الرئيسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ارتبطت نشأة مدينة القنيطرة بمصالح الاستعمار الفرنسي الذي كان له الفضل في نشأتها و توسعها انطلاقا من اتخاذها كقاعدة عسكرية تمكن له السيطرة على أهم الأراضي المغربية التي كانت تدخل ضمن ما يعرف بالمغرب النافع ثم إنشاء أول ميناء نهري بالمغرب ساعد في رواج المدينة تجاريا و صناعيا.
و بموازاة هده الطفرة الاقتصادية التي عرفتها القنيطرة استقبلت وفودا كبيرة من المهاجرين القرويين الدين شكلوا نواة الدينامية المجالية بها.
و يتناول هدا النص الذي اخترناه كشاهد على نمو أحياء الصفيح التي كانت من ابرز مظاهر هدا التوسع المجالي و لأنها تعطينا نظرة عن الاتجاهات التي يسلكها هدا التوسع من خلال صراع هده الأحياء مع السلطات وأسباب هدا الصراع و نتائجه.
يمكن اعتبار القنيطرة نموذجا يبين دور الاستعمار في ظهور المدن و تطورها الاقتصادي الذي لا يمكن فصله عن نزوح المهاجرين القرويين إليها الدين يشكلون اليد العاملة و قد سمحت لهم سلطات الحماية من إنشاء دواوير صفيحية شريطة إبعادها عن الأحياء الأوربية. لهدا عرفت هده الدواوير مطاردات مستمرة من طرف السلطات الفرنسية لإبعادها عن المناطق الغربية التي كانت تنتشر بها الأحياء التجارية و الإدارية نحو الشرق و الجنوب الشرقي و كانت هده سياسة الاستعمار الفرنسي في معظم المدن التي كانت تستقطب أعدادا كبيرة من المهاجرين. ونستخلص من هدا أن الاستعمار لا يحارب أحياء الصفيح بل يحاول فقط إبعادها عن الأحياء الأوربية التي كانت تشكل خطرا عليها وتفسد جماليتها و رونقها.
و قد مرت هده الدواوير بعدة مراحل تنقلت خلالها من هوامش الميناء نحو الشرق إلى أن اصطدمت بواد الفوارات فاتجهت نحو الجنوب الشرقي.
ومن أهم الأسباب التي كانت وراء هدا التنقل و الترحال هو النمو السريع للمدينة فكلما كثر عليها الضغط كلما كانت بحاجة إلى التوسع فتقف هده الدواوير عقبة أمام توسعها فتضطر إلى ترحيلها أو تفر من تلقاء نفسها.
كما تبقى طبيعة هده الدواوير القصديرية التي تتميز باستهلاك مفرط للمجال و بازدياد الهجرة القروية تصبح في حاجة إلى مناطق أخرى لتوسعها التلقائي الذي لا تغيب عنه المظاهر الريفية التي يجلبها المهاجرون معهم حيث يصعب عليهم التأقلم مع الحياة الحضرية خصوصا و أنهم لا يستطيعون توفير جميع الحاجيات مما يضطرهم إلى ممارسة أنشطة تبقى ذات طابع قروي وهدا ما يجعلهم مطرودين من المدينة.
إن الصراع الإيديولوجي بين السلطات الاستعمارية و الدواوير الصفيحية أعطى تقسيما مجاليا متباينا للقنيطرة يتجلى في توسع الأحياء الأوربية نحو الغرب و توسع الأحياء المغربية المنبوذة نحو الشرق و الجنوب الشرقي.
1) الحالة الراهنة لدور الصفيح:
إن الصعوبة التي واجهتها سياسة محاربة الصفيح التي نهجتها السلطات مند الاستقلال في إطار بعض المشاريع السكنية "مشروع ديور عشرة ألاف و مشروع بام و حي الفتح و سوق اثنين " كانت السبب وراء تحولها إلى محاولة إدماج هده الأحياء ضمن المدار الحضري للقنيطرة و دلك بتجهيزها و مدها بقنوات الصرف الصحي و الكهرباء و الماء الصالح للشرب وتوفير الخدمات الاجتماعية إضافة إلى تصليب الدور. و لكن هده المحاولات لم تمنع من استمرار تواجد مجموعة من البراريك على الهوامش الشرقية و الجنوبية الشرقية و أخرى تستمر في هروبها نحو غابة المعمورة بالجنوب و الجنوب الغربي.
2) محاور التوسع الأفقي للقنيطرة:
يمكن تقسيم التوسع المجالي للقنيطرة إلى ثلاثة محاور:
أ- محور الفئات الشعبية :
يتخذ هدا المحور اتجاها جنوبيا شرقيا يرجع أساسا إلى فترة الاستعمار الفرنسي و ينطلق من المدينة القديمة بشرق القنيطرة ثم يتجه نحو الجنوب الشرقي إلى أن يصل إلى عين السبع و عين عريس و الفوارات.
ب- محور الفئات الميسورة:
بعد خروج الاستعمار من المدينة انتقلت الأحياء الأوربية إلى يد الميسورين من المغاربة و قد واصلت توسعها نحو الغرب و الجنوب الغربي ومن أهم أحيائها حي المعمورة و حي لا سيكوني.
ت- محور الفئات الوسطى:
تعتبر هده الأحياء حديثة حيث تنتشر في غرب القنيطرة و تضم حي لاسيتي و حي سيدي الطيبي و حي الحدادة و الإسماعيلية و في الجنوب الغربي حي أولاد وجيه و سيدي الرامي.
و تستمر هده الأحياء في التوسع حيث توجد مجموعة حاليا من البقع المجهزة في كل من أقصى الغرب و أقصى الجنوب الغربي.
3) عوائق التوسع الأفقي لمدينة القنيطرة:
إن المحيط الطبيعي للقنيطرة يضع أمامها مجموعة من العوائق تحيل دون توسعها :
ü في الشمال:
يبقى واد سبو العائق الكبير أمام توسع مدينة القنيطرة رغم انه يعتبر الأصل في نشأتها. فكثرة انعراجاته و وجود مناطق منخفضة حوله تتعرض للفيضانات باستمرار جعل التوسع في اتجاه الشمال أمر مستبعد.
ü في الجنوب و الغرب:
تتواجد غابة المعمورة في المناطق الجنوبية للقنيطرة فتنتصب حاجزا طبيعيا أمام توسعها رغم أنها أزيحت أجزاء كبيرة منها. فالمعمورة هي التي وقفت أمام توسع أحياء الفيلات و هاهي تقف أمام توسع المدينة في الجنوب و الغرب.
ü في الشرق:
وقف واد الفوارات أمام التوسع الأفقي للقنيطرة شرقا مند فترة الاستعمار و ما زال عائقا أمام توسعها.
و أمام هده العوائق الطبيعية التي تعترض التوسع الأفقي للقنيطرة لجأت السلطات إلى السماح بالتوسع العمودي لتخفيف الضغط الذي تعاني منه المدينة و يتجلى خاصة في الغرب و الجنوب الغربي حيث تنتصب عمارات ذات عدة طوابق متعددة بالخصوص في الطرقات الرئيسية.
خلاصة:
إن الدورة الاستعمار في حركة التمدين بالقنيطرة يبدو جليا من خلال عدة مظاهر من بينها التقسيم المجالي لأشكال التعمير :
فالشرق و الجنوب الشرقي تنتشر بهما أحياء شعبية تتميز باستغلالها الكثيف لمجالات ضيقة و قلة التجهيزات بها و ارتفاع الكثافات السكانية كما تتميز بضيق الشوارع و الأزقة.
و تنتشر بالغرب أحياء راقية مجهزة تتميز باتساع مجالاتها و شوارعها.
و التوسع المجالي بالقنيطرة توسع متجمع و مسترسل و دلك راجع أساسا إلى ضيق مجالات التوسع حيث تعترضه مجموعة من العراقيل الطبيعية فأصبح التوسع العمودي هو البديل. المراجع :
أعمال الأيام الدراسية :
القنيطرة في أفق سنة 2000
19 – 20 – 21 نونبر 1993
الجهة الوصية:
جامعة ابن طفيل المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة
الدينامية المجالية للقنيطرة
ارتبطت نشأة مدينة القنيطرة بمصالح الاستعمار الفرنسي الذي كان له الفضل في نشأتها و توسعها انطلاقا من اتخاذها كقاعدة عسكرية تمكن له السيطرة على أهم الأراضي المغربية التي كانت تدخل ضمن ما يعرف بالمغرب النافع ثم إنشاء أول ميناء نهري بالمغرب ساعد في رواج المدينة تجاريا و صناعيا.
و بموازاة هده الطفرة الاقتصادية التي عرفتها القنيطرة استقبلت وفودا كبيرة من المهاجرين القرويين الدين شكلوا نواة الدينامية المجالية بها.
و يتناول هدا النص الذي اخترناه كشاهد على نمو أحياء الصفيح التي كانت من ابرز مظاهر هدا التوسع المجالي و لأنها تعطينا نظرة عن الاتجاهات التي يسلكها هدا التوسع من خلال صراع هده الأحياء مع السلطات وأسباب هدا الصراع و نتائجه.
يمكن اعتبار القنيطرة نموذجا يبين دور الاستعمار في ظهور المدن و تطورها الاقتصادي الذي لا يمكن فصله عن نزوح المهاجرين القرويين إليها الدين يشكلون اليد العاملة و قد سمحت لهم سلطات الحماية من إنشاء دواوير صفيحية شريطة إبعادها عن الأحياء الأوربية. لهدا عرفت هده الدواوير مطاردات مستمرة من طرف السلطات الفرنسية لإبعادها عن المناطق الغربية التي كانت تنتشر بها الأحياء التجارية و الإدارية نحو الشرق و الجنوب الشرقي و كانت هده سياسة الاستعمار الفرنسي في معظم المدن التي كانت تستقطب أعدادا كبيرة من المهاجرين. ونستخلص من هدا أن الاستعمار لا يحارب أحياء الصفيح بل يحاول فقط إبعادها عن الأحياء الأوربية التي كانت تشكل خطرا عليها وتفسد جماليتها و رونقها.
و قد مرت هده الدواوير بعدة مراحل تنقلت خلالها من هوامش الميناء نحو الشرق إلى أن اصطدمت بواد الفوارات فاتجهت نحو الجنوب الشرقي.
ومن أهم الأسباب التي كانت وراء هدا التنقل و الترحال هو النمو السريع للمدينة فكلما كثر عليها الضغط كلما كانت بحاجة إلى التوسع فتقف هده الدواوير عقبة أمام توسعها فتضطر إلى ترحيلها أو تفر من تلقاء نفسها.
كما تبقى طبيعة هده الدواوير القصديرية التي تتميز باستهلاك مفرط للمجال و بازدياد الهجرة القروية تصبح في حاجة إلى مناطق أخرى لتوسعها التلقائي الذي لا تغيب عنه المظاهر الريفية التي يجلبها المهاجرون معهم حيث يصعب عليهم التأقلم مع الحياة الحضرية خصوصا و أنهم لا يستطيعون توفير جميع الحاجيات مما يضطرهم إلى ممارسة أنشطة تبقى ذات طابع قروي وهدا ما يجعلهم مطرودين من المدينة.
إن الصراع الإيديولوجي بين السلطات الاستعمارية و الدواوير الصفيحية أعطى تقسيما مجاليا متباينا للقنيطرة يتجلى في توسع الأحياء الأوربية نحو الغرب و توسع الأحياء المغربية المنبوذة نحو الشرق و الجنوب الشرقي.
1) الحالة الراهنة لدور الصفيح:
إن الصعوبة التي واجهتها سياسة محاربة الصفيح التي نهجتها السلطات مند الاستقلال في إطار بعض المشاريع السكنية "مشروع ديور عشرة ألاف و مشروع بام و حي الفتح و سوق اثنين " كانت السبب وراء تحولها إلى محاولة إدماج هده الأحياء ضمن المدار الحضري للقنيطرة و دلك بتجهيزها و مدها بقنوات الصرف الصحي و الكهرباء و الماء الصالح للشرب وتوفير الخدمات الاجتماعية إضافة إلى تصليب الدور. و لكن هده المحاولات لم تمنع من استمرار تواجد مجموعة من البراريك على الهوامش الشرقية و الجنوبية الشرقية و أخرى تستمر في هروبها نحو غابة المعمورة بالجنوب و الجنوب الغربي.
2) محاور التوسع الأفقي للقنيطرة:
يمكن تقسيم التوسع المجالي للقنيطرة إلى ثلاثة محاور:
أ- محور الفئات الشعبية :
يتخذ هدا المحور اتجاها جنوبيا شرقيا يرجع أساسا إلى فترة الاستعمار الفرنسي و ينطلق من المدينة القديمة بشرق القنيطرة ثم يتجه نحو الجنوب الشرقي إلى أن يصل إلى عين السبع و عين عريس و الفوارات.
ب- محور الفئات الميسورة:
بعد خروج الاستعمار من المدينة انتقلت الأحياء الأوربية إلى يد الميسورين من المغاربة و قد واصلت توسعها نحو الغرب و الجنوب الغربي ومن أهم أحيائها حي المعمورة و حي لا سيكوني.
ت- محور الفئات الوسطى:
تعتبر هده الأحياء حديثة حيث تنتشر في غرب القنيطرة و تضم حي لاسيتي و حي سيدي الطيبي و حي الحدادة و الإسماعيلية و في الجنوب الغربي حي أولاد وجيه و سيدي الرامي.
و تستمر هده الأحياء في التوسع حيث توجد مجموعة حاليا من البقع المجهزة في كل من أقصى الغرب و أقصى الجنوب الغربي.
3) عوائق التوسع الأفقي لمدينة القنيطرة:
إن المحيط الطبيعي للقنيطرة يضع أمامها مجموعة من العوائق تحيل دون توسعها :
ü في الشمال:
يبقى واد سبو العائق الكبير أمام توسع مدينة القنيطرة رغم انه يعتبر الأصل في نشأتها. فكثرة انعراجاته و وجود مناطق منخفضة حوله تتعرض للفيضانات باستمرار جعل التوسع في اتجاه الشمال أمر مستبعد.
ü في الجنوب و الغرب:
تتواجد غابة المعمورة في المناطق الجنوبية للقنيطرة فتنتصب حاجزا طبيعيا أمام توسعها رغم أنها أزيحت أجزاء كبيرة منها. فالمعمورة هي التي وقفت أمام توسع أحياء الفيلات و هاهي تقف أمام توسع المدينة في الجنوب و الغرب.
ü في الشرق:
وقف واد الفوارات أمام التوسع الأفقي للقنيطرة شرقا مند فترة الاستعمار و ما زال عائقا أمام توسعها.
و أمام هده العوائق الطبيعية التي تعترض التوسع الأفقي للقنيطرة لجأت السلطات إلى السماح بالتوسع العمودي لتخفيف الضغط الذي تعاني منه المدينة و يتجلى خاصة في الغرب و الجنوب الغربي حيث تنتصب عمارات ذات عدة طوابق متعددة بالخصوص في الطرقات الرئيسية.
خلاصة:
إن الدورة الاستعمار في حركة التمدين بالقنيطرة يبدو جليا من خلال عدة مظاهر من بينها التقسيم المجالي لأشكال التعمير :
فالشرق و الجنوب الشرقي تنتشر بهما أحياء شعبية تتميز باستغلالها الكثيف لمجالات ضيقة و قلة التجهيزات بها و ارتفاع الكثافات السكانية كما تتميز بضيق الشوارع و الأزقة.
و تنتشر بالغرب أحياء راقية مجهزة تتميز باتساع مجالاتها و شوارعها.
و التوسع المجالي بالقنيطرة توسع متجمع و مسترسل و دلك راجع أساسا إلى ضيق مجالات التوسع حيث تعترضه مجموعة من العراقيل الطبيعية فأصبح التوسع العمودي هو البديل. المراجع :
أعمال الأيام الدراسية :
القنيطرة في أفق سنة 2000
19 – 20 – 21 نونبر 1993
الجهة الوصية:
جامعة ابن طفيل المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة
