المغرب يواصل جلب الاستثمارات الأجنبية في ظل الربيع العربي
رغم الغمام الذي يخيم على الأسواق المالية في العالم، هناك أخبار سارة بالنسبة للمغرب، فالمملكة المغربية تواصل، بصفة استثنائية، جلب الاستثمارات الخارجية المباشرة، فيما تعرف استثمارات العديد من دول البحر الأبيض المتوسط تراجعا ملحوظا بسبب الربيع العربي.
جاء في يومية "ليزيكو"، في عددها لهذا اليوم، حسب تقرير "مرصد أنيما- ميبو"، أن المغرب نجح في التعامل مع الربيع العربي، منتهزا الفرصة لمواصلة جلب الاستثمارات الخارجية المباشرة.
و للتذكير، فهذه المنظمة (مرصد أنيما-أميبو) تضم 80 وكالة حكومية و شبكات الأعمال و التموين و التجديد، و تتواجد هذه الوكالات بالبحر الأبيض المتوسط و تهدف إلى تحسين مجال الأعمال والرفع من الاستثمارات بالمنطقة المتوسطية، و جاء آخر تقرير لها، الذي صدر للتو، بمثابة حصيلة للتسعة أشهر الأولى من سنة 2011 .
المغرب يصنف في الرتبة الثالثة
يعد المغرب من بين البلدان الثلاثة التي تبذل مجهودا كبيرا من أجل جلب الاستثمارات، و خصوصا بعد الإعلان عن ارتفاع الإسثتمارات نحو المملكة ب 15 بالمائة.
و تشير الجريدة ذاتها إلى أن قيمة هذه المشاريع لهذه السنة قد انخفضت بنسبة 50 بالمائة، مقارنة مع سنة 2010، فهذه الظاهرة قد بدأت خلال سنة 2009، و يعتبر الاستقرار السياسي من أهم الأسباب التي جعلت من المغرب أهم وجهة للمستثمرين، رغم الثورات العربية.
في حين تبقى تركيا في الرتبة الأولى متبوعة بإسرائيل من حيث استقبال مشاريع الاستثمارات الأجنبية، إذ وجه ثلث الاستثمارات الخارجية المباشرة المعلنة في سنة 2011 نحو تركيا، لتأتي إسرائيل في المرتبة الثانية. و تضيف الجريدة ، أن إسرائيل قد تتجاوز مصر من حيث جلب الاستثمارات إذا ما اعتبرنا نتائج الفصل الأخير من سنة 2011 ، و هي سابقة من نوعها منذ خمس سنوات، و تأتي الجزائر في الأخير وراء المغرب رغم تشجيعها للاستثمارات الأجنبية، في الوقت الذي عرفت فيه الاستثمارات الخارجية المباشرة لهذه السنة استقرارا ملحوظا مقارنة مع سنة 2010.
و لكن، أين نحن من الفصل الرابع من هذه السنة، الذي لم يؤخذ بعين الاعتبار ؟ و هل له وقع على الاقتصاد المغربي؟ إن الجواب بسيط ، لكون هذا الأخير سيكون له وقع ايجابي على اقتصاد المملكة.
و يشير أحد صحفي جريدة ليزيكو قائلا: " يكفي فقط التذكير بالاتفاقية المتعلقة بالاستثمار في القطاع السياحي، و التي تم توقيعها مع دول الخليج، لإدراك أهمية الاتفاقية التي وصلت قيمتها أكثر من 20 مليار درهم، و تجب الإشارة كذلك إلى إعلان الاستثمار الذي تم الاتفاق عليه مع المشغل الكندي بومباردي، الذي وصلت قيمته إلى 200 مليون دولار".
من هي الدول المستثمرة؟
استنادا إلى تقرير مرصد (أنيما-أميبو)، فإن المستثمرين الأوروبيين هم الذين يستثمرون أكثر في المنطقة المتوسطية، بالرغم من أزمة الديون التي تجتاح حاليا منطقة اليورو، إذ يمثل هؤلاء المستثمرون نصف الاستثمارات المعلنة خلال شهر يناير من سنة 2011، و يليهم المستثمرون الأمريكيون و الكنديون الذين عرفوا استقرارا وصف ب"الملحوظ"، فيما عرفت استثمارات دول شمال أمريكا في باقي دول العالم تراجعا ملحوظا، و يضيف التقرير موضحا بأن " نسبة استثمارات دول شمال أمريكا تجاوزت بالثلث مجموع الاستثمارات المعلنة (مقابل 20 بالمائة في المعدل) .
و أخيرا نجد أن دول الخليج هي أقل من يستثمر في المنطقة المتوسطية ، حيث أن عدد الاستثمارات المعلنة وصلت إلى أدنى المستويات منذ 2005، و وصلت 8 بالمائة من مجموع الإعلانات مقابل 15 بالمائة في المعدل.