[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صخور سلطنة عمان قد تنقذ العالم من الحتباس الحراري؟
تغيَّر المناخ والآثار البيئية والإقتصادية والسياسية له تصدّرت الأخبار حول العالم خلال قمة المناخ في كوبنهاغن . والسيناريوهات الكارثية لهذا التغيّر وصلت الى كل الناس تقريباً مع التغطية الاعلامية الواسعة لهذه القمة . والعالم كلّ العالم يبحث عن حلّ !!
بدورها علم وعالم تفتش عن أي حلِّ لنقله الى قرائها وهي تفتح سلسلة لقاءات على صفحات المجلة مع علماء بارزين حول العالم قد تقود أفكارهم ومشاريعهم لإنقاذ كوكبنا . أحد هؤلاء العقول الجميلة هو بيتر كيليمن البروفسور في جامعة كولومبيا في نيويورك الذي جاء ليقول للعالم أن واحد من أهم الحلول لمواجهة الإحتباس الحراري موجود في بلد عربي عزيز على قلوبنا وهو سلطنة عُمان .
ومعه كان هذا الحوار الشيق :
س : ما هو الدافع خلف هذه الحركة النشطة لبيتر كليمين الذي ينتقل من مكان الى آخر بحثاً عن الحقائق العلمية ؟
ج : بدأ الأمر بشكل بسيط ، وهو التنقّل الى أمكنة جديدة للتعرف على منظور آخر للعالم من خلال الإحتكاك بأشخاص آخرين . وكانت أول رحلة لي خارج الولايات المتحدة الى جنوب أميركا . وهناك تعرفت على الناس العاديين في الجبال وأطَّلعت على نمط حياتهم . بعدها إرتحلت الى شمال الهند حيث عملت لمدة سنة ، ثم إنتقلت الى الباكستان لعدة شهور . وبعدما شحذت إهتماماتي البحثية ، أصبحت فضولياً أكثر لمعرفة كيفية نشوء الجبال هناك ، ودراسة تأثير إصطدام الصفائح التكتونية بين الهند وآسيا . ومع الوقت عملت في العديد من الأمكنة الجميلة ، ومنها سلطنة عُمان التي أزورها بشكل دائم منذ حوالي 20 سنة . ولقد كان العمانيون طيلة هذه الفترة مضيافين ولطفاء جداً معي ، وأنا أحاول في السنوات الأخيرة أن أجد طرق لأرد لهم شيئاً من جميلهم ، لأنهم كانوا جيدين جداً معنا بأكثر من طريقة .
س : حسناً ، ما هو نوع الصخور المسمى بيريدوتايت Peridotite rock - ؟
ج : صخور البيريدوتايت تتألف من معدن الاوليفن Olivine Mineral وهي تُشكّل ربع كوكب الأرض . فوشاح الأرض الأعلى Upper Earth Mantle يتألف من صخور البيريدوتايت ، والوشاح لا نستطيع أن نراه لأنه يقع تحت قشرة المحيطات بحوالي 7 كيلومترات وتحت قشرة اليابسة بحوالي 40 كيلومتر . ويمتد الوشاح من قاعدة القشرة الأرضية نزولاً الى أعماق تصل الى حوالي 700 كيلومتر .
وفي بعض الأحيان عندما تصطدم الصفائح التكتونية Tectonic Plates مع بعضها تندفع واحدة فوق الأخرى ما يؤدي بجزء من الطبقة الصخرية في الوشاح للصعود الى السطح ، وهذا ما حدث في عُمان . فالجبال في شمال عُمان تتشكّل من مواد كانت موجودة في باطن الأرض إندفعت الى فوق بعد إصطدام الصفيحة العربية مع آسيا .
س : متى أدركت أن صخور البيريدوتايت تتفاعل بقوة مع ثاني أوكسيد الكربون ؟
ج : لقد عرفت ذلك منذ فترة طويلة لأن أستاذي قدم لي ورقة علمية تتحدث عن هذا التفاعل في صخور البيريدوتايت في كاليفورنيا . ولم أعر الموضوع أهمية في حينها . ومنذ حوالي 5 سنوات إنتقلت الى جامعة كولومبيا حيث يوجد عدد كبير من الأشخاص مهتمين بمناخ الأرض وبمستقبل هذا المناخ ، وسمعت بعضهم يتحدث عن صخور البيريدوتايت وإمكانية إمتصاصها لغاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض . وذكر هؤلاء أن عملية التفاعل بين هذه الصخور وثاني أوكسيد الكربون بطيئة . وهذا فاجأني فأنا كنت على علم بترسبات الكربونات Carbonate deposits الكبيرة والصلبة الناتجة عن تفاعل البيريدوتايت مع ثاني أوكسيد الكربون في كاليفورنيا وعُمان . وحجم هذه الترسبات الكبير كان بإعتقادي ناتج عن تفاعل سريع بين الصخور وثاني أوكسيد الكربون . وبإمكانك إذا رميت حجر صغير من البيريدوتايت في الماء أن تعود بعد بضعة أيام وتشاهد ترسبات كبيرة للكربونات ما يدل على تفاعل سريع وقوي بين البيريدوتايت وغاز ثاني أوكسيد الكربون في الماء .
س : فعُدت الى عُمان لتتأكد أكثر من الموضوع ؟
ج : نعم ، قمنا بإستخدام قياس عمر المادة الذي يدعى " التأريخ بالكربون -14 " Carbon 14 dating method لتحديد عمر عينات من الترسبات على سطح وتحت سطح الأرض للصخور في عُمان . ودلّت الفحوصات إلى أن أكثرية العينات يعود عمرها الى أقل من 50,000 سنة . وهذا فاجأني ، لأني كنت أعتقد أن عروق الترسبات تحت السطح ربما يعود عمرها الى 90 مليون سنة .
س : ما هي المساحة الإجمالية لصخور البيريدوتايت في سلطنة عُمان ؟
ج : تغطي صخور البيريدوتايت في عُمان مساحة بطول 300 كيلومتر ، وعرض 15 كيلومتر ، ونعتقد بناءاً على دراسات جيوفيزيائية أنها بعمق حوالي 3 كيلومترات .
س : لو إفترضنا أن كل هذه المساحة ستستخدم لإمتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الهواء ، فما هي الكمية القصوى التي تقدر أن نخزنها من هذا الغاز ؟
ج : تستطيع أن تمتص حوالي 30 تريليون ( 30 ألف مليار طن ) من ثاني أوكسيد الكربون إذا جعلنا كل ذرة مغنيزيوم Magnesium تتحد مع ثاني أوكسيد الكربون . وهذه الكمية هي 1000 مرة أكثر من ما تضخه البشرية من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء سنوياً ( 30 مليار طن ) .
س : إذاً أنت تقول هنا أن صخور البيريدوتايت العُمانية قادرة على إنقاذ العالم ؟
ج : إذا كانت عملية الإمتصاص بالسرعة التي نريدها أن تكون عليه ، فهي قادرة على إنقاذ العالم . إذاً المسألة هنا هي ليست الكمية القادرة هذه الصخور على إمتصاصها ، بقدر ما هي السرعة التي تستطيع أن تمتص بها .
صخور سلطنة عمان قد تنقذ العالم من الحتباس الحراري؟
تغيَّر المناخ والآثار البيئية والإقتصادية والسياسية له تصدّرت الأخبار حول العالم خلال قمة المناخ في كوبنهاغن . والسيناريوهات الكارثية لهذا التغيّر وصلت الى كل الناس تقريباً مع التغطية الاعلامية الواسعة لهذه القمة . والعالم كلّ العالم يبحث عن حلّ !!
بدورها علم وعالم تفتش عن أي حلِّ لنقله الى قرائها وهي تفتح سلسلة لقاءات على صفحات المجلة مع علماء بارزين حول العالم قد تقود أفكارهم ومشاريعهم لإنقاذ كوكبنا . أحد هؤلاء العقول الجميلة هو بيتر كيليمن البروفسور في جامعة كولومبيا في نيويورك الذي جاء ليقول للعالم أن واحد من أهم الحلول لمواجهة الإحتباس الحراري موجود في بلد عربي عزيز على قلوبنا وهو سلطنة عُمان .
ومعه كان هذا الحوار الشيق :
س : ما هو الدافع خلف هذه الحركة النشطة لبيتر كليمين الذي ينتقل من مكان الى آخر بحثاً عن الحقائق العلمية ؟
ج : بدأ الأمر بشكل بسيط ، وهو التنقّل الى أمكنة جديدة للتعرف على منظور آخر للعالم من خلال الإحتكاك بأشخاص آخرين . وكانت أول رحلة لي خارج الولايات المتحدة الى جنوب أميركا . وهناك تعرفت على الناس العاديين في الجبال وأطَّلعت على نمط حياتهم . بعدها إرتحلت الى شمال الهند حيث عملت لمدة سنة ، ثم إنتقلت الى الباكستان لعدة شهور . وبعدما شحذت إهتماماتي البحثية ، أصبحت فضولياً أكثر لمعرفة كيفية نشوء الجبال هناك ، ودراسة تأثير إصطدام الصفائح التكتونية بين الهند وآسيا . ومع الوقت عملت في العديد من الأمكنة الجميلة ، ومنها سلطنة عُمان التي أزورها بشكل دائم منذ حوالي 20 سنة . ولقد كان العمانيون طيلة هذه الفترة مضيافين ولطفاء جداً معي ، وأنا أحاول في السنوات الأخيرة أن أجد طرق لأرد لهم شيئاً من جميلهم ، لأنهم كانوا جيدين جداً معنا بأكثر من طريقة .
س : حسناً ، ما هو نوع الصخور المسمى بيريدوتايت Peridotite rock - ؟
ج : صخور البيريدوتايت تتألف من معدن الاوليفن Olivine Mineral وهي تُشكّل ربع كوكب الأرض . فوشاح الأرض الأعلى Upper Earth Mantle يتألف من صخور البيريدوتايت ، والوشاح لا نستطيع أن نراه لأنه يقع تحت قشرة المحيطات بحوالي 7 كيلومترات وتحت قشرة اليابسة بحوالي 40 كيلومتر . ويمتد الوشاح من قاعدة القشرة الأرضية نزولاً الى أعماق تصل الى حوالي 700 كيلومتر .
وفي بعض الأحيان عندما تصطدم الصفائح التكتونية Tectonic Plates مع بعضها تندفع واحدة فوق الأخرى ما يؤدي بجزء من الطبقة الصخرية في الوشاح للصعود الى السطح ، وهذا ما حدث في عُمان . فالجبال في شمال عُمان تتشكّل من مواد كانت موجودة في باطن الأرض إندفعت الى فوق بعد إصطدام الصفيحة العربية مع آسيا .
س : متى أدركت أن صخور البيريدوتايت تتفاعل بقوة مع ثاني أوكسيد الكربون ؟
ج : لقد عرفت ذلك منذ فترة طويلة لأن أستاذي قدم لي ورقة علمية تتحدث عن هذا التفاعل في صخور البيريدوتايت في كاليفورنيا . ولم أعر الموضوع أهمية في حينها . ومنذ حوالي 5 سنوات إنتقلت الى جامعة كولومبيا حيث يوجد عدد كبير من الأشخاص مهتمين بمناخ الأرض وبمستقبل هذا المناخ ، وسمعت بعضهم يتحدث عن صخور البيريدوتايت وإمكانية إمتصاصها لغاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض . وذكر هؤلاء أن عملية التفاعل بين هذه الصخور وثاني أوكسيد الكربون بطيئة . وهذا فاجأني فأنا كنت على علم بترسبات الكربونات Carbonate deposits الكبيرة والصلبة الناتجة عن تفاعل البيريدوتايت مع ثاني أوكسيد الكربون في كاليفورنيا وعُمان . وحجم هذه الترسبات الكبير كان بإعتقادي ناتج عن تفاعل سريع بين الصخور وثاني أوكسيد الكربون . وبإمكانك إذا رميت حجر صغير من البيريدوتايت في الماء أن تعود بعد بضعة أيام وتشاهد ترسبات كبيرة للكربونات ما يدل على تفاعل سريع وقوي بين البيريدوتايت وغاز ثاني أوكسيد الكربون في الماء .
س : فعُدت الى عُمان لتتأكد أكثر من الموضوع ؟
ج : نعم ، قمنا بإستخدام قياس عمر المادة الذي يدعى " التأريخ بالكربون -14 " Carbon 14 dating method لتحديد عمر عينات من الترسبات على سطح وتحت سطح الأرض للصخور في عُمان . ودلّت الفحوصات إلى أن أكثرية العينات يعود عمرها الى أقل من 50,000 سنة . وهذا فاجأني ، لأني كنت أعتقد أن عروق الترسبات تحت السطح ربما يعود عمرها الى 90 مليون سنة .
س : ما هي المساحة الإجمالية لصخور البيريدوتايت في سلطنة عُمان ؟
ج : تغطي صخور البيريدوتايت في عُمان مساحة بطول 300 كيلومتر ، وعرض 15 كيلومتر ، ونعتقد بناءاً على دراسات جيوفيزيائية أنها بعمق حوالي 3 كيلومترات .
س : لو إفترضنا أن كل هذه المساحة ستستخدم لإمتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الهواء ، فما هي الكمية القصوى التي تقدر أن نخزنها من هذا الغاز ؟
ج : تستطيع أن تمتص حوالي 30 تريليون ( 30 ألف مليار طن ) من ثاني أوكسيد الكربون إذا جعلنا كل ذرة مغنيزيوم Magnesium تتحد مع ثاني أوكسيد الكربون . وهذه الكمية هي 1000 مرة أكثر من ما تضخه البشرية من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء سنوياً ( 30 مليار طن ) .
س : إذاً أنت تقول هنا أن صخور البيريدوتايت العُمانية قادرة على إنقاذ العالم ؟
ج : إذا كانت عملية الإمتصاص بالسرعة التي نريدها أن تكون عليه ، فهي قادرة على إنقاذ العالم . إذاً المسألة هنا هي ليست الكمية القادرة هذه الصخور على إمتصاصها ، بقدر ما هي السرعة التي تستطيع أن تمتص بها .