[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخريطة الاستخلاصية بالطرق التقليدية
( دراسة كارتوكرافية لمحافظة البصرة )
موقع مدينة البصرة - بحوث ومقالات - الأستاذ حسن عداي كرم الله
المقدمة :
تهتم الدراسات الكارتوكرافية بعمل الخرائط الموضوعية وذلك للعلاقة الوثيقة بين الظاهرات الجغرافية وخصائص هذه الخرائط بصورة عامة والخريطة الاستخلاصية بصورة خاصة ، فإذا ما توفرت بيانات بشكل علمي وصحيح وأحسن إسقاط هذه البيانات باستخدام طرق ووسائل كارتوكرافية مناسبة في قراءة الظاهرة يعبر عنها كما في الطبيعة ، أمكننا إيجاد خريطة استخلاصية تبين العلاقات بين الظاهرات مكانيا سواء كانت ظاهرتين أو أكثر .
ولهذا فان الخريطة الاستخلاصية وسيلة جيدة ولتمثيل البيانات مكانيا أو زمانيا إذا ما أعدت بشكل سليم وعلمي وهي بذلك لا تقلل من اهمية المقارنة البصرية للخرائط المتنوعة والمعدة لهذا الغرض ، إلا إنها تكون أجدر بقراءة الظاهرة الجغرافية وعلاقتها مع المتغيرات الأخرى في المكان ، وذلك لصعوبة ربط الظواهر الجغرافية في المقارنة البصرية وتعذر قياس المساحات وتوزيع الظواهر وعلاقتها مع بعض ، ان الاهتمام بالخريطة الاستخلاصية جاء نتيجة عدم تطبيق هذه الخريطة أو ندرتها في الدراسات الجغرافية عامة ورسائل الماجستير بصورة خاصة أو عدم معرفة شروط إعدادها .
يهدف هذا البحث إلى اعداد مجموعة من الخرائط اختيرت للتطبيق على محافظة البصرة طبيعية كانت ام بشرية بما يتلائم مع الهدف من البحث ، ومن اجل اعطاء فسحة للتطبيق السليم لم تحدد الفترة الزمنية الا في حالات الضرورة التي تقتضي تحديد الفترة الزمنية كي تصبح الخريطة الاستخلاصية سليمة في الاعداد كما هو الحال مثلآ في خرائط النمو العمراني.
وتاتي اهمية هذا البحث من قيامه بقراءة وتحليل الخريطة الاستخلاصية بعد تمثيل البيانات عليها خرائطيا ، وحاول البحث معالجة فرضيته في ان الخرائط الاستخلاصية تتم من تركيب خرائط مع بعضها مهما اختلف الزمان وتطابق المكان ، على شرط ان تكون هناك علاقة بين المتغيرات المدروسة .
وقد استعان الباحث بالمنهج التحليلي الكمي في تحليل الخرائط وكان البحث قد اتخذ الخطوات التالية:
1 ـ جمع الخرائط والبيانات الخاصة بظواهر مختلفة في محافظة البصرة وتوحيدها وتصنيفها واكمال النقص فيها والمتمثل غالبا بصحة المقياس ونوع المسقط المستخدم .
2 ـ مراجعة الكتب والدراسات المتخصصة بموضوع الجغرافية البشرية والطبيعية لمحافظة البصرة وذلك من اجل انتخاب مجموعة من الخرائط الموضوعية يمكن التطبيق عليها .
3 ـ تهيئة خرائط الاساس واسقاط البيانات عليها باستخدام الطرائق والاساليب الكارتوكرافية .
اما اهم المشاكل فهي عدم دقة كثير من خرائط الاساس وتعددها ، وعدم توفر دراسات سابقة في هذا الجانب تستخدم الطرق التقليدية ، وكذلك اختلاف مساقط خرائط الاساس في جميع الدراسات في محافظة البصرة او عدم ذكرها باستثناء بعض الدراسات منها ، على سبيل المثال دراسة مها السامر ( 2000 ) الموسومه ( الاطلس الزراعي لمحافظة البصرة ) ، وحنان علي شكير ( 1999 ) الموسومة ( قضاء الزبير دراسة تطبيقية في الخرائط الاقليمية ) .
اضافة الى ماسبق هناك تباين زمني في خرائط الاساس في كثير من الدراسات .
بدأ البحث بخلاصة ومقدمة ومن ثم تناول مفهوم الخريطة الاستخلاصية وتطورها ، تصنيف للخريطة الاستخلاصية ، اهميتها ، مشاكل اعداد هذه الخريطة ، شروط اعدادها والتي تشمل مقياس الرسم ، المسقط والتمثيل الخرائطي ، وقد ضم البحث مجموعة من الخرائط الاستخلاصية التطبيقية الناتجة من الخرائط الموضوعية البشرية او الطبيعية لمحافظة البصرة .
نستشف من الادب الجغرافي في مختلف مراحله وتباين مفاهيمه وتعاريفه محاولات الباحث الجغرافي في تفسير ظواهر سطح الارض والكشف عن العوامل التي توضح تبيانها كمأ ونوعأ من مكان لاخر ، فالاقتصار على وصف هذه الظواهر وبيان توزيعها لايكون محور الدراسة بل لابد من خطوات لاحقة تعني بمعرفة الظواهر التي تتباين مكانيأ مع الظواهر التي يدور البحث حولها ، وكيف ان محاولات التفسير هذه اقتصرت احيانأ على عوامل الطبيعة وعزفت عنها احيانا اخرى ، الا ان الامر الذي لاجدال فيه هو ان هناك فكرة مستمرة في البحث الجغرافي تهدف الى تحليل درجة واتجاه التوافق بين نمطين مكانيين او اكثر او تحليل وترتيب الظواهر في موضع معين ، ويتم ذلك في ضوء فرضية تحاول الكشف عن العلاقات الوظيفية او الميكانيكية السببية القائمة بين الظواهر ، وكان النهج الاول لهذا النوع من التحليل يتم بمقارنة الخرائط بصريا او وضع بعضها فوق بعض للتحليل ( المياح ، 1983 ، 294 ) .
وفي الابحاث الجغرافية يمكن الكشف عن الروابط المكانية بالنسبة للظاهرات ذات الصلة مثل انتاج القمح وصلته بالامطار الساقطة ، وذلك بمقارنة خرائط توزيعات هذه الظواهر ، وغالبا ماتكون النتائج العمومية لمثل هذه المقارنات على شكل جمل يعبر عنها بوجود ارتباط بين انخفاض المحصول وقلة سقوط الامطار ( سيف ، 1994 ، 176 ) .
ويستفيد علم الخرائط من اساليب التحليل الاحصائي في تحليل الانماط المكانية التي تمثلها الخريطة وفي موازنة الانماط التي تمثلها خريطتان او اكثر ( الشحاده ، 1997 ، 37 ) .
الخريطة الاستخلاصية بالطرق التقليدية
( دراسة كارتوكرافية لمحافظة البصرة )
موقع مدينة البصرة - بحوث ومقالات - الأستاذ حسن عداي كرم الله
المقدمة :
تهتم الدراسات الكارتوكرافية بعمل الخرائط الموضوعية وذلك للعلاقة الوثيقة بين الظاهرات الجغرافية وخصائص هذه الخرائط بصورة عامة والخريطة الاستخلاصية بصورة خاصة ، فإذا ما توفرت بيانات بشكل علمي وصحيح وأحسن إسقاط هذه البيانات باستخدام طرق ووسائل كارتوكرافية مناسبة في قراءة الظاهرة يعبر عنها كما في الطبيعة ، أمكننا إيجاد خريطة استخلاصية تبين العلاقات بين الظاهرات مكانيا سواء كانت ظاهرتين أو أكثر .
ولهذا فان الخريطة الاستخلاصية وسيلة جيدة ولتمثيل البيانات مكانيا أو زمانيا إذا ما أعدت بشكل سليم وعلمي وهي بذلك لا تقلل من اهمية المقارنة البصرية للخرائط المتنوعة والمعدة لهذا الغرض ، إلا إنها تكون أجدر بقراءة الظاهرة الجغرافية وعلاقتها مع المتغيرات الأخرى في المكان ، وذلك لصعوبة ربط الظواهر الجغرافية في المقارنة البصرية وتعذر قياس المساحات وتوزيع الظواهر وعلاقتها مع بعض ، ان الاهتمام بالخريطة الاستخلاصية جاء نتيجة عدم تطبيق هذه الخريطة أو ندرتها في الدراسات الجغرافية عامة ورسائل الماجستير بصورة خاصة أو عدم معرفة شروط إعدادها .
يهدف هذا البحث إلى اعداد مجموعة من الخرائط اختيرت للتطبيق على محافظة البصرة طبيعية كانت ام بشرية بما يتلائم مع الهدف من البحث ، ومن اجل اعطاء فسحة للتطبيق السليم لم تحدد الفترة الزمنية الا في حالات الضرورة التي تقتضي تحديد الفترة الزمنية كي تصبح الخريطة الاستخلاصية سليمة في الاعداد كما هو الحال مثلآ في خرائط النمو العمراني.
وتاتي اهمية هذا البحث من قيامه بقراءة وتحليل الخريطة الاستخلاصية بعد تمثيل البيانات عليها خرائطيا ، وحاول البحث معالجة فرضيته في ان الخرائط الاستخلاصية تتم من تركيب خرائط مع بعضها مهما اختلف الزمان وتطابق المكان ، على شرط ان تكون هناك علاقة بين المتغيرات المدروسة .
وقد استعان الباحث بالمنهج التحليلي الكمي في تحليل الخرائط وكان البحث قد اتخذ الخطوات التالية:
1 ـ جمع الخرائط والبيانات الخاصة بظواهر مختلفة في محافظة البصرة وتوحيدها وتصنيفها واكمال النقص فيها والمتمثل غالبا بصحة المقياس ونوع المسقط المستخدم .
2 ـ مراجعة الكتب والدراسات المتخصصة بموضوع الجغرافية البشرية والطبيعية لمحافظة البصرة وذلك من اجل انتخاب مجموعة من الخرائط الموضوعية يمكن التطبيق عليها .
3 ـ تهيئة خرائط الاساس واسقاط البيانات عليها باستخدام الطرائق والاساليب الكارتوكرافية .
اما اهم المشاكل فهي عدم دقة كثير من خرائط الاساس وتعددها ، وعدم توفر دراسات سابقة في هذا الجانب تستخدم الطرق التقليدية ، وكذلك اختلاف مساقط خرائط الاساس في جميع الدراسات في محافظة البصرة او عدم ذكرها باستثناء بعض الدراسات منها ، على سبيل المثال دراسة مها السامر ( 2000 ) الموسومه ( الاطلس الزراعي لمحافظة البصرة ) ، وحنان علي شكير ( 1999 ) الموسومة ( قضاء الزبير دراسة تطبيقية في الخرائط الاقليمية ) .
اضافة الى ماسبق هناك تباين زمني في خرائط الاساس في كثير من الدراسات .
بدأ البحث بخلاصة ومقدمة ومن ثم تناول مفهوم الخريطة الاستخلاصية وتطورها ، تصنيف للخريطة الاستخلاصية ، اهميتها ، مشاكل اعداد هذه الخريطة ، شروط اعدادها والتي تشمل مقياس الرسم ، المسقط والتمثيل الخرائطي ، وقد ضم البحث مجموعة من الخرائط الاستخلاصية التطبيقية الناتجة من الخرائط الموضوعية البشرية او الطبيعية لمحافظة البصرة .
نستشف من الادب الجغرافي في مختلف مراحله وتباين مفاهيمه وتعاريفه محاولات الباحث الجغرافي في تفسير ظواهر سطح الارض والكشف عن العوامل التي توضح تبيانها كمأ ونوعأ من مكان لاخر ، فالاقتصار على وصف هذه الظواهر وبيان توزيعها لايكون محور الدراسة بل لابد من خطوات لاحقة تعني بمعرفة الظواهر التي تتباين مكانيأ مع الظواهر التي يدور البحث حولها ، وكيف ان محاولات التفسير هذه اقتصرت احيانأ على عوامل الطبيعة وعزفت عنها احيانا اخرى ، الا ان الامر الذي لاجدال فيه هو ان هناك فكرة مستمرة في البحث الجغرافي تهدف الى تحليل درجة واتجاه التوافق بين نمطين مكانيين او اكثر او تحليل وترتيب الظواهر في موضع معين ، ويتم ذلك في ضوء فرضية تحاول الكشف عن العلاقات الوظيفية او الميكانيكية السببية القائمة بين الظواهر ، وكان النهج الاول لهذا النوع من التحليل يتم بمقارنة الخرائط بصريا او وضع بعضها فوق بعض للتحليل ( المياح ، 1983 ، 294 ) .
وفي الابحاث الجغرافية يمكن الكشف عن الروابط المكانية بالنسبة للظاهرات ذات الصلة مثل انتاج القمح وصلته بالامطار الساقطة ، وذلك بمقارنة خرائط توزيعات هذه الظواهر ، وغالبا ماتكون النتائج العمومية لمثل هذه المقارنات على شكل جمل يعبر عنها بوجود ارتباط بين انخفاض المحصول وقلة سقوط الامطار ( سيف ، 1994 ، 176 ) .
ويستفيد علم الخرائط من اساليب التحليل الاحصائي في تحليل الانماط المكانية التي تمثلها الخريطة وفي موازنة الانماط التي تمثلها خريطتان او اكثر ( الشحاده ، 1997 ، 37 ) .