منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه 710
    عارضة الطاقة :
    تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه Left_bar_bleue90 / 10090 / 100تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه Empty تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه

    مُساهمة من طرف Admin الخميس فبراير 02 2012, 18:16

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    تخطيط المدن ومشكلات الاعتماد على الطاقة شر لا بد منه


    د. عبد الله إبراهيم الفايز



    قد لا يتعدى أي خطاب من رئيس أي دولة أوروبية أو أمريكية وعودا بتخفيض الاعتماد على الطاقة وخاصة ثروتنا النفطية. ويضعون لذلك برامج مساعدات وتواريخ ووعود ووعود. ويتعدى ذلك إلى البحث عن بدائل للطاقة وخاصة لاستعمال الوقود للسيارات مثل الهيدروجين والإيثانول والكهرباء. وقد تكون خسارة شركة فورد التاريخية في الأسبوع الماضي لمبلغ في حدود 40 مليار ريالاَ دليلاَ على أزمة بين تخطيط المدن وما يحلم به هؤلاء الرؤساء ومواطنوهم. فمشكلات وأزمات الطاقة للعالم كله مشكلة أو شر لا بد منه مهما فكروا. فهم مدمنون على الإسراف في الطاقة وهو إدمان من صنعهم أو صنع مخططي المدن. فالغرب خطط مدنه على الاعتماد على السيارة في كل دقيقة من حياة سكان تلك المدن. وأصبحت تلك المدن تنمو في الضواحي وتستمر في النمو عشرات الأميال. وزاد الانتشار والتوسع الأفقي للمدن وأصبح السكان يعيشون في الضواحي وكل في منزل على أرض مساحتها تصل إلى هكتار. وأصبحت معظم دول العالم الثالث أيضا تتبع وتقلد نفس الموضة في تخطيط مدنها. وتشير دراسة أجراها أخيرا د. إدوارد قلاسير من جامعة هارفارد إلى أن 22 في المائة فقط من سكان أكبر المدن الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية يعيشون على مسافة ثلاثة أميال من وسط المدينة والذي هو رمز لمواقع العمل الرئيسية. بينما ما يقارب 80 في المائة من السكان يعيشون على مسافات تصل إلى 30 ميلاَ خارج المدينة. وبذلك يشكل هؤلاء عبئا كبيراَ على مدى استهلاكهم للوقود. وهذا يجعل حلم الرئيس بوش والأمريكيين يتلاشى مع العلم أن هذه الهيلمة على استيراد أو الاعتماد على النفط مصطنعة. فأمريكا تستورد فقط 40 في المائة من نفط العالم، حيث إنها تمتلك 60 في المائة من النفط المحلي. وقد يكون الأوروبيون أخف مصيبة فمدنهم صممت في وقت أقدم قليلاَ حين كان الاعتماد على القطارات. وبعكس الولايات المتحدة الأمريكية فمعظم المدن الأوروبية كانت ومازالت تعتمد شبكة مثالية من القطارات التي تربط جميع وسط المدن الأوروبية. فأنت تستطيع أن تنهي أعمالك في جنيف في سويسرا لتصل إلى وسط باريس في فرنسا في أقل من ساعتين. ويقف بك القطار عند باب الشركة أو الفندق الذي تريده.
    إذاً فالعلاقة واضحة بين التخطيط الوطني وخاصة تخطيط المدن والطاقة والاعتماد عليها أو اندماجها. وبين التخطيط الأمريكي والأوروبي. فالتخطيط الأمريكي مبني على الطرق السريعة الواسعة وعلى الامتداد العمراني الأفقي بينما التخطيط الأوروبي مبني على شبكات القطارات والتركيز العمراني حول مراكز المدن. وقلدت ذلك بعض الدول العربية التي كانت تحت الحكم البريطاني مثل الإمارات والبحرين والكويت وعمان فأخذت من التخطيط البريطاني خصائص الطرق الضيقة والمتعرجة ولكنها تركت المهم فلم تبن شبكة القطارات. لذلك انقلب الحال وأصبحت تلك الدول تعاني من ذلك التخطيط الأوروبي وطرقه الضيقة وأزمات المواقف وتتجه نحو الطرق السريعة الواسعة والتخطيط الأمريكي وهو ما نلاحظه الآن في العالم العربي.
    بالطبع الإدمان على الطاقة ليس منصباَ على وقود السيارات فقط ولكن في الوظائف الحياتية والاستعمالات الأخرى مثل التدفئة والصناعة والتي هي استعمالات ما زالت مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع تخطيط المدن وتوسع الانتشار العمراني..
    ولعلي هنا أعود للتذكير بمجموعة من المقالات التي سبق أن حذرت فيها من مشكلات النمو للمدن السعودية فوق مقوماتها والحلول التي اقترحتها والتي إضافة إلى أنها حلول لمشكلات الطاقة وما تجلبه من تلوث بيئي إلا أن مشكلاتها الأخرى تكمن فيما تسببه من مشكلات وأمراض اجتماعية وتفشي الجريمة والإرهاب وتأصل مشاكل المخدرات والرذيلة. وهو نمو ستعجز سلطات الأمن عن التحكم فيه وبالتالي سيتحكم فيها وتنمو العصابات ومافيا المخدرات.
    خلاصة القول إن حلول مشكلات الطاقة سواء للغرب أو لنا تكمن في مدى تحكمنا في نمو مدننا وإيجاد حلول ودعم للنقل العام وشبكة القطارات بين المدن الكبرى والموانئ. وأن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وأن نقتنع بأن نمو المدن فوق حدود مقوماتها من الخدمات للبنية التحتية والموارد من الماء والكهرباء هو مطلب غير حضاري. وأن نعي أن العودة إلى التخطيط الإسلامي للمدن بجعل الأحياء مركزة بخدماتها لاحتواء الحركة داخلها وأن يكون الجامع وسط الحي وتحيط به المدارس وساحة عامة للتبادل التجاري وسد الاحتياجات اليومية لسكان الحي قد يكون الحل الأمثل.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28 2024, 14:35