[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخصائص الترسيبية والمورفولوجية للساحل العراقي
موقع مدينة البصرة ، بحوث ومقالات - الاستاذ بدر نعمة عكاش ، الاستاذ نمير نذير مراد علي الخياط ، الاستاذ حسن خليل حسن
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يأتي الاهتمام من قبل العلماء والباحثين في البيئات الساحلية لإمدادها بموارد اقتصادية وحيوية هائلة، وتعد السواحل في بعض البلدان أساس الثروة وتعتمد عليها حالة السكان ومستواهم المعيشي، كما انها تشكل قوة اقتصادية وسياسية لتلك الدول ، وللواجهات البحرية أهمية اقتصادية في عدة حرف من أهمها ( الملاحة والصيد والسياحة ) كما يمكن استثمار الحركات المائية في توليد الطاقة الكهربائية ، فضلا عن اهميتها البيئية كونها تزخر بأنواع لاحصر لها من الموارد الحية، التي من الممكن استثمارها اقتصاديا، وتتداخل مجموعة من العوامل في طبيعة الاستثمار الساحلي كالظروف الطبيعية والبشرية ، وتتميز السواحل المصبية ومنها ساحل العراق بظروف خاصة مثل ضحالة المياه التي تحدد مظهرها المورفولوجي، فضلا عن مشكلة قلة اتساع الواجهات البحرية في هذه الجهات ، فبينما تمتد السواحل الى عدة كيلومترات في بعض الأقاليم ، لاتتجاوز في البيئات المصبية ، ومنها سواحل شمال الخليج العربي بضع كيلومترات.
وعند التعرض لمصطلح الساحل يظهر اختلاف في تحديد هذا المفهوم من قبل المختصين حيث ان علماء الجيورموفولوجيا يجمعون بين لفظتي ساحل ( Coast ) ، وشاطيء ( Bench ) بمدلول واحد(*) ويختلف معنى اللفظتين لدى الجغرافيين ، علما انه ليس هناك اتفاق تام بين الجغرافيين على تحديد المقصود بلفظتي الساحل ( Coast ) والشاطيء ( Beach ) ويعود ذلك الى اختلاف تحديد المفهوم اللغوي لكل لفظة ، فبينما يعرف بعضهم الساحل على انه الشريط الذي يتقابل على امتداده اليابس بالمسطح المائي المجاور له ، اي ان الحديث عن الساحل هو مرتبط يالحديث عن اليابس ويهدف هذا البحث الى تحديد خصائص الساحل العراقي والعوامل المؤثرة في تلك الخصائص ، والتي انعكست على طبيعة الاستثمارات الساحلية ، ومدى امكانية الاستثمار الاقتصادي للساحل .
وتنص فرضية البحث على مايلي : لعبت مكونات الساحل من حيث الرواسب الارضية والمياه الجوفية والبحرية ، بمساعدة عوامل جغرافية اخرى والخصائص الاقيانوغرافية دورا في تحديد الخصائص الحالية للساحل ، و ان لطبيعة الساحل وموقعه دورا في تحديد خصائصه الشكلية ومدى استثماره الحالي والمستقبلي .
يقع الساحل العراقي في القسم الجنوبي من القطر العراقي ، وهو جزء من محافظة البصرة ، ويمثل نهاية اليابسة واتصالها بالمياه البحرية، حيث تتدرج الارض بالانخفاض نحو الخليج العربي في أقصى الجزء الجنوبي من السهل الرسوبي ابتداءاً من السباخ الساحلية في جهة الشمال حتى ادنى مستوى للجزر في جهة الجنوب، ولايفصل منطقة الدراسة عن الخليج العربي سوى سدة اصطناعية تقف عندها المياه البحرية في اعلى مد، حيث تمتد منطقة السباخ الساحلية بمعدل ( 27 كم ) نحو الشمال، وبمساحة تقدر بحوالي (736 كم 2)، وفلكيا تقع منطقة الدراسة بين دائرتي عرض( 000 49 29 ) و (12 0 5 0 30 ) شمالا وقوسي طول ( 0 06 01 48) و ( 000 44 48 ) شرقا لاحظ ( الشكل 1 ) ، اما الجزء الجنوبي من منطقة الدراسة فيتمثل بالشريط الساحلي ، وهو عبارة عن مسطحات مدية تمتد من الشمال الغربي باتجاه الجنوب الشرقي لمسافة ( 64 كم ) ، بين الضفة اليمنى (الغربية) لشط العرب شرقا، ومدخل خور الزبير غرباً ، اما عرضها فينحصر بين اعلى مايمكن ان تصل اليه مياه المد وادنى ماتنحسر عنه مياه الجزر او خط الصفر ويتباين هذا العرض بحسب طبيعة الارساب ومستوى الارض الطبيعي، ويبلغ اكبر اتساع لمسطحات المد قرب المصب (15000 م) .في حين يكون اقل اتساع لها قرب مدخل خور الزبير لاقل من (100 م) تقريبا.
الخصائص الترسيبية والمورفولوجية للساحل العراقي
موقع مدينة البصرة ، بحوث ومقالات - الاستاذ بدر نعمة عكاش ، الاستاذ نمير نذير مراد علي الخياط ، الاستاذ حسن خليل حسن
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يأتي الاهتمام من قبل العلماء والباحثين في البيئات الساحلية لإمدادها بموارد اقتصادية وحيوية هائلة، وتعد السواحل في بعض البلدان أساس الثروة وتعتمد عليها حالة السكان ومستواهم المعيشي، كما انها تشكل قوة اقتصادية وسياسية لتلك الدول ، وللواجهات البحرية أهمية اقتصادية في عدة حرف من أهمها ( الملاحة والصيد والسياحة ) كما يمكن استثمار الحركات المائية في توليد الطاقة الكهربائية ، فضلا عن اهميتها البيئية كونها تزخر بأنواع لاحصر لها من الموارد الحية، التي من الممكن استثمارها اقتصاديا، وتتداخل مجموعة من العوامل في طبيعة الاستثمار الساحلي كالظروف الطبيعية والبشرية ، وتتميز السواحل المصبية ومنها ساحل العراق بظروف خاصة مثل ضحالة المياه التي تحدد مظهرها المورفولوجي، فضلا عن مشكلة قلة اتساع الواجهات البحرية في هذه الجهات ، فبينما تمتد السواحل الى عدة كيلومترات في بعض الأقاليم ، لاتتجاوز في البيئات المصبية ، ومنها سواحل شمال الخليج العربي بضع كيلومترات.
وعند التعرض لمصطلح الساحل يظهر اختلاف في تحديد هذا المفهوم من قبل المختصين حيث ان علماء الجيورموفولوجيا يجمعون بين لفظتي ساحل ( Coast ) ، وشاطيء ( Bench ) بمدلول واحد(*) ويختلف معنى اللفظتين لدى الجغرافيين ، علما انه ليس هناك اتفاق تام بين الجغرافيين على تحديد المقصود بلفظتي الساحل ( Coast ) والشاطيء ( Beach ) ويعود ذلك الى اختلاف تحديد المفهوم اللغوي لكل لفظة ، فبينما يعرف بعضهم الساحل على انه الشريط الذي يتقابل على امتداده اليابس بالمسطح المائي المجاور له ، اي ان الحديث عن الساحل هو مرتبط يالحديث عن اليابس ويهدف هذا البحث الى تحديد خصائص الساحل العراقي والعوامل المؤثرة في تلك الخصائص ، والتي انعكست على طبيعة الاستثمارات الساحلية ، ومدى امكانية الاستثمار الاقتصادي للساحل .
وتنص فرضية البحث على مايلي : لعبت مكونات الساحل من حيث الرواسب الارضية والمياه الجوفية والبحرية ، بمساعدة عوامل جغرافية اخرى والخصائص الاقيانوغرافية دورا في تحديد الخصائص الحالية للساحل ، و ان لطبيعة الساحل وموقعه دورا في تحديد خصائصه الشكلية ومدى استثماره الحالي والمستقبلي .
يقع الساحل العراقي في القسم الجنوبي من القطر العراقي ، وهو جزء من محافظة البصرة ، ويمثل نهاية اليابسة واتصالها بالمياه البحرية، حيث تتدرج الارض بالانخفاض نحو الخليج العربي في أقصى الجزء الجنوبي من السهل الرسوبي ابتداءاً من السباخ الساحلية في جهة الشمال حتى ادنى مستوى للجزر في جهة الجنوب، ولايفصل منطقة الدراسة عن الخليج العربي سوى سدة اصطناعية تقف عندها المياه البحرية في اعلى مد، حيث تمتد منطقة السباخ الساحلية بمعدل ( 27 كم ) نحو الشمال، وبمساحة تقدر بحوالي (736 كم 2)، وفلكيا تقع منطقة الدراسة بين دائرتي عرض( 000 49 29 ) و (12 0 5 0 30 ) شمالا وقوسي طول ( 0 06 01 48) و ( 000 44 48 ) شرقا لاحظ ( الشكل 1 ) ، اما الجزء الجنوبي من منطقة الدراسة فيتمثل بالشريط الساحلي ، وهو عبارة عن مسطحات مدية تمتد من الشمال الغربي باتجاه الجنوب الشرقي لمسافة ( 64 كم ) ، بين الضفة اليمنى (الغربية) لشط العرب شرقا، ومدخل خور الزبير غرباً ، اما عرضها فينحصر بين اعلى مايمكن ان تصل اليه مياه المد وادنى ماتنحسر عنه مياه الجزر او خط الصفر ويتباين هذا العرض بحسب طبيعة الارساب ومستوى الارض الطبيعي، ويبلغ اكبر اتساع لمسطحات المد قرب المصب (15000 م) .في حين يكون اقل اتساع لها قرب مدخل خور الزبير لاقل من (100 م) تقريبا.