروا فيها ، ويخرج من هذه الارض التي عُذبوا فيها ،عذبهم المشركون عذابا شديدا ضربوهم جروهم في الرمضاء جلدوهم فعلوا ما فعلوا هاهم في تلك الليلة يتجمعون ولم يشعر بهم أحد من كفار قريش ، خرجوا بقيادة عثمان إبن عفان توجهوا بإتجاه البحر وفي الصباح عَلِمَ المشركون بهم ، فأسرعوا خلفهم يريدون القبض عليهم لكن الرب عز وجل نجَّاهم ، ركبوا سفينة في البحر وتوجهوا بإتجاه الحبشة إلى ذلك الملك العادل ""النجاشي"" الذي كان على دين النصرانية ، ولكن في حُكمه لا يُظلم أحد من الناس ، ونجا الله هذه الثُلَّةَ المؤمنة فكان أول بيت هاجر في سبيل الله بيت عثمان إبن عفان وزوجته رُقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم









    في نفس هذه السنة التي هاجر فيها بعض الصحابة إلى الحبشة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الكعبة يقرأ القرءان ، وكانت عادة المشركين إذا سمعوا النبي يقرأ القرءان لَغَواْ فيه ورفعوا أصواتهم حتى لايسمعه أحد ، لكنه في تلك المرة لما قرأ كان حوله المشركون يستمعون فاستغل النبي الفرصة وقرأ سورة من سور القرءان تُخاطبهم مباشرة فقرأ سورة النجم ، وهذا لحكمته صلى الله عليه وآله وسلم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } والعرب يعرفون معنى النجم إذا هوى يُقْسِم الله بما { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ } أي أنا الذي أمامكم ما ضللت { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىوَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ععَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى } وإذا بالمشركين ينبهرون قلوبهم قادتهم إلى التدبر إلى الاستماع لازالوا مشركين لكن القرءان كلام الله يصل إلى أي قلب كان ، فإذا بهم يستمعون يستمعون فوصل إلى قوله { أأَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى } بدأ يكلمهم الرب عز وجل عن أصنامهم عن معبوداتهم ، ثم أخذ يُخبرهم بفعله في الامم { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى } هنا خُلِعَتْ قلوبهم من صدورهم وخافوا وبلغت القلوب الحناجر مع أنهم مشركون ، لكنهم خافوا من هذا الحديث ومن هذا الكلام في نهاية السورة الرب عز وجل يخاطبهم مباشرة فيقول لهم { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } لما تسمعون القرءان تُغنون لما تسمعون كلام الله لا تتأثرون لما تسمعون هذا الكلام فقط تعجبون أين إيمانكم أين عقولكم أين قلوبكم ثم خُتِمت السورة { فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوهُ } فإذا بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم يسجد وإذا بالمشركين الذين إستمعوا إليه كلهم يسجدون ، لا شعوريا سجدت أجسادهم وقلوبهم لم تؤمن سجدوا لا شعوريا ، فلما رفع النبي رأسه رأهم سجدوا ، قال آمنتم فإذا بهم ماذا يُجيبون الان كيف يردون على الرسول مادخلوا في الدين لكنهم لا إراديا سجدوا ، قال سجدتم لله آمنتم ، قالوا لا تذكرنا آلهتنا فسجدنا لها تباً لهم ثم تباً ، إنتشرت إشاعة في قريش أن أهل مكة آمنوا أن سادتهم آمنوا سجدوا مع رسول الله وانتشرت هذه الاشاعة ، حتى وصلت للحبشة فإذا الذين هاجروا إلى الحبشة يعودون مرة أخرى إلى مكة ، فلما إقتربوا من مكة عَلِمُوا أن الأمر كان إشاعة رجع بعضهم ودخل بعضهم في جوار البعض إلى مكة مرة أخرى



    هاجر المسلمون مرة أخرى إلى الحبشة لكن هذه الهجرة كانت أكبر من الأولى ، فهاجر من الرجال ثلاث وثمانون رجلا منهم جعفر إبن أبي طالب رضي الله عنه ، ومن النساء ثمانية عشر إمرأة ، هاجروا جميعا إلى الحبشة إلى النجاشي رجل نصراني لا يُظلم أحدا عنده ، فعاشوا بأمان فأرسلت قريش في إثْرِهِمْ رجلين من دُهاتِها ، عمرو إبن العاص ، وعبد الله إبن أبي ربيعة ، معهما هدايا كثيرة للنجاشي ، فلما وصلا إلى النجاشي أعطوه من الهدايا من المجوهرات من الذهب من غيرها وأعطوا بَطارِقتهُ حاشيته الذين حوله، فاستبشر بهما وأجلسهما فتكلم عمرو إبن العاص قال أيها النجاشي إن سفهاءً من قومنا وغِلْمَاناً مِنّا خرجوا هاربين فروا من ديارنا إلى ديارك ، فارقوا ديننا ودين آبائهم وأجدادهم ، ولم يدخلوا في دينك ، عابوا ديننا وسبوا آلهتنا وَآوَيْتَهُمْ فأخرجهم ، فإن شرفاء مكة يريدون إرجاعهم ، فقالت البطارقة تؤيد كلامهما ، نعم أيها النجاشي أرجعهما وأرجع هؤلاء الناس إلى بلادهم ، فقال النجاشي لا حتى أسمع منهم ، فنادهم النجاشي فاجتمع المسلمون ومن يتكلم بلسانهم جعفر إبن أبي طالب ، قال لهم النجاشي فارقتم دين آبائكم وأجدادكم ولم تدخلوا في ديني فما هذا الدين الذي جئتم به ، قال جعفر ، أيها النجاشي كنا في جاهلية ، نعبد الأصنام والأوثان والأحجار ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الرّحِم ونُسيءُ الجوار ويأخذ القوي من الضعيف ، حتى بعث الله إلينا نبيا ورسولا من أنفسنا ، نعرف نسبه وصِدقه وعِفَّتَه وأمانته ، يدعو إلى عبادة الله وحده وأن نخلع ما كان يعبد أبَآئَنَا من الاحجار والاوثان والاصنام ، يدعونا إلى صِلاةِ الرّحِمْ وحُسن الجوار ، يدعونا إلى صدق الحديث وأداء الامانة ، يدعونا إلى الصلاة والزكاة والعِفة ، وأخذ يعدد ما شرع الاسلام ، قال فإذا بقومنا يُؤْذوننا ويَفْتِنُونَنَا ويُعَذِّبُونَنَا فعلمنا أنك لا تظلم أحدا عندك فخرجنا من ديارنا إلى ديارك رجاءَ أن نَمْكُثَ بأمن عندك ، فقال النجاشي بعد أن سمع حُسن منطق جعفر إبن أبي طالب ، وعمرو إبن العاص يسمع ، قال هل عندكم يسأل جعفر ، هل عندكم شيء من دينكم ، قال جعفر نعم ، قال هاتي ما عندك ، فإذا بجعفر إبن أبي طالب يختار سورة مريم ، وإذا به يقرأ والنجاشي يسمع والبطارقة يسمعون { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } يقرأ جعفر ، فإذا بالنجاشي تدمع عيناه وإذا البطارقة أيضا يبكون حتى وصل { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا } فإذا به يقص قصة مريم ثم عيسى عليه السلام ، وإذا بهم يبكون وتخضَلُّ لِحَاهُم حتى إذا إنتهى جعفر فإذا بالنجاشي يقول والله إن ما قلته وما قاله عيسى إبن مريم يخرج من مِشكاة واحدة ، يعني هذا هو الدين الذي جاء به عيسى ، فإذا بي عمرو إبن العاص يخرج وإذا بالنجاشي يقول أنتم آمنون في أرضي خرجوا ، فإذا بعمرو يقول والله لأعدن إليه في اليوم الثاني وألِحُّ عليه مرة أخرى ، فرجع عمرو إبن العاص وكان ذكيا فقال أيها النجاشي أسمعت إلى السفهاء ما ذا يقولون في عيسى إبن مريم ، قال ما يقولون ، قال يقولون فيه قولا عظيما ، فإذا بالنجاشي يُناديهم ، فعلم المسلمون أنه سيسألهم عن عيسى فخافوا ، ماذا سنقول الان لكنهم عزموا على الصدق لن ينجيهم إلا الصدق ، فنادهم فتقدم جعفر والبطارقة حوله قال ما تقولون في عيسى إبن مريم ، فقال جعفر هو عبد الله ورسوله ، والكل ينظر والكل يستمع كلام خطير عبد الله النصرى لا يقولون هذا ، قال هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها على مريم وروح منه ، وأخذ يُعدد أوصافه فإذا بالناس يسكتون وإذا بالنجاشي يَطْرُقُ رأسه ثم يأخذ عودا من الارض ثم يقول ، والله والله ماعدا هذا الكلام ولا تجاوز شيئا مما جاء به عيسى إبن مريم ، فنخر البطارقة وغضبوا فقال النجاشي ، وإن نخرطم والله هذا هو الذي جاء به عيسى إبن مريم ، ثم أمر بالهدايا التي أعطاها عمرو إبن العاص إليه ، قال رودوا إليهما هداياهم لا أريد منهم شيئا ، ثم ردوا خائبين على أدبارهم ، عمرو إبن العاص قبل أن يسلم وعبد الله إبن ربيعة يقول المسلمون ، عِشنا سنوات عند النجاشي بأمن وأمان لم نعش قبلها مثل هذه الايام ، تركنا نعبد الله كما نشاء ظل المسلمون في الحبشة سنوات حتى فتح الله على نبيه ثم عادوا مرة أخرى



    هاجر المسلمون مرة أخرى إلى الحبشة لكن هذه الهجرة كانت أكبر من الأولى ، فهاجر من الرجال ثلاث وثمانون رجلا منهم جعفر إبن أبي طالب رضي الله عنه ، ومن النساء ثمانية عشر إمرأة ، هاجروا جميعا إلى الحبشة إلى النجاشي رجل نصراني لا يظلم أحدا عنده ، فعاشوا بأمان فأرسلت قريش في إثْرِهِمْ رجلين من دُهاتِها ، عمرو إبن العاص ، وعبد الله إبن أبي ربيعة ، معهما هدايا كثيرة للنجاشي ، فلما وصلا إلى النجاشي أعطوه من الهدايا من المجوهرات من الذهب من غيرها وأعطوا بَطارِقتهُ حاشيته الذين حوله، فاستبشر بهما وأجلسهما فتكلم عمرو إبن العاص قال أيها النجاشي إن سفهاءً من قومنا وغِلْمَاناً مِنّا خرجوا هاربين فروا من ديارنا إلى ديارك ، فارقوا ديننا ودين آبائهم وأجدادهم ، ولم يدخلوا في دينك ، عابوا ديننا وسبوا آلهتنا وَآوَيْتَهُمْ فأخرجهم ، فإن شرفاء مكة يريدون إرجاعهم ، فقالت البطارقة تؤيد كلامهما ، نعم أيها النجاشي أرجعهما وأرجع هؤلاء الناس إلى بلادهم ، فقال النجاشي لا حتى أسمع منهم ، فنادهم النجاشي فاجتمع المسلمون ومن يتكلم بلسانهم جعفر إبن أبي طالب ، قال لهم النجاشي فارقتم دين آبائكم وأجدادكم ولم تدخلوا في ديني فما هذا الدين الذي جئتم به ، قال جعفر ، أيها النجاشي كنا في جاهلية ، نعبد الأصنام والأوثان والأحجار ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الرّحِم ونُسيءُ الجوار ويأخذ القوي من الضعيف ، حتى بعث الله إلينا نبيا ورسولا من أنفسنا ، نعرف نسبه وصِدقه وعِفَّتَه وأمانته ، يدعو إلى عبادة الله وحده وأن نخلع ما كان يعبد أبَآئَنَا من الاحجار والاوثان والاصنام ، يدعونا إلى صِلاةِ الرّحِمْ وحُسن الجوار ، يدعونا إلى صدق الحديث وأداء الامانة ، يدعونا إلى الصلاة والزكاة والعِفة ، وأخذ يعدد ما شرع الاسلام ، قال فإذا بقومنا يُؤْذوننا ويَفْتِنُونَنَا ويُعَذِّبُونَنَا فعلمنا أنك لا تظلم أحدا عندك فخرجنا من ديارنا إلى ديارك رجاءَ أن نَمْكُثَ بأمن عندك ، فقال النجاشي بعد أن سمع حُسن منطق جعفر إبن أبي طالب ، وعمرو إبن العاص يسمع ، قال هل عندكم يسأل جعفر ، هل عندكم شيء من دينكم ، قال جعفر نعم ، قال هاتي ما عندك ، فإذا بجعفر إبن أبي طالب يختار سورة مريم ، وإذا به يقرأ والنجاشي يسمع والبطارقة يسمعون { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } يقرأ جعفر ، فإذا بالنجاشي تدمع عيناه وإذا البطارقة أيضا يبكون حتى وصل { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا } فإذا به يقص قصة مريم ثم عيسى عليه السلام ، وإذا بهم يبكون وتخضَلُّ لِحَاهُم حتى إذا إنتهى جعفر فإذا بالنجاشي يقول والله إن ما قلته وما قاله عيسى إبن مريم يخرج من مِشكاة واحدة ، يعني هذا هو الدين الذي جاء به عيسى ، فإذا بي عمرو إبن العاص يخرج وإذا بالنجاشي يقول أنتم آمنون في أرضي خرجوا ، فإذا بعمرو يقول والله لأعدن إليه في اليوم الثاني وألِحُّ عليه مرة أخرى ، فرجع عمرو إبن العاص وكان ذكيا فقال أيها النجاشي أسمعت إلى السفهاء ما ذا يقولون في عيسى إبن مريم ، قال ما يقولون ، قال يقولون فيه قولا عظيما ، فإذا بالنجاشي يُناديهم ، فعلم المسلمون أنه سيسألهم عن عيسى فخافوا ، ماذا سنقول الان لكنهم عزموا على الصدق لن ينجيهم إلا الصدق ، فنادهم فتقدم جعفر والبطارقة حوله قال ما تقولون في عيسى إبن مريم ، فقال جعفر هو عبد الله ورسوله ، والكل ينظر والكل يستمع كلام خطير عبد الله النصرى لا يقولون هذا ، قال هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها على مريم وروح منه ، وأخذ يُعدد أوصافه فإذا بالناس يسكتون وإذا بالنجاشي يَطْرُقُ رأسه ثم يأخذ عودا من الارض ثم يقول ، والله والله ماعدا هذا الكلام ولا تجاوز شيئا مما جاء به عيسى إبن مريم ، فنخر البطارقة وغضبوا فقال النجاشي ، وإن نخرطم والله هذا هو الذي جاء به عيسى إبن مريم ، ثم أمر بالهدايا التي أعطاها عمرو إبن العاص إليه ، قال رودوا إليهما هداياهم لا أريد منهم شيئا ، ثم ردوا خائبين على أدبارهم ، عمرو إبن العاص قبل أن يسلم وعبد الله إبن ربيعة يقول المسلمون ، عِشنا سنوات عند النجاشي بأمن وأمان لم نعش قبلها مثل هذه الايام ، تركنا نعبد الله كما نشاء ظل المسلمون في الحبشة سنوات حتى فتح الله على نبيه ثم عادوا مرة أخرى





    مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان النبي عند الصفا ، فسب أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبا قبيحا شديدا ، وأذآه أذا شديدا ولم يرد النبي عليه الصلاة والسلام عليه ، من رأى هذا المنظر فتى جارية مولاى لعبد الله إبن جدعان ، لما رأت هذا المنظر وبعد فترة قصيرة دخل حمزة إبن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عائدا من رحلة صيد ، لما دخل حمزة رأته هذه الفتاة فذهبت إليه وقالت يا حمزة أعلمت ما صنع أبو جهل وكان يُسمونه عمرو إبن هشام بمحمد إبن أخيك قال لها وماذا صنع ، فأخبرته بالذي حدث فأخذت حمزة الحَمِيَّة على إبن أخيه فإذا به يُسرِع إلى أبي جهل ، وكان جالسا في ناديه فإذا به يأخذ القوس ويقول لأبي جهل أتضرب محمدا إبن أخي وأنا على دينه ، ولم يكن حمزة أسلم لكن الانَفَةَ أخذته كيف يضرب إبن أخي ، فإذا به يضرب أبا جهل بقوسه فيشج رأسه سقط أبو جهل على الارض والدم ينزف فقام رجال من حَيِّهِ يريدون ضرب حمزة ، فقام رجال مع حمزة وكادا قتال أن ينشب بينهم إلا أن أبا جهل قال للناس أتركوه أتركوه فقد سببت إبن أخيه سبا قبيحا ، ماذا صنعت ياحمزة لقد قلت إنك على دين محمد فإذا بحمزة مباشرة يذهب إلى رسول الله ويجلس عنده ويخبره بالخبر فيعلمه النبي الاسلام ، وإذا بقلب حمزة رضي الله عنه ينشرح للاسلام { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } شرح الله صدر من صدر حمزة ، الذي عز الله عز وجل به الدين وَحَسُنَ إسلامه ، لكن بعد ثلاثة أيام كان عمر وقد إشتدت وطأته على أصحاب رسول الله كان عمر يبحث عن رسول الله فإذا به يجد رجلا في الطريق فيسأله ، أين محمد قال وماذا تريد فيه قال أريده ، قال ياعمر أَأدُلُّكَ على شيء عجب قال ما هو ، قال أختك وصِهرك يعني زوجها قد صبأ ، يعني قد دخل في الاسلام قال ويْحَكَ ماذا تقول ، قال إذهب إلى أختك فانظر ، فإذا بأخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها جالسين في البيت معهما "خباب إبن الارت "يُقرأهما"" سورة طه " فإذا بعمر يُسرع سمع خباب أن عمر أقبل فاختبأ في البيت ، فما إن دخل في البيت سألهما ماهذا الصوت الذي أسمعه فقام إليه صِهره قال ياعمر يا عمر أرأيت لو كان دينك ليس على الحق ودين غيرك على الحق ، فقام عمر إليه يضربه فدفعته فاطمة أخته عن زوجها ، فإذا بعمر يضربها ضربة شَجَّهَا سقطت على الارض والدم ينزف وهو ينظر إليها ، عمر الان بدأ يَرِقُّ قلب عمر ، فإذا بعمر يقوم ليأخذ الصحيفة وكان يقرآن صحيفة فيها سورة طه أراد عمر رضي الله عنه أن يقرأ من الصحيفة أن يأخذها فإذا بفاطمة تجر الصحيفة من عمر ، قال ماذا صنعت قالت إنك مُشرك نجس إنك مُشرك نجس ياعمر ولن أعطيك إياها حتى تغتسل ، لو لم يَلِنَ قلب عمر ما قام واغتسل ، لكن بدأ القلب الان يلين بدأ عمر يتغير فإذا به يقوم ويغتسل بعد أن إغتسل ، جاء ومسك الصحيفة نظر فيها فأخذ يقرأ كلام غريب كلام أول مرة يقرأه عمر إبن الخطاب { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا } وعمر رضي الله عنه يعلم من خلق السموات والارض إنه الله جل وعلا { تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا } من هو{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } فإذا بعمر يقرأ ويتدبر أخته تدعو له جالسة عنده صهره جالس فجأة خرج خباب لما عَلِمَ الجميع أن عمر بدأ يقرأ القرءان أن عمر بدأ يَرِقُّ قلبه ويقرأ كلام الله جل وعلا





    قال عمر لخباب وأين محمد قال وما تريد منه ، قال أخبرني أين هو الان ، وكان النبي كالعادة يجتمع في دار الارقم إبن أبي الارقم مع أصحابه ، وكان معهم حمزة للتو أسلم ، يتعلمون دينهم وإسلامهم ، فخرج عمر إبن الخطاب برفقة خباب إبن الارت متوشحا سيفه ، أي جر سيفه ذاهبا إلى أين إلى دار الارقم إبن أبي الارقم إنه المكان السري الذي يجلس فيه النبي مع أصحابه عمر الان يتوجه إليهم ولايدري النبي ولا أصحابه أن عمر قدم إليهم الان ، وعمر رافعا سيفه فلما وصل إلى دار الارقم طرق الباب فنظر أحد الصحابة فقال يارسول الله إنه عمر إبن الخطاب ، ففزع الصحابة في ذلك الدار فقال حمزة ، إن كان يريد خيرا أعطيناه وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه ، أما حمزة فهو أسد من الاسود وأما عمر فهو بطل من الابطال هذا يريد أن يواجه هذا ، أما بقية الصحابة فقد فزعوا وخافوا فقال النبي لحمزة إبتعد ، قام أشجع الناس محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الباب فدخل عمر إبن الخطاب ، فإذا برسول الله يجبده من ثيابه يجره فيقول له ياعمر ياعمر أما آن لك أن تنتهي عن هذا ، أو ليُنزِل الله عليك قارعة من السماء ، يعني إلى متى ياعمر وأنت على هذه الحال ، فإذا بعمر يقولها مباشرة ""أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله" الله أكبر كَبَّرَّ رسول الله ، الله أكبر كَبَّرَ كل من في الدار ، أسلم اليوم من أسلم عمر إبن الخطاب اليوم بدأ عز الاسلام اليوم بدأ الصحابة يُكبرون ، وأظهروا إسلامهم لانه أسلم اليوم عمر وقريش كلها تعلم من عمر إبن الخطاب ، عمر الذي ما ظن أحد من الناس أنه سيسلم ، الان شرح الله صدره { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } أسلم اليوم عمر وكَبَّرَ أهل الدار وفرح المسلمون ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، خرج عمر من دار الارقم بعد أن أظهر إسلامه وتعلم دينه فذهب إلى مكة فسأل عن أكثر الناس نقلا للحديث ، يعني رجل ينقل الخبر في مكة كلها ، فقالوا له "جميل إبن مَعْمَرْ " هذا رجل ينقل الحديث ، فإذا به يمشي عمر إليه فيجلس عنده قال يآجميل أسمعت بالخبر قال ما الخبر ، قال أسلمت فلم يُجبه وقام جميل مباشرة وندى في الناس يامعشر قريش يامعشر قريش وعمر ورآه ، قال إسمعوا الخبر وكل الناس تعلم أن جميل ينقل الاخبار قالوا ما الخبر قال صبأ عمر صبأ عمر ، فضربه عمر قال كذبت قال قل أسلم عمر قل أسلم عمر ا، ليوم حتى الالفاظ تتغير اليوم حتى الكلام يتغير اليوم عمر إبن الخطاب أسلم ، حتى الصحابة الذين كانوا يتخفون يقولون والله ماصلينا عند الكعبة إلا بعد أن أسلم عمر ، اليوم عزة الاسلام بدأت اللهم أعز الاسلام بأحد العُمَرَيْن ، هذا عمر إبن الخطاب الذي سيعز الله به الاسلام وأهله { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } فإذا بالمشركين لما سمعوا الخبر تجمعوا على عمر إبن الخطاب ، تجمع الرجال عليه وأخذوا يضربونه وهو رجل لوحده ، يدفع هذا ويضرب هذا ويُبعد هذا وتجمعت الجموع على عمر من أول النهار إلى آخره كلهم يريدون ضرب عمر وقتل عمر ، لكنهم لم يستطيعوا حتى قال لهم عمر إبن الخطاب ، يامعشر قريش والله لو كنا فيها ثلاث مائة ما تركناها لكم ، لو كان عددنا ثلاث مائة مسلم في مكة والله ماتركناها لهم ، في أول إسلامه يُهدد كفار قريش إنه عمر لو كان نبي بعدي لكان عمر المُحَدَّث المُلْهَمُ في هذه الأمة إنه الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، لما إشتد الناس على عمر وصل رجل من أشراف قريش العاصي إبن وائل ، قال ما هذا ما الذي يحصل قالوا صبأ عمر صبأ عمر قال رجل إختار لنفسه دينا دعوه وشأنه ، رجل إختار ما يريد أتركوه وشأنه ، فما إن أمرهم العاص إبن وائل بهذا ، إلا وانفض الناس عن عمر إبن الخطاب رضي الله عنه عمر عمر بعد أن إنفض الناس عنه ، ذهب إلى أشد الناس أذىً لرسول الله أراد عمر الان أن يتحدى أشد كفار قريش أذىً للاسلام والمسلمين من هو ، إنه أبو جهل سأل عمر عنه أين هو قالوا في بيته ذهب عمر إليه مباشرة ، طرق الباب عليه فتح الباب أبو جهل قال أهلا بك يا إبن أخي حياك الله ياعمر ماذا تريد ، قال إسمع ياعدو الله قال ماذا قال إسمع إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فتغير وجه أبي جهل فإذا به لم يتكلم بكلمة ، وأغلق الباب ورجع إلى البيت خائباً خاسِئاً حصيراً ، هكذا ذُهِلت مكة كلها هكذا ذُهلت حتى الشياطين أن عمر إبن الخطاب اليوم أسلم ، وهاهو عِز الاسلام بدأ وهاهم الناس يلتفون حول الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty مقاطعة قريش للنبي وعام الحزن

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:04


    مقاطعة قريش للنبي وعام الحزن

    إِحْتَارَ المُشركون فيما يفعلوه في النبي وأصحابه ، فدعوته تنتشر والناس يُقبلون على دينه وَصَبْرُهُم وَجَلَدُهُمْ ليس كمثله صبر فقرروا قراراً خطيراً ، قرروا أن يُقاطعوا كل بني هاشم وبني المطلب مقاطعة كاملة ، فلا يُبايِعوهُم ولا يُآكِلوهُم ولا يُجالِسوهم ولا يُخالِطوهم ولا يُناكِحوهم ، وكتبوا مقاطعة بهذا الامر وعلقوها في جوف الكعبة ، حتى دعا النبي على من كتب هذه المقاطعة فشُلَّت يده ، وبدأت المقاطعة واستمرت لثلاث سنين في شِعْبِ أبي طالب كل بني هاشم وبني المطلب مسلمين كانوا أم كفاراً يُقاطعون حتى يُسْلِمُوا محمدا فيقتله الناس ، لكن أقرباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَدَا أبي لهب ، كانوا معه واستمر الحال ثلاث سنين جوعٌ وعطشٌ بل إن أهل مكة كانوا يستقبلون القوافل إذا قدمت مكة فيشتروا طعامهم وزادهم بأغلى الأثمان ويحرموها من بني هاشم

    وبني المطلب ،ثلاث سنوات على هذه الحال حتى إن أحدهم من شدة الجوع كان يأكل الثمر فيمُصُ النَوَاتَ ، يوما ويومين من شدة جوعه بل أكلوا أوراق الاشجار ومات بعضهم ، إرتفع الصياح الاطفال والنساء مات من مات ضَعُفَ من ضَعُفْ ، بل إنهم في يوم من الايام كان بعضهم يجد جِلدا جِلدا فيأخده فيحرقه ويطحنه فيأكله أكلا من شدة الجوع "حَكِيمُ إبْنُ حِزامْ "كان يُهَرِّبُ الطعام أحيانا لعَمَّتِهِ خديجة فإذا رآه أبو جهل ضربه ومنعه وفضحه عند الناس ، نَفَذَ المال ونَفَذَ الزاد والطعام خديجة كانت تنفق من حُرِّ مَالِها على حبيبها عليه الصلاة والسلام وعلى فقراء المسلمين ، لكن المال نفَذ لكن الطعام نفَذ الجوع يشتد والعذاب يشتد ، حتى أن بلالاً

    كان يضع طعاما يهربه تحت إبْطِهِ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ربما عاش الواحد منهم يوما كاملا بثمرة واحدة { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } أي فتنة أعظم من هذه الفتنة ، ثلاث سنوات من الجوع والحصار في شِعْبِ أبي طالب



    مرت ثلاث سنوات على ذلك الحصار الظالم حصار بني هاشم ، حتى قام رجل في تلك السنة العاشرة من النبوة قام رجل إسمه "هشام إبن عمرو" من المشركين ، لكن ما كان يرضى بما يحصل ، فذهب إلى" زهير إبن أبي أمُية "قال يازهير أترضى أن نأكل ولا يأكلون أترضى أن نشرب ولا يشربون ، إنهم أخوالك قال إنما أنا رجل واحد ماذا أصنع قال أنا معك ، قال أَبْغِنَا رجلا ثالثا ، فذهب الاثنان إلى" المُطْعِمُ إبن عَدِي "فقال له نفس الكلام قال إنما أنا رجل واحد قالوا نحن معك نحن ثلاث الان ، قال أَبْغِنَا رجلا رابعا ، فذهب الثلاثة إلى" البُختري إبن هشام "وقالوا له نفس الكلام

    أترضى أن نأكل والناس يجوعون ويموتون ، قال إنما أنا رجل واحد قالوا نحن أربعة الان ، فذهب الاربعة إلى "زُمْعَة إبن الاسود" فصاروا خمسة واتفقواعلى أنهم إذا جاء الصباح أن يُمزقوا تلك الصحيفة ، صحيفة الظلم والمقاطعة ، فقام زهير وأول من تكلم فنادى بالناس يامعشر قريش يامعشر قريش ، فلما إجتمعوا قال إنا لنرضى بهذه الصحيفة الظالمة أترضوا أن يموت الناس أمامكم إنما بينكم وبينهم أرحام ، فإذا به يقول سنمزق هذه الصحيفة ، فقال أبو جهل

    كذبت والله هذه الصحيفة لن تشق ، فقام زُمعة إبن الاسود قال بل أنت كذبت ، هذه صحيفة نَبْرَأ إلى الله منها وقام ، المُطعم إبن عدِي وقال نفس الكلام ، وقام البُختري إبن هشام كل الخمسة تكلموا بنفس الكلام ، فقال أبو جهل هذا أمر قُضِيَ بليل هذا أمر قضي بليل ، فإذا بهم يقومون ليمزقوا الصحيفة وأبوطالب جالس ينظر إليهم ، وبنو هاشم الان قد رجعت إليهم الروح مرة أخرى ، هناك من قام ينصرهم ولو كانوا فجاراً كفاراً ، فقاموا ليمزقوا الصحيفة فرأوا أن الصحيفة قد ذهبت وأكلتها دودة الارض ، أُكِلت الصحيفة كلها بنفسها أرسل الله إليها من يُتْلِفَهَا أكِلَت كُلَّهَا إلا إسم الله فيها بِسْمِكَ اللَهُمَ لم يُمَسْ ، وكل وكلمة فيها إسم الله لم تُمَسْ , أما بقيت الصحيفة فقد ذهبت وإندثرت وبهذا نجا الله عز وجل بني هاشم ورُفِعت مقاطعة الظلم عنهم





    لازال المشركون يَسُبُّونُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرب عز وجل يدفع عنه أذآهم وسبهم ، كلما تكلموا عليه نزل القرءان يطمئنه ، رجل إسمه " الأَخْنَث إبن شُرَيْق "بَذِيئُ وقذر اللسان سب النبي سبا كثيرا قبيحا ، فأنزل الرب عز وجل فيه { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ } هو المهين { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } رجل آخر من كبار المشركين إسمه " النظر إبن الحارث "أخذ قصصاً من فارس فجاء في مكة يقصها على الناس ، وهو يقول ما عليكم من محمد وكلامه أساطير الأولين إكتسبها ، فهي تُمْلاَ عليه بُكْرْةً وَأصِيلَة ، وأخذ يقص على الناس القصص

    سمع القرءان لكنه ما آمن به وهو يعلم أنه حق ، فأنزل الله فيه { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وهكذا كلما تكلم رجل منهم نزل القرءان يثبت قلب النبي " أُبَيُ إبن خلف "جاء بعظام بالية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ، بعد أن فتتها أتزعم يا محمد أن ربك يجمعها ثم يُعيدها ويبعثها ويحاسبها ، قال نعم نعم يَأْبَيْ والله الذي لا إله غيره ليجمعنها ثم يبعثك ثم يُحاسبك يوم القيامة ثم يُدخلك جهنم { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا }

    إذا الشجر الاخضر جعل لكم منه نارا فإذا أنتم منه توقدون أليس الامر أسهل أن يُعِيد بعث من خلقه جل وعلا ، أما أبو جهل رأس الكفر فقد جاء إلى أصحابه فقال ، يزعم محمد أنكم ستأكلون من شجرة إسمها الزقوم ثم أقسم قال والله لَنَتَزَقَمُهَا تَزَقُمّاً ، يستهزء على الزقوم فأنزل الرب عز وجل { إإِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيم } إدفعوه دفعا في قاع جهنم { ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } ذق يآ أبا جهل { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } ألم تكن عزيزا في قومك كريما فيهم الان ذق من الزقوم الذي كنت تستهزأ به ، أكثر من هذا جآءهم عليه الصلاة والسلام

    فقال لهم ، ياقوم أعلِّمُكُم كلمة كلمة واحدة أطلبها منكم كلمة تَدِينُ لكم بها العرب والعجم جميعا ، كلمة واحدة فقط قولوها فقال أبوجهل وأصحابه وماهذه الكلمة التي سَتَدِينُ لنا بها العرب والعجم لنقولها ولنقول معها عشر كلمات ، إذا كانت العرب والعجم تدين لنا بكلمة نقول عشرة قال قولوا لاإله إلا الله آمنوا بالله وحده واكفروا بما سِواهُ ، فقال المشركون بعد ان صفقوا بأيديهم قالوا سيجعل الآلهة كلها إلها واحدا هذا أمرعجب تدين لنا العرب بهذه الكلمة ، وانطلقوا وهم يقولون هذا {أجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ }

    أوصافهم أعمالهم كلامهم سبُهم وشتمهم يرد الرب عز وجل عليه من فوق سبع سموات { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } الرب عز وجل يرد عليهم بكلام حق وأحسن من حديثهم ، يوم من الايام كان النبي يطوف بالبيت فجاء إليه عُصبة من المشركين فقالوا له يا محمد يا محمد إسمع ما نقول لك وما نعرضه عليك قال ماذا تقولون ، قالوا له ما رأيك يا محمد تعبد إلهنا ونعبد إلهك أنت تعبد مانعبد ونحن نعبد إلهك ، فإن كان الذي عندنا خيرا من الذي عندك أصابك من حظه ومن خيره وإن كان الذي عندك خيرا من الذي عندنا أصبنا حظنا منه ، يعني نشترك كلنا في العبادة فنظر النبي إليهم قال

    أتعلمون ماذا قال الرب عز وجل قالوا وماذا يقول ربك ، قال إسمعوا ماذا يقول رب { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } جاؤا إليه يقولون أنظر إلى خباب وعمار وبلال والفقراء والمساكين ، جاء إليه الاشراف قالوا له أطردهم نجلس عندك فأنزل الرب { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } هكذا كان القرءان يُثَبِّتُ قلب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم



    مرض أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واشتد به المرض حتى إقتربت ساعة وفاته ، فجاءه النبي مُسرعا عنده جالس يريد أن يُلقِّنه الشهادة قبل أن يموت فلم يكن قد قالها ، وكان عنده في المجلس وأبو طالب مستلقٍ على الفراش أبو جهل وبعض المشركين ، والنبي عند رأسه يقول له ياعم ياعم قل لا إله إلا الله ، قل لا إله إلا الله كلمة أُحاج لك بها عند الله ، قل لا إله إلا الله وعنده أبو جهل ينظر إلى أبي طالب وهو يحتضر ويقول له أترغب عن ملة أبيك وأجدادك ، أترغب عن دينك ودين أبائك وأجدادك والنبي يقول له ياعم ياعم قل لا إله إلا الله ، كلمة أُحاج لك بها عند الله ، فإذا بأبي طالب

    ينظر إلى أبي جهل وإلى إبن أخيه لكنه آثر دين أبآئه وأجداده ، فقال أنا على ملة عبد المطلب وعلى ملة عبد المطلب ، وغمض عينيه وخرجت روحه ولم ينطق ب لا إله إلا الله ، يا الله كم حزن رسول الله دمعت عيناه وحزن على الرجل الذي وقف معه سنوات وهو يصد المشركين عنه ويدفع عنه أذى كفار قريش ، الآن خرج من الدنيا ولم يستطع أن يهديه للايمان ، فأنزل الرب عز وجل { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } قال عليه الصلاة والسلام لأستغفرن له مالم أُنهى عن هذا ، فأخذ يستغفر لعمه أبي طالب حتى أنزل الرب عز وجل { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى }

    أي لو كانوا أقرباء لهم لايجوز أن يستغفروا لهم ويدعوا لهم بالمغفرة والرحمة ، هنا إنقطع النبي عن الاستغفار لعمه ، سُئِل بعدها بسنوات ماذا صنعت شفاعتك لعمك يا رسول الله ، قال إنه في ضَحْضَاحْ أي في طرف جهنم ولولا أنا ولولا أنا لكان في الدرك الاسفل من النار ، هنا توفي عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يستطع حتى أن يهديه للايمان فخيم حزن شديد على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم



    مضى شهران أو ثلاثة على وفاة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبي طالب ، والهم والحزن لا زال يعتصر قلب النبي حتى دخل شهر رمضان من السنة العاشرة من النبوة ، وإذا بزوجته خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين تُصاب بمرض فيقبضها الرب عز وجل ، أي ألم هذا أي حزن هذا وفاة عمه ثم وفاة من رفيقة دربه إنها خديجة ، إنها المبشرة ببيت في الجنة إنها أول زوجات النبي التي واسته ووقفت معه خمسا وعشرين سنة ، رفيقة دربه فجأة بعد فجيعته بعمه أبي طالب ، الآن يُفجع بمن بخديجة رضي الله عنها ، يقول ءامنت بي حين كفر بيِ الناس وصدقتني حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقني الله منها الولد وحرم غيرها ، إنها من إنها خديجة رضي الله عنها الله أكبر عندما يفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمه الذي كان يؤازره ، ثم زوجته

    التي كانت تُواسيه في كل شيء ، أي حزن هذا أصاب النبي سُمِيَّ ذلك العام بعام الحزن ، حتى أن مشركي قريش ما كانوا يتجرأون على رسول الله كما تجرأوا في ذلك العام بعد وفاة عمه ، على الخصوص أبي طالب حتى أنه دخل يوم من الايام وقد حثى أحد الناس أحد السفهاء التراب عليه ، فدخل في البيت فكانت إحدى بناته تغسل التراب عنه وتبكي، فنظر النبي إليها وقال يابُنَايَ لا تبكي فإن الله مَانِعٌ أبآك فإن الله مَانِعٌ أبآك ، لكن أي صبر هذا سيصبره النبي على وفاة خديجة التي بدأت معه منذ بداية دعوته بل قبل بعثته كانت تواسيه وتقف معه طالما أذآه الناس وصبَّرته خديجة طالما إعتدى عليه السفهاء ، وواسته خديجة طالما ضاقت به الدنيا بما رحبت ، فكانت خديجة هي الملجأ بعد الله عز وجل ، الان فقد هذا الحضن الدافئ وفقد تلك الرحمة التي كانت في بيته إنها خديجة قبضها الرب إلى جنة عرضها السموات والارض



    في نفس السنة العاشرة من النبوة تزوج النبي بعد خديجة رضي الله عنها أرملة إسمها سَوْدَة بِنت زَمْعَة ، أول إمرأة بعد خديجة وفي نفس تلك السنة بعد أن أصابه الحزن وبلغ أشده ، قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى الطائف ليدعو أهل ثقيف إلى الاسلام ، ربما إستجابوا إليه ربما قبلوا منه دعوته ، فذهب إلى قادتهم سادة ثقيف "عَبْد يَالَيْل "وَحَبِيبْ "وَمَسْعُود " فدعاهم إلى الله جل وعلا ، فقال أحدهم بكل وقاحة وجُرأة والنبي قد مشى إليهم هذا الطريق الطويل عبر الجبال ، يسير بِمُفرده معه مولاهُ "

    زيد إبن حارثة " فلما وصل إليهم قال أحدهم أَمْرُطُ أي أمزق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك ، يستهزئ بنبينا وقال الاخر ، أما وجد الله غيرك ليبعثك ، بكل وقاحة يتكلمون قال الثالث لن أرد عليك فإن كنت صادقا أصابني ما وعدتني به ، وإن كنت كاذبا أنا أكبر من أن أرد عليك قال فإن لم تستجيبوا لا تٌجرأوا علي قريشا وأنصارها ، فجرأو عليه السفهاء والعبيد يرمونه بالحجارة فَأُدْمِيَتْ قدماه وزيد يصد عنه ، فخرج من الطائف حصيرا كسيرا مهموما مغموما ، فلم يَسْتَفِق من شدة همه إلا " بِقَرْنِ الثَّعَالِبْ "ودعا بدعائه المشهور رفع يديه إلى السماء يقول

    { اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهو اني على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري , إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك ألذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك } أخذ يدعو بهذا الدعاء الأليم ويبكي عليه الصلاة والسلام ، أي هم أصابه أي غم حل به ، أي عذاب تَعَذَبَهُ ، مشى كل هذا الطريق ثم رموه بالحجارة رَمَواْ من أَدْمَواْ قدم من ينظر إلى قدمه وهو يقول

    (مَا أَنْتِ إِلاَ إِصْبَعٌ دَنِيتِي وَفِي سَبِيلِ الله مَا لَقِيتِي ) من رَأَفَ لحاله رجلان من كفار قريش ، من سادة قريش "عُتبة " وشيبة "إبن ربيعة نزل عند حائطهما فلما رَأَيَاهُ أرسلا غلاما عندهما إسمه " "عَدَاسْ "" فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلاهُ بعنب ، فلما أكل النبي قال بسم الله ثم سأله ما إسمك قال إسمي (عدّاس) قال ما دينك قال أنا نصراني ، قال من أين أنت قال أنا من بلد إسمها (نَيْنَوَى) بلد في العراق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من (نَيْنَوَى) بلد الرجل الصالح ( يُونُسُ إِبْنُ مَتَّى ) نبي الله قال وما أدراك بيونس قال أنا نبي وهو نبي نحن إخوة أنا نبي وهو نبي نحن إخوة فقال ( عَدَّاسْ )

    أنت نبي قال نعم ، فانكب على بطن النبي يقبله وهو يبكي ، فإذا " بِعُتبة "يقول" لشيبة " أنظر إلى صاحبك أفسده محمد يا (عَدَّاسْ) تعالى فلما رجع قال ماصنعت ، قال هذا خير من يمشي على وجه الارض اليوم هذا نبي الله فقال عتبة لعداس دعك منه ياعداس فإن دينك خير من دينه صَدٌّ عن سبل الله وصَبْرٌ من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم





    إنطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهموما مغموما يقول ، فلم أستفق إلا وأنا "بقرن المنازل "قرن الثعاليب" يقول فإذا سحابة فوقي وإذا بجبريل عليه السلام يسلم علي فرد النبي عليه السلام يقول ، فقال لي جبريل عليه السلام هذا ملك الجبال يسلم عليك ، فسلمت عليه ، فقال لي أمُرْهُ أي يامحمد بأمر واحد منك فَلْيُطْبِقْ عليهما الأَخْشَبَيْنِ ، جبلا مكة بأمر منك يسقطان على أهل مكة وينتهي كل شيء ، فرفض النبي مباشرة قال لا لا ، ولِمَ لا فقد أذاوك وأخرجوك وعذبوك قال لا إذا لم يؤمنوا قال ، أرجوا أن يُخرج الله من أصلابهم أولادهم أحفادهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ، إنما أنت رحمة

    { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } كيف عذبوه وكيف يرحمهم ، ثم إنطلق النبي فأرسل الله له خلقا من خلقه إذا كان البشر لايؤمنون ، إذا كان البشر فيهم شر كبير ، فإن من الجن من فيه خير يا محمد ، أوحى الله إليه أن سيأتيك جن وفد من الجن ، من نصيبين هذا وفد من الجن يريدون أن يستمعوا للقرءان ، وما خلق الله الجن والانس إلا ليعبدوه فجاء الجن وقد حل الليل فأخذ يقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم سورة الرحمن{ بسم الله الرحمن الرحيم الرَحْمَن } أول ما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة الرحمان ، فإذا بالجن يقول بعضهم لبعض { أنْصِتُواْ } أسكتوا إسمعوا للقرءان بعضهم يُسْكِت بعضا ، يستمعون للقرءان حتى وصل

    { وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ٍ } فبدأو يستمعون القرءان يتحدث عنهم ، ثم سألهم الرب الجن والانس { فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان } فقالت الجن جميعا وقد تأثروا وَتَدَبَّرُواْ قالوا ، لا نُكذب بأيآت ربنا لانكذب بأيآت ربنا ، إذا كان أبو جهل يستهزأ إذا كان عقبة يسب إذاكان المشركون إذا تكلم النبي بالقرءان آذَوْهُ ، فإن من الجن من فيه خير يستمعون وَيُنصِتون { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُو } أول ماسمعوا القرءان ماذا قالوا{ فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً } هذا القرءان عجيب { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً } فرح النبي بإيمانهم وإسلامهم وفد كامل من الجن لم يسلموا فقط بل أسرعوا إلى قومهم دعاة مُبَلغين ، كل هذا تسلية لرسول الله

    { فَلَمَّا قُضِيَ } وسألوا النبي أسئلة في دينهم وفي أحكام شريعتهم فلما تعلموا الدين من رسول الله أسرعوا إلى قومهم وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا ييَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَءامِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } إقترب النبي إلى مكة ، قال زيد إبن حارثة كيف تدخلها يارسول الله إنما يريدون قتلك ، إنما يريدون إيذائك فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المُطعم إبن عدي وكان مشركا ، أنه يريد جواره فأجاره المُطعم كانت العرب عندهم هذه الاخلاق ، مع أنه كان مشركا إلا أنه أجار الرسول وأمر أبنائه أن يتسلحوا بسلاحهم ، فإذا بهم يستقبلون النبي المُطعم مع أولاده وكانوا مشركين فأحاطوا بالنبي إحاطة والسلاح بأيديهم ، فلما رآهم هكذا أبوجهل النبي يطوف بالبيت وهم يحرصونه مع أنهم مشركون ، قال أبوجهل أَصَبَأْتْ يامُطعم أأسلمت قال لا لكن محمدا أجارني فأجرته فقال أبو جهل ونحن نُجِيرُ من أجارك ، فرجع النبي إلى مكة يدعوهم مرة أخرى إلى ربه عز وجل
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty الإسراء والمعراج وبيعة العقبة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:06


    الإسراء والمعراج وبيعة العقبة


    إشتد الهَمُّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وزاد الحزن في ليلة من الليالي التي لها ذكرى في هذه الأمة صلى النبي صلاة العشاء الاخرة ثم ذهب إلى بيت أم هَانِئْ فنام بعد العشاء وفي الليل جاءه جبريل عليه السلام يُوقِيظُهُ فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج من بيت أم هَانِئْ مرَّ على البيت ثم ذهب مع جبريل يقول

    فرأيت دابة عظيمة دابة غريبة لها جناحان إنها دابة تنقل الانبياء فَرَقِيَهاَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إسمها (البُراق )وأخذت تَسْرِي به في تلك اللية بإتجاه بيت المقدس

    ما أعظمها من رحلة وما أجملها من رحلة فيها خير الخلق على دابة الانبياء التي تنقل الانبياء البُراق يُرافقهم جبريل عليه السلام بنفسه في الطريق رأى قافلة رأى أمورا غريبة عجيبة حتى وصل إلى بيت المقدس وكل أهل مكة نائمون لا أحد يدري عنه وصل إلى بيت المقدس فوجد فيها لأول مرة يراه إبراهيم الخليل يقول أشد الناس شبها به صاحبكم يعني هو عليه الصلاة والسلام

    ورأى موسى يصفه يقول رجل طويل آدم جعدٌ كأنه من رجال شنواء ووجد عيسى عليه السلام رجل أحمر لاقصير ولا طويل صِفُّ الشعر أشد الناس شبها به "عُرْوْةُ إبنُ مَسْعُودْ الثَّقَفِي" كما وصفهم وفي جَمْعٍ من الأنبياء في بيت المقدس في الارض المباركة صلى النبي إماما بالانبياء

    ثم بعد أن صلى بهم قُدِّمَ له إِنَائَانْ إِنَاءٌ من لبن وَإِنَاءٌ من خمر فاختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إِنَاءَ اللبن فقال له جبريل هُدِيتَ للفطرة وَهُدِيَتْ أمتك ولو شربت الخمر لَغَوِيتَ وَغَوِيَتْ أمتك ثم رجع النبي إلى فراشه في بيت أم هَانِئْ ونام تلك الليلة فلما أصبح أخبر الخبر أم هَانِئْ قال لها ذهبت وصليت في بيت المقدس ورجعت قالت أم هانئ لا تخبر أحدا بهذا فإن أخبرتهم كذبك الناس وَآذَوْكْ

    قال والله لأُحَدِّثنَّهُم فذهب وفي الصباح ندى أهل قريش وأخبرهم بأنه صلى في بيت المقدس مع الانبياء فهذه فرصة المشركين الآن أخذوا ينشرون بين الناس يقولون إن العِيرَة لتضرب شهرا إلى بيت المقدس وشهرا ترجع منها وصاحبكم يقول إنه في ساعة صلى في بيت المقدس ورجع حتى ضِعافُ الايمان تَشَكَكُّوا في دينهم وبعضهم ربما تراجع عن دينه

    حتى ذهبوا إلى صاحبه أبي بكر وقالوا له إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس وصلى ورجع في ليلة واحدة في ساعة واحدة فقال أبو بكر بكل هدوء إن كان قد قالها فقد صدق إني أصدقه في خبر السماء يأتيه وهو جالس عندي أفلا أصدقه في هذا فأنزل الله في أبي بكر{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ } يعني رسول الله { وَصَدَّقَ بِهِ } يعني أبو بكر{ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } فلما تجمع المُشركون ومعهم أبو بكر وبعض الصحابة على الرسول ما الخبر ماذا تقول

    فإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما زار بيت المقدس قبل هذا قال لهم سَأَصِفُ لكم بيت المقدس تَحَدَوْهُ بهذا وكان بعض الناس شاهد بيت المقدس أخذ يصف بيت المقدس حجرا حجرا يقول رُفِعَ لي بيت المقدس كأنني أَرآهُ وكلما قال شيء قال أبو بكر صدقت قال أبو بكر صدقت قال أبو بكر صدقت حتى قال له النبي أنت صِدِّيقُ هذه الامة أنت صِدِّيقُ هذه الامة ثم تحدى المشركين

    قال رأيت عِيراً في الطريق فيها كذا وكذا وكذا وكذا أخبرهم بأوصافها قافلة كاملة وسوف تأتيكم في اليوم الفلاني من "ثنَيَةِ التَنْعِيمْ" فانتظر المشركون في ذلك اليوم فإذا القافلة كلها تصل وإذا بالمؤمنين يزدادون إيماناً والنبي سُرِّيَ عنه بعد هذا الاسراء وكل أهل التقوى إزدادوا يقيناً أما المشركون إزدادوا غَنَضاً وحَيْقاً وحنقاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }



    وعُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات العُلَى وكان جبريل برفقته رأى المعراج ليس شيء أجمل منه النبي يرتقي من هذه الارض إلى السموات فَيَسْتَفْتِحُ جبريل السماء ولكل سماء أَمَنَتُهَا حَفَظَتُهَا من الملائكة قالت الملائكة من قال جبريل قالت ومن معك قال محمد فسألت الملائكة وهل بُعِثْ قال نعم فَفُتِحَتْ أبواب السماء لمن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي مكانةٍ هذه في حياته الدنيا والسموات العُلَى تُفتح لرسولنا دخل السماء الدنيا السماء الأولى فرأى رجلا تُرفع له النسمات كل روح تُقبضُ في الارض ترفع إليه فإذا رأى روحا مؤمنة فرح وإذا رأى روحا خبيثة كَافِرَةً

    حزن قال النبي لجبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلم عليه فرد آدم أهلا بالإبن الصالح والنبي الصالح إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم إرتقى مرة أخرى إلى السماء الثانية فَفُتِحَت له أبواب السماء وكل ما مر عليه مَلأ من الملائكة سلموا عليه واستبشروا به ورحبوا به صلى الله عليه وآله وسلم فرأى في السماء الثانية إِبْنَيْ الْخَالَة عيسى إبن مريم ويحي إبن زكرياء فسلم عليه وقالا أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى عليه الصلاة والسلام إلى السماء الثالثة فرأى فيها رجلا جميلا أُوْتِيَ شَطرَ الحُسن قال من هذا ياجبريل قال هذا يوسف إبن يعقوب هذا الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم فسلم عليه فقال يوسف أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فقرأ النبي { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }

    فسلم عليه ورد السلام ثم إلى السماء الخامسة فرأى رجلا ذو لِحيةٍ بيضاء فقال النبي لجبريل من هذا قال هذا الذي أحبه قومه إنه هارون إبن عمران عليه السلام فسلم عليه ورد السلام قال أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء السادسة فرأى فيها من رجلا طويلا آدم أقنى إنه من إنه موسى عليه السلام فسلم عليه ورد السلام قال أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم وصل إلى السماء السابعة ومن في السماء السابعة رأى رجلا مستندا بظهره إلى البيت أي بيت هذا إنه البيت المعمور كل يوم يدخله سبعون ألفا من الملائكة لا يدخلون مرة أخرى من هذا الرجل الذي يستند بظهره إلى هذا البيت قال جبريل إنه أبوك إبراهيم الخليل فسلم عليه فرد السلام أهلا بالابن الصالح والنبي الصالح

    هنا توقف الانبياء هذه السماء السابعة لم يرقى بعدها نبيٌ من الانبياء أما رسولنا فقد إرتقى عن السماء السابعة ووصل إلى شيء هو نهاية الخلق إسمه " سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى "ما أجمل هذه السِّدرة حتى جبريل عليه السلام لما وصل إلى هذه المرتبة لم يستطع أن يرتقي أما نبينا فارتقى يقول رأيت جبريل في هذا المكان يخاف جبريل من مقام ربه يقول رأيته كالحِلْسِ البالي مثل الثياب التي سقطت على الارض { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } هنالك الجنة { عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } هذه المرتبة لم يصل إليها لا نبي بل ولا ملَكٌ فارتقى النبي فرأى نورا أي نور هذا قال نور أَنَّ أَرَآه كلم ربه مباشرة بلا تُرجمان لكن حجاب ربنا النور قال لو كشفه لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا إِنْتَهَى إِلَيْهِ خَلْقَهُ مِنْ بَصَرِهِ أي كل الخلق يحترق لو كشف ربنا هذا الحجاب أي لقاء هذا لقاء الرب بحبيبه وخلِيقِهِ وَصَفِيِّهِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم



    في السماء السابعة كلم النبي صلى الله عليه وسلم ربه لم يره قال نور أَنَّ أَرآهْ فما أعظمه من لقاء وما أعظمه من كلام في تلك السماء فرض الله عز وجل على نبينا وعلى هذه الامة أعظم العبادات وهي الصلاة فرض الرب عز وجل هذه الشعيرة فوق السبع سموات وفرضها الرب خمسين صلاة في اليوم والليلة من الفجر إلى الفجر وجب على هذه الامة أن يصلوا خمسين صلاة وكل صلاة أكثر من ركعة فأقبل النبي راجعا عليه الصلاة والسلام فمَرَّ على موسى إبن عمران فسأله عما فرض الله عز وجل عليه فقال فرض علي الصلاة قال

    وكم فرض عليك من صلاة قال خمسين صلاة قال أمتك لن تقدر عليها وكان موسى رفيقا بأمته وبأمة محمد قال إن أمتك لن تقدر عليها فارجع إلى ربك واسأله التخفيف فرجع النبي إلى ربه يشفع لهذه الامة أن يخفف الله عليها عدد الصلوات فأنزل الرب عز وجل من الخمسين إلى الاربعين عشرة صلوات فلقي موسى في طريق عودته وقال له كم جعلها الرب قال أربعين قال إرجع فإن أمتك لن تقدر عليها وصدق موسى فرجع النبي وطلب من ربه التخفيف فصارت ثلاثين ثم كل مرة ينزل الرب عز وجل يخفض الرب عشر صلوات حتى صارت عشرا ثم جعلها الرب خمسا فنزل إلى موسى قال كم صلاة قال خمس صلوات قال إرجع إلى ربك واساله التخفيف فإن أمتك لن تقدر عليها

    قال إستحييت من رب إستحييت من رب يعني أقل من خمس صلوات من خمسين إلى خمس صلوات ثم قال النبي من أتى بهن وصَلَّهُنَّ إيمانا واحتسابا كن له كخمسين صلاة من صل خمسا كن له كخمسين صلاة لايُبدل القول لدى الرب عز وجل لايُبدل القول عند الله جل وعلا فهي خمس نصليها لكنها تكتب كخمسين صلاة ثم الحسنة بعشر أمثالها هذه الفريضة أراد الرب عز وجل أن يفرضها على هذه الامة في معراجه عليه الصلاة والسلام { إِنَّ الصَّلَاة كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا }



    بعدها بدأ يجتهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى الله جل وعلا شعاره " فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ " منهجه { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } بدأ يستغل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مواسم الحج وغيرها فقد كانت القبائل تأتي إلى البيت الحرام تزور البيت الحرام تحج إلى البيت الحرام بنفسها وكان يستغل هذه الفرصة بأبيه وأمي عليه الصلاة والسلام وكان يأتي في مِنىً وفي غيرها في تلك المواسم إلى كل قبيلة بنفسها فيأتي إلى القبيلة فيقوم فيهم مُناديا يابني فلان هو بنفسه يناديهم يابني فلان يابني فلان إن الله بعثني إليكم لتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما دونه من الانداد والاوثان والاصنام وأن تؤمنوا بي وتصدقوني وتعينوني على أن أبلغ دعوة رب يأتي إلى أمة أمة إلى قبيلة قبيلة إلى

    فلان وفلان وفلان في خيامهم وفي مقارهم وكان معه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان يتبعه رجل كما قال الراوي ( رَجُلٌ أحْوَلٌ وَضِيءٌ لَهُ غَدِيرَتَان عَلَيْهِ حُلَّةٌ عَدَنِيَّةٌ ) يتبعه فإذا ترك آل فلان قام فيهم وقال يخطب أيها الناس هذا إبن أخي هذا إبن أخي يدعوكم لأن تخلعوا اللآت والعزى وحلفاءكم من الجن وأتاكم بما لم تعرفوا فلا تسمع إليه ولا تطيعوه يظل النبي يدعو إلى الله ولا يُبالي بمن يُعاديه ولا من يصده هذه دعوة الله وهذا أمر الله لابد أن يُتِمَّهُ



    والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الناس في خيامهم وتجمعاتهم يدعوهم إلى الله جل وعلا يصدونه ويردون دعوته لكن هنا أذِنَ الرب عز وجل أن يتغير مجرى هذه الدولة الاسلامية فإذا به يجد نفرا سألهم من أنتم قالوا نفر من الخزرج قال مَوَالِيَ اليهود قالوا نعم قال فأجلس إليكم أحدثكم قالوا تفضل فأحسنوا إليه فجلس النبي يُبلغهم دعوة ربه ويعرض عليهم الاسلام فكأنهم إستحسنوه هنا أذِنَ الرب أن يدخل قوم في دين الله وقد كانوا على الشرك وعبادة الاصنام أما يهود فكانوا أهل كتاب فقال بعضهم لبعض تعلمون أن يهود أخبرتكم أن هذا هو زمان بعث نبي ويهود تتوعدكم به فلا يغلبونكم ولا يسبقونكم عليه فآمنوا بالنبي وصدقوا به وتعلموا الاسلام

    ثم قالوا يارسول الله ليس أحد من العرب بينهم قِتال كالذي يحصل بيننا وكان بين الاوس والخزرج نزاع وقتال قديم فلعل الله أن يجمع بيننا بك ثم لما علمهم الاسلام رجعوا إلى المدينة وكانت تسمى يثرب فما من بيت إلى وأخذ يتكلم عن رسول الله في المدينة ثم لما جاء الموسم المُقبل جاء إثنا عشر رجلا من الانصار ليلتقوا برسول الله في مكان يُسمى العقبة في ذلك الموسم ليبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيعة سميت بيعة النساء لِمَ لأنه ليس فيها قتال بايعوا النبي على ألا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ويطيعونه ولا يعصونه بايعوا النبي فلما بايعوه وعلمهم الاسلام ودين الله جل وعلا سرا بعث معهم رجلا كان أول سفير في الاسلام إنه " مُصْعَبُ إبْنُ عُمَيْر" ذلك الشاب المُترف المُنعم في مكة

    لما أسلم ترك الدنيا بملذاتها بل هاجر وحيدا فريدا إلى المدينة يعلمهم دين الله جل وعلا ذهب إلى المدينة ونزل عند رجل إسمه أسعد إبن زُرارة سيد من سادة الانصار نزل عنده وأخذ يتعاونان في الدعوة إلى الله جل وعلا ما ترك مصعب بيتا إلا وأقرأهما القرءان وأسمعهما الاسلام يبلغ دين الله صباحا ومساء جهارا ونهارا في كل مكان يدعوا إلى الله جل وعلا فكان نِعْمَ السفير وَنِعْمَ الداعي إلى الله جل وعلا يوم من الايام كان " مصعب " مع " أسعد إبن زُرَارَة " في حائط يُعلِّمان الناس دين الله جل وعلا فإذا برجلين من سادة الانصار" سَعْدُ إبن مُعاد" وَأُسَيْدُ إبن حُضَيْر" لم يكونا قد أسلما تضايقا مما يفعل مصعب وأسعد إبن زُرارة فقال سعد إبن مُعاد لأسَيد إبن حُضَيْر لوقمت إليهما فكلمتهما فقام أسَيْد إبن حُضير إلى أسعد إبن زُرارة وإلى مصعب إبن عمير

    فقال لهما ما الذي تصنعانه في قومنا سَفَّهْتُمَا ضُعَفَائَنَا وفعلتما وفعلتما وأغلظ عليهما في الحديث فقال أسعد إبن زُرارة هل لك إلى أن تسمع ما نقول فإن قبلت به وصدقت لن يضرك وإن كرهته كففنا عنك ذلك قال أنصفتما كلامكم حق فجلس أركز حربته ثم جلس أُسيد إبن حضير يسمع من مُصعب إبن عمير فأخذ يدعوه إلى الاسلام ويقرأ عليه القرءان وهو يقرأ مصعب يقرأ القرءان إذا بأُسيد إبن حضير يتغير وجهه إذا به يتغير وجهه ويُشرق وجهه يتأثر بالقرءان فما إن إنتهى إلا قال اُسيد ما أحسنا حديثكما ماذا يفعل من أراد أن يدخل في دينكما قالوا لا شيء يغتسل يُطهر ثيابه يشهد شهادة الحق يصلي ركعتين يدخل في الدين خلاص فإذا به يرجع إلى سعد إبن معاد لما رآه سعد قال والله لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به وقال أسيد قبل أن يذهب لسعد إبن معاد

    قال سوف أذهب إلى سعد إبن معاذ سيد في قومه إن آمن لم يتخلَّف عنه أحد من قومه قالوا من قال سعد إبن معاد فذهب أُسيد إلى سعد قال إذهب إليهما فاسمع منهما فجاء سعد إليهما قال ماذا صنعتما سفهتما ضعفائنا وفعلتما وفعلتما هل لكما أن تكف عنا فقال أسعد إبن زرارة إجلس واسمع فإن أعجبك قبلت وإلا كففنا عنك ما تكره قال أنصفتما فجلس سعد إبن معاذ قبل أن يسلم فأخذ يقرأ عليه القرءان مصعب وإذا به يشرح الله صدره ويتغير وجهه ويشهد شهادة الحق ثم ذهب إلى قومه وقال يابني عبد الاشهل ما أنا فيكم قالوا سيدنا وأفضلنا رَأياً وَأنْجَبُنَا عقلاً قال فإن رجالكم ونسائكم كلامهم علي حرام حتى تدخلوا في هذا الدين وتؤمن برسول الله

    فإذا بقومه جميعهم يؤمن بالله وبرسوله هكذا إنتشر الاسلام في المدينة بدأ بِنَفرٍ من الخزرج ما يَئِسَ النبي من الناس قبيلة قبيلة حتى أدخل الاسلام في قوم من الخزرج ثم بدأ الانصار بايعوه البيعة الاولى وانتشر الدين في المدينة برسول الله عليه الصلاة والسلام وبرسوله مُصعب إبن عميرالذي كان أول سفير في الاسلام



    كان المسلمون من الانصار على موعد مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم في البيعة الثانية بيعة سميت بيعة العقبة الكبرى وكان الموعد في الحج خرج الانصار من المسلمين خرجوا مع المشركين في الحج إلى مكة وكان بينهم سيد من سادتهم إسمه " الْبَرَاءُ إبْنُ مَعْرُور"وكان في طريقه لا يصلي إلى بيت المقدس لم يرضى إن يجعل الكعبة في ظهره وكان أصحابه ينصحونه ولكنه كان يأبى قال كيف نجعل هذه الكعبة في أظهرنا فلما وصلوا إلى مكة واحد وسبعون رجل معهم إمرأتان صاور ثلاث وسبعين رجل وامرأة وصلوا مع المشركين في الحج إلى مكة وأهل مكة لايدرون بالخبر ذهب البراء إبن معرور وكعب إبن مالك يسألان النبي عن الصلاة بإتجاه الكعبة لم يكونا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق سأل رجل من أهل مكة أين محمد

    قال أتعرفانه قلنا لا قال أتعرفان العباس قلنا نعم هو جالس مع العباس عند الكعبة يقول فذهبنا إلى الكعبة فرأينا العباس وكنا نعرفه من قبل كان تاجرا يأتي إلى المدينة يقول فجلسنا عند رسول فقال النبي للعباس أتعرفهما قال هذا البراء إبن معرور سيد قومه وهذا كعب إبن مالك فقال النبي الشاعر قال العباس نعم يقول كعب إبن مالك والله ما نسيتها طوال عمري الرسول يعرفه يقول فسألنا النبي عن الصلاة باتجاه الكعبة فقال النبي للبراء يابراء إنك على قِبْلَةٍ لو صبرت عليها يعني إصبر الان على هذه القبلة وهي بيت المقدس فرجعنا إلى رِحَالِنا الموعد موعد البيعة أوسط أيام التشريق المكان عند العقبة جاء أوسط أيام التشريق ذهب ثُلُثُ الليل الاول نام الناس في رِحالهم

    تسلل المسلمون واحد وسبعون رجلا وامرأتان تسللوا سرا في الليل كتسلل القِطى لموعد مع من مع حبيبهم عليه الصلاة والسلام لبيعة غيرت مجرى أمور كثيرة خرجوا بالليل ولا أحد يدري عنهم لا أهل قريش ومكة ولا أصحابهم الذين جاؤا من المدينة من المشركين خرجوا يتسللون جاؤا إلى شِعْبٍ في العقبة إلتقوا برسول الله لعقد تلك البيعة



    خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمه العباس ولم يكن أسلم لكن أراد أن يستوثق من إبن أخيه فلما لقي القوم الانصار قال أيها القوم تعلمون ما محمد بيننا منعناه من الناس ومن أعدائه فإن شئتم قبلتم به وأخذتموه معكم تمنعوه من الناس وإلا فاتْرُكُوهُ بيننا فلما إنتهى قال أنتهيت يا عباس قال نعم قال قل يارسول الله ما أحببت وما شئت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم قال أُبَايِعُكُمْ على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم فقال الانصار رضي الله عنهم قالوا بل نمنعك مما نمنع منه ما تحت أزُرِنَا ليس فقط نسائنا وأولادنا نحن أهل حرب وجربنا الحروب

    فقام رجل من الانصار إسمه أبو الهيثم قال يارسول الله بيننا وبين الناس حبالا يعني بيننا وبين اليهود عهود ومواثيق وإنا قاطِعُوهَا فإن أظهرك الرب عز وجل على الناس وعلى العرب فهل عسيت أن ترجع إلى قومك وتُخَلِّي بيننا وبينهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدم الدم والهدم الهدم أحَارِبُ من حاربتم وأُسَالِمُ من سَالَمْتُمْ ففرح الانصار بهذا وبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعل عليهم إثنا عشر نقيبا مثل القائد إثنا عشر تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس ورجعوا إلى بلادهم قبل أن يرجعوا ويتفرقوا من علم بالخبر من علم بهذ البيعة شيطان من الشياطين فقام يصيح بين الناس يا أهل الجباجِبْ يا أهل المنازل هل لكم في مُذَمَّمٍ يقصد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هل لكم في مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاتُ معه تبايعوا على حَرْبِكُمْ هل لكم يصرخ بين الناس

    فقام الناس يلتفتون ويبحثون فقال الانصار ما هذا فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال هذا أَدَبُّ العقبة يعني هذا شيطان العقبة ثم قال والله لأتفرغن لك ياعدو الله فقالت الانصار يارسول الله أفلا نَمِيلُواْ عليهم مَيْلَةً واحدة قال لا لم نُأمَر بهذا بعد فأمرهم أن يرجعوا إلى رحالهم وفي الصباح إنتشر الخبر فذهبت قريش تتثبت من زعماء الخزرج وكانوا مشركين وعليهم" عبد الله إبن أُبَيْ إبن سَلُولْ "فلما جاءت قريش تسألهم هل صحيح الخبر تبايعتم مع محمد أن تقاتلون دون الناس فقال عبد الله أبدا والله ماحصل هذا ماكان قومي ليفعلوا هذا حتى يرجعوا إلي فرجعت قريش ظنت أن الامر حقا أما مشركوا الخزرج لم يعلموا بهذا فرجع الانصار إلى بلادهم وعليهم إثنا عشر نقيبا ليحملوا راية الاسلام ويُأسِّسوا دولة الاسلام
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty الهجرة إلى المدينة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 09 2011, 16:07


    الهجرة إلى المدينة



    أذِنَ الله عز وجل للمهاجرين أن يُهاجروا من بلدهم أن يتركوا موطنهم وبلدهم الذي عاشوا وتربوا فيه أن يتركوا أهليهم وأموالهم وتجاراتهم ليهاجروا إلى بلد أخرى إلى بلاد غريبة كل هذا في سبيل من في سبيل الله عز وجل الأخ ترك أخاه الأم تركت أبنائها الإبن ترك أمه وأباه الأسر ذهب بعضها وجلس البعض الآخر هكذا ضحى المُوحدون من أجل ربهم عز وجل كان من أوائل الذين هاجروا ربما قبل البيعة الثانية أسرة أبي سَلَمَة أبوَ سلَمَة مع زوجته أم سَلَمَة وإبنيهما أرادت هذه الاسرة أن تهاجر لله عز وجل أن تهاجر في سبيل الله جل وعلا لكن أسرة أم سلمة ما تركوها تذهب مع زوجها فمسكوها وحبسوها فأراد أبو سلمة أن يهاجر لوحده وهاجر لوحده أما الإبن فقد جلس مع أمه فجاءت أسرة أبي سلمة تريد أخذ ولدها وأسرَّت أسرة أمِّ سلمة أن تمسك الولد عندها

    فتنازع الطرفان وحصل بينهما عِراكٌ أوْذِيَ الطفل بسببه هكذا تشتت أسرة بأكملها فظل الإبن عند أسرة الأب وهاجر الأب إلى المدينة وظلت الأم عند أهلها فتفرقت أسرة بأكملها كل هذا لأجل من لأجل الله ولأجل رسول الله حتى كانت أم سلمة تجلس كل يوم على صعيد فتجلس تبكي تذكر زوجها وإبنها حتى غروب الشمس ظلت سنة على هذه الحال حتى أُذِنَ لها فصارت لوحدها إلى المدينة فرأها عثمان إبن طلحة فرافقها إلى مسجد رسول الله في المدينة هكذا كانت وفود المُهاجرين تخرج من مكة إلى المدينة سرا جماعات وَوِحدانا { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا } هدفهم الله جل وعلا فقط لايريدون شيئا من الدنيا تركوا أموالهم تركوا أولادهم تركوا أهليهم { يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } أغلب الناس خرج سرا إلا عمر إبن الخطاب فقد قال لقريش قال أريد أن أهاجر إلى المدينة لأجل الله ولرسول الله فمن أراد أن تَثْكُلَهُ أمه فليأتني عند هذا الوادي

    هكذا خرج عمر عزيزا كريما أما المؤمنون خرجوا سرا يريدون وجه الله ويريدون الدار الآخرة بدأت وفود المؤمنين تهاجروا من مكة ولم يبقى في مكة إلى القليل القليل هكذا أذِنَ الرب عز وجل أن يتحول المؤمنون من بلد إلى بلد أخرى



    أَتىَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيت أبي بكر وقت الظهيرة وجلس عنده في وقت لم يعتد أن يَأتِيَهُ فيه فقد كان النبي يأتيه غالبا أول النهار أو آخر النهار أما وقت الظهيرة فالأمر مُستغرب حتى قال أبو بكر رضي الله عنه ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوقت إلى لأمر جلل إلا لحدث عظيم وفي هذه الايام كان أغلب الصحابة رضي الله عنهم قد هاجروا إلى المدينة ومضى على بيعة العقبة الكبرى أكثر من شهرين فجاء النبي إلى أبي بكر وكان عنده في البيت إبنتاه عائشة صغيرة صبية وأختها أسماء جالسة عندها فنظر النبي وقال أخرج مَنْ عِنْدَكَ يآ أبا بكر لأن الأمر سر لأن الحدث عظيم لأن الذي سأقوله لك هذا الأمر بيني وبينك فقط فنظر أبو بكر إلى إبنتيه وقال يا رسول الله إنهما إبنتاي يعني ليس بالأمر الخطير أن نتكلم أمامهما فالسر عندهما سر فتكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يآ أبا بكر إن الله عز وجل قد أذِنَ لي بالخروج والهجرة الآن جاءت ساعة الصفر

    الآن سنبدأ أعظم رحلة في تاريخ هذه الامة أبو بكرالآن يهتم لأمر آخر ماهو الأمر الآخر الذي يهتم له أبو بكر قال الصُحْبَة يارسول الله أي أتأذن لي أن أصحبك في الهجرة يارسول الله قال الصُحبة يآ أبا بكر الصُحبة يآ أبا بكر فانفجر أبو بكر يبكي تقول عائشة ما كنت أظن أن أحدا من الناس يبكي من شدة الفرح إلا لما رأيت والدي يبكي في ذلك اليوم جلس أبو بكر في بيته يبكي فرحا يبكي سرورا أنه سيهاجر مع رسوله مع حبيبه مع خليله في أعظم وأخطر رحلة بالتاريخ وكان قد إستعد لهذه الرحلة قال يارسول الله قد جهزت لهذا الأمر راحلتين إختر أيهما شئت وقد جهز أبوبكر دليلا للهجرة هو "" عبد الله إبن أُرَيْقِطْ ""فلما أخبر النبي أبا بكر بهذا الخبر خرج من عنده





    أصاب قريشا الهم والقلق لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذوا زوجاتهم وأولادهم وأهليهم وغادروا مكة حَتْماً سيأثر هذا على سُمعة مكة وسُمعة قريش بين القبائل فقررت قريش أن تجتمع في دار سمتها "دار الندوة "أن يأتي من كل قوم سَيِّدُهُم شريفهم فيجتمعون ليقرروا مصير محمد وأصحابه وماذا يفعلون في هذه المصيبة التي حلت بهم إجتمع السادة والاشراف فدخل بينهم رجل كبير بالسن شيخ كبير لم يعرفوه قالوا من أنت قال أنا شيخ من" نَجْد" قالوا ما الذي جاء بك قال سمعت باجتماعكم فجئت أُسْدِيكُمْ رأيا ونصيحة تستمعون إليها فأدخلوه بينهم ولم يعرفوا أن هذا الرجل ليس برجل إنه إبليس بنفسه تصور بصورة شيخ كبير ليحضر أخظر إجتماع في تاريخ قريش أخطر إجتماع يقرروا به مصيرهم ماذا نفعل أيها الناس ماذا نصنع بمحمد

    قال أحدهم يُقال له"" أبو الاسود ""قال أنا أرى أن نَنفِيه من بلدنا أن نُّخْرِجَهُ أن نطرده ونرتاح منه فقال إبليس بصورة الرجل الكبير والله ذاك ليس بالرأي تعرفون حسن كلامه ومنطقه إن ذهب إلى قبيلة من العرب تجمع الناس عليه ثم قاتلوكم معه قالوا إذا ما رأيكم أيها الناس يتشاورون قال"" أبو الُبخْتَرِي ""قال أنا عندي رأي آخر قالوا ما رأيك قال رأيي أن نُثبِتَهُ أن نحبسه ونقيده في حديد في مكان نعزله عن الناس فقال إبليس بصورة الرجل الكبير ذاك أيضا ليس بالرأي والله قالوا ولِمَ قال إن فعلتم هذا وصلهم كلامه من وراء الباب وسوف يجمع الناس وَيَهِبُوا عليكم وثبة رجل واحد لِيُخْرِجُوهُ ليس ذلك بالرأي هنا نطق وتكلم فرعون هذه الأمة أبو جهل وقال للناس ليس رأيكم بالرأي إنما الرأي عندي قالوا ما رأيك قال نأتي بكل قوم أفضلهم قوةً وجَلَداً ونسباً فنعطيه لهذا الشاب سيفا صارما فيجتمع أولئك الشباب من كل قوم شابا جليدا قويا نسيبا صارما سيفا بيده فيجتمعوا على محمد فيضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بالقبائل هنا تكلم إبليس وقال إن هذا هو الرأي وهذه هي الحكمة أن يتفرق دمه في القبائل { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ } الرب فضحهم { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ ُالْمَاكِرِينَ




    إتفق المشركون على أن ينفذوا خطتهم تلك الليلة حلَّت ساعة الصفر فأوحى الله عز وجل إلى نبيه عن طريق جبريل عليه السلام يا محمد لا تَبِتْ في بيتك ولا فراشك تلك الليلة فجاءه جبريل وأخبره بهذا فذهب النبي مباشرة إلى علي إبن أبي طالب يأمره أن ينام في فراشه ويتغطى بِبُرْدَتِهِ صلى الله عليه وسلم إتفق أكابر المجرمون وعل رأسهم أبو جهل وكانوا أحد عشر رجلا كل واحد بيده الصارم بيده السيف ليقتلوا النبي بضربة رجل واحد كلهم يضربه نفس الضربة فيتفرق دمه في القبائل مكرهم يُثْبِتُوكَ أو يقتلوك أو يُخرجك { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } في تلك الليلة حلت ساعة الصفر ماذا سيحدث هل ستنفذ خطة الشيطان إبليس للمشركين ستنفذ في تلك الليلة أم أن الله عز وجل سينجي نبيه كل المشركين كانوا متجمعين أحد عشر رجلا فقام فيهم أبو جهل مخاطبا مستهزأ مفتخرا قال يامعشر قريش يآ أيها الناس إن محمدا يعدكم أنكم إذا تبعتموه أن تملكوا العرب والعجم ثم إذا مِتُّم لكم جِنَانٌ كَجِنَان الاردن وإنكم إذا خالفتموه فإن لكم الحرب ثم النار بعد الموت يستهزئ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    ثم يقول ونحن الليلة سنقتله وإذا بالامام علي ينام في فراش النبي ضحى بنفسه فدى بنفسه من أجل رسول الله ثم خرج النبي للمشركين لهؤلاء الرجال الذين ينتظرونه بأسيافهم خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم ثم قرأ قول الله جل وعلا أمامهم { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} وإذا بهم لا يروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما رآه أحد من المشركين أحد عشر رجلا وهم ينتظرونه فجاء النبي بحفنة تراب ووضعها على رأس كل واحد منهم ثم إنصرف عليه الصلاة والسلام فلما إنصرف رأى هذا المنظر رجل من الناس فجاء إليهم فقال ماذا تصنعون هنا قالوا ننتظر محمدا فإذا خرج قتلناه قال ماذا تقولون قبحكم الله لقد خرج محمد ووضع على كل واحد منكم تراباً على رأسه ثم إنصرف وما رآه أحد لا يبصرون جعل الله غِشاءً أمامهم صاروا عميا لايرون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بهم ينظرون إلى رؤوسهم عليها التراب لكن أطلوا في الحجرة فرأو الرسول نائما كان الامام علي هو الذي ينام فظنوه محمدا صلى الله عليه وسلم

    فانتظروا حتى الصباح فلما أصبح الصباح دخلوا البيت فرأوا تحت الرداء والبُردة علي إبن أبي طالب فإذا بهم يقول بعضهم لبعض صدقكم الذي حدثكم صدقكم الذي حدثكم { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } أنظروا إلى مكر الله عز وجل وحفظه لنبيه صلى الله عليه وسلم خرج أمامهم حثى التراب على رؤوسهم مشى من بينهم كل بيده سيف وهم من أكابر المجرمين وأبطالهم ومع هذا نجاه الرب عز وجل فهو حافظ لعبده ولخليله





    توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت أبي بكر وكان أبو بكر ينتظره فخرج إلى جبل فيه غار إسمه غار"" ثور"" في أسفل مكة قبل أن يدخل إلى الغار دخل أبو بكر يستطلع الغار قبل النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فيه جُحْرين غطى أحدهما بثوبه أما الآخر فوضع أبو بكر قدمه فيه فأغلقه ودخل النبي صلى الله عليه وسلم فجلس عند أبي بكر وكان مُتعبا مُجْهَداً فوضع رأسه على رجل أبي بكر ونام النبي صلى الله عليه وسلم أما أبو بكر فقد لدغه شيء برجله تألم أصابه ألم شديد لكنه ما تحرك حتى لا يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم دمعت عين أبي بكر فسقطت على وجه النبي فاستيقظ قال مالك يآ أبا بكر قال لاشيء يارسول الله قال مالك قال لَدَغَنِي شَيء برجلي قال أرني إيَّاهَا فرأها فدعا الله وَنَفَثَ على قدمه فَبَرِئَ رضي الله عنه أما كفار مكة أما أهل قريش فإحتاروا وأخذوا يبحثون عن رسول الله وعن أبي بكر فجالوا في مكة فلن يجدوهما فخرجوا خارج مكة وجاءت الفرسان فوصلت إلى ذلك الغار فوقف الفرسان عند "غار ثور" والنبي في الداخل وأبو بكر في الداخل فحزن أبو بكر حزن على من خاف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال

    ما لك يآ أبا بكر قال لاشيء لو نظر أحدهم إلى قدمه لرآني يا رسول الله فقط لو نزل رأسه الواحد لرآنا في هذا الغار فقال النبي له ما ظنك بإثنين الله ثالثهما { إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } لاتحزن يآ أبا بكر وفعلا عم الله عز وجل على الفرسان فذهبوا ولم يجدوا شيئا أما أبو جهل إنطلق في نفر إلى بيت أبي بكر فطرق الباب على بيت أبي بكر فإذا هي أسماء بنت أبي بكر قال أين أبوك قالت لا أدري بل تدرين قالت لا أدري فلطمها على خدها وسقط القُرط من أذنها وسال الدم على وجهها أما الخبيث أبوجهل ذهب أيضا يبحث عن رسول الله في كل مكان وجاء جد أسماء والد أبي بكر "أبو قُحَافَهْ" وكان شيخا ضريرا دخل على حفيدته أسماء قال لا أرى أبا بكر إلا فجعكم بنفسه وماله قالت لا ترك لنا خيرا كثيرا فوضعت أسماء حجرا عليه ثوب في سُرَةٍ ظن الجد أنها أموال قال إما أنه قد ترك لكم هذا فقد أحسن تقول أسماء أخذ أبو بكر كل ماله فِداءً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يترك لأهله شيء ثلاثة أيام أبو بكر ورسول الله في الغار من الذي يقوم عليهما آل أبي بكر أما أسماء فقد كانت توصل لهما الطعام أما عبد الله إبن أبي بكر فكان يجلس في مكة بالنهار يستطلع الاخبار فإذا جاء الليل ذهب إلى والده وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلعهما على أخبار مكة

    ماذا فعلت قريش وماذا صنعت ""وعامر إبن فُهيرة ""كان يأتي بالغنم هذا مولاى لأبي بكر يأتي بالغنم يغطي أثار إبنه إبني أبي بكر وإبنته أما قريش فقد جعلت مائة ناقة مكافأة لمن يأتي بأبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحان موعد الخروج من الغار ينطلقان إلى المدينة مدينة رسول الله قرَّبَ أبو بكر جاء براحلتين جَهَّزَهُمَا للهجرة قال إختر أحسنهما يا رسول الله قال بل الراحلتين لك قال لا والله يارسول الله بل هي لك وكانت أسماء قد جاءت بالطعام لكنها لم تجد شيئا تربط الطعام فيه بالراحلة فشقت نِطاقها وربطت الطعام فسميت ذات النِّطاقين وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر في أخطر وأعظم رحلة في تاريخ هذه الامة



    إنطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر الصديق على راحلتيهما يَدُلّهما في الطريق "عبد الله إبن أريقط" والله عز وجل يحفطهما يسيران في عين الله جل وعلا من مكة متجهين الى المدينة قريش من شدة حرصها على القبض على رسول الله وصاحبه أو قتلهما جعلت مائة ناقة لمن جاء بهما حيين أو ميتين فحرص الفرسان على هذا وفي مرة كان أهل قريش جالسين في مجلس فيه رجل إسمه ""سُراقة إبن مالك ""إذ جاء رجل من خارج مكة ودخل قال رأيت في الطريق كذا وكذا ثلاثة رجال أظنهم محمد وصاحبيه فقال سُراقة عَلِمَ أنه محمد لكن قال هؤلاء آل فولان لقد رأيتهم يخرجون أراد أن يُعَمِّيَ على أهل قريش وهو يعلم أنه محمد وصاحبيه فأسرع إلى بيته وأخذ سلاحه وركب فرسه متجها إلى الطريق نفسه أسرع سُراقة على الفرس متجها إلى ذلك الطريق إلى رسول الله وصاحبه أبي بكر الصديق يريد القبض عليهما ليحصل على هذه المكافأة وكلما إقترب من رسول الله وأبي بكر الصديق صاحبه إذا بفرسه يسقط في الارض يتعثر ويسقط وتسيخ قدماه في الارض فيقوم مرة أخرى فيُسرع بإتجاه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه

    وكلما إقترب تسيخ فرسه وقدما فرسه في الارض فيتعثر منها ويسقط حتى أن أبا بكر كان يخاف على رسول الله فاشتد حُزنه فنظر النبي إليه فقال يآ أبا بكر ماظنك بإثنين الله ثالثهما ما ظنك بإثنين الله ثالثهما { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ } سُراقة هنا عَلِم أنه ليس بقادر أن يُدرك رسول الله وصاحبه فناداهما من بعيد فانتظراه فجاء سُراقة إلى رسول الله علم أن في الامر شيء علم أن الله يحفظه علم أنه ليس بقادر عليهما فعرض النبي عليه عرضا قال ما رأيك يا سُراقة أن ترجع حيث آتيت إرجع إلى بلدك إرجع إلى قومك فَعَمِي علينا أي غطي علينا الاخبار لا تخبر قريش عنا وعن طريقنا قال وماذا لي قال لك سِوارُ كِسْراَ أعظم دولة في تلك الزمان أعظم دولة وأعظم رئيس كسرا قال سأعطيك سِواره كيف يقول النبي هذا إلاَّ إن كان وحيا يوحى إليه فأخذ رُقعة فيها هذا الوعد ورجع وفعلا سُراقة أسلم متأخرا ثم خرج في جيش عمر الذي فتح فارس فلما أعطي عمر إبن الخطاب سوار كسرا ندى في الجيش أين سُراقة لابد أن يكون سُراقة بيننا فلما جيئ بسُراقة قال هذا وعد رسول الله سوار كسرا لك يا سُراقة

    رجع سُراقة إلى مكة وغطى الخبر وعَمَّ على رسول الله وصاحبه وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في حفظ الله ورعايته إلى المدينة وكلهم ينتظرونه هناك في الطرق أحس النبي وصاحبه بجوع وعطش فرأيا خيمة من بعيد فيها بعض الناس فأسرع النبي مع أبي بكر والدليل إلى تلك الخيمة فلما جاء إليها فلم يجدوا فيها إلا إمرأة"" أمُّ مَعْبَدْ الْخُزَاعِيَّة"" فإذا بالنبي يُسلم فيستأذنها بطعام وشراب قالت هذه سنة جدب وقحط ليس عندنا شيء ما عندنا شيء فرأى النبي شاة هزيلة ضعيفة ليس فيها لبن قال ما هذه الشاة قالت تخلفت عن الشياه وليس فيها شيء ما تستطيع أن تمشي حتى مع الغنم قال هل لي بها بلبنها قالت جف ضرعها ليس فيها شيء قال أستأذنك بها فأعطتها لرسول الله وهي لا تدري أنه رسول الله فدعا النبي لها ومسح على ضرعها ثم حلب اللبن وإذا بالضرع يمتلئ ببركة من ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب اللبن فإذا به يملأ الاناء كله فشرب ثم شرب صاحبه ثم شرب أهل الدار ثم ملأ القِرب بلبن تلك الشاه

    ورجع ضرعها كما كان كأن لم يُأخذ منه شيء ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما أم معبد تعجبت ما هذا الذي حصل كيف يجري هذا بل إن النبي ترك مع صاحبه أبي بكر خيمة أم معبد فرجع زوجها بعد زمن فأخبرته بالقصة وأخبرته بالخبر فقال لها ومن الذي مر عليك فذكرت أوصاف الذي مر قال أظنه محمد وصاحبه لايفعل هذا إلا محمد وصاحبه ثم إنطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم متجها إلى المدينة إلى موطنه بعد مكة بعد أن تخلا وخرج من مكة وهو ينظر إليها حزينا قال والله إنك أحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منها ما خرجت منها أبدا وانطلق يحفظه الرب عز وجل
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : السيرة النبوية الشريفة 710
    عارضة الطاقة :
    السيرة النبوية الشريفة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100السيرة النبوية الشريفة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    السيرة النبوية الشريفة Empty بداية المرحلة المدنية

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 16 2011, 23:14



    بداية المرحلة المدنية

    لَمَّا عَلِمَ المُسلمون بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة مُتوجِّها إلى المدينة فرحوا أي فرح فرحوه فكانوا يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح عند مشارف المدينة ينتظرون قدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان الجو حارا فإذا ذهب الظِلُّ واستوت الشمس رجعوا إلى بيوتهم كانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح رجالهم نسائهم صبيانهم ينتظرون حبيبهم صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا كان يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول سنة الرابعة عشر من النبوة إذا بالصحابة يرجعون إلى بيوتهم لما استوت الشمس إلا أن هناك يهوديٌ كان على أطُمٍ من الأطَامِ فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصرخ بأعلى صوته يابني قِيلة يابني قِيلة هذا جدكم الذي تنتظرون

    فهب الناس من بيوتهم فرحين مُكبرين مُهلِّلِين بقدوم حبيبهم صلى الله عليه وآله وسلم خرج الناس رجالهم ونسائهم وصبيانهم ينتظرون قدوم النبي يرونه من بعيد هاهو مع أبي بكر الصديق أكثر أهل المدينة لم يروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرفون أين الرسول هل هذا أم الرجل الآخر فإذا بأبي بكر يظلل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بردائه من الشمس فلما رأى الناس هذا المنظر علموا من رسول الله ومن أبو بكر الصديق خرجوا من بيوتهم يترقبون إنها لحظات عظيمة بالنسبة لهم ينتظرون حبيبهم هاهم الآن يرونه إلتفوا حوله مكبرين مرحبين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بهم يُحيطون به والرب عز وجل يُنْزِلُ عليه { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}

    وهكذا نزل النبي في يوم الاثنين في قُبَاء في" بني عمرو إبن عوف "وظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك المكان لبضعة أيام وفرح واستبشر أهل المدينة جميعا بمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم





    صار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع صاحبه إلى المدينة وكانت تُسمى" يَثْرِبْ "فلما دخلها النبي سُمِّيَت مدينة رسول الله ثم عُرِّفَتْ" المدينة "دخل النبي وهو على ناقته كل الأنصار يتمنون أن ينزل عندهم رسول الله فكانوا يأخذون بِخِطَامِ من النَاقَةِ ويقولون هَلُمَّ يارسول الله إلى العددوالعُدَّةِ والسلاح وهو يقول أتركوها أتركوها فإنها مأمورة هذه الناقة أمرها الرب عز وجل أين تنزل فبركت في مكان ثم قامت وصارت تلتفت يمنة ويسرة ثم رجعت إلى مكانها الأول فبركت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي بيوت أهلنا أقرب منها

    وكانت نزلت عند بيوت " بني النجار أخواله "صلى الله عليه وسلم فقال أبو أيوب الانصاري يارسول الله هذا بابي أنا أقرب البيوت إليها أنا أقرب البيوت إليها من شدة فرحه فقال النبي لأبي أيوب إنطلق فهيء لنا مكانا ننام فيه يالله كم كان أبو أيوب فرحا بدخول النبي إلى بيته كم كان سعيدا أنه إختار بيته وفي هذا المكان الذي بركت فيه الناقة قرر النبي أن يبني مسجدا دخل النبي إلى المدينة وبعد أيام وصلت زوجته " سَوْدَة بِنْتُ زَمْعَة "رضي الله عنها ثم قدمت إلى المدينة بناته أم كلثوم وفاطمة أما زينب فقد حبسها أبوالعاص وَقدِمَ أبناء أبي بكر الصديق إلى المدينة شيئا فشيئا قدم الناس من مكة مهاجرين ت

    كامل المهاجرون لكن أصابهم مرض في المدينة وكانت المدينة فيها وباء إذا دخلها أي غريب عنها أصابه هذا المرض فأصيب به أبو بكر الصديق حتى جلس يقول شعرا { كُلُّ امْرِئٍ مُصَبِّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ } أما بلال فلما أصيب بمرض المدينة أخذ يتذكر مكة وما كان فيها حتى قال النبي اللهم عليك بفلان اللهم عليك بفلان أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة كحبنا لمكة اللهم بارك في صاعِهَا اللهم بارك في ثمرها اللهم بارك في مُدِّها ثم قال اللهم أنقل وبائها إلى الجُحْفة أي أخرج أمراض المدينة إلى أرض أخرى فرأى النبي في المنام أن إمرأةً سوداء سَائِرَةَ الرأس خرجت من المدينة فزِعَةً إلى أرض الجُحفة ففسرها للصاحبة أن الله أمر أن يُخرج وباء المدينة إلى تلك الأرض فَعُفيَ الصحابة بعد هذا





    أول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة بناء المسجد وشجع الصحابة عليه فقاموا بكل هِمة ونشاط وحماس يبنون بيتا من بيوت الله جل وعلا والنبي معهم بل النبي كان أولهم يبني المسجد معهم فلما رآه الأنصار والمهاجرون قال قائلهم { لَئِنْ قعَدْنَ وَالنَبِيُ يَعْمَلُ لَذَاكَ مِنا الْعْمَلُ الْمُضَلَّلُ } وقاموا يرزجون { لئن قعدن والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل } فلما راهم النبي يقولون هذا وهو يبني معهم قال معهم {اللهُمَ لاَ عَيْشَ إِلاَ عَيْشُ الآخِرَةَ فَارْحَمِ الأنْصَارَ وَالُمهَاجِرين } {اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرين }

    فلما سمع المهاجرون والأنصار النبي يدعو لهم قاموا يقولون مثله { اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فارحم الانصار والمهاجرين } وهم يبنون المسجد بكل هِمَّةٍ وحماس بل كم كانوا يحبون هذا العمل بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالأمة تبْنى بداية من هذا المسجد والدعوة تنطلق من هذا المسجد واُلفة المسلمين موطنها هذا المسجد كان " عَمَّارْ إبْنُ يَاسِرْ " يحمل حِمْلا ثقيلاً ويُحَمَّلُ حِملاً ثقيلاً فقال لرسول الله يارسول الله قتلوني بالحِمل قتلوني بما يحمِلوني فنظر النبي إلا عمار قال وَيْحَى عمار لا تقتله هذه الفئة لا يقتلونك أولئك ياعمار بل تقتلك الفئة الباغية

    وكانت من علامة نُبوته صلى الله عليه وآله وسلم يُبنى مسجد رسول الله من خير من هؤلاء البشر الذين يبنون هذا المكان{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ } إلى الآن لم يُبنى حتى مسكنه صلى الله عليه وآله وسلم وكان قد نزل عند " أبي أيوب الانصاري " أما أبو أيوب من أخلاقه مع رسول الله كانت عنده غرفتان أحداهما فوق الأخرى فقال يا رسول الله كن في العُلُوِّ وأكون وزوجتي في السُّفلِ لا أكون فوقك يارسول الله قال بل أرفق بنا وأرحم بنا يا أبا أيوب أن نكون في السفل حتى يخشانا الناس ونجلس مع الناس فرضي أبو أيوب أن يكون النبي تحته وهو أعلاه يقول أبو أيوب الانصاري في يوم من الايام إنكسر حُبٌّ لنا قِرْبَة لنا فسُكِبَ الماء فخفنا أن ينزل على رسول الله ولم يكن عندنا إلا لِحاف نتغطى به

    فأسرعنا باللحاف ننشف الماء حتى لا يتقاطر على رسول الله وكنا إذا أوصلنا العشاء له أرجعنا العشاء نتلمس مواطن يده فنأكل منها نلتمس بركة رسول الله وهكذا بُنِيَ المسجد وبُنِيَ بيت لرسول الله ينزل فيه فخرج من بيت أبي أيوب الانصاري وسكن في بيت بالقرب بل ملاصقا لمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم



    أول خطبة في المسجد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيها أنه ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم وينظر عن شماله فلا يرى إلى ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار فاتقوا النار ولو بشق ثمرة ثم وعضهم عليه الصلاة والسلام وبدأت الان أول قواعد الدولة الاسلامية أول ما بدأ النبي به أن يُألِّف بين القلوب وأن يجمع بين المهاجرين والأنصار هؤلاء فقراء جاؤوا من بلادهم لايملكون شيئا نسائهم رجالهم أطفالهم صبيانهم حتى من كان يملك فإن قريشا لم تدعه يأخذ ماله سلبتهم أموالهم فخرجوا فقراء مساكين لجأوا إلى إخوانهم في المدينة لما وصل الناس إلى المدينة النبي الآن يريد أن يأسس دولة إسلامية متماسكة مترابطة فهؤلاء يختلفون عن هؤلاء فبدأ النبي بقضية المُاخات فأخى بين المهاجرين والأنصار والأمر كان صعبا فالأنصار بينهم قتال وبينهم حروب لسنوات طويلة

    الآن يريد النبي أن يُألِّف بين الأنصار بعضهم بعضا وكذالك بين الأنصار والغرباء المهاجرين الذين ألفوا عليهم فبدأ النبي يألف بين قلبين قلبين فلان مع فلان حمزة مع زيد وجعل علي إبن أبي طالب معه وهكذا يألف الله قلوبهم { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } القضية ربانية { وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }الرب عز وجل هو الذي يألف بين القلوب وكان ممن ألف بينهم رجل إسمه سعد إبن الربيع أنصاري فأخا بينه عليه الصلاة والسلام وبين عبد الرحمن إبن عوف المُهاجري وكان عبد الرحمن تاجرا في مكة لكن أهل مكة سلبوه كل ماله فلما نزل على سعد إبن الربيع انظروا الآن التضحية وانظروا إلى الإيثار قسم نصف ماله لعبد الرحمن إبن عوف ونصف بيته لعبد الرحمن إبن عوف

    وكان عبد الرحمن وحيدا قال عندي زوجتان سعد يقول له قال إختر أيهما تشاء أطلقها فتتزوجها فابتسم عبد الرحمن إبن عوف قال أمسك عليك مالك وأمسك عليك زوجك بارك الله لك فيهما لكن دُلَّنِي على السوق عبد الرحمن إبن عوف رجل تاجر يعرف كيف يكسب تجارته فخرج عبد الرحمن إبن عوف ثم رجع آخر النهار بيده بضع دريهمات ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث حتى بدأ يكسب أكثر وأكثر حتى راه النبي يوما من الايام تغير وجهه قال مابالك يا عبد الرحمن قال تزوجت يا رسول الله قال وما أمهرتها ما أصدقتها ما أعطيتها من مهر وصداق قال قدر نوات ذهبا وهكذا أغناه الرب بكسب يده أما الأنصار فقد ضربوا أروع الأمثلة الكل منهم يتبرع بأمواله يتبرع ببيته يأوي فقراء المهاجرين مع أنهم لا تربطهم قرابة بين هؤلاء وهؤلاء { وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ } الانصار { يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ } حبا القضية حب قلب تألث

    { لَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا } بل أكثر {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسهمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة } لو كان الواحد منهم محتاجا للمال يتبرع به محتاجا للبيت يُؤثِرُهُ لأجل من أخيه المهاجري فتأسست دولة من أعظم الدول اُلفة كيف كانوا متفرقين وكيف كانوا متعادين وكيف كان يحارب بعضهم بعضا ومع هذا ألف الله بين قلوبهم فتأسست دولة إسلامية عظيمة قلوب بعضها متألفة مع بعض هذه هي أول قواعد هذه الدولة الاسلامية المباركة2030



    كان الناس في المدينة إذا حل وقت الصلاة جاؤوا للمسجد يُصلون ولم يكن هناك شيء يُنبههم أن الصلاة قد حان وقتها إتخذ الناس وفكروا أن يتخذوا بوقا كاليهود لكن الأمر لم يقبل به النبي صلى الله عليه وسلم ثم فكر بعضهم أن يتخذوا ناقوسا كالنصرى لكنه لا يقبل حتى جاءه رجل أنصاري إسمه "عبد الله إبن زيد" رأى في المنام رأية رأى أن رجلا عليه ثوبان أخضران وبيده ناقوس فإذا به يقول هل تبيعوني هذا الناقوس قال ما تصنع به قال أنبه الناس على الصلاة قال أفلا أدُلُّكَ على خير منه قال بلى قال قل "" الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ""

    وعلمه الآذان فألقاه على النبي صلى الله عليه وآله وأخبره به فعلم النبي أنها إشارة على تنبيه الصلاة فقال النبي له أخبر بها بلالا وألقيها على بلال قال ولِمَ يا رسول الله قال فإنه أنده صوت منك فإذا ببلال كلما حان وقت الصلاة قام على بيت إمرأة من بني النجار أطول الناس بيوتا عند المسجد فيرقاه بلال ويكبر مناديا بالصلاة ويكبر الناس بتكبيره كلما حل وقت الصلاة قام بلال يأذن بها وهكذا شرع الاذان لكل صلاة اليهود يعيشون في المدينة ومن بداية وصول النبي إلى المدينة بدأوا بالعداوة له اليهود طبيعتهم مع كل الانبياء مع أنهم كانوا ينتظرون النبي ويعلمون بخروجه وكانوا يتوعدون الناس به ومع هذا أول ما وصل تقول صفية بنت حُويَيْ إبن أخطب وكانت يهودية قبل أن تدخل الاسلام وتكون أما للمؤمنين رضي الله عنها

    تقول كنت أحب أبناء أبي لي وأبوها سيد قومه حُويَيْ إبن أخطب تقول وكنت جالسة فدخل علي في اليوم الذي وصل فيه الرسول إلى قباء تقول وكنت جالسة في البيت إذ دخل علي أبي وعمي ياسر إبن أخطب حويي وياسر تقول فعرفت في وجهيهما أن شيئا قد حصل تقول فكنت أحاول أن ألعب مع أبي لكنه لم يلتفت إلي ما الذي حدث ما الذي جرى تقول فسأل عمي ياسر سأل أبي أهو هو يعني هو الرسول الذي نجده عندنا في الكتاب فقال حُويَيْ إبن أخطب نعم هو أي هو الذي وجدناه عندنا في الكتاب وبشرنا به الناس فقال ياسر لِحُويَيْ تأكدت أنه هو النبي الموعود قال نعم

    لقد تثبت إنه هو فقال ياسر لحويي إبن أخطب وماذا سوف تصنع قال والله عداوته ما بقيت الله أكبر يعرف أنه نبي ومتأكد أنه نبي وينتظره ويبشر الناس به ثم لما تثبت قال عداوته ما بقيت { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ } مُتأكدين من أنه هو رسول الله كما يتأكد الواحد من أبنائه { يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الله أكبر يوم يعرف اليهود أن الله يبعث إليهم نبيا فيصرون على عدواته { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ } رجل من أحبار اليهود من علماء اليهود إسمه " عبد الله إبن سلام " يقول لما سمعت بمقدم النبي كنت على نخلة يقول فكانت عمتي عندي يقول فلما سمعت بأن الرسول أقبل الى المدينة

    قلت الله أكبر قالت عمتي قبحك الله لو سمعت بموسى إبن عمران ما زدت على هذا فقلت يا عمتي هو وموسى أخوان هذا نبي وذاك نبي فقالت لي عمتي أهو النبي الذي بُشرنا به أنه يبعث في نفس الساعة قلت نعم ياعمة نعم إنه هو يقول فذهبت إليه فنظرت إلى وجهه فعلمت أول ما رأيته أن هذا الوجه ليس بوجه كذاب هذا عالم من علماء اليهود يقول فجلست عند النبي وأعلنت إسلامي ثم قلت يا رسول الله إن يهود قوم بُهت فإذا جاؤوك فسألهم عني يعني إختبرهم فِي أراد أحبار اليهود أن يأتوا إلى رسول الله يختبرون النبي ويسألون النبي صلى الله عليه وسلم يقول فاختبأت عند الرسول في حائط إختبأ وراء جدار فلما قدم أحبار اليهود يسألون النبي عن دينه وعن إسلامه

    قال النبي لهم ما تعدون عبد الله إبن سلام فيكم قالوا فهو حَبْرُنا وإبن حِبْرِنَا هو سيدنا وإبن سيدنا قال النبي لهم أرأيتم لو أسلم قالوا نعيذه بالله أن يُسلم عبد الله إبن سلام يُسلم هذا حبر وعالم عندنا فخرج عبد الله إبن سلام يقول أمامهم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فلما نظروا إليه تغيرت وجوههم وقالوا هو شرنا وابن شرنا الله أكبر قبل قليل سيدنا وابن سيدنا والان شرنا وابن شرنا قال عبد الله يارسول الله أرأيت إنهم يهود قوم بُهت بدأو بالعداوة لرسول الله منذ أن قدم النبي المدينة مع أنهم يعرفون أنه رسول الله



    لما نظم النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلاقة بين المسلمين في المدينة بقي من اليهود الذين يجاورونهم بنو قَيْنُقَاعْ بنو النظير بنو قُريظة أقرب الكفار لهم فنظم النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلاقة بينه وبينهم لهم كل الحقوق له ما لهم وعليه ما عليهم كان من أساس هذا العقد الذي بينه وبينهم لا إكراه في الدين فلم يُلزمهم بدينه ولم يجبرهم على عقيدته بل تركهم على دينهم لكن هذه أول علاقة دولية بين النبي وبين غيره من الكفار وعاش اليهود بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم يتمتعون بكامل حقوقهم لكن المشركين في مكة لم يتركوا النبي وأصحابه على حالهم فاتصلوا بمن برأس النفاق "عبد الله إبن أُبَيْ إبن سلول "يحرضونه على مقاتلة محمد وأصحابه فقالوا لعبد الله بعد إن إجتمعوا به قال كبير المشركين لعبد الله آويتم محمدا والصُبات وهم قد خرجوا منعندنا فإما أن تقاتلوهم أو تخرجوهم أو والله لنقاتلنكم فنقتل مقاتلتكم ونستبيح نسائكم

    فإذا بعبد الله إبن أبي إستغل الفرصة وحرض قومه على رسول الله لكنه لما سمع مقالة النبي صلى الله علي وآله وسلم قال لهم تريدون أن تقتلوا إخوانكم وأبنائكم تراجع الجميع وانفضوا من حول عبد الله إبن أبي إبن سلول ظل الوضع صعبا في بداية إستقرار النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وكان الخطر يداهم الصحابة والمؤمنين حتى تقول عائشة في مرة من المرات كنت مع النبي في مكانه الذي جُعِلَ له سمعته يقول ليس رجلا صالحا يحرصنا الليلة ليس رجلا صالحا من أصحابي يحرصني الليلة تقول عائشة فسمعنا خشخشة سلاح عند باب البيت فقال النبي من فقال أنا "سعد إبن أبي وقاص" يارسول الله قال النبي له من الذي جاء بك قال سعد خِفت عليك يارسول الله فجئت أحرسك

    الله عز وجل بعثه فاطمئن النبي صلى الله عليه وسلم فنام تلك الليلة ثم بعدها ظل الصحابة يتناوبون على حراسة رسول الله هذه أول أيام الرسول في المدينة حتى أنزل الرب عز وجل يطمئن النبي { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه أتركوني فإن الله عز وجل قد عصمني أي الله عز وجل قد حفظني الله يحفظ نبيه الله يرعاه مرت الايام والمشركون يحاولون أن يجدوا فرصة للانقضاض على رسول الله وعلى أصحابه كيف أفلتوا منا خرج سعد إبن معاد من الانصار يريد الحرم وزيارة الكعبة فنزل عند أمية إبن خلف فقال سعد لأمية جد لي وقتا أطوف فيه بالبيت يكون خاليا فوجد فرصة قال الآن طُف وخرج معه أمية إبن خلف فرآه من أبو جهل قال من معك يا أمية قال هذا سعد إبن معاد فقال أبو جهل آوَيْتُمْ الصُّباتَ وتطوفون بالبيت ءامنين والله لندعكم يريدون أن يصدوا الناس عن البيت الحرام فقال سعد إبن معاد قال والله لئن منعتنا من أن نطوف بالبيت لنمنعنكم طريقكم إلى الشام فكأن أبا جهل فزع من مقولته قال والله لو لم يكن معك أبو صفوان يعني أمية ماعدت لأهلك سالما

    فخرج سعد إلى رسول الله يخبره أن المشركين منعوه حتى الطواف بالبيت مرحلة الخطر إشتدت الآن أذى قريش زاد أنتم لاتملكون هذا البيت هذا البيت بناه إبراهيم هذا بيت الله جل وعلا هذا جُعِلَ للزيارة والعبادة هذا أول بيت وضع للناس ولكن خُبْثُ قريش ومكرهم جعلهم يصدون الناس حتى عن البيت مرت الأيام إشتد الخطر على النبي وأصحابه في المدينة صار كل واحد لاينام إلا والسلاح معه في مثل هذه الأيام والفترة الأولى في المدينة أنزل الرب عز وجل الإذن بمرحلة جديدة وهو القتال في سبيل الله { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فأخبر النبي أصحابه أن الله عز وجل أمرنا بالقتال في سبيله وحث الصحابة على التدرب للقتال والتجهز للجهاد في سبيل الله



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28 2024, 04:45