منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء 710
    عارضة الطاقة :
    هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء Left_bar_bleue90 / 10090 / 100هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء Empty هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 27 2011, 23:23

    هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء 13219732491

    هل صحيح أن تاريخنا لا يساوي شيء

    هناك الكثير من كتابات المتطرفين العلمانيين‏,‏وفي مناظراتهم الشهيرة التي دارت بينهم وبين الإسلاميين , كثرت عبارات هؤلاء العلمانيين التي تقول: إن تاريخنا كان في أغلبه لا شيء
    بل إن أحد هؤلاء المتطرفين قد لخص مكانة الحضارة الإسلامية بأنها لا تعدو شطر بيت من شعر أبي نواس,146 يقول فيه: وداوني بالتي كانت هي الداء أو من أشعاره التي يتغنى فيها بالخمر
    ولقد زاد الطين بلة, أن قطاعا ملحوظا من دارسي التاريخ الإسلامي ــ حتي الذين لم يسقطوا في الغلو العلماني ـ قد رأوا في تحول الخلافة الراشدة إلي ملك عضود منذ بداية الدولة الأموية,41 هـ ـ661 م], بداية السقوط المبكر لتاريخنا الإسلامي في مستنقع الاستبداد والتخلف.. بل والانحطاط!..
    ولقد أسهمت في دعم هذا التصور الزائف أكاذيب المبالغات الشعوبية والافتراءات الشعبية التي سودت صورة هذا التاريخ.
    وفي الرد علي هؤلاء الغلاة.. وعلي أصحاب النظرات السطحية لتاريخنا الحضاري, نقول لهم

    إذا كانت حضارتنا الإسلامية, التي أنارت الدنيا لأكثر من عشرة قرون, والتي مثلت العالم الأول علي ظهر هذه الأرض طوال تلك القرون, والتي أحيت مواريث الحضارات القديمة وأنقذتها من الموات, والتي تأسست عليها نهضات حضارية ـ في مقدمتها النهضة الأوروبية الحديثة.. إذا كانت هذه الحضارة ــ التي وضع الوحي القرآني نواتها الأولي ـ لم تتبلور علومها وفنونها وآدابها ومناهجها وتقنياتها ومذاهبها وفلسفتها وتياراتها الفكرية في عهد الخلافة الراشدة.. وإنما حدث كل ذلك الإنجاز الحضاري الرائع في عهود الملك العضود ـ الأموية.. والعباسية ــ فكيف تسطع كل هذا النور الباهر في الليل البهيم ـ الذي يتحدث عنه غلاة العلمانيين؟!.. وكيف تزدهر رياض الإبداعات ــ الدينية والمدنية ــ علي أرض النطع والسياف؟!..
    إنها معادلة مستحيلة.. وسؤال لا جواب عليه عند أصحاب هذه التصورات السوداوية عن تاريخ الإسلام والمسلمين.. تلك التصورات التي غدت شائعة لدي قطاعات واسعة من المثقفين الحداثيين.
    لقد أدركت أن وراء هذه الصورة الزائفة لتاريخنا ـ علاوة علي الفكر الاستشراقي الخبيث الذي تكلمت عنه سابقا في موضوع آخر حول الكتابات التاريخية الجديدة من طرف الغرب ـ الصورة المغلوطة لتاريخنا الإسلامي, تلك التي نبعت من الأسلوب الخاطئ والقاصر الذي كتب به هذا التاريخ.. ذلك أن أغلب مدونات التاريخ الإسلامي ـ القديم منه والحديث ــ قد سلطت كل الأضواء علي السلطة والسلطان ـ تلك التي كانت ظالمة ومستبدة في كثير من الأحيان, فجاءت صورة هذا التاريخ عوراء علي هذا النحو الذي ظنه الكثيرون..
    ولقد غاب عن مدونات هذا التاريخ ـ الذي وقف عند السلطة ـ غاب تاريخ الأمة ـ الذي ظلت مادته حبيسة كتب, الطبقات] ـ طبقات الفقهاء والفلاسفة والمتكلمين والمفسرين والمحدثين والقراء والأطباء والأدباء والشعراء والصوفية والزهاد والعلماء التجريبيين والمجاهدين المرابطين والصناع والحرفيين والتجار والزراعيين.. وحتي المغنين والموسيقيين.. إلخ.. إلخ..
    كما غابت عن مدونات هذا التاريخ صورة الواقع ــ الذي صنعته الأمة ـ واقع الدواوين والمؤسسات والعمارة وتمصير الأمصار والأسواق والخانات والمدارس والمساجد والمكتبات والتكايا والمزارات والبيمارستانات.. إلخ.. إلخ.. هذا الواقع الذي أبدعت حضارتنا الإسلامية لتسجيله وتأريخه فنا متميزا من فنون التأليف, هو, موسوعات الخطط ومعاجم البلدان...
    .
    لو أن ذلك قد حدث في تدوين تاريخنا الإسلامي, لظهر جليا أن الانحراف المبكر للسلطة والدولة لم يدخل بأمتنا وتاريخنا الحضاري عصر الظلمات, ونفق الانحطاط.. وأن الأمة ــ التي بنت الحضارة ـ قد كان ثقلها ونصيبها أعظم من الدولة ـ في هذا الإبداع الحضاري العظيم.. لقد تميز تاريخنا الحضاري بخاصية تعظيم دور الأمة وتحجيم أثر الدولة, فلم يصب انحراف الدولة ـ المبكر ـ تاريخنا بالتخلف والظلامية والانحطاط ـ كما يحسب غلاة العلمانيين ــ بل إن بلادنا لم تعرف نمط الدولة الغول, التي تحجم الأمة إلا عندما جاءها نمط الدولة القومية الأوروبية في عصرنا الحديث!
    إذن, هو الجهل وسوء النية ومعهما الخلل الذي أصاب تدوين تاريخنا, والذي سلط كل الأضواء علي الدولة وأهمل تاريخ الأمة.. أسباب ثلاثة تقف وراء النظرة السوداوية لتاريخ الإسلام والمسلمين.. الأمر الذي يطرح علي العقل المسلم قضية إعادة كتابة التاريخ المتوازن لحضارة الإسلام؟
    أم نرد على كتابات الغربيين والمستشرقين ونقاومهم بالأفكار ؟
    أم نبقى نتفرج عليهم ونحن مكتوفي الأيدي ؟
    أم نبدأ في كتابة تاريخنا من جديد ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08 2024, 21:27