قصص الانبياء قصة يوسف عليه السلام الجزء الثالث
كُلُّنا يذكر في الحلقة الماضية لما تكلمنا عن يوسف عليه السلام كيف نجاه الله عز وجل من السجن وبدأ الفرج ليوسف بعد أن صبر سنوات طويلة وبعد أن أعلن الله عز وجل براءته بين الناس صار يوسف الان عزيزا في مصر صار يوسف الان حاكما في مصر صار هو الذي يتحكم بأموال الناس بإقتصاد البلد بالغداء بالمحاصيل جاءت في السبع السنين الاولى ويوسف كان أمينا على البلاد وعلى أمولها ثم بدأت سنوات القحط الثانية سبع سنوات الثانية قحط جوع جذب إنتشر الجوع في مصر وما حولها وصل الجوع والقحط إلى فلسطين هناك يسكن من يعقوب عليه السلام وأبنائه سمع الناس في البلاد المجاورة أن في مصر الخير بقي وأن هناك رجلا عزيزا حاكما يوزع الخيرات والطعام على الناس
إذا جاؤا ببضائع يستبدلونها بها فإذا بيعقوب يُرسل أبنائه العشر إلى أين إلى مصر وهو لا يعلم من عزيز في مصر في ذلك الزمان يوسف عليه السلام يستقبل الناس يستبدلون الطعام بالبضائع قيل له أن وفدا من فلسطين جاء دخل العشرة إلى يوسف عليه السلام بعد عشرات السنين إنقطعوا عنه ظنوا أنه قد توفي ظنوا أنه قد مات ظنوا أنه قد إنتهى يوسف عليه السلام سمع أن وفدا من فلسطين قد دخل عليه بلاد أبيه دخل العشرة فإذا بيوسف يعرفهم أما هم لم يعرفوه تذكر يا يوسف لما كنت في البئر والله عز وجل أخبرك أنه سيأتي يوم تعرفهم تُخبرهم بأمرهم وهم لا يشعرون بدأ هذا اليوم يا يوسف ودخلوا عليه { وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } فعرفهم وهم له مُنكرون سألهم عمن بقي من أهليهم من بقي قالوا بقي أبونا بقي أخ لنا إسمه بن يامين أخ يوسف الشقيق لأمه وأبيه بقي لنا كدا وكدا قال لِمَ لم تأتوا بأخيكم بن يامين أخيكم الصغير
قالوا أبانا لا يسمح لنا بأخذه قال إن جئتموني مرة أخرى فإنني لن أعطيكم طعاما إلا إذا جئتموني بهذا الاخ لن أعطيكم أي طعام حتى تأتيوني بأخيكم الصغير بن يامين فإذا بيوسف عليه السلام يُخبرهم بهذا ثم بعد أن أعطاهم الطعام وأخذ منهم البضائع والامتعة قال لخدمه لفتيانه لغلمانه قال لهم أرجعوا بضائعهم داخل الطعام مرة أخرى بغير أن يشعروا فإذا بهم يأخدون الامتعة مع الطعام ويرجعون إلى من إلى أبيهم يعقوب عليه السلام رجعوا إلى يعقوب فلما دخلوا على أبيهم يعقوب قالوا يا أبانا يا أبانا أعطانا هذا العزيز طعاما لكنه منعنا منه مرة أخرى إلا بشرط قال وما هو الشرط قالوا لأبيهم إلا أن نذهب بأخينا بن يامين { قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } هذه الكلمة بالذات سمعها يعقوب قبل عشرات السنين سمعها ممن سمعها من أبنائه لما أرادوا أن يأخذوا معهم من يوسف عليه السلام
نفس الكلمة بالضبط قالوا وإنا له لحافظون فتذكر يعقوب وهو لم ينسى يوسف عليه السلام { قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } أيْسُواْ من أبيهم وذهبوا إلى أمتعتهم يفتحونها لِيُخرجوا الطعام فلما أخرجوا وجدوا بضاعتهم قد أخفيت في الطعام نفسه فرجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا إنه رجل كريم إنه رجل عزيز أعطانا الطعام وأرجع لنا البضاعة مرة أخرى { قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } هذا الطعام يسير يا أبانا نذهب مرة أخرى فَيُجْزِلُ لنا الطعام والاجر والثواب لنذهب إليه مرة أخرى فإنه رجل كريم يا أبانا ألَحُّواْ على أبيهم ألَحُّواْ على أبيهم ألَحُّواْ على أبيهم ويعقوب عليه السلام لا يرضى لأنه يتذكر المكيدة الاولى لما أخذوا منه يوسف عليه السلام وهو يبكي عليه منذ سنوات طويلة منذ زمن طويل الان تريدون أخذ إبن الاخر مني لن أرسله معكم فلما ألحوا على يعقوب عليه السلام إذا به يقبل بالامر لكنه إشترط عليهم شرطا ماذا إشترط { قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ } أريد عهدا بينكم وبين الله جل وعلا عهد تُعاهدوني { حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ } أريد عهدا تُعاهدون الله عز وجل به أن تُرجعوا لي إبني إلا يُحاط بكم فتموت جميعا فأعطوه الميثاق والعهد ألا يرجعوا إلا بأخيهم أو يموتوا جميعا وفعلا ذهب الاخوة بأخيهم فطلب منهم يعقوب عليه السلام طلبا إذا دخلتم مصر فلا تدخلوا مُجتمعين لا تدخلوا من باب واحد ولكن تفرقوا في الابواب حتى لا يتربص بكم الاعداء وحتى لا يحصل أمر ربما لا تعلموا به وفعلا أخذ الاخوة أخاهم وذهبوا بأخيهم بن يامين ومعهم البضائع والامتعة إلى مصر ذهبوا إلى يوسف عليه السلام مرة أخرى وهم لا يعلمون أنه يوسف إنطلقوا من فلسطين إلى مصر مرة أخرى
وصل الاخوة معهم بن يامين إلى مصر وذهبوا إلى قصر يوسف عليه السلام وهم لا يعلمون أنه يوسف فلما دخلوا عليه عرف يوسف عليه السلام أخاه بن يامين فظمه إليه وَأوَاهُ ثم قال له وإخوانه لا يسمعون قال أتعلم من أنا يأخي قال من أنت قال أنا يوسف قال يوسف أخي قال نعم قال ماذا حصل قال قد من الله عز وجل علي تخيلوا كيف كان يُعانقه تخيلوا كيف كان يُسَلِّمُ عليه ويُصافحه ويظمه تخيلوا كيف كان يكلمه عما حصل في عشرات السنين لما غاب يوسف عليه السلام تخيلوا كيف كان بن يامين يشتكي إلى أخيه يوسف مما فعله إخوانه به ثم قال له يوسف لا تبتأس مما كانوا يفعلون