قصص الأنبياء قصة يُوشَع بن نون عليه السلام
لنا يذكر لما خرج نبي الله موسى مع بني إسرائيل من مصرا مُتوجها بهم إلى بيت المقدس لِيفتحها كلنا نتذكر أنه لما وصل معهم إلى فلسطين وأمرهم بالدخول إليها لِفتح بيت المقدس ماذا صنع بنو إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام إذهب أنت وربك فقاتِلا إنا ها هنا قاعدون لن نذهب معك يا موسى لن نُقاتل معك الجُبن كان متأصِّلاً في بني إسرائيل فعاقبهم الرب عز وجل أربعين سنة يَتِيهُونَ في الأرض تِيهْ أربعين سنة لا يعرفون أين الطريق ثم توفي نبي الله موسى عليه السلام وخلَّف بعده يوشع بن نون فتاه الذي ذهب معه لِيَلْتَقِي بالخَضَر ذلك الفتى إسمه يوشع بن نون صار نبيا على بني إسرائيل وظل معهم فترة من الزمن حتى إنقضت الأربعون سنة
فلما إنقضت هذه الأربعون سنة ماذا فعل معهم يوشع جَهَّزَهُم للقتال وقال أريد أن أفتح بكم بيت المقدس ولكن بشرط واحد ما هو الشرط قال لا أريد أن يخرج معي رجل مَلَكَ بِضْعَ إمرأة وهو يريد أن يبني بها يعني رجل عقد على إمرأة ويريد أن يدخل بها هذا الرجل لا أريده معي في القِتال لأن قلبه متعلق بامرأته قال أيضا لا أريد أن يَأتِيَنِي إنسان بَنَى بيتاً ولم يرفع سقفه يعني ما إكتمل بناء البيت لأن قلبه مُعلق بالبيت وأيضا لا أريد أن يَأتِيَنِي رجل عنده خَلْفاتْ أو غنم وهو ينتظر وِلادها فإنني أيضا لا أريده يريد كل رجل بطل شجاع تربى الجيل الجديد
الآن يريد أن يخرج معه رجل لا يتعلق قلبه بالدنيا أبدا {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } وخرج الجيش الذي يُقدر بالألاف مع نبي الله يوشع بن نون متوجهين إلى أين إلى بيت المقدس إلى فلسطين إلى الأرض المباركة التي بارك الله عز وجل فيها ذهب معهم إلى بيت المقدس وإذا ببيت المقدس قد حُصِّنَ بحصون عظيمة للقوم الجبَّارِينَ وإذا ببني إسرائيل يريدون أن يقتحموا هذا الحصن لم يستطيعوا فحاصروا بيت المقدس ستة شهور كاملة حصار وأي حصار ستة شهور يُحاصرون بيت المقدس لِدخول فلسطين والأرض المقدسة لكنهم مع هذا لم يستطيعوا
ستة شهور والحصار الشديد وبنو إسرئيل قد صمدوا هذه الفترة والله عز وجل يُثبتهم ومعهم يوشع بن نون ليس الأمر بِالهَيِّنْ ستة شهور حصار أمر صعب وأمر كبير لكنهم ثَبَتُواْ لكنهم صبروا ثبَّتَهُم الرب عز وجل يُقاتلون في سبيله صفا كأنهم بُنيان مرصوص الله عز وجل ثبَّتَهُمْ وجعلهم كالبنيان المرصوص فلما جاءت ساعة إنهيار هذا الحصن فإذا بيوشع بن نون يأذن لهم بالقتال لِيَنْدَكَّ الحِصْنُ بمن فيه لِيدخلوا بيت المقدس وإذا بهم يُجالدون جَلَداً مات منهم في ذلك اليوم إثنا عشر ألفا { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا }
لم يضعفوا في ذلك اليوم ولم يهنوا في ذلك اليوم كانوا يُقاتلون مع من مع نبي الله يوشع بن نون ظل القتال الطويل ويموت الناس وتزهق أرواح الشهداء ويُقدمون أنفسهم لِفتح بيت المقدس لأول مرة بنو إسرائيل المؤمنون الموحدون مع نبي الله يوشع يريدون أن يفتحوا الأرض المباركة الأرض التي بارك الله عز وجل فيها للعالمين الأرض التي تعلقت بها قلوب الأنبياء لِدخولها هذه الأرض جاءت اللحظة الحاسمة التي يدخلوا بنو إسرائيل إليها فإذا بهم يصلون للحظة الحاسمة ويأتي يوم الجمعة وبدأت الشمس الآن تحين على الغروب فإذا غربت شمس يوم الجمعة تدخل ليلة السبت وليلة السبت بنو إسرائيل لا يتحركون
فيها لايعملون فيها حرم الله عز وجل عليهم فيها العمل والقتال والجهاد في سبيل الله إذا ماذا نصنع إذا ماذا نفعل الشمس ستغيب وستأتي ليلة السبت ماذا نصنع يا يوشع إذا غابت الشمس فإننا سنتوقف وفعلا سيفعل هذا أيضا من يوشع بن نون سيتوقف عن القتال فإذا بيوشع ينظر إلى الشمس ويكلمها أول نبي يكلم الشمس يأمرها بأمر من إنه يوشع بن نون نبي الله يأمر الشمس بأي شيء يأمرها بأن تقف قال أيتها الشمس إنني مأمور وأنت مأمورة أنا مخلوق وأنت مخلوقة كلنا نسير في أمر الله عز وجل أنا مأمور وأنت مأمورة ثم قال اللهم إحبسها لي ساعة اللهم إحبسها لي ساعة ولم يحبس الله عز وجل الشمس لأحد إلا ليوشع بن نون فحبسها الله عز وجل له ساعة من الزمن حتى إقتحم بيت المقدس وفِتحت بإذن الله عز وجل توقفت الشمس لمن توقفت الشمس ليوشع ولبني إسرائيل كرامة لهم إنها معجزة أعطاها الله عز وجل لهذا النبي وتم فتح بيت المقدس
**