[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اوضاع الدولة العباسية في عهد الرشيد
لقد كان عهد الرشيد بالنسبة للخلافة العباسية هو عهد التطور الكبير الذي وصلت إليه ,ويمثل عصره نقلة في المجتمع العباسي ولقد بلغت الحضارة أوج عطائها في شتى المجالات سواء العلمية أو الاقتصادية وفي شتى المجالات ولقد وصل ترف الأمة في عهده إلى درجة كبيرة لم تبلغ مثلها الحضارة الإسلامية ولم تشهد لها نظير .
شخصية هارون الرشيد:
لقد اختلفت الروايات في وصف الرشيد فمنهم من وصفها بالشخصية الضعيفة التي تحب اللهو والمر ومنهم من وصف بعكس ذلك بالشخصية القوية التي تحكمت في زمام الدولة ونرجح القول الثاني لانه لا يمكن ان تبلغ دولة أو امة أوج عطائها وازدهارها الا بحاكم صالح وذو قوة لكي يصل الى ما وصلت اليه الحضارة الإسلامية في حين كانت بعض إطراف في الأرض تعيش الجهل والظلام .
أما عن وصف الرشيد فقد وصفته اغلب المصادر انه عرف بالتدين الشديد والمحافظة على التقاليد الشرعية ,فلقد كان يصلي في اليوم 100ركعة ,ويتصدق ب:1000درهم,وكان يحج عاما ويغزوا عاما ,وهذا يرجع الى تكوينه الديني منذ الصغر فلقد كان جنديا وقاد أكثر من غزوة لبلاد البيزنطيين وحقق انتصارات باهرة جعلته معروفا ومحبوب من جميع الناس ,وعرف عليه الخجل الشديد فلقد كان خجولا جدا ,ولقد كان يجالس العلماء والفقهاء والشعراء ويعظم الأدب والأدباء.
سياسته العامة :
لما استقر الرشيد في الحكم قلد يحيى البرمكي منصب الوزارة وفوضه إدارة شؤون الدولة ,ومنحه لقب أمير فكان أول من لقب بذلك من الوزراء الفرس ,ولقد اهتم الرشيد بإقامة العدل في الناس فأمر بإعادة الأراضي التي اغتصبها أهل بيته في عهودهم واصدر عفوا عن المعتقلين السياسيين ومنهم العلويين وسمح لهم بالعودة إلى المدينة .
مميزات عهد الرشيد:
ويمكن أن نلخص مميزات عهد الرشيد في النقاط التالية:
-التطور الهائل الذي وصلت إليه الدولة العباسية
-التطور العلمي الذي وصلت إليه في شتى العلوم وهو ما ميزه إنشاء بيت الحكمة[2] التي اهتمت بالترجمة.
-الحركات الثورية التي شهدها عصر الهارون
- نفوذ البرامكة على السلطة وهو تحكمهم في تسيير شؤون الدولة وهو ما أدى إلى نكبتهم.
ولقد مرت فترة حكم الرشيد بمرحلتين أو بعهدين :
المرحلة الأولى (170/187):
تولى هارون الرشيد الخلافة ليجد أمه الخيزران صاحبة الكلمة المسموعة في الدولة ,والناس يقصدونها لقضاء حوائجهم وهذا النفوذ تمتعت به منذ خلافة زوجها المهدي وقلت حدته في عهد ابنها الهادي ,لتعود وتفرض نفسها في شؤون الحكم وصارت هي صاحبة الكلمة المسموعة الأولى والأخيرة في هذه المرحلة ,فكان يحيى البرمكي يعرض عليها الأمور ويصدر تعليماته بعد اخذ رأيها وبقيت على هذا الحال حتى توفيت الخيزران في 174ه,وبعد وفاة الخيزران انفرد بالحكم يحيى البرمكي وصار له الرأي والتدبير وهذا ليس محيرا لان عند تقليده الوزارة قال له ”قلدتك أمر الرعية,وأخرجته من عنقي إليك,فاحكم في ذلك لما ترى من الصواب واستعمل من رأيت واعزل من رأيت وامض الأمر على ما ترى".
وهكذا قام يحيى البرمكي بتدبير وتسيير شؤون الدولة وصار البرامكة موضع ثقة الدولة والخليفة ,ونصب يحيى البرمكي أولاده على المناصب الهامة في الدولة .
نكبة البرامكة:
قبل الحديث عن سياسة البرامكة وأسباب نكبتهم سوف نعطي تعريفا عن هذه الأسرة (البرامكة).
التعريف بالبرامكة:
يعود أصل هذه الأسرة إلى جدهم برمك وهو من مجوس بلخ في بلاد خراسان ,ولما بلغت الدعوة العباسية خراسان تحمس لها خالد بن برمك وصار من اكبر دعاتها وعند نجاح الدعوة استعان به أبو العباس بعد وفاة ابو مسلمة الخلال ,وبعد وفاة خالد بن برمك اختار أبو جعفر المنصور يحيى بن خالد البرمكي واليا على أذربيجان[3] ,واختاره المهدي كاتبا ووزيرا لابنه هارون يدبر أمره ويرعى مصالحه وكان الرشيد يناديه ”أبي” وبقي يحي حتى ولاية الهادي الذي أراد أن يخلع هارون الرشيد من ولاية العهد لكن يحيى حرضه على التمسك بحقه وعدم قبول طلب الهادي.
ولما تولى هارون الرشيد الخلافة عين يحيى بن خالد وزيرا ومنحه الصلاحية المطلقة في تسيير شؤون الحكم كما ذكرنا آنفا ((قلدتك أمر الرعية……)).
وكان ليحيى أربعة أولاد هم :الفضل وجعفر ومحمد وموسى,ولقد برزوا جميعا في عهد الرشيد وتولوا مناصب هامة وعظيمة وهكذا عملت أسرة البرامكة في خدمة الدولة العباسية حتى كانت نكبتهم من طرف هارون الرشيد .وقبل الحديث عن نكبة البرامكة سوف نتعرض للميزات التي ميزت سياسة البرامكة في الحكم .
سياسة البرامكة مع آل علي:
لقد كانت سياسة البرامكة تجاه آل علي ”العلويين",سياسة حب وود بحيث انهم جعلوا لهم مكانة خاصة ويتبن ذلك في النقاط التالية :
-ترحيل آل علي من بغداد الى المدينة
-حين خروج يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم وهو الذب فر من موقعة "فخ",وجه له الفضل بن يحيى البرمكي[4] على رأس جيش ولكنه طاب الأمان والعفو من الخليفة فقبل يحيى ذلك وأعطاه الأمان .
- حين ألقى هارون الرشيد القبض على موسى الكاظم بن جعفر الصادق[5] بتهمة انه يلتقي الشيعة وانه يجمع خمس الإمام فاحضره إلى بغداد وأعطاه إلى البرامكة ليقتلوه لكنهم أحسنوا إليه وأكرموه .
سياسة البرامكة مع العصبة العربية :
لقد حاول البرامكة أن يوافقوا بين المضرية واليمنية الا انه قامت فتنة بين المضرية واليمنية في بلاد الشام من اجل بطيخة "وهو أن رجل من المضريين دخل بستان احد اليمانيين فأكل بطيخة ,وهو ما لم يقبله صاحب البستان ليتحول إلى شجار وبعدها إلى معركة بين الطائفتين".ولقد أرسل الخليفة جعفر بن يحيى لإخماد الفتنة فقام بذلك ولكنه لم يقض عليها تماما.
سياسة البرامكة في المال :
لقد أحسن البرامكة جمع الأموال لكنهم كانوا ينفقونه إنفاقا واسعا بحيث يأتي المال ويخرج بالكاد في ساعة وقد كان المال تحت أيديهم أكثر من الخليفة نفسه ,فأصبحت ضياع الدولة ضياعهم واقتنوا أجمل الضياع وأجمل البناء وشيدوا القصور والحدائق ,حيث كان قصر جعفر البرمكي من أشهر القصور وأفخمها ولم يكن له مثيل ولقد صار الخليفة وأبنائه أفقر من البرامكة حيث قال هارون الرشيد (أغنيناهم فأفقرونا).
سياسة البرامكة القومية :
عين البرامكة أقاربهم من الفرس وأبناء جلدتهم كانوا يحيطون بهم أنفسهم وكان منهم حتى الشعوبيون[6] كسهل بن هارون[7]كان كاتبهم ثم ادخلوه في خدمة هارون الرشيد في بيت الحكمة,أما الفضل بن يحيى البرمكي فعينه الخليفة سنة 178ه,واليا على خراسان ولقد كان في بذخ ولهو في خراسان ولقد كون جيشا تعداده 500,000 جندي كان اغلبه من الخراسانيين وسماه جيش العباسة وكان ولاءه للبرامكة احضر منهم حوالي 20الف جندي إلى بغداد لاستظهار قوته ,ولقد عزله هارون الرشيد في نفس السنة وعين مكانه واليا جديدا وهو علي بن عيسى بن ماهان وهو من أصل فارسي وكان عدوا لدودا للبرامكة .
ومن بين سياستهم العنصرية هي تخفيض الضرائب على إقليم خراسان مقارنة بالأقاليم الأخرى فخف الوارد من هذا الإقليم .
وكانت هذه من ابرز المميزات التي ميزت سياسة البرامكة في حكمهم وتسييرهم للبلاد وهو ما لفت انتباه الخليفة هارون الرشيد ولم يعجبه الأمر وأدى إلى نكبتهم مع وجود أسباب أخرى.
أسباب نكبة البرامكة :
وأسباب هذه النكبة ليست معروفة بل هي فرضيات احتملها المؤرخون مبنية على أسباب عدة ولن السبب المباشر لم يعرف بالضبط لأنه حتى الخليفة هارون الرشيد لم يبح بهذا وتركه خفيا ومن بين هذه الأسباب :
*ميل البرامكة إلى العنصر الفارسي .
*الرفق والموالاة لآل علي .
*استبدادهم بالأموال وشؤون الحكم في الدولة .
*وترجع بعض المصادر هذا إلى قصة العباسة وجعفر بن يحيى البرمكي وهي :"أن هارون الرشيد كان يحب مجالسة أخته العباسة وصاحبه جعفر بن يحيى البرمكي ولهذا الأمر زوجهما من بعضهما دون أن يكون بينهما ما يكون بين الزوج وزوجته ,ولكن العباسة وجعفر خالفا هذا الأمر وقاما عكس ذلك" ,وهو ما لم يقبله هارون الرشيد وأدى بسخطه على جعفر وعلى البرامكة.
*وشاية بعض الأشخاص كفضل بن الربيع وعلي بن عيسى بن ماهان اللذين كانا يوصلان الأخبار إلى هارون الرشيد بما يقوم به البرامكة من إعمال .
*وهناك سبب أخر ويعتقد بعض المؤرخين انه هو السبب المباشر وهو السياسة التي انتهجها البرامكة للتفريق بين ولدي الرشيد الأمين والمأمون بسبب ولاية العهد ومحاولة خداع الطرفين وهو ما أدى إلى النزاع بين الأخوين وهو ما لاحظه الخليفة وما لم يقبله.
ولهاته الأسباب العديدة قام الرشيد بسياسة مغايرة ضد البرامكة فقتل جعفر بن يحيى البرمكي الذي كانت زبيدة زوجة الرشيد لا تحبه ودائما توشي به إلى الرشيد وأرسل الرسائل إلى الأمراء والولاة بالقبض على البرامكة ومصادرة أموالهم وأراضيهم وأملاكهم وهو ما عرف في التاريخ بنكبة البرامكة.
اوضاع الدولة العباسية في عهد الرشيد
لقد كان عهد الرشيد بالنسبة للخلافة العباسية هو عهد التطور الكبير الذي وصلت إليه ,ويمثل عصره نقلة في المجتمع العباسي ولقد بلغت الحضارة أوج عطائها في شتى المجالات سواء العلمية أو الاقتصادية وفي شتى المجالات ولقد وصل ترف الأمة في عهده إلى درجة كبيرة لم تبلغ مثلها الحضارة الإسلامية ولم تشهد لها نظير .
شخصية هارون الرشيد:
لقد اختلفت الروايات في وصف الرشيد فمنهم من وصفها بالشخصية الضعيفة التي تحب اللهو والمر ومنهم من وصف بعكس ذلك بالشخصية القوية التي تحكمت في زمام الدولة ونرجح القول الثاني لانه لا يمكن ان تبلغ دولة أو امة أوج عطائها وازدهارها الا بحاكم صالح وذو قوة لكي يصل الى ما وصلت اليه الحضارة الإسلامية في حين كانت بعض إطراف في الأرض تعيش الجهل والظلام .
أما عن وصف الرشيد فقد وصفته اغلب المصادر انه عرف بالتدين الشديد والمحافظة على التقاليد الشرعية ,فلقد كان يصلي في اليوم 100ركعة ,ويتصدق ب:1000درهم,وكان يحج عاما ويغزوا عاما ,وهذا يرجع الى تكوينه الديني منذ الصغر فلقد كان جنديا وقاد أكثر من غزوة لبلاد البيزنطيين وحقق انتصارات باهرة جعلته معروفا ومحبوب من جميع الناس ,وعرف عليه الخجل الشديد فلقد كان خجولا جدا ,ولقد كان يجالس العلماء والفقهاء والشعراء ويعظم الأدب والأدباء.
سياسته العامة :
لما استقر الرشيد في الحكم قلد يحيى البرمكي منصب الوزارة وفوضه إدارة شؤون الدولة ,ومنحه لقب أمير فكان أول من لقب بذلك من الوزراء الفرس ,ولقد اهتم الرشيد بإقامة العدل في الناس فأمر بإعادة الأراضي التي اغتصبها أهل بيته في عهودهم واصدر عفوا عن المعتقلين السياسيين ومنهم العلويين وسمح لهم بالعودة إلى المدينة .
مميزات عهد الرشيد:
ويمكن أن نلخص مميزات عهد الرشيد في النقاط التالية:
-التطور الهائل الذي وصلت إليه الدولة العباسية
-التطور العلمي الذي وصلت إليه في شتى العلوم وهو ما ميزه إنشاء بيت الحكمة[2] التي اهتمت بالترجمة.
-الحركات الثورية التي شهدها عصر الهارون
- نفوذ البرامكة على السلطة وهو تحكمهم في تسيير شؤون الدولة وهو ما أدى إلى نكبتهم.
ولقد مرت فترة حكم الرشيد بمرحلتين أو بعهدين :
المرحلة الأولى (170/187):
تولى هارون الرشيد الخلافة ليجد أمه الخيزران صاحبة الكلمة المسموعة في الدولة ,والناس يقصدونها لقضاء حوائجهم وهذا النفوذ تمتعت به منذ خلافة زوجها المهدي وقلت حدته في عهد ابنها الهادي ,لتعود وتفرض نفسها في شؤون الحكم وصارت هي صاحبة الكلمة المسموعة الأولى والأخيرة في هذه المرحلة ,فكان يحيى البرمكي يعرض عليها الأمور ويصدر تعليماته بعد اخذ رأيها وبقيت على هذا الحال حتى توفيت الخيزران في 174ه,وبعد وفاة الخيزران انفرد بالحكم يحيى البرمكي وصار له الرأي والتدبير وهذا ليس محيرا لان عند تقليده الوزارة قال له ”قلدتك أمر الرعية,وأخرجته من عنقي إليك,فاحكم في ذلك لما ترى من الصواب واستعمل من رأيت واعزل من رأيت وامض الأمر على ما ترى".
وهكذا قام يحيى البرمكي بتدبير وتسيير شؤون الدولة وصار البرامكة موضع ثقة الدولة والخليفة ,ونصب يحيى البرمكي أولاده على المناصب الهامة في الدولة .
نكبة البرامكة:
قبل الحديث عن سياسة البرامكة وأسباب نكبتهم سوف نعطي تعريفا عن هذه الأسرة (البرامكة).
التعريف بالبرامكة:
يعود أصل هذه الأسرة إلى جدهم برمك وهو من مجوس بلخ في بلاد خراسان ,ولما بلغت الدعوة العباسية خراسان تحمس لها خالد بن برمك وصار من اكبر دعاتها وعند نجاح الدعوة استعان به أبو العباس بعد وفاة ابو مسلمة الخلال ,وبعد وفاة خالد بن برمك اختار أبو جعفر المنصور يحيى بن خالد البرمكي واليا على أذربيجان[3] ,واختاره المهدي كاتبا ووزيرا لابنه هارون يدبر أمره ويرعى مصالحه وكان الرشيد يناديه ”أبي” وبقي يحي حتى ولاية الهادي الذي أراد أن يخلع هارون الرشيد من ولاية العهد لكن يحيى حرضه على التمسك بحقه وعدم قبول طلب الهادي.
ولما تولى هارون الرشيد الخلافة عين يحيى بن خالد وزيرا ومنحه الصلاحية المطلقة في تسيير شؤون الحكم كما ذكرنا آنفا ((قلدتك أمر الرعية……)).
وكان ليحيى أربعة أولاد هم :الفضل وجعفر ومحمد وموسى,ولقد برزوا جميعا في عهد الرشيد وتولوا مناصب هامة وعظيمة وهكذا عملت أسرة البرامكة في خدمة الدولة العباسية حتى كانت نكبتهم من طرف هارون الرشيد .وقبل الحديث عن نكبة البرامكة سوف نتعرض للميزات التي ميزت سياسة البرامكة في الحكم .
سياسة البرامكة مع آل علي:
لقد كانت سياسة البرامكة تجاه آل علي ”العلويين",سياسة حب وود بحيث انهم جعلوا لهم مكانة خاصة ويتبن ذلك في النقاط التالية :
-ترحيل آل علي من بغداد الى المدينة
-حين خروج يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم وهو الذب فر من موقعة "فخ",وجه له الفضل بن يحيى البرمكي[4] على رأس جيش ولكنه طاب الأمان والعفو من الخليفة فقبل يحيى ذلك وأعطاه الأمان .
- حين ألقى هارون الرشيد القبض على موسى الكاظم بن جعفر الصادق[5] بتهمة انه يلتقي الشيعة وانه يجمع خمس الإمام فاحضره إلى بغداد وأعطاه إلى البرامكة ليقتلوه لكنهم أحسنوا إليه وأكرموه .
سياسة البرامكة مع العصبة العربية :
لقد حاول البرامكة أن يوافقوا بين المضرية واليمنية الا انه قامت فتنة بين المضرية واليمنية في بلاد الشام من اجل بطيخة "وهو أن رجل من المضريين دخل بستان احد اليمانيين فأكل بطيخة ,وهو ما لم يقبله صاحب البستان ليتحول إلى شجار وبعدها إلى معركة بين الطائفتين".ولقد أرسل الخليفة جعفر بن يحيى لإخماد الفتنة فقام بذلك ولكنه لم يقض عليها تماما.
سياسة البرامكة في المال :
لقد أحسن البرامكة جمع الأموال لكنهم كانوا ينفقونه إنفاقا واسعا بحيث يأتي المال ويخرج بالكاد في ساعة وقد كان المال تحت أيديهم أكثر من الخليفة نفسه ,فأصبحت ضياع الدولة ضياعهم واقتنوا أجمل الضياع وأجمل البناء وشيدوا القصور والحدائق ,حيث كان قصر جعفر البرمكي من أشهر القصور وأفخمها ولم يكن له مثيل ولقد صار الخليفة وأبنائه أفقر من البرامكة حيث قال هارون الرشيد (أغنيناهم فأفقرونا).
سياسة البرامكة القومية :
عين البرامكة أقاربهم من الفرس وأبناء جلدتهم كانوا يحيطون بهم أنفسهم وكان منهم حتى الشعوبيون[6] كسهل بن هارون[7]كان كاتبهم ثم ادخلوه في خدمة هارون الرشيد في بيت الحكمة,أما الفضل بن يحيى البرمكي فعينه الخليفة سنة 178ه,واليا على خراسان ولقد كان في بذخ ولهو في خراسان ولقد كون جيشا تعداده 500,000 جندي كان اغلبه من الخراسانيين وسماه جيش العباسة وكان ولاءه للبرامكة احضر منهم حوالي 20الف جندي إلى بغداد لاستظهار قوته ,ولقد عزله هارون الرشيد في نفس السنة وعين مكانه واليا جديدا وهو علي بن عيسى بن ماهان وهو من أصل فارسي وكان عدوا لدودا للبرامكة .
ومن بين سياستهم العنصرية هي تخفيض الضرائب على إقليم خراسان مقارنة بالأقاليم الأخرى فخف الوارد من هذا الإقليم .
وكانت هذه من ابرز المميزات التي ميزت سياسة البرامكة في حكمهم وتسييرهم للبلاد وهو ما لفت انتباه الخليفة هارون الرشيد ولم يعجبه الأمر وأدى إلى نكبتهم مع وجود أسباب أخرى.
أسباب نكبة البرامكة :
وأسباب هذه النكبة ليست معروفة بل هي فرضيات احتملها المؤرخون مبنية على أسباب عدة ولن السبب المباشر لم يعرف بالضبط لأنه حتى الخليفة هارون الرشيد لم يبح بهذا وتركه خفيا ومن بين هذه الأسباب :
*ميل البرامكة إلى العنصر الفارسي .
*الرفق والموالاة لآل علي .
*استبدادهم بالأموال وشؤون الحكم في الدولة .
*وترجع بعض المصادر هذا إلى قصة العباسة وجعفر بن يحيى البرمكي وهي :"أن هارون الرشيد كان يحب مجالسة أخته العباسة وصاحبه جعفر بن يحيى البرمكي ولهذا الأمر زوجهما من بعضهما دون أن يكون بينهما ما يكون بين الزوج وزوجته ,ولكن العباسة وجعفر خالفا هذا الأمر وقاما عكس ذلك" ,وهو ما لم يقبله هارون الرشيد وأدى بسخطه على جعفر وعلى البرامكة.
*وشاية بعض الأشخاص كفضل بن الربيع وعلي بن عيسى بن ماهان اللذين كانا يوصلان الأخبار إلى هارون الرشيد بما يقوم به البرامكة من إعمال .
*وهناك سبب أخر ويعتقد بعض المؤرخين انه هو السبب المباشر وهو السياسة التي انتهجها البرامكة للتفريق بين ولدي الرشيد الأمين والمأمون بسبب ولاية العهد ومحاولة خداع الطرفين وهو ما أدى إلى النزاع بين الأخوين وهو ما لاحظه الخليفة وما لم يقبله.
ولهاته الأسباب العديدة قام الرشيد بسياسة مغايرة ضد البرامكة فقتل جعفر بن يحيى البرمكي الذي كانت زبيدة زوجة الرشيد لا تحبه ودائما توشي به إلى الرشيد وأرسل الرسائل إلى الأمراء والولاة بالقبض على البرامكة ومصادرة أموالهم وأراضيهم وأملاكهم وهو ما عرف في التاريخ بنكبة البرامكة.