[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جيش التحرير المغربي.
جيش التحرير وانطلاق العمل المسلح:
1 – جيش التحرير المغربي وسؤال " النشأة":
" الثورة يفكر فيها الدهاة وينفذها البسطاء ويستغلها الجبناء "
لقد كانت فكرة تأسيس جيش التحرير من بين الأفكار التي راودت عبد الكريم الخطابي حين تواجده بمنفاه بالقاهرة , وكانت نداءاته وبياناته السياسية التي نشرتها وسائل الإعلام بالإضافة إلى لقاءاته المتعددة بأبناء الريف الذين شاركوا في حرب التحرير الريفية الأولى , تعدان من بين العوامل التي ساعدت في ظهور جيش التحرير على أرض الواقع .
إن المصادر التاريخية قلما تنفعنا للحديث عن تفاصيل اللحظات الأولى لتأسيس أو نشأة جيش التحرير , فمذكرات زعماء الجيش المنشورة والغير المنشورة لا تسعفنا في ذلك , بل تزيد الأمور تعقيدا نظرا لتعدد الروايات وذهاب البعض نحو الخطاب الممجد للذات باستبعاده لجهود الآخرين في بناء الجيش .
ويطرح إشكال أخر على مستوى الأطراف التي لعبت دور كبيرا في التأسيس ثم طبيعة التركيبة البشرية والمناطق التي كانت المزود الرئيسي لجيش التحرير بالمقاومين .
ففي كتاب " اسعيد بونعيلات مسار مقاوم" لصاحبه عزيز الساطوري يتحدث فيه " اسعيد بونعيلات" بصدد نشأة جيش التحرير ويقول :" بدأنا نجري الاتصالات مع مختلف القيادات التي كانت قد لجأت إلى الشمال ومع عدد من المقاومين وأبناء المنطقة . كانت الأوضاع بالمنطقة الشمالية تشكل تربة خصبة لإطلاق جيش التحرير فقد كان المستعمرون الاسبان يغضون الطرف عنا ".(ص 51)
وفي مكان أخر من الكتاب يجيب اسعيد بونعيلات بقوله " أن فكرة تأسيس جيش التحرير والأهداف التي وضعناها كانت في الدار البيضاء , بقرار من قيادة حركة المقاومة المسلحة وذلك بعد الحصار الذي ضربته قوات الاستعمار على الدار البيضاء بالخصوص ." ( نفس المصدر .ص 61 ).
من الصعب الجزم القاطع برواية اسعيد بونعيلات في مجموعة من النقط وخاصة تلك المتعلقة بالمكان الذي" تأسس" فيه جيش التحرير نظرا لعدة إشكالات تطرح على مستوى التأسيس , فمن الصعب تعيين الدار البيضاء كمكان شهد نضوج فكرة العمل المسلح ضد المستعمر على اعتبار أن هذه المدينة كانت معقلا للحركة الوطنية التي لا تؤمن بالعمل المسلح , رغم أن البعض يذهب إلى تفسير ذلك بهجرة ساكنة المناطق القروية من الأطلس الصغير والمتوسط ... إلى هذه المدينة نتيجة النمو الاقتصادي الذي عرفته في الحقبة الاستعمارية.
إن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الدار البيضاء كانت تعد منطقة من بين المناطق التي زودت جيش التحرير بمجموعة من الضباط الفارين من الجيش الاستعماري , بالإضافة إلى مجموعة من القيادات التي هاجرت إلى هذه المدينة من قرى جبال الأطلس لتساهم في التركيبة البشرية للجيش .
فقد " تيقن مقاومو البيضاء أن العمل المسلح في المدن ليس في صالحهم وتدبروا أمر وضع أسس بناء جيش التحرير في الجبال , وتم الشروع في ربط الاتصال ببعض عساكر ثكنة " بورنازيل" بنفس المدينة , ينتمون إلى الأطلس الكبير . وكان الملقب ب " بويفادن" أبرز شخص وقع التداول معه في هذا الشأن , وكان برتبة ضابط صف , وينتمي إلى تلك المنطقة الجبلية . وتم الاتفاق معه على استمالة عناصر من بلدته الجبلية من جهة بني ملال ." ( محمد الخواجة " جيش التحرير المغربي "..).
إن " مقاومو الدار البيضاء وجدوا الحل في الكفاح المسلح بالجبال وكانت نيتهم تنظيم رجال " المخازنية " بثكنات المدينة لا سيما منه الذين ينتمون إلى الأطلس الكبير. " ( نفس المرجع ).
من المؤكد أن منطقة الريف الشرقي هي التي عرفت العديد من المعارك ضد المستعمر مع انطلاق عمليات جيش التحرير , وعرفت مركزين اثنين لقيادة الجيش هما مركزي الناظور وتطوان , مع العلم أن هذا الأخير لم يلعب دورا كبيرا في قيادة العمل المسلح بل انه في بعض اللحظات كان يلعب دور المعرقل لسير العمليات العسكرية .
وقد أشار محمد الخواجة في كتابه إلى مجموعة من الجهات شاركت في إعداد جيش التحرير في مرحلة التأسيس ومرحلة الهجوم , مع العلم أن هناك تفاوتات بين جهة وأخرى:
- أبناء اكزناية شرعوا في إعداد الخلايا منذ 1951 .
- قبائل مرموشة شرعت في نفس الاتجاه ابتدءا من 1952 .
- اتصالات باقي فرقاء الأطلس المتوسط والريف وغيرهم , كانت مع لاجئي الناظور , لاسيما بعد وصول عباس ( المساعدي) و الصنهاجي إلى هذه المدينة المناضلة .
- مقاومو الدار البيضاء...
- تأسست لجنة تطوان على أساس التنسيق بين مختلف الجهات لتنظيم جيش التحرير في الجبال ...
- في الناظور عهد إلى كل من عباس المساعدي والصنهاجي بالتنسيق بين قبائل الريف الجنوبية , و الأطلس المتوسط , وأيت يزناسن في المغرب الشرقي .
- لجنة تحرير شمال إفريقيا وعلى رأسها محمد بن عبد الكريم الخطابي .
إن من بين الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤرخين الذين قاربوا موضوع " تأسيس" جيش التحرير والعناصر المكونة له والمناطق التي زودت الجيش برجال الحرب هي ذلك الخلط بين المقاومة التي ظهرت في المدن وبين جيش التحرير ,وفي كون هذا الأخير ليس إلا ابنا شرعيا للمقاومة وأنه من صنع رجالات الحركة الوطنية أو المقاومين في المدن الحضرية , وهذا ما وقع فيه الأستاذ الغالي العراقي عندما قال :" أن المقاومة وجيش التحرير فتحت جبهة الريف وحققت الخطوة الفاصلة , وبعد ذلك فتحت جبهة ثانية بمرنيسة , وتبعتها بني زروال لتعبيد مسالك أمنة لفيالق جيش التحرير بالأطلس , فلم يبقى للفرنسيين سوى الخضوع للأمر الواقع (...) فاستبدلت مقيمها العام وجمدت كل الاتصالات بالسياسيين وفتحت قناة الملك الشرعي وأقرت معه الترتيبات لرجوعه إلى فرنسا ."( الغالي العراقي " ذاكرة نضال وجهاد" ص 180 ).
وليؤكد الغالي العراقي الارتباط بين المقاومة وجيش التحرير يقول في نفس الكتاب " إذا انطلقنا من أساس تكوين جيش التحرير أي من طينته الأصلية سنجد أن أكثر المشاركين في تأسيسه هم أصلا من المسئولين الحقيقيين ومن العناصر الأساسية لخلايا المقاومة المسلحة ( ص 200 من نفس الكتاب).
لكن التاريخ الحقيقي يقول أن جيش التحرير تكونت خلاياه ما بين 1951 و 1952 في منطقتي اكزناية ومرموشة حسب الأستاذ الخواجة . وطيلة السنوات المتبقية لتاريخ اندلاع ثورة 2 أكتوبر 1955 , عرفت خلايا هذه المناطق تنظيما محكما وتفاعلا أمام الأحداث الدولية والوطنية .
دون أن ننسى أن رواد جيش التحرير الأوائل بالريف كانوا في معظمهم قادة و جنودا حاربوا إلى جانب عبد الكريم الخطابي في حرب الريف الأولى , أما الاتصالات بقيادة الناظور وتطوان فقد جاء متأخرا سنة 1955 بعدما علم هؤلاء بوجود تنظيم محكم ومتقدم في
الريف . جيش التحرير المغربي.
جيش التحرير وانطلاق العمل المسلح:
1 – جيش التحرير المغربي وسؤال " النشأة":
" الثورة يفكر فيها الدهاة وينفذها البسطاء ويستغلها الجبناء "
لقد كانت فكرة تأسيس جيش التحرير من بين الأفكار التي راودت عبد الكريم الخطابي حين تواجده بمنفاه بالقاهرة , وكانت نداءاته وبياناته السياسية التي نشرتها وسائل الإعلام بالإضافة إلى لقاءاته المتعددة بأبناء الريف الذين شاركوا في حرب التحرير الريفية الأولى , تعدان من بين العوامل التي ساعدت في ظهور جيش التحرير على أرض الواقع .
إن المصادر التاريخية قلما تنفعنا للحديث عن تفاصيل اللحظات الأولى لتأسيس أو نشأة جيش التحرير , فمذكرات زعماء الجيش المنشورة والغير المنشورة لا تسعفنا في ذلك , بل تزيد الأمور تعقيدا نظرا لتعدد الروايات وذهاب البعض نحو الخطاب الممجد للذات باستبعاده لجهود الآخرين في بناء الجيش .
ويطرح إشكال أخر على مستوى الأطراف التي لعبت دور كبيرا في التأسيس ثم طبيعة التركيبة البشرية والمناطق التي كانت المزود الرئيسي لجيش التحرير بالمقاومين .
ففي كتاب " اسعيد بونعيلات مسار مقاوم" لصاحبه عزيز الساطوري يتحدث فيه " اسعيد بونعيلات" بصدد نشأة جيش التحرير ويقول :" بدأنا نجري الاتصالات مع مختلف القيادات التي كانت قد لجأت إلى الشمال ومع عدد من المقاومين وأبناء المنطقة . كانت الأوضاع بالمنطقة الشمالية تشكل تربة خصبة لإطلاق جيش التحرير فقد كان المستعمرون الاسبان يغضون الطرف عنا ".(ص 51)
وفي مكان أخر من الكتاب يجيب اسعيد بونعيلات بقوله " أن فكرة تأسيس جيش التحرير والأهداف التي وضعناها كانت في الدار البيضاء , بقرار من قيادة حركة المقاومة المسلحة وذلك بعد الحصار الذي ضربته قوات الاستعمار على الدار البيضاء بالخصوص ." ( نفس المصدر .ص 61 ).
من الصعب الجزم القاطع برواية اسعيد بونعيلات في مجموعة من النقط وخاصة تلك المتعلقة بالمكان الذي" تأسس" فيه جيش التحرير نظرا لعدة إشكالات تطرح على مستوى التأسيس , فمن الصعب تعيين الدار البيضاء كمكان شهد نضوج فكرة العمل المسلح ضد المستعمر على اعتبار أن هذه المدينة كانت معقلا للحركة الوطنية التي لا تؤمن بالعمل المسلح , رغم أن البعض يذهب إلى تفسير ذلك بهجرة ساكنة المناطق القروية من الأطلس الصغير والمتوسط ... إلى هذه المدينة نتيجة النمو الاقتصادي الذي عرفته في الحقبة الاستعمارية.
إن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الدار البيضاء كانت تعد منطقة من بين المناطق التي زودت جيش التحرير بمجموعة من الضباط الفارين من الجيش الاستعماري , بالإضافة إلى مجموعة من القيادات التي هاجرت إلى هذه المدينة من قرى جبال الأطلس لتساهم في التركيبة البشرية للجيش .
فقد " تيقن مقاومو البيضاء أن العمل المسلح في المدن ليس في صالحهم وتدبروا أمر وضع أسس بناء جيش التحرير في الجبال , وتم الشروع في ربط الاتصال ببعض عساكر ثكنة " بورنازيل" بنفس المدينة , ينتمون إلى الأطلس الكبير . وكان الملقب ب " بويفادن" أبرز شخص وقع التداول معه في هذا الشأن , وكان برتبة ضابط صف , وينتمي إلى تلك المنطقة الجبلية . وتم الاتفاق معه على استمالة عناصر من بلدته الجبلية من جهة بني ملال ." ( محمد الخواجة " جيش التحرير المغربي "..).
إن " مقاومو الدار البيضاء وجدوا الحل في الكفاح المسلح بالجبال وكانت نيتهم تنظيم رجال " المخازنية " بثكنات المدينة لا سيما منه الذين ينتمون إلى الأطلس الكبير. " ( نفس المرجع ).
من المؤكد أن منطقة الريف الشرقي هي التي عرفت العديد من المعارك ضد المستعمر مع انطلاق عمليات جيش التحرير , وعرفت مركزين اثنين لقيادة الجيش هما مركزي الناظور وتطوان , مع العلم أن هذا الأخير لم يلعب دورا كبيرا في قيادة العمل المسلح بل انه في بعض اللحظات كان يلعب دور المعرقل لسير العمليات العسكرية .
وقد أشار محمد الخواجة في كتابه إلى مجموعة من الجهات شاركت في إعداد جيش التحرير في مرحلة التأسيس ومرحلة الهجوم , مع العلم أن هناك تفاوتات بين جهة وأخرى:
- أبناء اكزناية شرعوا في إعداد الخلايا منذ 1951 .
- قبائل مرموشة شرعت في نفس الاتجاه ابتدءا من 1952 .
- اتصالات باقي فرقاء الأطلس المتوسط والريف وغيرهم , كانت مع لاجئي الناظور , لاسيما بعد وصول عباس ( المساعدي) و الصنهاجي إلى هذه المدينة المناضلة .
- مقاومو الدار البيضاء...
- تأسست لجنة تطوان على أساس التنسيق بين مختلف الجهات لتنظيم جيش التحرير في الجبال ...
- في الناظور عهد إلى كل من عباس المساعدي والصنهاجي بالتنسيق بين قبائل الريف الجنوبية , و الأطلس المتوسط , وأيت يزناسن في المغرب الشرقي .
- لجنة تحرير شمال إفريقيا وعلى رأسها محمد بن عبد الكريم الخطابي .
إن من بين الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤرخين الذين قاربوا موضوع " تأسيس" جيش التحرير والعناصر المكونة له والمناطق التي زودت الجيش برجال الحرب هي ذلك الخلط بين المقاومة التي ظهرت في المدن وبين جيش التحرير ,وفي كون هذا الأخير ليس إلا ابنا شرعيا للمقاومة وأنه من صنع رجالات الحركة الوطنية أو المقاومين في المدن الحضرية , وهذا ما وقع فيه الأستاذ الغالي العراقي عندما قال :" أن المقاومة وجيش التحرير فتحت جبهة الريف وحققت الخطوة الفاصلة , وبعد ذلك فتحت جبهة ثانية بمرنيسة , وتبعتها بني زروال لتعبيد مسالك أمنة لفيالق جيش التحرير بالأطلس , فلم يبقى للفرنسيين سوى الخضوع للأمر الواقع (...) فاستبدلت مقيمها العام وجمدت كل الاتصالات بالسياسيين وفتحت قناة الملك الشرعي وأقرت معه الترتيبات لرجوعه إلى فرنسا ."( الغالي العراقي " ذاكرة نضال وجهاد" ص 180 ).
وليؤكد الغالي العراقي الارتباط بين المقاومة وجيش التحرير يقول في نفس الكتاب " إذا انطلقنا من أساس تكوين جيش التحرير أي من طينته الأصلية سنجد أن أكثر المشاركين في تأسيسه هم أصلا من المسئولين الحقيقيين ومن العناصر الأساسية لخلايا المقاومة المسلحة ( ص 200 من نفس الكتاب).
لكن التاريخ الحقيقي يقول أن جيش التحرير تكونت خلاياه ما بين 1951 و 1952 في منطقتي اكزناية ومرموشة حسب الأستاذ الخواجة . وطيلة السنوات المتبقية لتاريخ اندلاع ثورة 2 أكتوبر 1955 , عرفت خلايا هذه المناطق تنظيما محكما وتفاعلا أمام الأحداث الدولية والوطنية .
دون أن ننسى أن رواد جيش التحرير الأوائل بالريف كانوا في معظمهم قادة و جنودا حاربوا إلى جانب عبد الكريم الخطابي في حرب الريف الأولى , أما الاتصالات بقيادة الناظور وتطوان فقد جاء متأخرا سنة 1955 بعدما علم هؤلاء بوجود تنظيم محكم ومتقدم في