منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    مصرع الايدلوجيا

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : مصرع الايدلوجيا 710
    عارضة الطاقة :
    مصرع الايدلوجيا Left_bar_bleue90 / 10090 / 100مصرع الايدلوجيا Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    مصرع الايدلوجيا Empty مصرع الايدلوجيا

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين فبراير 06 2012, 16:04

    مصرع الايدلوجيا 13219732491

    مصرع الايدلوجيا

    الأيديولوجيا هل ثمة ماهو أشنع من تحول الأيديولوجيا إلى قوة عسكرية غاشمة تروم السيطرة على الآخر بالعنف؟ فتهيمن على مقدرات الفكر

    والعمل والحياة في آن. لا ترغب (سلطة القوة) عموما بسلك طريق الحوار المتبادل المقنع والمثمر بل عن طريق (المكارثية) : أناقشك واتحسّس قبضة مسدسي!. فلم تكن (المكارثية) على أية حال صنيعة وزير أميركي (مكارثي) بعد الحرب العالمية الثانية، فهي موجودة منذ بدء خليقة البشرية بعد تحولها من مرحلة الجمع والألتقاط إلى مرحلة الصراع والتملك والعنف. عندئذ فقط بدأت بواكير الأيديولوجيا لدى البشرية متمثلة بالسحر والشعوذة والتملك والعبودية للضعفاء والسيطرة على الارواح وعبادة الأسلاف. ففرض الرأي بالقوة هو اول و آخر ما يمكن ان يلجأ إليه في عصر (العمى الأيديولوجي) الأخاذ القديم والحديث. ولذلك كان الحوار الوحيد الذي أجرته الايديولوجيات الشمولية في عصرنا الراهن ( الشرقية والغربية على حدّ سواء) وعلى اختلاف أنواعها، لا يعدو ان يكون مجرد احتمال ممكن - في النتيجة- لإنعكاس قصف الصواريخ عابرة القارات في ادق صور صراعها.. وما حوادث خليج الخنازير عام 1961 ببعيدة عن إمكانية تحول الاديولوجيات إلى ستراتيجيات حربية في النهاية، وببساطة إدارية سريعة، تماما مثلما تحولت الإشتراكية السوفيتية إلى الطريق الستاليني بشخطة قلم واحدة من ستالين نفسه. وليسلخ عن الماركسية اللينينية آخر جلد معرفي لها. عندئذ فقط ، تحولت الأيديولوجيا عموما إلى (منظومة) اخرى تقع في خدمة العنف البشري اكثر من كونها فكرة او نظرية رائدة في مجال التنويرالإنساني وبسط سبل المعرفة والحوار. ولذلك فقد اختصر المسافة نابليون بونابرت، وعدّ الايديولوجيا مجرد "أسطورة" عبثية لا معنى لها على طريق العمل العالمي للثورة الفرنسية. ثمّ ما لبث بونابرت ان قايض بعد ذلك وبسرعة (إدارية) أيضا، قيم ومباديء الثورة الفرنسية بالتاج الفرنسي. وليعقد (صلح الكونكردات) مع البابوية بعد عداء مستحكم وطويل بينه وبينها، واضعا التاج بنفسه على رأسه كإشارة إلى صعود نجم (الفرد) الحاكم في التاريخ الحديث. وليثبت بونابرت من جديد أيضا بأن الأيديولوجيا مجرد (وهم أسطوري) من اوهام بني البشر، وهي لا تستطيع الوقوف امام القوة بكلّ أشكالها باعتبارها آخر ما يمكن ان يمرّ سراعا على الذهن الإنساني في أيام الالتحام المريرة في الصراعات البشرية الدامية، ويمكن أيضا، إزاحة الأيديولوجيا بسهولة من خلال الجيوش الجرارة حسنة التنظيم، وجيدة التسليح، وقوية الإرادة. فلا مكان للأيدويولوجيا في عالم تحكمه القوة وحدها ما لم تكن في خدمتها. سحب بونابرت الغارق بأحلام النصر الدائم على اوربا والعالم الصديء إلى حروب مدمرة تحت لواء (الحرية والإخاء والمساواة) دون أن تكون الأخيرة غير شعارات باهتة نتج عنها اخيرا تأسيس أسرة بونابرت الحاكمة على عروش أوربا فقط ، ولتسقط اهم الافكار التي نادت بها أيديولوجيا الثورة الفرنسية بعد ذلك. كانت عيون عشيقة بونابرت- أرملة احد ضباطه- المرافقة له اهم كثيرا من (خزعبلات) الافكار المتحررة والأيديولوجيات التي افرزها عصر التنوير الفرنسي الأول او التي جاءت بها الثورة الفرنسية. وكانت هزيمة بونابرت - في النهاية - بمثابة هزيمة كبرى ليس للثورة الفرنسية ومبادئها (السامية), بل هزيمة للأيديولوجيا الجديدة التي جاءت على انقاض وحرائق النظام الإقطاعي الأرستقراطي الفرنسي القديم. لكن الأيديولوجيا بقيت تعاند الطريق دائما، فبدأت من جديد في اواسط القرن التاسع عشر على يد فلاسفة الإشتراكية الذين ما لبثوا ان وجدوا فيها (طريقا مناسبة) لخلاص العالم من خلال تغييره. كان التغيير يتم دائما وأبدا راديكاليا ثوريا وعنيفا تحت قبة سماوية من الدماء البشرية النافرة. هكذا وضع (سلاح العلم) و(الفلسفة) معا تحت خدمة الأيديولوجيا - هذه المرة- حيث وضعت الأخيرة في خدمة منهجية تغيير العالم، فأنزلت الفلسفة على يد كارل ماركس فيلسوف الطبقة العاملة من عليائها ومن ابراجها الشاهقات لتتحول إلى اداة بيد البروليتاريا الأوربية الصاعدة. ثم اختصرالقضية الأيديولوجية برمتها في أوربا الغازي الثاني لها أودولف هتلر- الرسام النمساوي الفاشل- الذي ضمّن مبدأ القوة والعلو العرقي (الجرمانية) أديولوجيته النازية على الرغم من أنه لم يقدّم طوال حياته السياسية غير كتاب واحد هو (كفاحي) الذي هو عبارة عن سيرته الشخصية مع عدد كبير من الخطب النارية التي لم تثمر عن اية قوة فكرية لماحة. لكن الالمان - بما في ذلك عدد كبير من مفكريهم وستراتيجيهم وادبائهم ومفكريهم واكاديمييهم - لم يلبثوا ان وضعوا الخطط والافكار ودبجوا المباديء للنازية الألمانية لتظهر كواحدة من الاديولوجيات التي لا تعنى كثيرا بالنظر، بل بالعمل بدرجة أساسية، حتى انها باشرت - عنوة- على إقحام افكار الفيلسوف الألماني (نيتشه) وعدته جزافا واحدا من روادها! لم يلبث مفهوم الصراع الأيديولوجي ان أصبح قناعا للصراعات الطبقية والقومية المدمرة طوال القرن العشرين تقريبا حتى خرج علينا (الفلاسفة) الاميركان الحكوميون أخيرا من امثال فوكوياما وهنتنغتون وفريدمان والمؤرخ المصاب بعدوى التبشير الدائمة برنارد لويس في محاولة جديدة لرسم (أيديولوجيا) لرأسمالية مابعد الاتحاد السوفيتي، فلطالما عجز العالم الرأسمالي عن صياغتها لآلته الحربية والصناعية، و لتجد متنفسا غير طبيعي هذه المرة، ولتضع بولادة قيصرية مشوهة بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين عام 1990ستراتيجية العولمة التي أصبحت ثقافتها جزءا من ايديولوجيتها الأقتصادي, وحيث أصبحت الثقافة سلعة على طريق الانتاج الواسع. كانت الايديولوجيا الجديدة كما يراد لها ان تكون مجرد تابعة لقوى العالم الراسمالي الصاعد والمنتصر توا على اهم قلعة للإشتراكية السوفيتية السابقة. وبات من الصعب على العالم ان يقتنع مرة اخرى بجدوى الفكر التنظيري - والمترشحات العملية التي لا تتطابق معه غالبا - الذي طفق العالم الإشتراكي يدعو له. ولذلك على قوى اليسار (الطبقية المتمقرطة) والمدافعة عن فكرها التجديدي ان تجد لها حلا مقنعا للعالم من اجل تغييره من جديد عن طريق الأيديولوجيا لكي لا يظهر لنا بونابرت ساخر جديد، او من يضع الايديولوجيا في خدمة القوة الصاعدة كهتلر وستالين. شناعات الأيديولوجيا كتب تشي غيفارا الثائر اليساري الأرجنتيتي المعروف الذي قضى في غابات بوليفيا عام 1967 : ان الولايات المتحدة تحتاج إلى اكثر من فيتنام لتتعلم.. كان الثائر الغريب يتوقع الهزيمة العظيمة التي ستلحق بالأميركان عام 1975، تلك الهزيمة التي لم تخلف إلى العالم الحر غير الروائح العفنة لبرنامج (فينيكس) الشهير والمتعلق بتعذيب الفيتناميين الجنوبيين والمتعاونين مع الفيتكونغ الشماليين، والمليء بالأخطاء الستراتيجية والتقديرات القاتلة، حيث دفع الثمن كاملا الفقراء من الفيتنامين. ولتخرج الولايات المتحدة من فيتنام مخلفة وراءها سيلا من الوثائق الورقية قدرت ب 98% من اسماء المتعاونين مع المخابرات الاميركية وبرنامج فينيكس بالذات، حيث تمّ أصطيادهم بلا رحمة حتى أنهم كانوا يستغيثون من خلال اجهزة أتصالاتهم بأصوات مبحوحة في حين يتم القبض عليهم من الثوارالشيوعيين. فلم ترحم الولايات المتحدة حتى اولئك الذين قدموا لها الخدمات الاستخبارية كعملاء فهل ثمة من يعتبر الآن!؟ وكانت حرب الولايات المتحدة في جنوب شرق أسيا من اكثر المعالم الكبرى المصابة بالعمى الأيديولوجي في التاريخ الحديث شناعة وهي هزيمة للفكر الليبرالي الغربي أيضا. تماما مثلما كانت أوربا العجوز تحتاج إلى أكثر من حرب مدمرة لتتعلم من خلال الغزوات التي شنها بونابرت ومن بعده هتلر بأيديولوجيته النازية التي أستقدم لها خيرة عقول العلماء والاكاديمين والكتاب الجرمان. لكنه لم يحصد من كلّ ذلك العنت والأستعلاء والجنون الفكري غير موت درماتيكي في وجار الذئب. ولم يعد ثمة احد معنيا بأيديولوجيا النازية إلا بعض الشباب الألماني المعتوه .. كانت هزائم الايديولوجيا اكثر من أن تحصى. كانت هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي عتها حقيقيا آخر وعمى طويلا. ولذلك من اجل معالجة سؤ البصر المزمن هذا فقد عمدت من جديد بمثابة للجؤ إلى اسلوب العزلة (غير اللامعة) النسبية والبدء بوضع ما عرف بعد ذلك بمفهوم (القتال بالنيابة) وهو من أفضل التكتيكات الطويلة الأمد نسبيا لإبعاد حالة العمى الكامل والبقاء في حالة العشو الليلي في أقل تقدير.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08 2024, 13:16