المسجد النبوي
موضوعنا اليوم مسجد النبي محمد بن عبد الله رسول الاسلام وفيه يوجد قبره، ويعد المسجد النبوي ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة. يقع في المدينة المنورة في غرب المملكة العربية السعودية. والمسجد النبوي هو أحد ثلاثة مساجد تشد لها الرحال في الدين الاسلامي؛ فقد قال النبي: «لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا». الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما دونه من المساجد الا المسجد الحرام؛ فقد قال النبي: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام». ويعتبر المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية يتم فيه الاضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 هـ الموافق 1909 م.
بناء المسجد في عهد الرسول
عندما وصل النبى الى المدينة المنورة في ربيع الأول من العام الأول من هجرتهِ، تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار، بركت الناقة في أرض تقع في وسط المدينة، فاشتراها النبي من أهلها واختارها لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وشرع مع أصحابه في بنائه. كان طوله سبعين ذراعاً، وعرضه ستين ذراعاً، أي ما يقارب 35 متراً طولاً، و30 عرضاً. وجعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وجعل له ثلاثة أبواب، وسقفه من الجريد. وكان النبي يبني معهم اللَّبِن والحجارة. شهدت سنة 7 هـ توسعة المسجد فزاده أربعين ذراعاً في العرض وثلاثين ذراعاً في الطول، حتى أصبح المسجد مربع الشكل مائة ذراع في مائة ذراع. مع بقاء المسجد على حده الأول من جهة القبلة. ثم شهد أكثر من توسعة في عهد الخلفاء الراشدين، وشهد أيضا توسعة في العهد الأموي والعباسي وعهد المماليك وفي العهد العثماني ثم العهد السعودي حيث أولى ملوك السعودية اهتماما بالغا بتوسعته والعمل على ادخال اصلاحات فيه حيث بلغ في عهدهم أقصى اتساع.
معالم المسجد النبوي
منبر النبي
قال النبي: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي».
وكان النبي يخطب أولاً الى جذع نخلة ثم صنع له المنبر فصار يخطب عليه، روى البخاري في صحيحه عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقوم يوم الجمعة الى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: ان شئتم. فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع الى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلّم فضمَّه اليه يئِنُّ أنين الصبي الذي يُسَكَّن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها». وأقيم بعد الجذع مكانه أسطوانة تعرف بالاسطوانة المخلقة أي: المطيبة. ولحرمة هذا المنبر جعل النبي محمد اثم من حلف عنده -كاذباً- عظيماً، حيث قال: «لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطب الا وجب له النار».