[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الاستيطان الجغرافي والديمغرافي وأخطاره في قضية القدس
المصدر: مدينة القدس خليل التفكجي- رئيس قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية عن الجدار وتهويد القدس- الأحد 30 أيلول 2007 م
مقدمة تاريخية
نشأت النواة الأولى(1) لمدينة القدس على (تل أوفيل) المطل على قرية سلوان، حيث اختير هذا الموقع لأسباب أمنية، وساعدت عين سلوان في توفير المياه للسكان، وهجرت هذه النواة إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة المشرفة. وأحيطت المدينة بالأسوار، ثم بدأت بالتقلص حتى بنى السلطان العثماني (سليمان القانوني) السور الحالي محدداً حدود القدس القديمة جغرافياً بعد أن كان سورها يمتد شمالاً حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد). وفي عام 1863 تأسست أول بلدية للقدس. وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأت الأحياء اليهودية تظهر طابع هذه الحدود، لتبدأ في رسم الحدود السياسية لمدينة القدس، ومن أجل هدف إيديولوجي أقيم حي (يمين موشيه) عام 1850 في منطقة جورة العناب ليكون نواة لأحياء يهودية تقام خارج الأسوار باتجاه الجنوب الغربي والشمال الغربي والغرب. ثم أقيم حي (مئة شعاريم) في منطقة المصرارة، و(ماقور حاييم) المسكوبية في عام 1858.
ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة الغربية، ونتيجة للزعم الصهيوني بأن القدس كانت دائماً ذات أغلبية يهودية، علماً بأن مساحة الحي اليهودي في البلدة القديمة في مدينة القدس لم تتجاوز 5 دونمات وعدد سكانه لم يتجاوزْ التسعين أسرة، فإن حكومة الانتداب البريطاني وقادة الصهيونية اتفقوا على رسم حدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي، حيث امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات (جبعات شاؤول، سكنات مونتفيوري، بيت هاكيرم، شكنات هبوعليم، بيت فجان) التي تبعد 7 كم عن أسوار المدينة، بينما اقتصر الامتداد من الجوانب الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، وقفت حدود البلدية أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة ومنها قرى عربية كبيرة، خارج الحدود (الطور، شعفاط، لفتا، دير ياسين، سلوان، العيسوية، عين كارم، المالحة، بيت صفافا) رغم أنّ هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون كل منها ضاحية من ضواحيها.
ثم جرى ترسيم الحدود البلدية عام 1921 حيث ضمت حدود البلدة القديمة وقطاعاً عرضياً بعرض 400 على طول الجانب الشرقي لسور المدينة بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، وادي الجوز، الشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة بالإضافة إلى بعض التجمعات العربية (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر).
الضواحي العربية المقدسية خارج سور القدس
بداية العمران العربي الفلسطيني المقدسي خارج السور
ابتدأ البناء والعمران العربي بالتبلور بشكل ضواحي منذ سنوات السبعينيات من القرن التاسع عشر (1870) حيث أثرت اتجاهات التطوير العثماني العمرانية في هذا التبلور وتحسن الأحوال الأمنية خارج السور وهذان العاملان خلقا رغبة لدى أهالي القدس القادرين مادياً في السكن خارج السور، وهم من أعيان القدس ورجال الدين والسياسة، والطبقة الأرستقراطية المقدسية(2) حيث قامت الجريدة العبرية (هالفانون halvanon) بنشر تقرير نصه كالآتي(3):
"لعدة سنوات خلت من الآن استتبّ الأمن وشاعت روح الحرية ما بين سكان القدس، حيث ابتدأ البعض منهم بشراء قطَعٍ من الأراضي من الكروم والحقول المتناثرة لبناء البيوت عليها وزرع الحدائق حولها. وتحت ضغط أحوال تركيا وحروبها وتحالفاتها في أوروبا وقيامها بمنح مساحات واسعة من الأراضي الأميرية في القدس لبعض البعثات التبشيرية الأوروبية اتجه كل هؤلاء إلى البناء والعمران خارج السور.
الاستيطان الجغرافي والديمغرافي وأخطاره في قضية القدس
المصدر: مدينة القدس خليل التفكجي- رئيس قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية عن الجدار وتهويد القدس- الأحد 30 أيلول 2007 م
مقدمة تاريخية
نشأت النواة الأولى(1) لمدينة القدس على (تل أوفيل) المطل على قرية سلوان، حيث اختير هذا الموقع لأسباب أمنية، وساعدت عين سلوان في توفير المياه للسكان، وهجرت هذه النواة إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة المشرفة. وأحيطت المدينة بالأسوار، ثم بدأت بالتقلص حتى بنى السلطان العثماني (سليمان القانوني) السور الحالي محدداً حدود القدس القديمة جغرافياً بعد أن كان سورها يمتد شمالاً حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد). وفي عام 1863 تأسست أول بلدية للقدس. وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأت الأحياء اليهودية تظهر طابع هذه الحدود، لتبدأ في رسم الحدود السياسية لمدينة القدس، ومن أجل هدف إيديولوجي أقيم حي (يمين موشيه) عام 1850 في منطقة جورة العناب ليكون نواة لأحياء يهودية تقام خارج الأسوار باتجاه الجنوب الغربي والشمال الغربي والغرب. ثم أقيم حي (مئة شعاريم) في منطقة المصرارة، و(ماقور حاييم) المسكوبية في عام 1858.
ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة الغربية، ونتيجة للزعم الصهيوني بأن القدس كانت دائماً ذات أغلبية يهودية، علماً بأن مساحة الحي اليهودي في البلدة القديمة في مدينة القدس لم تتجاوز 5 دونمات وعدد سكانه لم يتجاوزْ التسعين أسرة، فإن حكومة الانتداب البريطاني وقادة الصهيونية اتفقوا على رسم حدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي، حيث امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات (جبعات شاؤول، سكنات مونتفيوري، بيت هاكيرم، شكنات هبوعليم، بيت فجان) التي تبعد 7 كم عن أسوار المدينة، بينما اقتصر الامتداد من الجوانب الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، وقفت حدود البلدية أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة ومنها قرى عربية كبيرة، خارج الحدود (الطور، شعفاط، لفتا، دير ياسين، سلوان، العيسوية، عين كارم، المالحة، بيت صفافا) رغم أنّ هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون كل منها ضاحية من ضواحيها.
ثم جرى ترسيم الحدود البلدية عام 1921 حيث ضمت حدود البلدة القديمة وقطاعاً عرضياً بعرض 400 على طول الجانب الشرقي لسور المدينة بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، وادي الجوز، الشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة بالإضافة إلى بعض التجمعات العربية (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر).
الضواحي العربية المقدسية خارج سور القدس
بداية العمران العربي الفلسطيني المقدسي خارج السور
ابتدأ البناء والعمران العربي بالتبلور بشكل ضواحي منذ سنوات السبعينيات من القرن التاسع عشر (1870) حيث أثرت اتجاهات التطوير العثماني العمرانية في هذا التبلور وتحسن الأحوال الأمنية خارج السور وهذان العاملان خلقا رغبة لدى أهالي القدس القادرين مادياً في السكن خارج السور، وهم من أعيان القدس ورجال الدين والسياسة، والطبقة الأرستقراطية المقدسية(2) حيث قامت الجريدة العبرية (هالفانون halvanon) بنشر تقرير نصه كالآتي(3):
"لعدة سنوات خلت من الآن استتبّ الأمن وشاعت روح الحرية ما بين سكان القدس، حيث ابتدأ البعض منهم بشراء قطَعٍ من الأراضي من الكروم والحقول المتناثرة لبناء البيوت عليها وزرع الحدائق حولها. وتحت ضغط أحوال تركيا وحروبها وتحالفاتها في أوروبا وقيامها بمنح مساحات واسعة من الأراضي الأميرية في القدس لبعض البعثات التبشيرية الأوروبية اتجه كل هؤلاء إلى البناء والعمران خارج السور.